وقف الدكتور مذهولا ونحن نقف في بداية الزقاق الضيق قائلا : أن هذه المسؤولية ثقيلة وثقيلة جدا "" اغنى دولة وافقر شعب "" هل يستطيع هؤلاء في مدينة التنك ان يقتنعوا بأن هناك من يفكر بهمومهم ويحمل معاناتهم .
ارشدتنا المرأة التي تركت الايام خطوطا على وجهها الذي يتحدث عن قصص مأساوية تمتد على طول أرض السواد وعرضها أرشدتنا الى بيت ٍيجتمع فيه الاهالي دخلنا لنرى اولئك الرجال وقد جلسوا قرب ذلك المريض واخبرونا انه يعاني من أزمة صحية مزمنة من مخلفات الحرب والمواد المشعة وانهم عجزوا باجمعهم ومجموعهم من علاجه وقالوا أنهم لن يستطيعوا علاجه على الاكثر لسبب بسيط وهو انهم يعيشون في هذا التنك ولايلتفت اليهم احد الا ايام الانتخابات ،
بكى الدكتور وسالت دموعه الساخنة وقال : يؤلمني أن اقف هذا الموقف وأراكم اخوتي بهذا الحال في ارض السواد والخيرات !! وأننا لم نتحرك الا لنرى عراقاً قد هجر الاحزان والمآسي وهاقد مرت علينا تجارب حتى لو كانت مريرة فأنها دروس علينا الاستفادة منها لايامنا القادمة لتكون بدايتنا الجديدة بدايةً تحفظ لنا كرامتنا وتوحد شعبنا وتبني وطننا وترسم البسمة على وجوه اطفالنا .. التفتوا ألينا باجمعهم قائلين : لقد قالها من جاء قبلكم .. عندها قال الدكتور ولكننا يقيناً لم نكن ممن جاءكم وقال لكم وواعدكم ، اليس كذلك ..
التفت الينا الشيخ المريض وقال بصوته الحزين الخافت : ليتنا نصدقكم .
عندها قال الدكتور لنرفع ايدينا بالدعاء للعراق واهله بان يعبروا ظلام المحنة الى نور الرحمة والبركة والمَسرة - وأردف قائلا أن المسؤول والممثل في البرلمان والوزير والحكومة هم بأيدينا الى يوم 7 / 3 فأذا انتهى ذلك اليوم اصبحنا بأيديهم فعلينا ان نختار الغيارى واصحاب الضمير ..
قالوا واين نجدهم بالله عليك ؟
قلنا انهم والله في ائتلاف العمل والانقاذ الوطني الحر / 358