مسابقة 1000 فضيلة للامام علي "ع" ليدخل كل محب لعلي
بتاريخ : 06-10-2011 الساعة : 12:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ادعوكم باسم الولاء العلوي
وتحت شعار "حب علي الامير يقينا حر السعير"
للمشاركة في هذه المسابقه وليكن كل فرد منكم ميثم التمار
في اظهار احقية الامام علي "عليه السلام" في الاولوية والاختيار الالهي
بان يكون الخليفة لرسول الله "صلى الله عليه واله وسلم"
واطلب من الادارة تثبيت الموضوع للوصول الى الهدف المشود
شارك من خلال اضافة اي منقبة او فضيلة للامام علي "ع"
وها انا ابتدا المسابقة على بركة الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
اعترافات الخلفاء بخلافة علي عليه السلام وشهادتهم
1)شهادة ابي بكر
روى الامام البحراني في غاي المرام عن الترمذي وهومن اعاظم علماء السنه قال ابو بكر (اقيلوني فان علي احق مني في هذا الامر)
قال:وفي رواية كان ابو بكر يقول ثلاث مرات اقيلوني اقيلوني فانا لست بخير منكم وعلي فيكم
2) عمر يعترف علي هو الولي
اخرج العلامة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنوية (680ه) بسندة عن انس بن مالك قال لما كان يوم المؤاخاة واخى الرسول "ص"
بين المهاجرين والانصار وبينه وبين علي "ع" والحديث طويل تجدونه في كتاب "سلو عليا عن طرق السماوات والارض" للكات هشام ال قطيط
الى ان قال رسول الله "ص" من كنت مواه فعلي مولاه ومن كنت وليه فعلي وليه اللهم اني بلغت ما امرت به ,ثم نزل
فسر على "ع" واخذ الناس يبايعونه وعمر بن الخطاب يقول :
"بخ بخ لك يبن ابي طالب اصبحت مولانا وملى كل مؤمون ومؤمنة .........
3) عثمان يعترف خلق النبي "ص" وعلي"ع" من نور واحد
اخرج العلامة سيد علي بن شهاب الدين الهمداني باسناده عن عثمان بن عفان :قال:قال رسول الله "ص" خلقت انا وعلي من نور واحد قبل ان يخلق الله ادم باربعة الاف عام
فلما خلق الله ادم ركب ذلك النور بصلبه فلم يزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ففي النبوه وفي علي الوصية
4) معاويه يعترف علي حلال المشكلات
قال العلامة الحافظ االمناوي الشافعي
ان معوية كان يرسل اناسا لعلي عليه السلام يسلاله عن المشكلات سواء كان معظلاته او معظلات غيرة فكان علي عليه السلام يجيب فقال احد بنيه
تجيب عدوك؟قال :عليه السلام اما يكفينا ان احتاجنا فسالنا؟
ارجوا التفاعل
1. منامه في فراش الرسول عندما هاجر (ص).
2. زوج البتول .
3. ابوالسبطين .
4. قالع باب خيبر.
5. قاتل عبد ابن ود العامري.
6. هدم الاصنام على الكعبة .
7. صاحب بيعة الغدير.
8. صاحب سيف ذوالفقار.
عن الحسين بن محمد، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محمد الهاشمي، قال: حدثني أبي، عن أحمد بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) في قوله عزّوجل: (يعرفون نعمت اللّه ثم ينكرونها).
قال: " لما نزلت: (إنما وليكم اللّه ورسوله والذين أمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)(1) اجتمع نفرٌ من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة، فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟
فقال بعضهم: إن كَفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها، وإن آمنّا فهذا ذُلّ حين يتسلّط علينا ابن أبي طالب فقالوا: قد عَلمنا أن محمداً (صلى الله عليه وآله) صادق فيما يقول، ولكن نتولاّه ولا نطيع علياً فيما أمرنا، فنزلت هذه الآية: (يعرفون نعمت اللّه ثم ينكرونها) يعني ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) (وأكثرهم الكافرون) بالولاية "
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
المتقي الهندي في كنز العمال: ج6 ص152، والسيوطي في الدر المنثور: تفسير سورة يس، الآية 13: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: «الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل يس، وعلي بن أبي طالب».
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اكرم خلق الله اجمعين واله الأطهار المنتجبين
لا سيما نخص بالشكر الجزيل الاخ العزيز علوي الهوى زادك الله في هواك وجزاك عنه خيرا
ففضل امير المؤمنين لا يعده ولا يحصه الى واجب الوجود العليم الحكيم ورسوله الكريم
سأذكر إمتناناً مني وتيمناً غيث من فيض كرمه وفضله
روى الحافظ القندوزي، عن (الفقيه الحنفي) موفّق بن أحمد بن الخوارزمي، (بإسناده المذكور) عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم):
يا علي، ما مثلك في الناس إلا كمثل سورة ((قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)) في القرآن، من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله.
وكذا أنت يا علي، من أحبّك بقلبه فقد أخذ ثلث الإيمان، ومن أحبك بقلبه ولسانه، فقد أخذ ثلثي الإيمان، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده، فقد جمع الإيمان كله.
والذي بعثني بالحق نبياً، لو أحبك أهل الأرض كما يحبك أهل السماء، لما عذب الله أحداً منهم بالنار
ينابيع المودّة/ ص125.
وأخرج نحواً منه علاّمة الشوافع، أو الحسن بن المغازلي في مناقبه، بسنده المذكور عن النعمان بن بشير، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم)
المناقب لابن المغازلي/ ص69 ـ 70.
وكذلك أخرجه الفقير العيني في مناقبه، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)
المناقب للعيني/ ص49.
وآخرون أيضاً.
العاديات ضبحًا
العاديات من العدو، وهو الجري بسرعة ، وَ الضبح صوت أنفاس الخيل عند عدوها ، وَهو المعهود المعروف من الخيل(وإن ادعي أنه يعرض لكثير من الحيوان غيرها)، و المعنى أقسم بالخيل اللاتي يعدون يضبحن ضبحا.
و قيل: المراد بها إبل الحاج في ارتفاعها بركبانها من الجمع إلى منى يوم النحر، و قيل: إبل الغزاة، و ما في الآيات التالية من الصفات لا يلائم كون الإبل هو المراد بالعاديات.
الموريات قدحًا
الإيراء إخراج النار، والقدح الضرب و الصك المعروف ، يقال: قدح فأورى إذا أخرج النار بالقدح، و المراد بها الخيل تخرج النار بحوافرها إذا عدت على الحجارة و الأرض المحصبة.
و قيل: المراد بالإيراء مكر الرجال في الحرب، و قيل: إيقادهم النار، و قيل: الموريات ألسنة الرجال توري النار من عظيم ما تتكلم به، و هي وجوه ظاهرة الضعف.
المغيرات صبحًا
الإغارة و الغارة الهجوم على العدو بغتة بالخيل و هي صفة أصحاب الخيل و نسبتها إلى الخيل مجاز، و المعنى فأقسم بالخيل الهاجمات على العدو بغتة في وقت الصبح.
ذاك هو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه في معركة ذات السلاسل
يومئذ تحدث أخبارها () بأن ربك اوحى لها
قال: حدّثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن عبد الرحمن العلوي الحسني معنعناً، عن عمرو ذي مرّة، قال: بينا عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) إذا تحرّكت الأرض، فجعل يضربها بيده، ثمّ قال:ما لكِ فلم تجبه، ثمّ قال: ما لكِ فلم تجبه، ثمّ قال: أما والله لو كانت هية (كان تقية) لحدّثتني، وإني لأنا الذي تحدّث الأرض أخبارها، أو رجل منّي
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام التين والزيتون الحسن والحسين عليهما السلام وطور سينا عليّ بن ابي طالب عليه السلام وهذا البلد الأمين محمّد صلّى الله عليه وآله.
{ (4) لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } بأن خصّ بانتصاب القامة وحسن الصورة واستجماع خواصّ الكائنات ونظاير ساير الموجودات.
{ (5) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } قيل بأن جعلناه من اهل النّار القمّي نزلت في الأوّل.
وفي المناقب عن الكاظم عليه السلام قال الانسان الأوّل ثم رددناه اسفل سافلين ببغضه امير المؤمنين عليه السلام.
{ (6) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } قال علي بن أبي طالب عليه السلام.
{ (7) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ } فأيّ شيء يكذّبك يا محمّد دلالة او نطقاً بعد ظهور هذه الدلائل كذا قيل { بِالدِّينِ } في حديث المناقب بولاية عليّ بن ابي طالب عليه السلام وقيل بالجزاء القمّي الاّ الّذين آمنوا قال ذاك امير المؤمنين عليه السلام بالدّين قال بأمير المؤمنين عليه السلام فلهم اجر غير ممنون اي لا يمنّ عليهم به.
{ (8) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } تحقيق لما سبق يعني اليس الذي فعل ذلك من الخلق والردّ بأحكم الحاكمين صنعاً و وتدبيراًمن كان كذلك كان قادراً على الاعادة والجزاء.
قال محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبد الله ابن جعفر عن الحسن ابن موسى عن علي ابن احسان عن عبد الرحمن عن عبد الله جعفر الصادق عليه السلام قال: قال الله تعالى (الم نشرح لك صدرك -بعلي- ووضعنا عنك وزرك الذي انقض ظهرك فأذا فرغت -من نبوتك - فأنصب-عليا وصيا- والى ربك فارغب
أعظم ما قاله رسول الله (ص) بحق أمير المؤمنين نفسي له الفدا:
يا علي لا يعرفك الا الله وانا
عن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسلمت وقلت: يا رسول الله، أرني الحق أنظر إليه بياناً .
فقال: يا ابن مسعود، لج المخدع، فانظر ماذا ترى؟!
قال: فدخلت، فإذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) راكعاً وساجداً وهو يخشع في ركوعه وسجوده، ويقول: اللهم بحق نبيك محمد إلا ما غفرت للمذنبين من شيعتي.
فخرجت لأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، فوجدته راكعاً وساجداً. وهو يخشع في ركوعه وسجوده ويقول: اللهم بحق علي وليك إلا ما غفرت للمذنبين من أمتي.
فأخذني الهلع، فأوجز (صلى الله عليه وآله) في صلاته، وقال: يا ابن مسعود، أكفراً بعد إيمان؟!
فقلت: لا وعيشك يا رسول الله، غير أني نظرت إلى علي وهو يسأل الله تعالى بجاهك، ونظرت إليك وأنت تسأل الله تعالى بجاهه، فلا أعلم أيكما أوجه عند الله تعالى من الآخر؟!
فقال: يا ابن مسعود، إن الله تعالى خلقني وخلق علياً والحسن والحسين
</span>
من نور قدسه، فلما أراد أن ينشئ خلقه فتق نوري، وخلق منه السماوات والأرض، وأنا والله أجل من السماوات والأرض.
وفتق نور علي، وخلق منه العرش والكرسي، وعلي والله أجل من العرش والكرسي.
وفتق نور الحسن، وخلق منه الحور العين والملائكة، والحسن والله أجل من الحور العين والملائكة.
وفتق نور الحسين، وخلق منه اللوح والقلم، والحسين والله أجل من اللوح والقلم.
فعند ذلك أظلمت المشارق والمغارب.
فضجت الملائكة ونادت: إلهنا وسيدنا، بحق الأشباح التي خلقتها إلا ما فرجت عنا هذه الظلمة.
فعند ذلك تكلم الله بكلمة أخرى، فخلق منها روحاً، فاحتمل النور الروح، فخلق منه الزهراء فاطمة، فأقامها أمام العرش، فأزهرت المشارق والمغارب، فلأجل ذلك سميت الزهراء.
يا ابن مسعود، إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي: أدخلا الجنة من أحببتما، وألقيا في النار من أبغضتما.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ}(1).
____________
1- الآية 24 من سورة ق.
فقلت: يا رسول الله، من الكفار العنيد؟!
قال: الكفار من كفر بنبوتي، والعنيد من عاند علي بن أبي طالب(1).
ونقول:
أولاً: دلت هذه الرواية على جواز التوسل بالأنبياء والأوصياء. وأن ذلك ليس من الشرك في شيء.
ثانياً: إن النبي (صلى الله عليه وآله) مستجاب الدعوة، وكذلك الوصي، ولا يحتاجان إلى التوسل بأحد، ولكنهما (عليهما الصلاة والسلام) يتعاملان مع نفسيهما كما يتعامل سائر الناس مع أنفسهم، فلا يأخذان معنى العصمة في تعاملهما هذا.. ومن فوائد ذلك تجسيد معنى الأسوة والقدوة بصورة عملية؛ إذ لو فهم الناس أنهما يتعاملان على أساس حقيقة النبوة والإمامة، ليشعر الناس بالعجز عن التأسي بهما، والمجارات لهما..
ثالثاً: المطلوب هنا: تعريف ابن مسعود بأمور:
أحدها: أن يرى بأم عينيه وبصورة عملية مقام علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله).
____________
1- بحار الأنوار ج36 ص73 و 74 وج40 ص43 و 44 عن جامع الفوائد، وعن الفضائل لشاذان، وتأويل الآيات ج2 ص610 ـ 612 والفضائل لشاذان ص128 و 129 ومدينة المعاجز ج3 ص219 ـ 221 و 417 ـ 419 والدر النظيم ص765 و 766 واللمعة البيضاء ص107 و 108 وغاية المرام ج4 ص163 وج7 ص66 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص250.
الثاني: تعريفه بمدى اهتمام النبي (صلى الله عليه وآله) بأمته، واهتمام علي (عليه السلام) بشيعته.
الثالث: أن هذا الهمَّ همٌّ حقيقي، يحمله كل منهما إلى خلواته، ويناجي به ربه، ويبذل الجهد في العبادة والتبتل إلى الله من أجله..
الرابع: أن محبة النبي (صلى الله عليه وآله) للمطيعين لا تعني سعيه لعذاب وشقاء العاصين، بل هو يسعى لإنقاذهم من البلاء، وتخليصهم من العذاب والعناء والشقاء.
رابعاً: إنه (صلى الله عليه وآله) حين قال لابن مسعود: أكفر بعد إيمان؟! قد أعطاه جرعة تفيده في التحمل والتماسك والثبات، وتؤهله لتلقي ما هو أعظم، مما تضمنته أقواله (صلى الله عليه وآله) من حقائق ودقائق، حول هذه الموجودات النورانية السامية المقام، ليقيم بذلك الحجة على ابن مسعود، ولتكون له ذخراً وملاذاً في الأيام الصعبة، حين تهجم عليه وعلى غيره اللوابس، وتعصف رياح الشبهات، وتلقي ظلم الأضاليل والأباطيل والترهات بكلاكلها..
فلعله يستعين بها على إنقاذ غيره.. وليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيي عن بينة، وما ربك بظلام للعبيد.
النبي شجرة، وعلي فرعها:
عن أبي الزبير، عن جابر: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعرفات، وعلي (عليه السلام) تجاهه، فأومأ إليَّ وإلى علي (عليه السلام)، فأتيناه، فقال: ادن مني يا علي.
</span>
فدنا علي منه، فقال: أطرح خمسك في خمسي ـ يعني كفك في كفي ـ يا علي، أنا وأنت من شجرة، أنا أصلها، وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن من أغصانها أدخله الله تعالى الجنة.
يا علي، لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالأوتار، ثم أبغضوك لأكبهم الله تعالى في النار(1).
ونقول :
لاحظ ما يلي:
1 ـ وتقول الرواية: إن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أومأ إلى جابر، وإلى علي (عليه السلام) معاً، ولكنه وجه الخطاب لعلي (عليه السلام) دون سواه.. فهل أراد (صلى الله عليه وآله): أن يتخذ جابراً كشاهد على ما يجري؟! وقد أشار إليه معه ليفهم أنه هو الآخر يتحمل مسؤولية تجاه ما سيقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام)!!
____________
1- الفصول المئة ج3 ص289 وفرائد السمطين ج1 ص51 ح16 وعن الرسالة القوامية في فضائل الصحابة، وراجع إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص180 و83 وج9 ص158 وج16 ص124 و 125 وج17 ص184 وج21 ص442 وج23 ص135 وج31 ص84 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص64 ومناقب الإمام أمير المؤمنين الكوفي ج1 ص242 والعقد النضيد والدر الفريد للقمي ص52 وبحار الأنوار ج27 ص226 وينابيع المودة ج1 ص270 وغاية المرام ج3 ص62 و 63 وسفينة النجاة للتنكابني ص334 .
2 ـ قد يقال: إن جابراً توهم أن النبي (صلى الله عليه وآله) أومأ إليه، وهو إنما أومأ لعلي (عليه السلام) فقط..
ونجيب:
بأنه يستشم من الرواية: أن جابراً كان في ناحية أخرى في ذلك المجلس، ولم يكن إلى جانب علي (عليه السلام)، حيث صرح جابر: بأن علياً كان تجاه النبي، وسكت عن نفسه، ولو كان جابر في نفس الإتجاه لقال: وأنا وعلي (عليه السلام) تجاهه..
3 ـ إذا ترجح أنهما كانا في موضعين مختلفين، فذلك يعني: أنه (صلى الله عليه وآله) أومأ إيماءتين، إحداهما لعلي (عليه السلام)، والأخرى لجابر (رحمه الله)..
4 ـ إن وضع علي (عليه السلام) خمسه في خمس النبي (صلى الله عليه وآله) بأمر من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشير إلى التلاحم، وإلى تمام الإنسجام والتطابق بينهما.. وعلى استيعاب هذا التطابق وهذا التلاحم كما تستوعب الكف بخمس أصابعها الكف الأخرى بخمس أصابعها أيضاً.
5 ـ ثم أعلن (صلى الله عليه وآله) هذا التوافق والتطابق ـ بالقول ـ ليؤكد هذا الفعل، فقال (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : أنا وأنت يا علي من شجرة واحدة.
6 ـ وحيث إن ذلك لا يمنع من أن يكون غيرهما أيضاً من شجرة، كما لا يمنع من أن يكون أشخاص آخرون من النبي (صلى الله عليه وآله) (مع علي (عليه السلام) أو بدونه) فقد شفع ذلك بقوله النافي لهذه الإحتمالات،
</span>
حين فصل حقيقة هذه الشجرة بأن النبي (صلى الله عليه وآله) أصلها، وعلياً فرعها، والحسنين غصناها، فلم يبق في الشجرة مكان تمكن المشاركة فيه لأي كان من الناس..
7 ـ بينت هذه الرواية: أن لهؤلاء الأطهار حقيقة منسجمة، ومتوافقة في آثارها، وأحوالها وأطوارها، وفي الأمر الأهم للإنسان، الوصول للجنة بالتعلق بأي غصن من أغصانها.
وإذا كانت الأغصان منطلقة من الفرع، والفرع منطلق من الأصل، فذلك يعني أنه يحمل حقيقته، وخصائصه في عمق ذاته وكنهه.
8 ـ ثم صرحت الرواية: بأن الأعمال لا تقبل من مبغضي علي (عليه السلام)، مهما بلغت في كثرتها، وشدة معاناة الإنسان لها في حياته الدينا..
وهذا المضمون مؤيد بمضامين كثيرة جداً أو متواترة تؤكد على أن الأعمال لا تقبل بدون ولاية ولاية علي (عليه السلام) حتى لو صام نهاره، وقام ليله، وحج دهره.. بل قد ذكرنا في بعض فصول هذا الكتاب أن الفقرة الأخيرة، في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}(1)، تدل على ذلك أيضاً.
9 ـ وحيث إن هذا الحدث قد كان في عرفات، فمن المتوقع أن يكون كثير من الناس قد شهدوه، وسمعوا ورأوا ما جرى..
____________
1- الآية 67 من سورة المائدة.
ومعنى هذا: أن الإيماءة النبوية لجابر وعلي (عليه السلام) ستثير الأسئلة عن سبب عدم مخاطبة جابر بشيء من الكلام رغم الإشارة إليه.. ويكون نفس هذا اللغز من أسباب تذكر الحدث، والتأمل فيه، وفي مراميه ومغازيه.
تكذيب سلمان بحضرة النبي (صلى الله عليه وآله):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوماً لأصحابه: أيكم يصوم الدهر؟!
فقال سلمان: أنا يا رسول الله.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأيكم يحيى الليل؟!
فقال سلمان: أنا يا رسول الله.
قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم.
فقال سلمان: أنا يا رسول الله.
فغضب بعض أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن سلمان رجل من الفرس، يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش.
قلت: أيكم يصوم الدهر؟!
فقال: أنا، وهو أكثر أيامه يأكل.
وقلت: أيكم يحيى الليل؟
فقال: أنا، وهو أكثر ليلة ينام.
وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم؟!
</span>
فقال: أنا، وهو أكثر نهاره صامت.
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): مه يا فلان، أنى لك بمثل لقمان الحكيم؟! سله فإنه ينبئك.
فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله، أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟!
قال: نعم.
فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل.
فقال: ليس حيث تذهب، إني أصوم الثلاثة في الشهر، وقال الله: {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}(1)، وأصل شعبان بشهر رمضان، فذلك صوم الدهر.
فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟!
فقال: نعم.
فقال: أنت أكثر ليلك نائم.
فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من نام على طهر، فكأنما حيا الليل كله، وأنا أبيت على طهر.
فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟!
قال: نعم.
قال: فإنك أيامك صامت.
____________
1- الآية 160 من سورة الأنعام.
فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن، مثلك في أمتي مثل {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}(1)، فمن قرأها مرة، فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن، ومن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان. والذي بعثني بالحق يا علي، لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار.
وأنا أقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات.
فقام وكأنه ألقم حجراً(2).
____________
1- الآية 1 من سورة التوحيد.
2- الأمالي للصدوق ص85 وفضائل الأشهر الثلاثة للصدوق ص49 ومعاني الأخبار ص234 وروضة الواعظين ص280 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص4 وبحار الأنوار ج22 ص317 وج39 ص257 وج73 ص181 وج89 ص345 وج94 ص93 وغاية المرام ج6 ص144 والفصول المئة ج3 ص280 وجامع أحاديث الشيعة ج9 ص397 وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج8 ص379 والدرجات الرفيعة ص212 ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص369.
ونقول:
1 ـ لقد كان النبي (صلى الله عليه وآله) يعرف سلمان، أكثر مما يعرفه سائر أصحابه. ويعرف أنه يفطر ويصوم، وينام الليل، وكان يراه صامتاً في كثير من أيامه. ولكنه ليس فقط لم يعترض على سلمان، بل وقف في موقع المدافع عنه، بل هو قد تجاوز الدفاع إلى الثناء العظيم عليه، وجعله مثل لقمان الحكيم.
2 ـ إن قوله (صلى الله عليه وآله) لذلك المتهجم على سلمان: سله ينبئك، يشير إلى ثقته بأن سلمان يملك الجواب الكافي والشافي.
3 ـ إن تشبيه سلمان بلقمان الحكيم يشير إلى أنه (رحمه الله) يضع الأمور في مواضعها بدقة متناهية، وليس في تصرفاته وأقواله زلل ولا خطل..
4 ـ إن كلمة أنى لك بمثل فلان، تشير ـ بعد استثناء علي وفاطمة والحسنين (عليهم السلام)، الذين لا يقاس بهم أحد ـ إلى أنه لا نظير لسلمان في دقة مواقفه، وصوابية أقواله، وموافقتها للحكمة.
5 ـ إن ذلك الذي تهجَّم على سلمان كان من المهاجرين، وكان قرشياً فيما يظهر..
6 ـ إنه قد تكلم بمنطق أهل العصبية الجاهلية الذي لا يقره الإسلام، ولا يرضاه أهل العقل والدين، فقد اعتبر سلمان فارسياً يريد أن يفتخر على قريش.
7 ـ إن جواب سلمان يدل على مدى علمه وفقاهته، ودقته في فهم كلام الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهو يفهم ويعمل بما يفهم..
</span>
8 ـ لعل تشبيه علي (عليه السلام) في الأمة بقل هو الله أحد قد جاء ليظهر أن الإيمان كله يتمحور حول علي (عليه السلام)، ويقوم به، وقد أوضح ذلك كلام الرسول الذي نقله سلمان أيما إيضاح.
9 ـ إنه (صلى الله عليه وآله) لم يبادر إلى توضيح مراد سلمان، بل ترك الأمر إليه، ربما لكي لا يتوهم متوهم أنه (صلى الله عليه وآله) قد أحسن الظن بسلمان، وأنه يبعد أن يكون سلمان قد نحى هذا المنحى الدقيق..
10 ـ ومن يدري؟! فلعل النبي (صلى الله عليه وآله) أراد أن يفسح المجال أمام سلمان ليظهر هذه الكرامة العظيمة لعلي (عليه السلام)، بهذه الصورة التي جاءت مثيرة ومؤثرة.
رسول الله يخبر علياً بما يكون:
عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا علي! كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا. وأكلوا التراث أكلا لماً، وأحبوا المال حباً جماً واتخذوا دين الله دخلاً ومال الله دولاً؟
قلت: أتركهم وما اختاروا، وأختار الله ورسوله والدار الآخرة وأصبر على مصائب الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء الله!
قال: صدقت، اللهم افعل ذلك به(1).
____________
1- ينابيع المودة ص217 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص280 وذخائر العقبى ص101 وبحار الأنوار ج29 ص463 وتفسير فرات ص555 وجواهر = = المطالب في مناقب الإمام علي لابن الدمشقي ج1 ص272 وشرح إحقاق الحق ج18 ص136 وج32 ص232 وفلك النجاة لفتح الدين الحنفي ص211.
ونقول:
1 ـ إنه (صلى الله عليه وآله) يوجه كلامه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليعلن موقفه من أحداث لا يقرها الشرع، ويأباها الوجدان والضمير الحي، كان (صلى الله عليه وآله) يريد أن يعلمه بوقوعها، لتكون عنواناً مشيراً إلى أن تغير الأحوال وتحولها باتجاه لا يرضاه الله تبارك وتعالى..
2 ـ إن هذا الإخبار معناه: أن معرفة موقف علي (عليه السلام) وطريقة تعامله مع هذا الواقع أمر مهم جداً، يبرر أهمية السؤال عنه..
3 ـ إن هذا السؤال يشير أيضاً: إلى أن هذا الأمر يعني علياً (عليه السلام) أكثر من أي شخص آخر.
4 ـ وهو يعني: أن النبي (صلى الله عليه وآله) سيكون غائباً بحسب الظاهر..
إذ لو كان حاضراً لكان موقفه هو الذي يحدد مسار الأحداث..
5 ـ إن ما سوف يستجد سيكون له تجذر في أعماق النفوس، ثم ينطلق منها له ليتجسد حركة وسلوكاً وموقفاً على صعيد الواقع الخارجي العام..
6 ـ قد أوضح جواب علي (عليه السلام): أنه سوف لا يتعامل بانفعال وإنما بحكمة وروية.. حيث أخبر أنه سوف لا يهتم لما يصدر عنهم من
</span>
أفعال، بل هو يلتزم بما يرضي الله ورسوله، ويحقق الفوز بالآخرة.. مهما كلفه ذلك من مصائب وبلايا، ومحن ورزايا في الدنيا، نتيجة لطغيان الأهواء، والنزوات، ويقظة أحقاد وعصبيات.
7 ـ وقد صرح رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق علي (عليه السلام)، ووفائه في تعهداته، ولكنه طلب من الله تعالى أن يشمله برعايته، ويمده بالطافه، لما يعلم من شدة الأمر، وعظيم البلاء والإبتلاء فيه.
آية حب أهل البيت حب علي (عليه السلام):
عن أبي بردة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ونحن حوله: والذي نفسي بيده، لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟! وعن جسده فيما أبلاه؟! وعن ماله مما كسبه وفيما أنفقه؟! وعن حبنا أهل البيت؟!
فقال عمر: يا رسول الله، وما آية حبكم من بعدك؟!
قال: فوضع يده على رأس علي بن أبي طالب (عليه السلام) ـ وهو إلى جنبه ـ فقال: آية حبنا من بعدي حب هذا(1).
____________
1- الفصول المهمة ص125 وبحار الأنوار ج36 ص79 وراجع ج39 ص299 وفوائد العراقيين لابن عمرو النقاش ص49 والمناقب للخوارزمي ص76 و 77 وكشف الغمة ج1 ص103 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص235 وج18 ص356 و 478 وج20 ص135 وج21 ص342 وج24 ص393 = = ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص4 وكتاب الأربعين للماحوزي ص244 وكشف اليقين ص227 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص584 وينابيع المودة ج1 ص336 و 337 وغاية المرام ج3 ص93 .
ويلاحظ هنا:
أولاً: لا ندري لماذا اختار عمر بن الخطاب السؤال عن علامة حب أهل البيت (عليهم السلام)، ولم يسأل عن شيء له ارتباط بالأمور الثلاثة التي سبقتها!! هل أراد أن يعرف علامة حب أهل البيت، ليكتشف الأشخاص الذين يحملون هذا الحب، فيتعامل معهم وفق ما يرتأيه وتفرضه عليه سياساته في الأحوال المختلفة؟!
أم أنه أراد أن يعرف نفسه إن كان يحمل، أو لا يحمل هذا الحب لهم (عليهم السلام)؟!
وهل يجب أن تكون لهذا الحب علامة يعرف الناس من خلالها المحب والمبغض؟!
ثانياً: حبذا لو سأل عمر عن الأمور التي ينبغي إفناء العمر فيها، أو عن الأمور التي ينبغي إبلاء الجسد فيها، أو عن المواضع التي يصح كسب المال فيها، والمواضع التي يجب إنفاقه فيها!!.. وعن الأمور التي تزيد هذا الحب قوة لدى صاحبه، أو عن موجبات الحصول على هذا الحب لدى من لا يملك شيئاً منه، أو نحو ذلك!!
ثالثاً: إنه (صلى الله عليه وآله) جعل الميزان هو حبهم (عليهم السلام)
</span>
من بعده، فإنها هي الفترة التي يمتحن فيها الناس، وتشرئب فيها الأعناق لنيل المقامات والمناصب مهما غلت القيم التي سيبذلونها في هذا السبيل، ومهما بلغ الظلم الذي سيمارسونه .
أبو ذر وحديث الرحى:
روى محب الدين الطبري، بسنده عن أبي ذر قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أدعو علياً. فأتيته، فناديته، فلم يجبني، فعدت وأخبرت [رسول الله]، فقال: عد إليه وادعه، فهو في البيت.
قال: فعدت وناديته، فسمعت صوت الرحى تطحن، فشارفت الباب، فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد!!! فناديته، فخرج إلي منشرحاً، فقلت له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدعوك.
فجاء.
ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وينظر إلي، فقال: يا أبا ذر، ما شأنك؟!
فقلت: يا رسول الله، عجب من العجائب، رأيت رحى في بيت علي تطحن وليس معها أحد يديرها!!!
فقال: يا أبا ذر، إن لله ملائكة سياحين في الأرض، وقد وكلوا بمعونة آل محمد(1).
____________
1- ذخائر العقبى ص98 والرياض النضرة ج3 ص202 وجواهر المطالـب لابن = = الدمشقي ج1 ص264 وينابيع المودة ج2 ص187 و 380 و 465 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص706 وج18 ص197 و 211 و 484 وج19 ص151 وج24 ص284 و 285 وج31 ص208 و 425 ومناقب أهل البيت للشيرواني ص206 عن الصواعق المحرقة، والغدير ج4 ص145 .
وبه نستعين وعلى محمد وآله افضل الصلاة وأتم التسليم
قوله تعالى:
( وَأَقِيمُواْ الصَّلَوةَ وَءَاتُواْ الزَّكَوةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّكِعِينَ)(الآية:43).
14 . ابن مردويه، عن ابن عباس: نزلت في رسول اللَّه(ص) وعليّ(ع) خاصّة، وهما أوّل من صلّى وركع.
قوله تعالى:
( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُواْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ) (الآية:14).
15 . ابن مردويه، عن ابن عباس2، أنّ عبداللَّه بن أُبيّ وأصحابه خرجوا، فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله (ص) ، فقال عبداللَّه بن أُبيّ لأصحابه: انظروا كيف أردّ هؤلاء السفهاء عنكم، فأخذ بيد عليّ فقال: مرحباً يا ابن عم رسول الله (ص) ، وختنه، وسيّد بني هاشم ما خلا رسول الله (ص) ، فقال عليّ: يا عبداللَّه، اتّق اللَّه ولاتنافق، يا شر خلق اللَّه، فقال: مهلاً يا أبا الحسن، إنّ إيماننا كإيمانكم، ثمّ تفرّقوا، فقال ابن أُبي لأصحابه: كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيراً، ونزل على رسول الله (ص) :
( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءَامَنُواْ) الآية14
16 . ابن مردويه، بإسناده عن ابن عباس، قال: إنّ أميرالمؤمنين(ع) لمّا وصل إليه ذكر قتل عمّه حمزة2 قال:
( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَجِعُونَ)،
فنزلت هذه الآية:
( وَبَشِّرِ الصَّبِرِينَ...)
الآية وهو القائل عند تلاوتها:
( إِنَّا لِلَّهِ)
إقرار بالملك
17 . ابن مردويه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وعليّ بن الحسين، قالا: ليلة بات عليّ بن أبي طالب على فراش رسول الله (ص) .(16)
18 . ابن مردويه، عن عليّ بن الحسين، قال: أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضات اللَّه عليّ بن أبي طالب، كان المشركون يطلبون رسول الله (ص) فقام عن فراشه، وانطلق هو، وأبوبكر، واضطجع عليّ على فراش رسول الله (ص) في مكانه، فجاء المشركون فوجدوا عليّاً ولم يجدوا رسول الله (ص) .(17)
17 . ابن مردويه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وعليّ بن الحسين، قالا: ليلة بات عليّ بن أبي طالب على فراش رسول الله (ص) .(16)
18 . ابن مردويه، عن عليّ بن الحسين، قال: أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضات اللَّه عليّ بن أبي طالب، كان المشركون يطلبون رسول الله (ص) فقام عن فراشه، وانطلق هو، وأبوبكر، واضطجع عليّ على فراش رسول الله (ص) في مكانه، فجاء المشركون فوجدوا عليّاً ولم يجدوا رسول الله (ص) .(17)
6 / قوله تعالى :
( الَّذِين َيُنفِقُونَ أَمْوَلَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) (الآية: 274).
19 . ابن مردويه، عن ابن عباس، أنّها نزلت في عليّ بن أبي طالب.(18)
20 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: إنّ عليّ بن أبي طالب كان يملك أربعة دراهم، فتصدق بدرهم ليلاً، وبدرهم نهاراً، وبدرهم سرّاً، وبدرهم علانية، فأنزل اللَّه سبحانه فيه
( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَلَهُم بِالَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) الآية.(19)
21 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب، كانت له أربعة دراهم فأنفق بالليل درهماً، وبالنّهار درهماً، ودرهماً سرّاً، ودرهماً علانية.(20)
22 . ابن مردويه، عن ابن عباس في هذه الآية، قال: كان لعليّ بن أبي طالب(ع) أربعة دنانير، فتصدّق بدينار نهاراً، وبدينار ليلاً، وبدينار سرّاً، وبدينار علانية، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.(21)
23 . ابن مردويه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثنا أحمد بن داوود المكي، حدّثنا بشر بن مهران، حدّثنا محمّد بن دينار، عن داوود بن أبي هند، عن الشعبي، عن جابر قال: قدم على النبيّ« العاقب والطيب، فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله (ص) ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ أرسل إليهما فأبيا أن يجيبا، وأقرّا له بالخراج قال: فقال رسول الله (ص) : «والّذي بعثني بالحق لو قالا: لا، لأمطر عليهم الوادي ناراً». قال جابر: وفيهم نزلت
( تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ)
قال جابر:
( أَنفُسَنَا)
رسول اللَّه «وعليّ بن أبي طالب،
( وَأَبْنَآءَنَا)
الحسن والحسين،
( وَنِسَآءَنَا)
فاطمة.(22)
24 . ابن مردويه، عن الشعبي، عن جابر، قال: قدم على النبيّ« العاقب والطيب، افدعاهما إلى الإسلام، فقالا: أسلمنا يا محمّد، فقال«: «كذبتما! إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الإسلام»، قالا: هات أنبئنا، قال«: «حبّ الصليب، وشرب الخمر، وأكل لحم الخنزير»، قال: فتلاحيا وردّا عليه، فدعاهما إلى الملاعنة، فوعداه على أن يلاعناه الغداة، قال: فغدا رسول الله (ص) ، فأخذ بيد عليّ وفاطمة والحسن والحسين، ثمّ أرسل إليهما، فأبيا أن يجيبان وأقرّا له بالخراج. قال: فقال رسولاللَّه«: «والّذي بعثني بالحق نبيّاً لو قالا: لا، لأمطر عليهما الوادي ناراً».
قال جابر: فنزلت فيهم
( نَدْعُ أَبْنَآءَنَا)
أي: الحسن والحسين،
( وَنِسَآءَنَا)
فاطمة،
( وَأَنفُسَنَا)
النبيّ وعليّ.(23)
25 . ابن مردويه، عن ابن عبّاس، قال: لمّا قرأ رسول اللَّه(ص) هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة، قالوا له: حتّى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غداً، فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب وكان ديّانهم: يا عبدالمسيح ما ترى؟ فقال: واللَّه، لقد عرفتم يا معشر النصارى أنّ محمّداً نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفضل من عند ربّكم، واللَّه ما لاعن قوم قط نبيّاً فعاش كبيرهم ولانبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، وإنْ أبيتم إلاّ الف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول اللَّه(ص)، وقد غدا رسول اللَّه محتضناً للحسن وآخذاً بيد الحسين، وفاطمة تمشي خلفه، وعليّ خلفها، وهو يقول لهم: «إذا أنا دعوت فأمّنوا». فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا اللَّه أن يزيل جبلاً لأزاله من مكانه، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولايبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا إلاّ نلاعنك، وأنْ نتركك على دينك، ونثبت علىديننا، فقال رسول اللَّه(ص): «إنْ أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم»، فاتوا، فقال: «فانّي أنابذكم الحرب». فقالوا: مالنا بحرب العربطاقة، ولكنّا نصالحك على أن لاتغزونا ولاتخيفنا ولاتردّنا عن ديننا، علىأن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلّة: ألف في صفر وألف في رجب، فصالحهم النبيّ(ص) على ذلك.(24)
26 . ابن مردويه، من تسعة وثمانين طريقاً، أن النبيّ(ص) قال: «إنّي مخلف فيكم الثقلين؛ كتاب اللَّه، وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا».(25)
27 . ابن مردويه، من مئة وثلاثين طريقاً، أن العترة عليّ وفاطمة والحسنان.(26)
29 . ابن مردويه، بسنده عن محمّد بن عبداللَّه الرافعي، عن أبيه، عن جدّه أبي رافع، أنّ النبيّ« وجّه عليّاً في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة فقال: إنّ القوم قد جمعوا لكم، فقالوا:
( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ). فنزلت فيهم هذه الآية.(28)
30 . ابن مردويه، عن النعمان بن بشير، أنّ عليّاً تلاها - يعني -:
( أُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ)
وقال: أنا منهم.(29)
31 . ابن مردويه، عن عبدالغفار بن القاسم، قال: سألت جعفر بن محمّد عن اُولي الأمر في قوله تعالى
( أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ)،
32 . ابن مردويه، من طريق أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أنّها نزلت على رسول الله (ص) يوم غدير خم حين قال لعليّ: «من كنت مولاه، فعلي مولاه».(31)
33 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لمّا نصب رسول الله (ص) عليّاً يوم غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبرئيل عليه بهذه الآية:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).(32)
34 . ابن مردويه، عن أبي هريرة، قال: لمّا كان يوم غدير خم - وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة - قال النبيّ«: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فأنزل اللَّه:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).(33)
35 . ابن مردويه، عن مجاهد، قال: نزلت هذه الآية بغدير خم، فقال رسول الله (ص) : «اللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي، والولاية لعليّ».(34)
36 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، أنّ رسول الله (ص) دعا الناس في غدير خم، وأمر بما تحت الشجرة من شوك فقمّ، كان ذلك يوم الخميس، فدعا عليّاً فأخذ بضبعيه، فرفعها حتّى نظر الناس لبياض إبطي رسول الله (ص) ، فقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، ثمّ لم يتفرّقوا حتّى نزلت هذه الآية:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا)
فقال رسول الله (ص) : «اللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي، وبالولاية لعليّ بن أبي طالب».(35)
37 . ابن مردويه، حدّثني جدّي، حدّثني عبداللَّه بن إسحاق البغوي، حدّثني الحسن بن عليل العنزي، حدّثنا محمّد بن عبدالرحمان الذراع، حدّثنا قيس ابن حفص، حدّثني عليّ بن الحسن أبوالحسن العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبيّ(ص) دعا الناس في غدير خم، أمَرَ بما كان تحت الشجرة من شوك فقمّ، وذلك يوم الخميس، ثمّ دعا الناس إلى عليّ فأخذ بضبعه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثمّ لم يفترقا حتّى نزلت هذه الآية:
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَمَ دِينًا).
فقال رسول اللَّه(ص): «اللَّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالاتي، والولاية لعليّ، ثمّ قال: اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله». فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسولاللَّه أن أقول أبياتاً.
قال: «قل ببركة اللَّه تعالى»، فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش، اسمعوا شهادة رسول اللَّه(ص)، ثمّ قال:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم***بخمّ وأسمع مناديا
بأني مولاكم نعم ونبيّكم***فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت وليّنا***ولاتجدنّ في الخلق للأمر عاصيا
فقال له: قم يا عليّ، فانّني***رضيتك من بعدي إماماً وهاديا(36)
قوله تعالى :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَءَ امَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ)(الآية:55).
38 . ابن مردويه، عن ابن عباس في قوله:
قال: نزلت في عليّ بن أبي طالب.(37)
39 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: كان عليّ بن أبي طالب قائماً يصلّي فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه فنزلت:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) الآية.(38)
40 . ابن مردويه، عن عليّ بن أبي طالب، قال: نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) في بيته:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ)
إلى آخر الآية. فخرج رسول الله (ص) فدخل المسجد، وجاء الناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل، فقال: «يا سائل، هل أعطاك أحد شيئاً؟» قال: لا، إلاّ ذاك الراكع - لعليّ بن أبي طالب - أعطاني خاتمه.(39)
41 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: وقف على عليّ بن أبي طالب سائل -وهو راكع في تطوّع- فنزع خاتمه، فأعطاه السائل، فنزلت:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) الآية.(40)
42 . ابن مردويه، عن عمّار بن ياسر، قال: وقف بعليّ - سائل وهو راكع في صلاة تطوّع - فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله (ص) فأعلمه ذلك، فنزلت على النبيّ« هذه الآية:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ)
فقرأها رسول الله (ص) على أصحابه، ثمّ قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه».(41)
43 . ابن مردويه، من طريق محمّد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله (ص) إلى المسجد والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله (ص) ، فقال: «أعطاك أحد شيئاً؟» قال: نعم. قال: «مَن؟» قال: ذلك الرجل القائم. قال: «على أيّ حال أعطاكه؟» قال: وهو راكع، قال: «وذلك عليّ بن أبي طالب»، قال: فكبّر رسول الله (ص) عند ذلك وهو يقول:
44 . ابن مردويه، عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله (ص) وهو نائم يوحى إليه، فإذا حيّة في جانب البيت، فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبيّ«، وخفت أن يكون يوحى إليه، فاضطجعت بين الحيّة وبين النبيّ« لئن كان منها سوء كان فيَّ دونه، فمكثت ساعة، فاستيقظ النبيّ« وهو يقول: «
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ)
الحمد للَّه الّذي أتمَّ لعليّ نعمه، وهنيئاً لعليّ بفضل اللَّه إيّاه».(43)
45 . ابن مردويه، عن ابن عباس، أنّ عبداللَّه بن سلام و نفراً ممن آمن معه أقبلوا إلى رسول الله (ص) وقالوا: إنّ منازلنا بعيدة، لا نجد أحداً يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا اللَّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة، وقد أقسموا أن لايخالطونا ولايؤاكلونا، فشق ذلك علينا. فبيناهم يشكون إلى رسول الله (ص) - وكان عليّ قد تصدّق بخاتمه في الصلاة- نزلت:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ)
ولمّا رأوه قد أعطى الخاتم كبّروا، وقال النبيّ:
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ).(44)
46 . ابن مردويه، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أتى عبداللَّه بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبي اللَّه« عند الظهر، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ بيوتنا قاصية، لانجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإنّ قومنا لمّا رأونا قد صدّقنا اللَّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة، وأقسموا أن لايخالطونا ولايؤاكلونا، فشق ذلك علينا، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول الله (ص) إذا نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) :
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ).
ونودي بالصلاة - صلاة الظهر - وخرج رسول الله (ص) إلى المسجد، والناس يصلّون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله (ص) فقال: «أعطاك أحد شيئاً؟» قال: نعم. قال: «مَن؟» قال: ذاك الرجل القائم، قال: «على أيّ حال أعطاكه؟» قال: وهو راكع. قال: «وذاك عليّ بن أبي طالب». فكبّر رسول الله (ص) عند ذلك وهو يقول:
( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَلِبُونَ).(45)
47 . ابن مردويه، عن ابن عباس2 قال: أقبل عبداللَّه بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي« فقالوا: يا رسول اللَّه، إنّ منازلنا بعيدة، ليس لنا مجلس دون هذا المجلس، وإنّ قومنا لمّا رأونا آمنا باللَّه ورسوله وصدّقناه، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لايجالسونا ولايناكحونا ولايكلّمونا، فشق ذلك علينا، فقال لهم النبيّ:
( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ).
ثمّ إنّ النبيّ« خرج من المسجد والناس بين قائم وراكع، فرأى سائلاً فقال له النبيّ«: «هل أعطاك أحد شيئاً؟» فقال: نعم، خاتم، فقال«: «من أعطاك؟» قال: ذلك القائم، وأومى بيده إلى عليّ، فقال«: «على أيّ حال أعطاك؟» قال: أعطاني وهو راكع، فكبر النبيّ«، ثمّ قرأ:
أبا حسنٍ تفديك روحي ومهجتي***وكل بطيء في الهدى والمسارع
فأنت الّذي أعطيت إذ كنت راكعاً***فدتك نفوس الخلق يا خير راكع
بخاتمك الميمون يا خير سيّد***يا خير ساجد ثمّ يا خير راكع
فأنزل فيك اللَّه خير ولاية***فبيّنها في محكمات الشرائع
وقال أيضاً:
من ذا بخاتمه تصدّق راكعاً***وأسرّه في نفسه إسرارا
منكان بات على فراش محمّد***ومحمّد أسري يوم الغارا
منكان في القرآن سمّي مؤمناً***في تسع آيات تلين غرارا(46)
قوله تعالى :
( يا َأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (الآية:67).
48 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية:
( يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)
على رسول الله (ص) يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب.(47)
49 . ابن مردويه، عن ابن مسعود، قال: كنّا نقرأ على عهد رسول الله (ص)
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ - إنّ عليّاً مولى المؤمنين - وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).(48)
50 . ابن مردويه، عن أبي الجارود، عن أبي حمزة قال:
نزلت في شأن الولاية.(49)
51 . ابن مردويه، عن زيد بن عليّ، قال: لمّا جاء جبرئيل(ع) بأمر الولاية، ضاق النبيّ(ص) بذلك ذرعاً، وقال: «قَومي حديثوا عهد بجاهليّة»، فنزلت.(50)
52 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: لمّا أمر اللَّه رسوله(ص) أن يقوم بعليّ(ع) فيقول له ما قال، فقال(ص): «يا ربّ، إنّ قَومي حديثوا عهد بجاهليّة»، ثمّ مضى بحجّه، فلمّا أقبل راجعاً نزل بغدير خم أنزل اللَّه عليه:
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ)
فأخذ بعضد عليّ، ثمّ خرج إلى الناس، فقال: «أيّها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبّه وابغض من أبغضه»، قال ابن عباس: فوجبت واللَّه في رقاب القوم.
53 . ابن مردويه، عن ابن عباس، أنّها نزلت في عليّ وأصحاب له.(52)
54 . ابن مردويه، عن قتادة، أنّ عليّاً وجماعة من أصحابه منهم عثمان بن مظعون أرادوا أن يتخلّوا عن الدنيا ويتركوا النساء ويترهّبوا فنزلت:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاتُحَرِّمُواْ طَيِّباَتِ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ).(53)
55 . ابن مردويه، من طريق الحسن العدني، كان عليّ في اُناس ممن أرادوا أن يحرّموا الشهوات فنزلت.(54)