دائما يقوم بايدن بحشر أنفه المزكوم في الشأن العراقي وبشكل يثير السخرية والدهشة في آن واحد وكأن جميع القرارات التي تصدرها الهيئات التشريعية والتنفيذية وحتى القضائية لاتجدي نفعا اذا لم تمر بالبوابة البايدنية التي أخذت على عاتقها مراجعة جميع القرارات العراقية وتنقيحها او ترتيشها او ربما الغائها .
وآخر حشرية بايدنية في الشأن العراقي هو تصريحه اللاذع بحق هيئة المسائلة والعدالة وعدم شرعيتها في اشارة واضحة لكل المسئولين باتخاذ ما يلزم لاجل حل هذه الهيئة واعادة الكيانات والشخصيات المشطوبة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
والطريف في الامر ان بايدن اقترح على المشطوبين بالتعهد امام الجميع بانهم لايمتون باية صلة بالبعث المنحل لامن بعيد ولامن قريب في بيان واضح وصريح على ضرورة عودة هؤلاء المشطوبين مهما كلف الامر .
ورغم تدخلات الامم المتحدة التي تستغل وقوع العراق تحت طائلة البند السابع ورغم تدخلات الجامعة العربية من خلال بن حلي الا ان القرار الاخير سيكون فعلا وواقعا بيد بايدن الذي يبدو انه واثق من رضوخ الجميع لقراراته سواءا كانت صائبة ام خاطئة .
ويبدو ان هذه المسرحية الهزلية هي امتداد لمسرحيات عديدة تستغلها الاطراف السياسية الحاكمة من اجل الوصول الى غايات واهداف مخطط لها من قبل اجندة واستخبارات عالمية اخذت على عاتقها قيادة العملية السياسية في العراق باشكال واسماء وصور مختلفة .
ولكن الرياح لاتوافق السفن في كل مرة اذ ان هذه المسرحية البايدنية قد كشفت لجيع العراقيين وجود فئتين تلعبان بمقدرات ومصير العراق كيفما تشاء وتهوى الادارة الامريكية الفئة الاولى هي الفئة الطائفية التي تريد دائما اللعب بالبيض والحجر للوصول الى المنفعية السلطوية والفئة اليسارية التي تلعب على وتر الفكر السياسي القديم بكل انظمته ومسمياته مع مد جسور خفية وعلنية مع الادارة الامريكية لاجل العودة الى سدة الحكم .
وبين فكي هاتين الفئتين المرتبطتين بالامبريالية ومخططاتها يتأمل الشعب العراقي بالفئات الوطنية االتي لم تزل بمنأى عن التجاذبات الطائفية والاستعمارية التي أوجدتها امريكا في العملية السياسيةالعراقية .
ولذا يتوجب علينا جميعا كوطنيين مخلصين للعراق فضح هذه الممارسات اللاأخلاقية واللا شرعية
لتلك المسرحية البايدنية الخبيثة التي تهدف الى اللعب والضحك على الجماهير من اجل غايات واهداف معروفة