|
عضو فضي
|
رقم العضوية : 34252
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 1,863
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الحوزويه الصغيره
المنتدى :
المنتدى الثقافي
بتاريخ : 16-12-2010 الساعة : 08:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
-5-
أمل(أم ميساء): متى وصلتم إلى المنزل؟
سندس: لقد وصلنا الآن فقط يا خالتي
أمل(أم ميساء):كيف تشعرين الآن يا ميساء , هل تشعرين براحة بعد خروجك من المنزل؟
ميساء: في الواقع أني اشعر ببعض الراحة الآن خصوصا بعد سماع محاضرة الشيخ محمود
أمل(أم ميساء): ما هي المحاضرة التي ألقاها عليكم اليوم ؟
ميساء:لقد تحدث عن الموت وحقيقته وأثناء حديثه شعرت براحة في نفسي فكلامه يبعث في النفس الراحة والطمأنينة, الم تشعري بذلك يا سندس؟
سندس: لقد أحسست بذلك فالمعروف عن الشيخ محمود أن محاضراته دائما تبعث على الراحة والاطمئنان في النفس لذلك نجد مجالسه دائما مزدحمة
أمل(أم ميساء): لقد شوقتموني لسماع محاضرة له
سندس:في المرة القادمة تعالي معنا يا خالتي, حسنا ها قد أوصلت ميساء إلى البيت بسلام يجب أن اذهب إلى البيت الآن
أمل(أم ميساء): لماذا العجلة في الذهاب ادخلي واشربي معنا كوب من الشاي فاليوم سوف يعرضون برنامج أبو ميساء فلنجلس لنشاهده سويا.
سندس: سيظهر الخال يوسف اليوم هذا شيء رائع , لكن ما هو اسم البرنامج الذي سيقدمه؟
ميساء: اعتقد انه قال "شمس لا تحجبها الغيوم"
أم ميساء: انظروا ها قد بدا البرنامج .
(في التلفاز) : بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين , واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.
ظهرت في الآونة الأخيرة عند بعض أهل الخلاف دعوى أن قتلة الإمام الحسين عليه السلام هم من شيعته.
ولا يخفى أن الهدف والغاية من إلصاق هؤلاء المتطرفين هذه التهمة بالشيعة , هي تبرئة أسيادهم آل أبي سفيان من وصمة العار التي تلاحقهم أبدا الدهر وتجعلهم في مزابل التاريخ.
وأيضاً إبعاد الناس عن أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) إذ لا يوجد من يتَّبعهم ويسلك سبيلهم ويعتقد بإمامتهم من الله سوى الشيعة .
فإذا ابتعد الناس عن الشيعة ، ابتعدوا عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، واقتربوا من أعدائهم من بني أمية ومواليهم ومَن حذا حذوهم
ولقد احتجوا بكلمات خاطب بها الإمامعليه السلامالقوم المجتمعين على قتله في كربلاء، الذين كانوا أخلاطاً من الناس استنفرهم عبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على الكوفة والبصرة لمحاربة الحسين عليه السلام.
ومن البديهي عند الباحثين أن تحميل الشيعة هذه المسؤولية لم يصدر من أي من المؤرخين السابقين الذين دوَّنوا الأحداث التاريخية الواقعة في تلك الفترة ، مع كثرة أعداء الشيعة وشدة معاداة الدولتين الأموية والعباسية للشيعة الذين ما فتئوا في القيام بالثورات في أنحاء مختلفة من الدولة الإسلامية المترامية الأطراف.
على أن الباحث في حوادث كربلاء وما تمخضت عنه من قتل الحسين عليه السلام يدرك أن قتلة الحسين عليه السلام لم يكونوا من الشيعة، بل ليس فيهم شيعي واحد معروف
أولاً: أن القول بأن الشيعة قتلوا الحسين عليه السلام فيه تناقض واضح، وذلك لأن شيعة الرجل هم أنصاره وأتباعه ومحبّوه، وأما قتلته فليسوا كذلك، فكيف تجتمع فيهم المحبة والنصرة له مع حربه وقتله؟!
ولو سلَّمنا جدلاً بأن قتلة الحسين كانوا من الشيعة، فإنهم لما اجتمعوا لقتاله فقد انسلخوا عن تشيعهم، فصاروا من غيرهم، ثم قتلوه.
أن الذين خرجوا لقتال الحسين عليه السلام كانوا من أهل الكوفة. ثانيا: والكوفة في ذلك الوقت لم يكن يسكنها شيعي معروف بتشيعه، فإن معاوية لما ولَّى زياد بن أبيه على الكوفة تعقَّب الشيعة وكان بهم عارف، لأنه كان منهم، فقتلهم وهدم دورهم وحبسهم حتى لم يبق بالكوفة رجل واحد معروف بأنه من شيعة علي عليه السلام.
قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة 11/44: روى أبو الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدائني في كتاب الأحداث، قال: كتب معاوية نسخة واحدة إلى عُمَّاله بعد عام الجماعة: (أن برئت الذمّة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). فقامت الخطباء في كل كُورة وعلى كل منبر يلعنون عليًّا ويبرؤون منه، ويقعون فيه وفي أهل بيته، وكان أشد الناس بلاءاً حينئذ أهل الكوفة لكثرة ما بها من شيعة علي عليه السلام، فاستعمل عليهم زياد بن سُميّة، وضم إليه البصرة، فكان يتتبّع الشيعة وهو بهم عارف، لأنه كان منهم أيام علي عليه السلام، فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم، وقطع الأيدي والأرجل، وسَمَل العيون وصلبهم على جذوع النخل، وطردهم وشرّدهم عن العراق، فلم يبق بها معروف منهم.
إلى أن قال 11/45: ثم كتب إلى عمَّاله نسخة واحدة إلى جميع البلدان: انظروا من قامت عليه البيِّنة أنه يحب عليًّا وأهل بيته، فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطاءه ورزقه.
وشفع ذلك بنسخة أخرى: (من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكِّلوا به، واهدموا داره). فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه في العراق، ولا سيما الكوفة، حتى إن الرجل من شيعة علي عليه السلام ليأتيه من يثق به، فيدخل بيته، فيلقي إليه سرَّه، ويخاف من خادمه ومملوكه، ولا يحدِّثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمنَّ عليه.
إلى أن قال: فلم يزل الأمر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه السلام، فازداد البلاء والفتنة، فلم يبقَ أحد من هذا القبيل إلا وهو خائف على دمه، أو طريد في الأرض (راجع كتاب سليم بن قيس، ص 318. والاحتجاج للطبرسي 2/17. وبحار الأنوار للمجلسي 44/125 - 126).
وأخرج الطبراني في معجمه الكبير3/68 بسنده عن يونس بن عبيد عن الحسن قال: كان زياد يتتبع شيعة علي رضي الله عنه فيقتلهم، فبلغ ذلك الحسن بن علي رضي الله عنه فقال: اللهم تفرد بموته، فإن القتل كفارة (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/266: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/496: قال أبو الشعثاء: كان زياد أفتك من الحجاج لمن يخالف هواه.
وقال: قال الحسن البصري: بلغ الحسن بن علي أن زياداً يتتبع شيعة علي بالبصرة فيقتلهم، فدعا عليه. وقيل: إنه جمع أهل الكوفة ليعرضهم على البراءة من أبي الحسن، فأصابه حينئذ طاعون في سنة ثلاث وخمسين.
وقال ابن الأثير في الكامل 3/450: وكان زياد أول من شدد أمر السلطان، وأكّد الملك لمعاوية، وجرَّد سيفه، وأخذ بالظنة، وعاقب على الشبهة، وخافه الناس خوفاً شديداً حتى أمن بعضهم بعضاً.
وقال ابن حجر في لسان الميزان 2/495: وكان زياد قوي المعرفة، جيد السياسة، وافر العقل، وكان من شيعة علي، وولاَّه إمرة القدس، فلما استلحقه معاوية صار أشد الناس على آل علي وشيعته، وهو الذي سعى في قتل حجر بن عدي ومن معه .
من كل ذلك يتضح أن الكوفة لم يبق بها شيعي معروف خرج لقتال الحسين عليه السلام، فلا يصح القول بأن الشيعة هم الذين قتلوا الحسين عليه السلام وإن كان أكثر قتلته من أهل الكوفة.
ولا يمكن أن يتوهم أن الذين كاتبوا الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة، لأن من كتب للحسين لم يكونوا معروفين بتشيع، كشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وعمرو بن الحجاج وغيرهم.
ثالثاً: أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام رجال معروفون، وليس فيهم شخص واحد معروف بتشيعه لأهل البيت عليه السلام.
منهم: عمر بن سعد بن أبي وقاص، وشمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، وحرملة بن كاهلة، وغيرهم. وكل هؤلاء لا يُعرفون بتشيع ولا بموالاة لعلي عليه السلام.
رابعاً: أن الحسين عليه السلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنهم شيعة آل أبي سفيان، فقال عليه السلام: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون (راجع مقتل الحسين للخوارزمي 2/38. بحار الأنوار 45/51. الملهوف في قتلى الطفوف، ص 45).
ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه.
كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام من وصفهم بهذا الوصف، وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام، ولم يكونوا من مواليهم.
خامساً: أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته، وقطعوا رؤوسهم، وداسوا أجسامهم بخيولهم، وسبوا نساءهم، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك.
قال ابن الأثير في الكامل 4/80: ثم نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه، فانتدب عشرة، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي، وهو الذي سلب قميص الحسين، فبرص بعدُ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره.
وقال 4/79: وسُلِب الحسين ما كان عليه، فأخذ سراويله بحر بن كعب، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وهي من خز، فكان يُسمَّى بعدُ (قيس قطيفة)، وأخذ نعليه الأسود الأودي، وأخذ سيفه رجل من دارم، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها، ونهبوا ثقله وما على النساء، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منها.
وقال ابن كثير في البداية والنهاية 8/190 فيما رواه عن أبي مخنف:
وقال: وأخذ سنان وغيره سلبه، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة.
وقال: وجاء عمر بن سعد فقال: ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد، ولا يقتل هذا الغلام أحد، ومن أخذ من متاعهم شيئاً فليردّه عليهم. قال: فوالله ما ردَّ أحد شيئاً.
وكل هذه الأفعال لا يمكن صدورها إلا من حاقد شديد العداوة، فكيف يُتعقَّل صدورها من شيعي مُحِب؟!
سادساً: أن بعض قتَلَة الحسين قالوا له عليه السلام: إنما نقاتلك بغضاً لأبيك (ينابيع المودة، ص 346).
ولا يمكن تصوّر تشيع هؤلاء مع تحقق بغضهم للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
وقال بعضهم: يا حسين، يا كذاب ابن الكذاب (الكامل في التاريخ 4/67).
وقال آخر: يا حسين أبشر بالنار (الكامل لابن الأثير 4/66. البداية والنهاية 8/183).
وقال ثالث للحسين عليه السلام وأصحابه: إنها ـ يعني الصلاة ـ لا تُقْبَل منكم (البداية والنهاية 8/185).
وقالوا غير هذه من العبارات الدالة على ما في سرائرهم من الحقد والبغض لأمير المؤمنين وللحسين عليهما السلام خاصة ولأهل البيت عليهم السلام عامة.
سابعا :أن المتأمِّرين وأصحاب القرار والزعماء لم يكونوا من الشيعة، وهم يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعبد الله بن زهير الأزدي، وعروة بن قيس الأحمسي، وشبث بن ربعي اليربوعي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، والحصين بن نمير، وحجار ابن أبجر.
وكذا كل من باشر قتل الحسين أو قتل واحداً من أهل بيته وأصحابه، كسنان بن أنس النخعي، وحرملة الكاهلي، ومنقذ بن مرة العبدي، وأبي الحتوف الجعفي، ومالك بن نسر الكندي، وعبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير الجعفي، وبحر بن كعب بن تيم الله، وزرعة بن شريك التميمي، وصالح بن وهب المري، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحصين بن تميم وغيرهم.
بل لا تجد رجلاً شارك في قتل الحسين عليه السلام معروفاً بأنه من الشيعة، فراجع ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء ليتبين لك صحة ما قلناه.
من كل ذلك نخلص إلى أن القول بأن الشيعة هم قتلة الحسين عليه السلام قول باطل لم يدل عليه دليل ولم تنهض به حجة.
ولو سلمنا جدلاً بأن الذين باشروا قتل الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة فلا يخفى أن الآمرين بذلك كانوا من أهل السنة ، فيكون المشترك في قتله عليه السلام بعض الشيعة وبعض أهل السنة .
على أنه لا يمكن أن يُحمَّل مذهب من المذاهب مسؤولية فعل صدر من بعض أتباعه الذين كانت لهم دوافع سيئة أو مآرب شخصية ، لأن إبطال المذاهب يكون بالأدلة الصحيحة لا بتصرفات المنتسبين إليها .
هذا تمام الحديث في هذه الشبهة ,نراكم أن شاء الله في الحلقة القادمة لمعالجة شبهات جديدة والحمد الله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سندس:لقد أعجبني برنامج الخال يوسف فهو قد تطرق في هذا البرنامج إلى مواضيع حساسة بيننا وبين أبناء السنة , لذلك سوف أتابع البرنامج لأرى نهايته
ميساء: إذا ما رأيك أن تأتي غدا لتشاهديه معي
أمل(أم ميساء): نعم ,تعالي يا ابنتي لقد أصبحت ميساء تبتسم وتأكل بفضلك
سندس: سوف آتي فقط لآجل عيني خالتي أم ميساء
أمل(أم ميساء): سلمت عينيك يا ابنتي
.
-6-
قدمت سندس لمشاهدة برنامج الخال يوسف مع ميساء كما اتفقت مع الخالة في يوم أمس
أمل(أم ميساء): كيف حالك يا سندس
سندس: بخير والحمد الله
أمل(أم ميساء): شكرا لحضورك يا ابنتي
سندس: لا تقولي مثل هذا الكلام يا خالتي , فانا وميساء كنا دائما أخوات فأي واحدة تقع في مشكلة فالثانية تسرع في المساعدة بدون أن تنتظر أن يوجه أليها دعوى.
أمل(أم ميساء): أتمنى من الله أن يحفظ صداقتكم إلى الأبد
سندس وميساء: نحن نتمنى ذلك أيضا
ميساء: اجلسي يا سندس سوف يبدأ البرنامج الآن
أمل(أم ميساء): سوف اذهب لكي اعد لكم بعض الشاي والفطائر لتتسلوا بها أثناء مشاهدة البرنامج
سندس: إنا أحب فطائرك كثيرا يا خالتي وخصوصا التي تصنعينها بالجبن
( في التلفاز ):
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين , واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين.
لقد تحدثنا في الحلقة السابقة حول دعوى أهل الخلاف القائلة بان قتلة الأمام الحسين عليه السلام هم من شيعته ثم اجبنا عليها بكافة الأدلة وأثبتنا بطلانها
أما حديثنا في هذا اليوم هو حول الشبهة القائلة: أن المسؤول عن دم الحسين عليه السلام أنما هو عبيد الله ابن زياد فهو الذي حرض على قتل الحسين وعبأ لذلك جيشا دون إيعاز من يزيد بل أن يزيد قد غضب على ابن زياد حينما سمع بقتله الحسين عليه السلام.
ودعوى عدم إطلاع يزيد على مجريات الأحداث وما الذي عزم عليه ابن زياد ليست بعيدة , وذلك لبعد الفاصلة بين الشام – والتي هي العاصمة الأموية – وبين الكوفة , وعدم وجود الوسائل الموجبة للتعرف – يوما بيوم – على ما يحدث في الحاضرة الإسلامية المترامية الأطراف.
فمن القريب جدا أن يكون إطلاع يزيد بن معاوية على مقتل الحسين عليه السلام متأخرا عن قتله , هذا أقصى ما يمكن قوله في مقام تبرئة يزيد من دم الحسين عليه السلام ألا أن ذلك لا يبرء ساحة يزيد بن معاوية كما سيتضح ذلك من خلال ما سنعرضه من أدلة .
ونبدأ أولا: بيان المنشأ من تنصيب يزيد بن معاوية لعبيد الله بن زياد على الكوفة بعد أن لم يكن واليا عليها في أيام معاوية بن أبي سفيان , وإنما كان واليا أيام معاوية على البصرة فحسب , وقد ذكر المؤرخون ان يزيد بن معاوية كان واجدا على ابن زياد حتى هم بعزله عن ولاية البصرة.
وملاحظة كتب التاريخ تكشف على أن المنشأ من تنصيب يزيد لابن زياد على الكوفة أنما هي قضية الحسين عليه السلام بعد أن أبى البيعة وسافر إلى مكة المكرمة وبعد أن بعث أليه أهل الكوفة يسألونه البيعة والخروج على يزيد بن معاوية , وبعد أن تناهى إلى مسامع يزيد ابن معاوية أن الكوفة تتهيأ للثورة على الخلافة الأموية بقيادة الحسين بن علي عليهما السلام وان النعمان بن بشير – والذي كان واليا على الكوفة آنذاك- ضعيف او يتضاعف
واليك هذا النص التاريخي الذي ينقله الينا الطبري , حيث قال بعد أن ذكر اثنى عشر ألفا من أهل الكوفة قد بايعوا مسلم بن عقيل رسول الحسين عليه السلام قال " قام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية الى النعمان بن بشير فقال له: انك ضعيف او متضعف , قد فسد البلاد . فقال له النعمان : أن أكون ضعيفا وأنا في طاعة الله أحب إلى من أن أكون قويا في معصية الله, وما كنت لأهتك سترا ستره الله.
فكتب يقول النعمان إلى يزيد :فدعى يزيد مولى له يقال له سرجون , وكان يستشيره, فاخبره الخبر , فقال له : أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا ,فقال : نعم, فاقبل مني فانه ليس للكوفة ألا عبيدالله بن زياد , فولاها اياه, وكان يزيد عليه ساخطا, وكان هم بعزله عن البصرة , فكتب أليه برضائه وانه ولاه الكوفة مع البصرة,وكتب أليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله أن وجده"
أن هذا النص التاريخي يوضح أن منشا تنصيب يزيد لعبيد الله بن زياد على الكوفة أنما هو قضية الحسين عليه السلام , ولولاها لما كان يزيد لينصب ابن زياد على الكوفة بعد أن كان واجدا عليه وبعد أن هم بعزله ,وذلك يوضح أن غرض يزيد بن معاوية هو أن يتصدى ابن زياد لهذه المشكلة الخطيرة.
وهنا نقول :أن يزيد ابن معاوية أما أن يكون قد فوض الأمر لعبيد الله ابن زياد وأعطاه صلاحية الممارسة لتمام الخيارات التي منها قتل الحسين عليه السلام إذا ارتأى لذلك, او يكون قد أمره بأخذ الحيطة والحذر على أن يستشيره في كل صغيرة وكبيرة وان يبعث أليه بتفاصيل الأخبار , او أن تكون الاستشارة في الأمور الخطيرة والتي تكون تبعاتها – لو اتفقت – بالغة الأهمية , وليس هناك احتمالات أخرى غير الذي ذكرناه.
وتلاحظون أن تمام هذه الاحتمالات لا تنفي مسئولية يزيد عن دم الحسين عليه السلام
الاحتمال الأول: والذي هو تفويض الأمر لعبيد الله ابن زياد – وان كان بعيدا كما سيتضح ألا أن لو كان هو المتعين واقعا لكان ذلك موجبا لإدانة يزيد ,إذ لا يخفى على يزيد أن احد الخيارات التي يمكن أن يتبناها عبيدالله بن زياد هي قتل الحسين عليه السلام بل هو خيار قريب جدا مع الالتفات إلى أن الحسين عليه السلام قد شرع في الثورة , وان محاربته قد تستوجب قتله وان بقاءه يمثل خطرا على الوجود الأموي , فلو كان يزيد متنزها عن قتل الحسين عليه السلام لكان عليه أن ينبه عبيدالله بن زياد ويمنعه عن اللجوء إلى هذا الخيار, في حين أننا لا نجد في التاريخ من ذلك عينا ولا أثرا بل ما تجده عكس ذلك.
الاحتمال الثاني: لو كان هو المتعين فهو أيضا لا ينفي الإدانة عن يزيد , وذلك لان ابن زياد لو امتثل واستشار يزيد في الأمور الخطيرة فليس شيء اخطر من قتل الحسين عليه السلام والذي ليس له سابقة في الإسلام وهل يخفى على مثل ابن زياد ما يترتب من مضاعفات على قتل الحسين عليه السلام بعد أن كان مطلعا على موقعه الديني ومنصبه الاجتماعي , فمن المحتمل ألا يستقل عبيد الله بن زياد بهذا الأجراء الخطير ,وحينئذ أن كان ابن زياد قد استشار يزيد في قتل الحسين عليه السلام فأمضى يزيد ذلك فهو المطلوب إثباته ,وان لم يكن قد أمضاه على ذلك وان عبيد الله قد استقل بهذا الفعل وان يزيد ابن معاويه قد غضب على عبيد الله بن زياد بعد قتله الحسين عليه السلام كما يزعمون – فهذا ما لا نجد علي دليلا في التاريخ.
الاحتمال الثالث :فهو المناسب للاعتبارات العقلائية بعد الالتفات إلى خطورة هذه القضية وما يترتب عليها من تبعات فالمطمئن به أن يزيد ابن معاوية حين ولى ابن زياد على الكوفة أمره أن يستشيره في كل ما يتصل بقضية الحسين عليه السلام وان يبعث أليه بتفاصيل الأخبار وهذا ما يؤكده التاريخ واليك هذا النص الذي ينقله الطبري.
"أن عبيد الله بن زياد لما قتل مسلما وهانئا بعث برؤسهما مع هانئ بن أبي حية الوادعي والزبير بن الأروح التميمي الى يزيد بن معاوية وأمر كاتبه أن يكتب إلى يزيد بن معاوية بما كان من مسلم وهانئ ...اكتب اما بعد: فالحمد الله الذي اخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه , اخبر أمير المؤمنين أن مسلما بن عقيل لجأ إلى دار هانئ بن عروة المرادي واني جعلت عليهما العيون ودسست إليهما الرجال وكدتهما حتى استخرجتهما وأمكن الله منهما , فقدمتهما وضربت أعناقهما , وقد بعثت أليك برؤسهما مع هانئ بن أبي حية والزبير بن الأروح التميمي , هما من أهل السمع والطاعة والنصيحة , فليسألهما أمير المؤمنين عما أحب من أمر والسلام.
فكتب أليه يزيد" أما بعد فانك لم تعد أن كنت كما أحب عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش, فقد أغنيت وكفيت وصدقت ظني بك رأيي فيك .......فانه قد بلغني أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن وخذ على التهمة , غير ألا تقتل من قاتلك وكتب إلي في كل ما يحدث من الخبر والسلام عليك ورحمة الله وبركاته"
هذا النص التاريخي يوضح تعين الأمر الثاني وان يزيد بن معاويه لم يفوض الأمر إلى عبيد الله بن زياد بل أمره أن يكتب أليه عن شان الحسين عليه السلام بكل ما يحدث" ومن الواضح أن ذلك ليس لغرض التعرف على الأخبار فحسب أنما لغرض التصدي لمعالجتها كما هو شان كل من هو في موقع يزيد .
وتلاحظون أن عبيد الله بن زياد كان يعلم بأنه لم يكن مفوضا , والذي يعبر عن ذلك أن حينما بعث براس هانئ بن عروة مع راس مسلم بن عقيل رغم انه لم يؤمر بقتل هانئ وإنما أمر بقتل مسلم بن عقيل - كما هو موضح في النص الذي ذكرناه- تلاحظون انه برر قتل هانئ بأنه كان قد آوى مسلما , ولو كان مفوضا لما كان علي أن يبرر قتل هانئ , إذا أن المبرر حينئذ هو الصلاحية المعطاة له من قبل يزيد بن معاوية وان له أن يفعل ما يراه مناسبا , إذ أن ذلك هو مقتضى التفويض .
ثم أنكم تلاحظون أن يزيد قد بت في قضية الحسين عليه السلام وصدر أوامر إلى ابن زياد بان يضع المناظر والمسالح وان يأخذ على الظنة والتهمة وان يقتل من يقاتله, فلم يأمره بالمقاتلة فحسب والتي لا تستلزم القتل بل أمر بقتل من يقاتل وهذا يعني أن الحسين عليه السلام اذا قاتله فهو مأمور بقتله وألا كان عليه أن يستثني الحسين عليه السلام من هذا الأمر الولايتي والذي لا رخصة فيه , فمتى ما قاتله الحسين فهو مأمور بقتله , بل أن القدر المتيقن من هذا الأمر هو قتل الحسين عليه السلام إذ أن الحديث أنما هو عن الحسين عليه السلام فهو الذي توجه إلى العراق.
ومن المحتمل قويا أن يقاتل ابن زياد لان الحسين أنما هو متوجه للكوفة وليس من المعقول أن يسلم عبيد الله الكوفة إلى الحسين طواعية, إذ أن ذلك مناف لإرادة يزيد وما دعاه إلى تنصيب ابن زياد ألا المحافظة على الكوفة حتى لا تخرج عن الهيمنة الأموية وتكون في يد الحسين, ويزيد وعبيد الله بن زياد على إطلاع بان مجيء الحسين عليه السلام إلى الكوفة أنما هو لهذا الغرض.
كل ذلك يعبر على إطلاع يزيد على تمام الإجراءات التي كان يمارسها ابن زياد في هذا السبيل كما يعبر عن متابعته لسياسة ابن زياد وانه لم يكن قد نصبه وفوض أليه الأمر , وألا لم يأمره بشيء والذي منه القتل ولم يطلب من أن يخبره "عن كل ما يحدث"
وبما ذكرناه يتضح أن المسئول الأول عن دم الحسين عليه السلام هو يزيد بن معاوية وان قرار القتل كان بأمر منه هذا أولا.
الدليل الثاني: هناك عدة نصوص تدل على تعلق أرادة يزيد بقتل الحسين إذا لم يبايع حتى لو لم يقاتله, وسوف نذكر واحدا منها لطول المقام
النص : ذكر المؤرخون انه حينما مات معاوية وتسلم يزيد مقاليد الحكم كان شغله الشاغل هو بيعة الحسين ومجموعة من الشخصيات.
ومبرر هذا الاهتمام واضح لمن له أدنى إطلاع على ملابسات الأحداث أبان حكم معاوية بعد صلحه للإمام الحسين عليه السلام , في تاريخ اليعقوبي أن يزيد "كتب إلى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان وهو عامل بالمدينة, إذا أتاك كتابي هذا فاحضر الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير فخذهما بالبيعة لي فان امتنعا فاضرب أعناقهما وابعث لي برؤسهما, وخذ الناس بالبيعة فمن امتنع فانفذ فيه الحكم وفي الحسين بن علي وعبدالله بن الزبير والسلام"
تلاحظون أن هذا النص صريح في أن السياسة التي رسا عليها يزيد بن معاوية اتجاه الحسين عليه السلام هي التصفية الجسدية إذا لم يبايع وان الوليد ليس له خيار آخر فإما أن يبايع الحسين او يقتل .
وهنا قد يدعى وجود أشكال على هذا النص وهو : أن بعض المؤرخين لم يذكر في المكاتبة التي أرسلها يزيد إلى الوليد الأمر بالقتل ,وكل ما ذكر فيها هو الأخذ بالبيعة من الحسين وجمع من الشخصيات فما ذكره الطبري مثلا : " وكتب أليه- أي إلى الوليد- في صحفية كأنها أذن فأرة , اما بعد فخذ حسينا وعبدالله بن عمرو وعبدالله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليس فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام"
والجواب على هذا الأشكال:انه لا منافاة بين النصين إذ أن النص الذي نقله الطبري لم يشمل المنع من قتل الحسين عليه السلام إذا لم يبايع غايته انه لم يذكر أن يزيد قد أمر الوليد بالقتل في حال عدم البيعة وهذا لا ينفي وجود الأمر بذلك .
الدليل الثالث: على مسئولية يزيد عن دم الحسين عليه السلام ونستعرض في هذا الدليل النص الذي يدل على أن قتل الحسين عليه السلام كان بإيعاز من يزيد بن معاوية بقطع النظر عن أن الأمر بالقتل كان منوطا بعدم البيعة فحسب او كان منوطا بعدم البيعة بالإضافة إلى الدخول مع بني أمية في مواجهة
النص :ما نقله جمع من المؤرخين من أن عبد الله بن عباس بعث برسالة إلى يزيد بن معاوية وهي رسالة طويلة نذكر منها موضع الحاجة
"من عبدلله بن عباس الى يزيد بن معاوية اما بعد ...وانت قتلت حسينا يفيك الكثكث ولك الاثلب لا تحسبني لا أباً لك نسيتُ قتلك حسيناً وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام غادرهم جنودك مصرَّعين في صعيد مرمَّلين بالتراب مسلوبين بالعراء لا مكفنين تُسفي عليهم الرياح وتعاورهم الذئاب وتنشي بهم عرج الضباع حتى أتاح الله لهم أقواماً لم يشتركوا في دمائهم فأجنوهم في أكفانهم ، وبي والله وبهم عززت وجلست مجلسك الذي جلست يا يزيد ».
وهذا النص كما تلاحظون صريح جداً ، حيث نسب ابن عباس قتل الحسين (عليه السلام) إلى يزيد في رسالته أليه مرتين حيث قال في موضع منها « وأنت قتلت حسيناً » وقال في موضع آخر من الرسالة « لا تحسبني لا أبا لك نسيتُ قتلك حسيناً » ، ثم أن ابن عباس حمَّل يزيد تبعات كل ما جرى على الحسين (عليه السلام) وأصحابه وعائلته .
ولا يخفى على احد أن مثل ابن عباس لا يتجنى على احد ولا ينسب لأحد جرما لم يرتكبه خصوصا أن ابن عباس يواجه يزيد بهذه النسبة مواجهة غير آبه بسلطانه وسطوته رغم أن دواعي المداراة تقتضي السكوت عن ذلك على انه لو كان يزيد في موقع ضعف فان جلالة ابن عباس وورعه تأبى عن أن ينسب لأحد جرما لم يرتكبه فهو الصحابي الجليل بل هو من المع الصحابة وأعلمهم بحدود الله جل وعلا فمثله لا يتكلم بغير علم .
ثم أن الكتاب شكك في صحة هذه الرسالة وقال : احسب أنها منتحلة على عبدالله بن عباس , وبرر ذلك بأنه كيف لأبن عباس أن يواجه يزيد بمثل ذلك والحال أن يزيد لا يزال في سلطانه وصاحب قوة ومنعة وابن عباس أكيس من أن يصدر عنه مثل هذا الكلام .
والجواب على هذا الأشكال :واضح ,إذ أن لو تم هذا لكان يقتضي نسف كل النصوص الكثيرة التي دلت على أن رجالا واجهوا ملوكا أولى قوة وسلطة بأشد من هذه المواجهة فهذا التاريخ يعج بمثل هذه المواقف فان الدنيا لا تخلو من أصحاب النفوس الأبية والأنوف المتشامخة فقضية حجر بن عدي سار بخبرها الركبان وتناقلتها كتب التاريخ دون استثناء وغير خاف على هذا الكاتب الملاحم أتى سطرها التاريخ لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدء الدعوة في مكة المكرمة
ولا ادري ما هو رأي هذا الكاتب في الحسين بن علي عليه السلام حينما واجه يزيد وعبيدالله بن زياد الم يكن أبو عبدالله الحسين عليه السلام في نظر هذا الكاتب كيسا وهل الكياسة تقتضي دائما المداهنة والمدارة
ثم ان الملاحظ للظروف التي صدرت فيها هذه الرسالة يعرف ان يزيد حينذاك لم يكن من القوة بحيث يمكنه البطش بعبدالله بن عباس فالضعف السياسي والعسكري الذي انتاب دولة يزيد لا تخفى على من له تأمل في ظروف صدور هذه الرسالة .
النص الثاني : ما نقله اليعقوبي عن معاوية بن يزيد عن معاوية بن أبي سفيان انه حينما تقلد الحكم بع أبيه خطب الناس فقال " اما بعد حمد الله والثناء عليه ...ألا وان جدي معاوية بن أبي سفيان قد نازع الأمر من كان أولى به قرابة ...ثم قلد أبي وكان غير خليق للخير فركب هواه ...فقلت منعته وانقطعت مدته وصار بحفرته رهنا بذنبه وأسيرا بجرمه ثم بكى وقال :أن أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه وقد قتل عترة الرسول وأباح الحرمة وحرق الكعبة...."
وهذا النص من أوضح الوثائق التاريخية المثبتة لمسئولية يزيد عن قتل عترة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد صرح معاوية- نجل يزيد الأكبر على مرأى ومسمع من شيوخ بني أمية- بمسئولية أبيه عن قتل عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكر التاريخ حدثا قتل فيه يزيد احد من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم سوى واقعة كربلاء والتي قتل فيها الحسين عليه السلام مع جمع من أولاده وأولاد أخيه الأمام الحسن عليه السلام وأخوته من صلب علي بن أبي طالب عليه السلام فحتى واقعة الحرة والتي أسرف يزيد فيها في دماء الصحابة وأولاد المهاجرين والأنصار لم يتعرض لأولاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وكان ذلك عن قصد وتعمد حيث أوصى قائد جيشه مسلم بن عقبة المري بعدم التعرض لعلي بن الحسين عليه السلام وهذا ما يؤكد مراد معاوية بن يزيد من قوله "وقد قتل عترة الرسول "هو قتل يزيد للحين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام .
الدليل الرابع :وهو دليل نقضي, حاصله : انه لو لم يكن قتل الحسين بإيعاز من يزيد بن معاوية وكان كارها لقتله عيه السلام لاتخذ إزاء عبيدالله بن زياد إجراء يتناسب مع فظاعة الحدث وحتى لو لم يكن الحسين عليه السلام مرضيا عند يزيد ألا أن استقلال ابن زياد بهذا الأجراء يعد خروجا عن مقتضى وظيفته وتمردا على أرادة راس الدولة , إذ لا يخفى على عاقل أن اتخاذ قرار بهذا الحجم لا يكون الا من الإدارة المركزية وان استقلال احد الموظفين به – مهما بلغت رتبته – معناه تهميش للإدارة المركزية , واي سلطة تقبل بتحمل تبعات قرار لم يكن قد صدر عنها.
وحتى تنفي تلك السلطة تبعات ذلك الأجراء الذي ارتجله احد موظفيها لابد من اتخاذ موقف مناسب ينفي عنها تهمة التورط بذلك لأجراء المنافي لسياستها.
ونحن حينما نقف على تاريخ الحدث لا نجد لذلك عينا ولا أثرا رغم أن الدواعي لوصوله متوفرة ومبررات الاختفاء معدومة , فليس هناك عاقل ألا ويبذل قصارى جهده للتحفظ على أغراضه خصوصا وانه قادر على التحفظ عليها .
ولا يخفى على مثل يزيد الأجراء المناسب لنفي التهمة عن نفسه , وليس يزيد حينذاك عاجزا عن اتخاذ مثل ذلك الأجراء مما يعبر عن أن قرار القتل كان هو القرار المناسب بنظره وانه هو الخيار الوحيد الناجح لحسم القضية وللظهور بمظهر القوة والهيمنة التامة وانه لا شيء يقف أمام أرادته ,وان ذلك وان كان يستتبع الوقوع في بعض المحاذير وان مجموعة من المضاعفات تترتب عليه ألا إن هذه المضاعفات وتلك المحاذير لا ترقى بنظره لمستوى بقاء الحسين عليه السلام رافضا للبيعة ,اذ أن ذلك يعني انسلاب الهيبة عن الدولة ويساهم في تمرد وتبلبل الوضع وزوال الاستقرار.
كل ذلك حدا بيزيد إلى أن يتخذ هذا القرار الصعب , وألا فما معنى أن تقصى عائلة الحسين عليه السلام على هيئة السبايا إلى الشام وما معنى أن ترفع الرؤؤس على الرماح ويطاف بها في البلدان وما معنى أن يضع يزيد راس الحسين عليه السلام بين يديه ثم يدعو أشراف أهل الشام إلى مجلسه لينظروا أليه وهو يقرع ثنايا الحسين بقضيبه وما معنى أن يصلب راس الحسين عليه السلام بدمشق ثلاثة أيام كل ذلك يؤكد أن قتل الحسين كان خياره ولم يكن خيار ابن زياد.
**من المؤيدات لدعوى تورط يزيد بدم الحسين عليه السلام
الأول : شخصية يزيد الذاتية
أن من له أدنى إطلاع على التاريخ لا يستبعد على يزيد أن يقدم على قتل الأمام الحسين عليه السلام فلم يكن ليزيد أي تحرج عن هتك حرمات الله جل وعلا فقد ذكر المؤرخون أن يزيد كان مستهترا يميل إلى الطرب ويتعاطى الخمر ويلعب مع القرود والفهود .
ومن اجل أن نوثق ما ذكرناه نذكر بعض النصوص المتصلة بذلك
1-ما ذكره المسعودي في مروج الذهب
"وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب...وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة واستعملت الملاهي واظهر الناس شرب الشراب...."
2- ما ذكره الطبري وذكره غيره
"وبعث إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم عبد الله بن حنظلة الانصاري ....ورجالا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد بن معاوية فأكرمهم ...فلما قدم أولئك النفر الوفد المدينة قاموا فيهم فاظهروا شتم يزيد وعتبة وقالوا أن قدمنا من عند رجل ليس له دين ويشرب الخمر ويعزف بالطنابير ويضرب عنه القيان ويلعب بالكلاب ويسامر الخراب والفتيان, وأنا نشهد إنا قد خلعناه فتابعهم الناس "
وهناك مؤيدات أخرى مثلا : وقعة الحرة , غزو مكة المكرمة
نكتفي بذكر هذا المقدار والحمد الله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله .
قراءة ممتعة ومفيده
تقبلوا تحيتي
|
التعديل الأخير تم بواسطة الحوزويه الصغيره ; 16-12-2010 الساعة 08:45 PM.
|
|
|
|
|