(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة ... الأستاذ سمير (( أبو محمد ))
رجل أربعيني ، قصير القامة ممتلئ الجسم جنوبي المـــلامح مثقف
جدا ً بإمكانك أن تتحدث معه في أي شـي ء عن كل شيء مــولع بـ
أهل البيت والروايات التي تخصهم بشغف ، حاضر النكتة تــراه في
أغلب الأوقات ضاحكا ًمستبشرا ً، رغم أن له طفـــلين مريضيـــــــن
ولد ذكر مصاب بالتوحد ، وبنت مصابة بداء السكر بعد تعرضها في
مدرستها للخوف الشديد ، يعالج مشاكله مع من حوله بــــهدوء و
حكمة ؛ يمتلك وسائل إقناع وحضور بين زملائه وطـــلابه ؛ والذين
يعتبرونه صديق لهم يرجعون إليه في مشاكلهم دائما ً؛ وبعدتخرجهم
يحتفظون برقم هاتفه ... له موكب متواضع في منطقته ، يمارس فيه
تشابيه واقعة كربلاء... حفظه الله من كل مكروه...
(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
المهندس ... جابر((أبو علي ))
في التاسعة والخمسين من عمره ، رجل وقور ومتواضع وعملي
حصل على بكلوريوس الهندسة بجدارة واستحقاق ، عاش في فتـــرة
الطغمة الفاسدة لحزب البعث الكافر، ولأنه كان مثابرا ًفي عمله محبا ً
له من جهة ؛ من جهة أخرى لأنه شيعي موالي وأقاربه لايؤمنـــــون
بالبعث ويحاربونه ... تعرض للمضايقة والصيدبالماء العكر من أقران
له يعتاشون على ترهات البعث وأفانين إلحاده ؛ فحسدوه وحقدواعليه
وألبوا عليه جلاوزة الحزب المنحل ... وكاد أن يقع في أحابيلهم لولا...
لطف الله وعزته؛ فاستقربه الأمر أن يكون مديرا ًعاما ًفي دائرة بعيدة
عن أهله ومحل سكناه ، وتعرض لوعكات صحية ألمت به فأتعبته جدا ً.
وصل به الحال أنه كان يرى الموت قريبا ًمنه وخاصة ًبعد أن رأى من
حوله يموتون بسبب ٍمن مرض أصيب به هو أيضا ً...
فقد وزنه واصفر لونه وهمدت أنفاسه؛وانحصر تفكيره في انتظار الموت
القادم ... وكان على موعد مع دكتور في بغداد ليخضع لعملية ما...
الانتظار أفقده أعصابه فجمح به الخوف والغضب ... وهنا كانت يدالله
وأهل بيته ؛ فقد حلمت به إمرأة أن يذهب لزيارة العباس في منطقته...
وقد زار هذا المهندس الإمام الكاظم عليه قبل حلم تلك المرأة فقال:
(( أنا عندي العباس وهو أقرب وذهبت للكاظم عليهما السلام ))!!...
وظل مواصلا ًلزيارة العباس ع مكثرا ًالدعاء فيه... حتى وقت العملية.
وعندما حان الوقت للعملية ؛ فحصه الدكتور الطبيب قبل العملية...
وجد لمفاجأة !!!... قال له لست بحاجة لعملية ... لقد أجريت لك...
وكان مكان الجرح وزرقته وكأنه عملية مكتملة الأركان بل منتهية
وبنسبة نجاح 100% ... ومن وقتها اشترى المهندس جابر جهاز
كومبيوتر واشترك بالانترنت من ثم حفظ أوزان الشعر الشعبي و
أوزان القصائد الحسينية ليصبح شاعرا ًلأهل البيت ؛ والآن تقرأ
قصائده في أرجاء العالم في السعودية والبحرين والكويت في ...
السويد والنرويج في بلدنا الحبيب في كربلاء والنجف والبصرة
والأحوازالعراقية في الديوانية وغيرها... بالإضافة إلى ذلك له
موكب حسني يجمع له التبرعات في منطقته ، إمام صلاة في
أحدى الحسينيات ... هداه الله إلى طريق الحق وبصره وبصر به
من يهدي الله فلا مضل له...
(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة حسن الأسمر... قصة واقعية عن السياسة والدين - الأمس واليوم!!!...
حسن رجل ثلاثيني أسمرالملامح ضخم الجثة ؛ في عمري تقريبا ًالآن عندما يمر بي قد
لايعيرني اهتمام ما؛ لحسن قصة واقعية حدثت سنة 1999 بعد استشهاد الصدر الثاني
عندما كنا طلابا ًفي المرحلة الرابعة على ما أذكر ؛ فقد شارك بمظاهرة بعد قتل نظــــام
صدام المقبور للسيدمحمد محمدصادق الصدرفي النجف الأشرف ؛ وكان الجموع في تلك
المظاهرة يتنادون ويهتفون هكذا( انعال السيد يسوة العوجة وكل تكريت...))... فألقي
القبض عليه وأودع في سجن مديرية أمن الديوانية لأشهر من ثم أفرج عنه ؛ ماكلفه في
حينها شهادتة البكلوريوس الجامعي...وقديسأل البعض ما علاقة ذلك بالسياسة والدين؟
فأقول له أنا كل العلاقة ؛ فقبل استشهاد الصدر الثاني كانت هناك أطراف تتهم السيد
الشهيدبالعمالة والخضوع لصدام الهدام ؛ بل إن دولة اقليمية كبرى رفضت اســـــــتقبال
مبعوثه في مدنها الموالية !!... وبعداسشهاده تحول المتحولون!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أما بعد سقوط بغداد ودخول المحتل ؛اندلعت الألسن لتعلن أحقيتها بحمل رسالة السيد
الشهيد ؛ والكل تفرقوا على ماحاول السيد الشهيد جمع الشيعة في العراق عليه ...
والكل يدعي أنه كان يناضل صدام كما السيد الشهيد حتى أن حزب فلان كتب سنة ...
تأسسه في زمن وجود البعبع صدام ؛ وأظنني كنت فاقدا ًالوعي أوفي غيبوبة حيث لم
ألحظ وجوده و ألمسه لمس اليد!!!... فالحق مع حسن الاسمر عندما لا يعبئ بي لمـــا
يمر بي ؛ لأن ذاك الزمان غيرهذا الزمان والرجل غير هؤلاء الرجال المناضلون!!!........
(( أعلام في بلادي ))... قصص واقعية... بقلمي
قصة أم محمد
إمرأة صالحة ومربية فاضلة تعدت العقد الأربعين من عـــــمرها لـــــها
طفلان ذكران أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة ، والله وعلى أرض
الواقع هناك أناس يستحقون أن يكونوا أعلاما ً دون هؤلاء الـ...!!!......
سمحة جدا ً ورغم قسوة من حولها في التعامل معها غيرأنها تصرعلى
معاملتهم بالأحسان ورد المبغض العابس بالمحبة والبشاشة ؛ فــــي
دراستها نالت أعلى الدرجات فهي الأولى على أقرانها في وقتها ؛ فأما
درسها في الصف الآن وكأنه درس خصوصي يشمل مادة الدرس ويحيط
بها من كل اتجاه ؛ حتى أن بعض المشرفين استثناها في رحلته للتعرف
على مستوى التدريس يوما ما وجعلها خارج قوس .
مع زوجها هي صابرة محتسبة رغم قسوته في التعامل معها؛ومن الجانب
المادي فإنها تعطي دون حساب ، أتعرف من يعطي أخوانه وأخواته الملايين
وبعدها يقول مبرئ في ذمته لن أطالبه بشيء؛ حتى بعـــد أن يـــفك الله...
ضائقته ما طالبته بشيء... بل انها توزع الهدايا في الأعياد والمناسبات...
بل أن أحدما لا يذكرها وأبنأها بهدية تستحق!!!... إما إذا ما نزل ضيف في
جوارها يطلب القِرى ؛ فتراها كالنحلة تدور فيما حواليه كي تلبي طلباته
دون ما ضيق أو تأفف ؛ وعلى العكس لوحلت هي ضيف عند بشر2012
بالله أليس هذه وأمثالهامن أبدال الله ورواسخه في الأرض وليس لادين
ولاسياسة قوم منكرون ... ولا كهي آجرها الله وأعطاها فضل الإحسان
والكلمة الطيبة وأخلاق العرب الأقحاح في الدنيا والآخرة
أعلام في بلادي قصص واقعية بقلمي
قصة الطفلين حسن و محمد
الاطفال يمتلكون حسا ًمرهفا َ وعبقرية مخبئة ، لو كانت التربية
تأتي أكلها ، حسن طفل في السابعة من عمره الآن ، وعندما
كان في الثالثة من عمره ، كان يسكن مع أعمامه في بيت واحد
وله مع ابوه وأمه غرفة في مقدمة الدار ، وأخواله جيران أعمامه
وكان يتنقل بين البيتين ، وعندما حصلت مشاكل بين أبيه وأمه
وأخواله وأعمامه ، وطرد ت أمه من بيت أعمامه ، لم يزل هو...
يتردد على البيتين ، وعندما حل ضيفا ًعلى أعمامه نظر بحزن
ووجل وهو يدخل إلى بيت أعمامه ناظرا ً إلى غرفة أمه بهم
وزفرة لها معنى وعلى صغر سنه ؛ وقد أعطوه موزة وعندما
بدأ بأكلها جاءت جدته أم أمه وأخذت عنوة ؛ فما كان منه إلا أن
رمى الموزة من يده وغادر ؛ وكأن لسان حاله يقول (( ما جئت
من أجل الطعام وأنما ... ))...
انتظروا قصة محمد...
قصة الطفلين حسن و محمد
فأما محمد فهوالآن في الثانية عشرة من عمره : عندماكان في
الثالثة من عمره كان نابغة ؛ يحفظ الأناشيد ؛ وينطق باللغة العربية
ألفاظ جميلة ؛ ويشاهد القصائد الحسينية ، ويرفض الاغاني وفي
يوم من الأيام بين الثالثة والرابعة من سني من عمره قصصت له
واقعة الطف بتفاصيلها وكيفية قتل واستشهاد الحسين وإذا به و
على صغر سنه ينتحب صارخا ً (( ليش كتلو ... ليش ...)) لأنك في
أيام العزاء ترى بعض الجالسين جالسا ً بترفع وهو يرفض فكرة ما
عن ترطيب الوجنات ...
وهو الآن يشارك في المواكب الحسينية ويخدم زوار الحسين وكذا
يذهب مع أبيه ماشيا ًفي أربعينية الحسين عليه السلام قال الشاعر:
رأيت سفاه الشيخ لاحلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
أعلام في بلادي قصص واقعية بقلمي
قصة ((دلير ))...
رجل سني كردي تعدى العقدالثالث من عمره يعيش بيننافي
الجنوب وله علاقات وصداقات مع الكثير من أهالي الديوانية
لم يذكر عنه أنه أثار المشاكل وانحاز لجهةما أوطائفة ما بل
على العكس كنت اسخر معه من منافقي اقطاب الحكــــم من
من يمكن أن يطلق عليهم تجاوزا ً شيعة وماهم بشيعة؛ وكان
هو يسخر من متفذي الاكراد قادة السياسة والدم والســــلاح.
اتذكر مرة ما وقدكان الليل يرخي سدوله علينا وكنا مبتلين
بالحزب المقبور وقد اجبرنا ونحن موظفين على أن نخفر
في دائرتنا قبل الانهيار والسقوط بفترة ؛ وكان هو مستثنى
من ذلك ؛ وإذا به يطل علينا وبيده طبق من الحلوى مع
الفاكهة ... وحين سقوط الصنم فوجئت به يقدم لي مبلغ من
المال استعين به على ظروف ما بعدالسقوط ؛ فاثنيت على
فعله مع شكري له وبعد جهد اقتنع بعدم حاجتي لذلك المبلغ
دلير السني الكردي يحتفظ بكتاب نهج البلاغة من ضمن ما
يقتني وقد زار الأئمة داعيا ً وطالبا ًمن الله بجاههم أن يرزق
بولد فمنذ زواجه سنة 2000 وإلى لحظة كتابة هذ ه الأسطر
لم يرزق بولد.. ذكرا ًكان أم أنثى .
وهو يعيش مع زوجته على أصر محبة واحترام وتعاون منقطع
النظير؛ ولم يفكر بتركها أو تفكر هي بذلك .
في مكان عمله دلير أكثر الناس تعاوننا مع زملائه ؛ بل مع الجميع.