الجنرال أبي زيد:العراق لن يستقر قريبا ومستقبله مرتبط بوضع المنطقة ككل ..أمريكا ستبقى في الشرق الأوسط لخمسين عاما قادمة
صوفيا-الوطن:استبعد القائد العسكري السابق للقيادة العسكرية الامريكية الوسطى الجنرال جون ابي زيد حدوث استقرار قريب في العراق او في الشرق الأوسط، متوقعا بقاء الوجود الامريكي العسكري في المنطقة لحوالي خمسين عاما اخر بسبب الاوضاع القلقة التي تعيشها وما يفرضه من تحديات على الدور الامريكي المستقبلي.
وقال ابي زيد فيما يتعلق بالعراق(اننا نعتمد حاليا على %80 من الجهود العسكرية و %20 من الدبلوماسية و الاقتصاد والسياسة و التعليم و المعلوماتية و الاستخبارات)مشددا على ضرورة تغيير هذه المعادلة لتصبح على العكس تماما.
واكد ان العراق لن يستقر بحلول العام 2009 حينما يتولى الرئيس الامريكي الجديد الادارة، موضحا انه(ربما خلال سنتين او ثلاث يمكن ان تبدأ الاوضاع بالتغير و بالتحول نحو الهدوء) وقال (التعامل مع العراق بمعزل عن المنطقة يشبه النظر اليه من خلال ثقب قشة)وقال ان النقاش يجب ان يتعدى قضية البقاء في العراق او مغادرته،ليمتد الى مسألة الاستعداد للصراع المقبل، لان استقرار العراق لا يعني عدم التفكير بالوجود الامريكي في المنطقة).
50 عاماً
وذكرت النشرة الالكترونية (اكسبريس) عن ابي زيد قوله (مع الوقت سيكون بامكاننا ان ننقل العبء العسكري من قواتنا الى القوات المحلية مع الاحتفاظ بدور غير مباشر منبها الى ان القوات الامريكية ينبغي ان تعي حقيقة انها لن تستطيع العودة الى الوطن وان تحصل على الراحة قبل 25 الى 50 عاما اخرى قادمة، لان الوضع الاستراتيجي في المنطقة لا يسمح بذلك ولا يظهر ان هذا يمكن ان يكون امرا ممكنا) حسب تعبيره.
وحدد ابو زيد العوامل التي تفرض البقاء وهي(التطرف الشيعي و السني، و الصراع العربي - الاسرائيلي، و تبعية الاقتصاد العالمي لنفط الشرق الأوسط) وقال (انا لا اتحدث عن حرب من اجل النفط، لكنني اقول ان النفط يغذي العديد من الخطوات الجيوبوليتيكية من قبل بعض القوى السياسية).
وأكد ابو زيد ان طول زمن الصراع في الشرق الأوسط يشبه الاربعين عاما التي استغرقتها الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي مشددا على ان ايا من مشكلات الشرق الأوسط لن تحل قريبا، موضحا ان الامر كان ليكون سهلا لو تمحور السؤال حول اذا كان يجب ان نغادر او نبقى، ولكن المسألة اكثر تعقيدا من ذلك) لافتا الى ان الشرق الأوسط منطقة بحاجة للمساعدة كي تشكل مستقبلها، حتى لا يصبح المتطرفون موجة سائدة) واضاف(اذا حصل ذلك فسنبدأ التحرك باتجاه ذلك النوع من صراع الحضارات الذي لطالما تحدث عنه الناس).
2- بي بي سي : قال الجنرال جون أبي زيد القائد العام السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط إن هذه القوات قد تبقى في المنطقة لنصف قرن. كان أبي زيد يتحدث في جامعة كارنيجي ميلون الأمريكية يوم الأربعاء.
وقال أبي زيد موضحا: "بمرور الوقت سيتعين علينا خفض حجم قواتنا التي تشتبك مباشرة في القتال ونعتمد على قوات اقليمية، وسيتعين علينا القيام بدور غير مباشر، ولكن يجب ألا يخطر على بالنا للحظة أن القوة العسكرية الأمريكية سيكون بوسعها العودة إلى الوطن، علينا أن نسترخي ونتعامل مع هذا الأمر ببساطة، لأن الوضع الاستراتيجي في المنطقة لا يُظهر أن هذا ممكنا".
وكان أبي زيد قد تنحى عن منصبه باعتباره صاحب أطول مدة خدمة كقائد للقيادة المركزية الأمريكية، ثم تقاعد من الخدمة العسكرية في مايو/ أيار الماضي وهو حاليا مستشار لمعهد هوفر في جامعة ستانفورد.
الحرب والبترول
وفي محاضرته قال أبي زيد إن "تطرف السنة، والتطرف القائم للشيعة، والصراع العربي الإسرائيلي، واعتماد العالم على بترول الشرق الأوسط، كل هذه العوامل ستبقي الأمريكيين في المنطقة لمدة طويلة".
وأوضح: "أنا لا أقول إن هذه حرب من أجل البترول، بل إن البترول يؤدي إلى تحركات جغرافية سياسية تواجهها القوى السياسية هناك".
ومضى قائلا "ومن الضروري للغاية أن نعرف في الولايات المتحدة، على المدى الطويل، كيف يمكن أن نقلل من اعتمادنا على المصادر الخارجية للطاقة".
وأكد أبي زيد ما صدر عنه من تصريحات في سبتمبر/ أيلول من أنه يتعين على الولايات المتحدة القيام بعمل أفضل في مجال استخدام الوسائل الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية لكي يتحول النزاع، من نزاع عسكري إلى قضية سياسية.
وكان أبي زيد الذي أطلق على الوضع الحالي في المنطقة "الحرب الطويلة" قد أدلى بتصريحات في سبتمبر/ أيلول لوكالة اسوشيتدبرس قال فيها إن الأمر قد يقتضي مرور من 3 إلى 5 سنوات قبل أن تصبح الحكومة العراقية قادرة على تولي أمورها بنفسها.