هاولاتي تنشر تفاصيل اغتيال ومقتل الصحفي سردشت عثمان
من الصحيفة نفسها
سردشت عثمان صحفي وطالب في جامعة صلاح الدين اختطف بشكل مخيف ومن ثم تم اغتياله، وكان لهذا الاغتيال صدى كبير في الشارع الكوردي والاعلام العالمي. هاولاتي تنشر تفاصيل اختطافه على لسان اصدقائه والأشخاص المقربين منه.
بحسب ما تقوله عائلة سردشت عثمان وما يقوله اصدقائه، ان المذكور كما جرت عادته في الايام الاعتيادية الاخرى في الجامعة، كان يذهب مع اخيه يوميا الى الكلية ويعودان سوية دون ان تكون ثمة مشكلة.
إلا انه في يوم 4/5/2010 وفي تمام الساعة 8,15 صباحا حينما نزل من السيارة يروم دخول الكلية، تفاجأ بسيارة من نوع هوندا، بالرغم من عدم معرفة عدد الاشخاص الذين كانوا داخلها، الا ان عددا من موظفي استعلامات كلية الفنون الجميلة التي تقع مقابل كلية اللغات التي يدرس فيها المذكور يشيرون الى ان اربعة اشخاص هجموا عليه وبعد ضربه ألقوا كتبه ومحاضراته واركبوه السيارة.
بعد هذا الحادث، تم ابلاغ رئاسة كلية اللغات ورئيس قسم اللغة الانكليزية، إلا انه لم يعرف بالضبط من هو الشخص الذي تم اختطافه؟ وبعد القاء نظرة على سجل حضور الطلبة لدى الاستاذ، وجد ان ثلاثة طلاب لم يحضروا قاعة المحاضرة وبعد الاتصال بالطلاب الثلاثة، اتضح ان الطالب المختطف هو سردشت، وبعدها مباشرة تم ابلاغ عائلته، واولئك بدورهم اخبروا الشرطة مباشرة.
وبعد بحث واستفسار مضن لعائلته وعقب مرور 48 ساعة على اختطافه، يتم العثور على جثة سردشت عثمان صباح يوم 6/5/ ملقاة في محلة معسكر في مدينة الموصل، وبعدها يتم ارسالها الى معهد الطب العدلي للمدينة وبالتالي يتم احضاره الى مدينة اربيل، حيث تنتظره حشود كبيرة من الطلبة ومن ذويه والصحفيين واعضاء للبرلمان ليسيروا به من عند كلية اللغات جامعة صلاح الدين متوجهين الى مقبرة مدينة اربيل.
من المسؤول عن مقتل سردشت؟
بحسب ما يقوله بشدار عثمان اخوه، وهو الآخر صحفي، انه من المخجل اختطاف شاب من داخل الحرم الجامعي وامام الشرطة وموظفي الاستعلامات، وهو يتهم السلطة قائلا "لكون سردشت عثمان كان يعمل كصحفي، وقبلها تم تهديده ليترك مهنته، اذن الاشخاص الذين قاموا بهذا العمل، يشتبه بكونهم تم تكليفهم من قبل السلطة".
ويشير بكر عثمان الاخ الاكبر لسردشت الى ان سبب تهديد سردشت هو عمله كصحفي وترجمته للعديد من المواضيع الكوردية النقدية الى اللغة الانكليزية لعدد من المواقع الانكليزية.
ويضيف المذكور "الى الآن لم تخبرنا المؤسسات الامنية بأي شيء عن مقتله، إلا ان ما يحير عائلتنا هو تلك الوصية، التي كتبها قبل اربعة اشهر من مقتله، والتي يذكر فيها بأنه قد ابلغ مدير الشرطة بالأمر".
ويشير محمد صديق احد الأصدقاء المقربين لسردشت الى انه لقربه من سردشت كان مطلعا على ما يقوم به، وانه تم تهديده عدة مرات، إلا ان سردشت لم يلق بالا للأمر، وقد اخبره في آخر مرة " لقد تركت الترجمة خوفا".
واضاف محمد صديق "ان سردشت كان طالبا هادئا في الكلية ولم تكن له مشكلة مع اي شخص لا من قريب ولا من بعيد، وعدا كونه طالبا، عمل في الصحافة".
عمل سردشت عثمان بداية في صحيفة (آشتي نامه) وبعدها عمل في كل من مجلة (سامال بوست) ومن ثم عمل في الترجمة الصحفية في عدد من الصحف الكوردية الاخرى، وباكورة عمله كانت عبارة عن ترجمة موضوع كوردي نقدي الى عدة صحف ومواقع انكليزية، منها فوكس نيوز.
لا تزال المؤسسات الامنية في اربيل صامتة
بالرغم من المسيرة التي قام بها طلاب كلية اللغات في يوم 5/5/2010 وطالبوا بانقاذ وتحرير الصحفي سردشت عثمان، إلا ان المؤسسات الامنية في مدينة اربيل لم تقدم اي ايضاح حول الأمر، سوى ما اشار اليه العميد عبدالخالق طلعت مدير شرطة اربيل الى انهم لا يعرفون من هي الجهة التي قامت باختطافه.
بعد مقتل سردشت والعثور على جثته، قال مدير شرطة اربيل "ان التحقيق مازال جار ولم يعرف الى الآن من يقف وراء قتله".
وبعد ان كان سردشت قد اخبر مسبقا مدير شرطة اربيل حول تلك التهديدات التي تأتيه عبر الهاتف، كان الاخير اخبره انه "لعل ذلك الرقم، يكون رقما خارجيا، او انها مسألة شخصية".
وبالطريقة نفسها اشار مدير آسايش اربيل استاذ عبدالله، الى ان التحقيق مستمر بهذا الشأن ولم يصلوا الى نتيجة.
ومن جانبه قال كاروان احمد صالح عضو اللجنة الداخلية لبرلمان كوردستان، في هذا الشأن "ان اختطاف شخص وبعدها قتله ورميه في الموصل يثير شكوكا، لأن ضواحي مدينة اربيل مليئة بالسيطرات، لذا فإن هذه المسألة لا ينبغي ان تمر بهذه السهولة".
ادانة اغتيال سردشت عثمان
على خلفية مقتل سردشت عثمان أدان كل من مركز ميترو للدفاع عن الصحفيين وكتل واعضاء البرلمان وعدد كبير من الكتاب والصحفيين واتحادات المنظمات الطلابية والمنظمات الغير حكومية ومركز جاك وقسم كبير من المؤسسات الاعلامية، ادانوا ذلك العمل المقيت، وطالبوا الكشف عن الجناة بأسرع وقت ممكن وتقديمهم للقضاء.
وجاء في بيان لمجموعة من الصحفيين بشأن هذا العمل اللاانساني " بهذه القتلة، انتقل العمل الصحفي الى مرحلة خطيرة ومخيفة"، وطالبوا رئاسات الاقليم الثلاث الاسراع قدر الامكان بمنع ضرب الصحفيين وقتلهم.
______________________________
ولد سردشت عثمان عام 1987 بمحلة (العمال) بمدينة اربيل، له عشرة اخوة وثلاث اخوات، ومازال أبواه على قيد الحياة الى الآن، كان آخر تحصيله الدراسي، هو المرحلة الرابعة في كلية اللغات قسم اللغة الانكليزية في جامعة صلاح الدين.
ويا ترى ماذا سنسمع بعد ذلك على خلفية هذه التحقيقات الموسعة؟ لن نسمع سوى توجيه المزيد من الاتهامات الرخيصة الهزلية للشهيد سردشت عثمان من شاكلة (عميل بعثي صدامي) و(انتهازي سيئ) و(عدو الأحرار) ، ونفس الأمر سيتوجه لصحيفة هاولاتي التي دأبت على فضح الفساد والفسدة من قبل بعض الوكالات التي تعمل خارج كردستان وعلى بعد 500 كيلومتر منها وهمها تمسيح جوخ السلطة البرزانية وتمجيدها وتحقير من يقول في وجهها (لا) وهي نفسها عاجزة عن فضح الفساد ونقد الأحوال