|
شيعي حسيني
|
رقم العضوية : 480
|
الإنتساب : Oct 2006
|
المشاركات : 18,076
|
بمعدل : 2.74 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
melika
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 16-05-2007 الساعة : 02:41 PM
الموقف الأول : في عام ( 1969 م ) ، وفي إطار عدائها للإسلام ، حاولت زُمرة البعث الحاقدة على الإسلام والمسلمين توجيه ضربة قاتلة لمرجعية آية العظمى السيد محسن الحكيم ، من خلال توجيه تهمة التجسّس لنجله العلامة السيد مهدي الحكيم ، الذي كان يمثِّل مفصلاً مهماً لتحرك المرجعية ونشاطها .
فكان للسيد الشهيد الموقف المشرِّف في دعم المرجعية الكبرى من جانب ، وفضح السلطة المجرمة من جانب آخر .
فأخذ ينسِّق مع السيد الحكيم لإقامة اجتماع جماهيري حاشد ، ويعبِّر عن مستوى تغلغل المرجعية الدينية ، وامتدادها في أوساط الأمة ، وقوتها وقدرتها الشعبية .
فحصل الاجتماع في الصحن الشريف لمرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وكان حاشداً ومهيباً ، ضمَّ كل طبقات المجتمع العراقي وأصنافه .
ولم يقف دعمه عند هذا الحد ، بل سافر إلى لبنان ليقودَ حملة إعلامية مكثَّفة دفاعاً عن المرجعية .
حيث قام بإلقاء خطاب استنكرَ فيه ما يجري على المرجعية في العراق ، وأصدر كثيراً من الملصقات الجدارية التي أُلصقت في مواضع مختلفة من العاصمة بيروت .
الموقف الثاني : في صباح اليوم الذي قرَّر الإمام الراحل السيد الخميني مغادرة العراق إلى الكويت ، قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، قرر السيد الصدر الذهاب إلى بيت الإمام لتوديعه ، بالرغم من الرقابة المكثَّفة التي فرضتها سلطات الأمن المجرمة على منزله .
وفي الصباح ذهب لزيارته ، ولكن للأسف كان الإمام قد غادر قبل وصوله بوقت قليل .
والحقيقة أنه لا يعرف قيمة هذا الموقف وأمثاله إلاَّ الذين عاشوا تلك الأجواء الإرهابية ، التي سادت العراق قبيل وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران .
الموقف الثالث : بعد حادثة اغتيال الشهيد مرتضى المطهري في إيران على أيدي القوات المضادَّة للثورة الإسلامية في إيران ، قرر السيد الصدر إقامة مجلس الفاتحة على روحه الطاهرة ، وذلك لأنه كان من رجال الثورة ومنظريها ، وكان من الواجب تكريم هذه الشخصية الكبيرة .
الموقف الرابع : ومن مواقف الفداء والتضحية ما حدث خلال فترة الحصار والإقامة الجبرية أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران ( 1399 هـ ـ 1979 م ) إجابته على كل البرقيات التي قد أُرسلت له من إيران ، ومنها برقية الإمام الخميني .
علماً أن جميع تلك الرسائل والبرقيات لم تصله باليد ، لأن النظام العراقي كان قد احتجزها ، لكن السيد الشهيد كان يجيب عليها بعد سماعها من إذاعة إيران / القسم العربي .
وكان من حَقِّ السيد الشهيد أن يعتذر عن الجواب ، فمن هو في وضعه لا يُتوقَّع منه جواباً على برقية ، لكن لم يسمح له إباؤه ، فعبَّر عن دعمه المطلق ، وتأييده اللامحدود للإمام الراحل ، والثورة الإسلامية الفتيَّة المباركة ، مسجلا بذلك موقفاً خالداً في صفحات التضحية والفداء في تاريخنا المعاصر .
الموقف الخامس : تصدى السيد الشهيد إلى الإفتاء بحرمة الانتماء لحزب البعث ، حتى لو كان الانتماء صورياً .
وأعلن ذلك على رؤوس الأشهاد ، فكان هو المرجع الوحيد الذي أفتى بذلك ، وحزب البعث في أَوْج قوته ، وكان ذلك جزءاً من العِلَّة وأحد الأسباب التي أدت إلى استشهاده .
أهداف سعى الشهيد الصدر لتحقيقها
نذكر منها ما يلي :
1 - كان السيد الصدر يعتقد بأهمية وضرورة إقامة حكومة إسلامية رشيدة ، تحكم بما أنزل الله عزَّ وجلَّ ، وتعكس كل جوانب الإسلام المشرقة ، وتبرهن على قدرته في بناء الحياة الإنسانية النموذجية .
بل وتُثبِت أن الإسلام هو النظام الوحيد القادر على ذلك ، وقد أثبتت كتبه : ( اقتصادنا ) و ( فلسفتنا ) و ( البنك اللاربوي في الإسلام ) ، وغيرها على الصعيد النظري .
2 - وكان يعتقد أن قيادة العمل الإسلامي يجب أن تكون للمرجعية الواعية ، العارفة بالظروف والأوضاع ، المتحسسة لهموم الأمة وآمالها وطموحاتها ، والإشراف على ما يعطيه العاملون في سبيل الإسلام ، في مختلف أنحاء العالم الإسلامي من مفاهيم .
وهذا ما سمَّاه السيد الشهيد بمشروع : المرجعيَّة الصالحة .
3 - من الأمور التي كانت موضع اهتمام السيد الشهيد وضع الحوزة العلمية ، الذي لم يكن يتناسب مع تطور الأوضاع في العراق - على الأقل - ، لا كَمّاً ، ولا كَيفاً .
وكان أهمّ عمل في تلك الفترة هو جذب الطاقات الشابة المثقفة الواعية ، وتطعيم الحوزة بها .
4 - واهتمَّ السيد الشهيد بتغيير المناهج الدراسية في الحوزة العلميَّة ، بالشكل الذي تَتَطلَّبه الأوضاع وحاجات المجتمع .
لأن المناهج القديمة لم تكن قادرة على بناء علماء في فترة زمنية معقولة ، ولهذا كانت معظم مُدن العراق تعاني من فراغ خطير في هذا الجانب .
ومن هنا فكَّر بإعداد كتب دراسية ، تكفل للطالب تلك الخصائص ، فكتب حلقات ( دروس في علم الأصول ) .
5 - أرسل السيد الصدر العلماء والوكلاء في مختلف مناطق العراق لاستيعاب الساحة ، وكان له منهج خاص وأسلوب جديد ، يختلف عمَّا كان مألوفاً في طريقة توزيع الوكلاء ، ويمكننا تلخيص أركان هذه السياسة بما يأتي :
أولاً : حَرصَ على إرسال خِيرَة العلماء والفضلاء ، مِمَّن له خبرة بمتطلَّبات الحياة والمجتمع .
ثانياً : تكفَّلَ بتغطية نفقات الوكيل الماديَّة كافة ، ومنها المعاش والسكن .
ثالثاً : طلب من الوكلاء الامتناع عن قبول الهدايا والهبات التي تُقدَّم من قِبَل أهالي المنطقة .
رابعاً : الوكيل وسيط بين المنطقة والمرجع في كل الأمور ، ومنها الأمور الماليَّة ، وقد أُلغيت النسبة المئوية التي كانت تخصص للوكيل ، والتي كانت متعارفة سابقاً .
مؤلفاته
ألَّف السيد الشهيد الصدر العديد من الكتب القَيِّمة ، في مختلف حقول المعرفة ، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية .
ونذكر منها ما يلي :
1 - فَدَك في التاريخ .
2 - دروس في علم الأصول ، ثلاث أجزاء .
3 - بحث حول المهدي ( عليه السلام ) .
4 - نشأة التشيع والشيعة .
5 - نظرة عامَّة في العبادات .
6 - فلسفتُنا .
7 - اقتصادُنا .
8 - الأُسُس المنطقية للاستقراء .
9 - رسالة في علم المنطق .
10 - غاية الفِكر في علم الأصول .
11 - المدرسة الإسلامية .
12 - المعالم الجديدة للأصول .
13 - البنك اللاربوي في الإسلام .
14 - بحوث في شرح العروة الوثقى .
15 - موجز أحكام الحج .
16 - الفتاوى الواضحة .
17 - بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة .
18 - بحث حول الولاية .
19 - تعليقة على ( منهاج الصالحين ) للسيد محسن الحكيم .
20 - تعليقة على ( بُلغة الراغبين ) للشيخ محمد رضا آل ياسين .
21 - المدرسة القرآنية ، مجموعة المحاضرات .
22 - الإسلام يقود الحياة .
أقوال العلماء فيه
قال فيه صاحب كتاب أعيان الشيعة : هو مؤسس مدرسة فكرية إسلامية أصيلة تماماً ، اتَّسمَت بالشمول من حيث المشكلات التي عنيت بها ميادين البحث .
فكتبه عالجت البُنَى الفكريَّة العُليا للإسلام ، وعنيت بطرح التصور الإسلامي لمشاكل الإنسان المعاصر ، ومجموعة محاضراته حول التفسير الموضوعي للقرآن الكريم طرح فيها منهجاً جديداً في التفسير ، يتَّسِم بعبقريَّتِه وأصالته .
شهادته
بعد أن أمضى السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية ، تمَّ اعتقاله في التاسع عشر من شهر جمادي الأولى ، من سنة ( 1400 هـ ) ، الموافق 5 / 4 / 1980 م .
وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهدَ السيد الصدر ( قدس سره ) بنحوٍ فَجيع ، مع أخته العلوية الطاهرة بِنتُ الهُدى .
وفي مساء يوم 9 / 4 / 1980 م ، وفي حدود الساعة التاسعة أو العاشرة مساءً ، قطعت السلطة البعثية التيار الكهربائي عن مدينة النجف الأشرف .
وفي ظلام الليل الدامس تسلَّلت مجموعة من قوَّات الأمن إلى دار السيد محمد الصدر ، وطلبوا منه الحضور معهم إلى بناية محافظة مدينة النجف الأشرف .
فكان بانتظاره هناك المجرم مدير أمن مدينة النجف الأشرف ، فقال له : هذه جنازة الصدر وأخته ، قد تمَّ إعدامهما ، وطلب منه أن يذهب معهم لدفنهما .
فأمرَ مدير الأمن الجلاوزة بفتح التابوت ، فشاهد السيد الصدر ( قدس سره ) ، مضرَّجاً بدمائه ، آثار التعذيب على كل مكان من وجهه ، وكذلك كانت الشهيدة بنت الهدى ( رحمها الله ) .
وتمَّ دفنهما في مقبرة وادي السلام ، المجاورة لمرقد الإمام علي ( عليه السلام ) في مدينة النجف الأشرف .
وبعد انتشار خبر استشهاده عن طريق الإذاعات العالمية أصدر الإمام الخميني ( قدس سره ) حينذاك بياناً تاريخياً .
حيث أعلَن فيه عن استشهاد الإمام الصدر ( قدس سره ) وأخته المظلومة ( رحمها الله ) ، وأعلن فيه الحداد العام لكل إيران .
|
|
|
|
|