بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وألعن أعداءهم وعجل فرجهم
كثيرا ما رأينا أحتجاج بني التلف في مسأله الأمامه وأن الأمام علي كان يراها شورى وليست بالنص وانه تنازل عنها وحجتهم الواهيه في مثل هذا هو قول الأمام علي عليه السلام
:rolleyes::rolleyes: قال علي بن أبي طالب – عليه السلام- في كتاب له إلى معاوية:
و هذا يدل على علي بن أبي طالب (عليه السلام) يرى الخلافة بالشورى و ليس بالنص، فما هو الجواب ؟
:rolleyes::rolleyes: الجواب :
الجواب من حيثيتين من ناحية السند والمتن:
1- أما من حيث السند، فعندما جمع الشريف الرضي نهج البلاغة لم يذكر السند لما نقله من الخطب والرسائل، وكتاب نهج البلاغة كما يقول عنه آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي –قدس سره- (في استفتاء له):
"كتاب نهج البلاغة بخطبه وغيرها من كلمات الإمام علي (عليه السلام)، صدوره من الإمام (عليه السلام) معلوم إجمالاً، وبعض ما ورد فيه من الخطب كان موجوداً في كتب قبل تأليف الشريف الرضي، وبعض الخطب مروية بطريق صحيح كعهده (عليه السلام) لمالك الأشتر (رضي الله عنه)، وقد أُلفت كتب متعددة مرتبطة بهذا الكتاب يمكنكم مراجعتها، واللّه العالم".
لذا لا يصحأن يحتج بما في نهج البلاغة من دون الرجوع إلى مصدره الأساسي الذي نقل منه الشريف الرضي إذا كان هذا النص يعارض الأحاديث الأخرى الثابتة عن أهل البيت عليهم السلام، فمن يريد أن يحتج بما في نهج البلاغة فعليه أن يرجع إلى المصادر الرئيسية التي نقل منها الشريف الرضي و ينظر في السند أيضاً, وإن هذا الكلام المنسوب له عليه السلام نقله الشريف المرتضى عن «نصر بن مزاحم» في كتابه وقعة صفين عن عمر بن سعد الأسدي ، عن نمير بن وعلة ، عن عامر الشعبي ، ورواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق بسنده إلى نصر بن مزاحم بنفس السند السابق، وليس له سند غير هذا الذي فيه «الشعبي» وهو من رواة أهل السنة ومذموم عند الشيعة، فكيف يصح الاحتجاج بالروايات العامية والضعيفة عند الخصم ؟
:cool:
والآن لننظر إلى هذا السند المظلم:
;)
أما عمر بن سعد الأسدي هذا فمتروك الحديث عند أهل السنة، قال ابن أبي حاتم الرازي عنه: سألت أبى عنه فقال شيخ قديم من عتق الشيعة متروك الحديث.[2]
وأما نمير بن واعلة هذا فمجهول لم نجد له ترجمة !
وأما عامر الشعبي هذا فحدّث ولا حرج !!! قال آية الله العظمى الامام السيد الخوئي – قدس سره – في حقّه :
{ أقول من الغرائب أن يعده ابن داود في القسم الاول [ أي من قسم الممدوحين ] ، وهوالخبيث الفاجرالكذاب المعلن بعدائه لامير المؤمنين (عليه السلام)، وقد ذكرنا شطرا من مخازيه في تفسيرنا ( البيان ) عند التعرض لترجمة الحارث الاعور ... الخ. }[3].
فلا يصح الاحتجاج على الشيعة بهذه الرواية لإثبات المدّعى
2- أما من حيث الدلالة، فقد أوحى الله سبحانه الى النبي الكريم (ص) بأن يسلك طريق البرهان والحكمة ثم الموعظة الحسنة وإلا فالمجادلة بالتي هي أحسن لو أراد مناقشة المشركين والأعداء. وفي هذا السياق سلك أمير المؤمنين (ع) الطريق الثالث، أيالجدال مع معاوية، وعرض الإمام عليه السلام على معاوية المسلّمات التي يرتضيها معاوية مطالباً إياه بالبيعة، فقد تحدّث فيه الإمام (عليه السلام) وفق قاعدة الإلزام، وهي القاعدة الّتي تستعمل في مقام الاحتجاج على الخصوم وإلزامهم بما ألزموا به أنفسهم منقبل.
وحيث أن معاوية يدعي أن الخلافة بالشورى , وبما أن توليه لولاية الشام كان بتنصيب عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان , فإن هؤلاء المهاجرين و الأنصار الذين يعتمد عليهم معاوية في إثبات أحقية ومشروعية الخلفاء السابقين وفي أحقية ومشروعية توليه لإمارةالشام , هم بأنفسهم أيضاً بايعوا علي بن أبي طالب , فلماذا لا يقبل معاوية شورى المهاجرين والأنصار في بيعة علي بن أبي طالب فخرج يحاربه ومن معه من المهاجرين والأنصار؟
فقوله (عليه السلام): " وإنّما الشورى للمهاجرين والأنصار " ... بمعنى:
إن كنت يامعاوية لا ترى الخلافة بالنصّ الإلهي، وإنّها تتمّ عندك بالاختيار واجتماع أهل الحلّ والعقد، فأمرها لا يعدو المهاجرين والأنصار، فهم أهل الشـورى، وها هم قد بايعوني كما بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان من قبل، فما كان لك يامعاوية أن تردّ هذه البيعة أو تحتال عليها بأي حال، وإلاّ فيكون ممّن اتّبع هواه فتردّى، الأمر الّذي أشار إليه الإمام (عليه السلام) في نهاية رسالته إليه: ولعمري يا معاوية! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من دم عثمان، ولتعلمنّ أنّي كنت في عزلة عنه إلاّ أن تتجنّى ; فتجـنَّ ما بدا لك!
وقوله (عليهالسلام): " فإن اجتمعوا على رجل وسمّوه إماماً، كان ذلك لله رضا " ... فهو تعريـض بخلافة الخلفاء السابقين التي لم يتحقق فيها هذا الشرط، وإشارة الى بيعته (عليه السلام) التي تدّاك الناس عليه لبيعته (ع) حتّى استخرجوه من منزله (ع) لذلك; فمن المعلوم أنّه قد ناهض الخلفاء الثلاثة الّذين سبقوه (عليه السلام) جمع كبير من المهاجرين والأنصار، كما هو الثابت تاريخياً، فلا ريب في أن بيعة أبي بكر لم تكن عن مشورة جميع المهاجرين والأنصار، بل كانت - على حد تعبير عمر - فلتة وقى الله شرها ، فمن دعا إلى مثلها فاقتلوه ! ولم يتشاور المهاجرين والانصار على عمر لأنها كانت عن نص، وعثمان كذلك لأنها كانت محصورة في ستة أشخاص.
بينما بيعة أمير المؤمنين عليه السلام فأنّه الوحيد الذي اجتمع عليه المهاجرون والأنصاربأغلبية غالبة في المدينة، قال أبوجعفر الاسكافي المعتزلي ـ المتوفّى سنة 220 هـ ـ:
فلمّا قُتل عثمان تداك الناس على عليّ بن أبي طالب بالرغبة والطلب له بعد أن أتوا مسـجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحضـر المهاجرون والأنصار وأجمع رأيهم على عليّ بن أبي طالب بالإجماع منهم أنّه أوْلى بها من غيره، وأنّه لا نظير له في زمانه، فقاموا إليه حتّى استخرجوه من منزله، وقالوا له: أبسط يدك نبايعك. فقبضها ومدّوها، ولمّا رأى تداكهم عليه واجتماعهم، قال: لا أُبايعكم إلاّفي مسـجد النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ظاهراً، فإن كرهني قوم لم أُبايع،فأتى المسـجد وخرج الناس إلى المسـجد، ونادى مناديه.
وقال (عليه السلام) يصف هذه الحال في خطبة له:
وبسطتم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضـتها، ثمّ تداككتم علَيّ تداك الإبل الهيم على حياضـها يوم ورودها، حتّى انقطعت النعل وسقط الرداء ووطئ الضعيف، وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إياي أن ابتهج بها الصغير، وهدج إليها الكبير، وتحامل نحوها العليل، وحسـرت إليها الكعاب.
ويقول (عليه السلام) في مقام آخر:
فما راعني إلاّ والناس كعرف الضبع إليَّ ينثالون علَيّ من كلّ جانب حتّى لقد وطئ الحسنان، وشُـقّ عطفاي، مجتمعين حولي كربيضـة الغنم.
فأين بيعة من تداكت الناس عليه دكا ينثالونه من كل جانب لبيعته ؟ وبيعتةٍ فلتة وقى الله شرّها !!
3- أخيرا نقول:
إن إمامة الأئمة الاثني عشر من العترة الطاهرة عليهم السلام بالنص ثابتة بالدلائل القاهرة والبراهين الساطعة من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية متواترة، والتي لا تبقي ريبا ولا تذر شكا في ذلك.
ومن يستشهد بهذا القول من نهج البلاغة ويجب ألا ينسى أو يتناسى سائر أقوال الامام التي نقلها الشريف الرضي أيضا في نهج البلاغة مثل قوله:
{ ... لا يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّد (عليهم السلام) مِنْ هذِهِ الاُمَّةِ أَحَدٌ، وَلا يُسَوَّى بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ، وَعِمَادُ اليَقِينِ، إِلَيْهمْ يَفِيءُ الغَالي، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التَّالي، وَلَهُمْ خَصَائِصُ حَقِّ الوِلايَةِ، وَفِيهِمُ الوَصِيَّةُ وَالوِرَاثَةُ، الاْنَ إِذْ رَجَعَ الحَقُّ إِلَى أَهْلِهِ، وَنُقِلَ إِلَى مُنْتَقَلِهِ. }[4].
وقوله عن حقه بالخلافة :
{ فَوَاللهِ مَا زِلتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي، مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ، مُنْذُ قَبَضَ اللهُ تعالى نَبِيَّهُ (صلى الله عليه وآله) حَتَّى يَوْمِ النَّاسِ هذَا !! }[5]
وغيرها الكثير وحسبك منها الشقشقية والتي لا يسع المجال لذكرها.
والحمد لله رب العالمين
كتبه / السيف الصقيل
;);)
========================== ==============
[1] نهج البلاغة: كتاب [6]: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية.
[2]الجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (ج6 \ ص112).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنتم مولانا ...
وكلما اقرا هذا المقطع الذي يحتج به الوهابيه أستغرب فعلا كيف يستدلون به ؟!! فليس في هذا المقطع اي دليل على مطلبهم
لان كلام سيد البلغاء واضح بان القوم الذين بايعوا ابو بكر وعمر بايعوه اي من بايع ابو بكر وعمر وعثمان هم الذين بايعوني يا معاويه فلماذا تحاربني ؟؟
واذ اطالوا النظر هنا
(إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ،)
فتجدوه روحي فداه يشكوا من انقلاب القوم عليه ويقول بانه لم يكن بيده الاختيار في منعهم من تلك البيعة المشؤومه لان لازمها ان لا يسمع المسلمين اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله
ولو كان روحي فداه يرى الشورى لما قال ( فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ )
ونهج البلاغة فوق الشبهات ورضوان الله تعالى على مولانا علم الهدى وجزاه الله خيرا على جمعه لنا هذه الالئ من خطب أمير المؤمنين