< 1000 ;font face="ATraditional Arabic">بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطاهرين المعصومين
السلام عليكم أخي المحترم ورحمة الله وبركاته
مشكور على الإجابة والتوضيح ..
ولكن .. قد يلاحظ على ما تفضل يراعكم به :
أولا : أني قد قرأت بعض ما في الرسائل العملية ، ولا أراك تعتقد أن قولهم : قد زاد ابن طاووس رحمه الله ، يعني قد اخترع ، بل المراد : أن الدعاء في نسخته فيه زيادة عن باقي النسخ ، ومؤداه كما نبهت عليه ، وإلا لما تجشموا عناء وضعه في رسائلهم لو كان أمر هذه الزيادة واضح للعيان .
***
وثانيا : حسن الظن بمثل ابن طاووس (قده) - عند عدم تنبيهنا على أنه ليس جزءا من دعاء الإمام عليه السلام - أن هذه الزيادة من الدعاء ، وإلا كان كمَن غرَّر بنا ، وفَضْل ابن طاووس (قده) وتبحّره في الأخبار ممن لا يمكن لأحد أن ينكره ، ومن تأخر عنه كالعلامة المجلسي رحمه الله وغيره قد نهلوا من فيض علمه .
***
وثالثا : إني لست ناكرا باع وسعة علم العلامة النحرير المجلسي الثاني رضوان الله عليه ، فهنيئا لمن أخذ منه وتتلمذ عليه .
ولعل أحدهم يقول :
إننا إما نتفق على أن هذه الزيادة لابن طاووس رحمه الله أم لا ؟ .
أما الثاني : فإنه قد يحصل في ظرف ما أن يزيد البعض تدليسا وإيهاما على أن الزيادة من الكتاب ، اختباء خلف المؤلف ورغبة في انتشارها .
ولكن هذا يحتاج إلى دليل ، لاستبعاد أن باقي العلماء لم تلتفت أنها ليست لابن طاووس وإنما قد زيدت في كتابه .</div> والخلاصة : أنه لا مشكلة ثبوتا إذا لم تكن له ، ولكن الكلام إثباتا .
^^^
وأما الأول : فإنه قد ذكر علماء الأصول أن الغفلة والزيادة ونحوها ، مدفوعة باحتمال عدم الغفلة والزيادة .
نعم ، يؤتى بها رجاء المطلوبية ، للإجمال الحاصل بسبب عدم وجودها في بعض النسخ .
^^^
وأما القول : بأنها من دين الصوفية ، فإنه لا يوجد أي دليل في الفقرة ينص أنها لهم خاصة ، خاصة أن بعض ما عندهم موجود عندنا ، فإن دينهم تلفيق وجهل واختراع .
^^^
ونورد للفائدة بعض الأدعية المشابهة للنسق اللفظي أو المعنوي :
(رَبِّ أَدْخِلْنِي فِي لُجَّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَقَوِّنِي بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفِي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ القُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ مَهِيباً بِهَيْبَتِكَ عَزِيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْلِيمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ العِزَّةِ وَالقَبُولِ وَسَهِّلْ لِي مَناهِجَ الوُصْلَةِ وَالوُصُولِ وَتَوِّجْنِي بِتاجِ الكَرامَةِ وَالوَقارِ وَأَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّائِكَ فِي دارِ الدُّنْيا وَدارِ القَرارِ وَارْزُقْنِي مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ القُلُوبُ وَالأَرْواحُ وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالأشْباحُ ...) مفاتيح الجنان : الفصل السادس في ذكر نبذ من الدعوات المشهورة .
وقال الشيخ عباس القمي بعده : (دعاء السيفي الصغير المعروف ب ( دعاء القاموس القدّرة ) ذكره الشيخ الأجل ثقة الاسلام النوري عطر الله مرقده في الصحيفة الثانية العلوية وقال : إنّ لهذا الدعاء في كلمات أرباب الطّلسمات والتسخيرات شرح غريب ، وقد ذكروا له آثاراً عجيبة ، ولم أرو ما ذكروه لعدم اعتمادي عليه ولكن أورد أصل الدعاء تسامحا في أدلة السنن وتأسّيا با 1000 لعلماء الاعلام ) انتهى
وأنت ترى كيف أن الشيخ رحمه الله لم ينف الحديث رغم وجود بعض العبائر التي توافق مذهب الصوفيين والعرفانيين من مقام الواحدية والأحدية ونحوهما .
وأيضا (يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ ، وَجَلَّ عَنْ مُلائَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ) مفاتيح الجنان دعاء الصباح ، وفي تدليله على ذاته بذاته : دلالة على مقام الشهود ، دون الاعتماد على الآثار ، التي توجب بعد المزار وهو الله تعالى ، كما في فقرة ابن طاووس رحمه الله .
وأيضا (اللهم ان تعذبني فبذنوبي ولم تظلمني شيئا وان تغفر لي فخير راحم أنت يا سيدي اللهم أنت أنت وانا انا أنت العواد بالمغفرة وانا العواد بالذنوب وأنت المتصف بالحلم وانا العواد بالجهل )
را : المزار للشهيد الأول 236 ط : مؤسسة الإمام المهدي عج قم المقدسة وغيره .
وأيضا : (دعاء عظيم الشأن مروى عن علي بن الحسين عليه السلام إلهي كيف أدعوك وأنا أنا ـ وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت ، إلهي إذا لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسئله فيعطيني إلهي إذا لم ( أدعك ) أدعوك فتستجيب لي فمن ذا الذي ادعوه فيستجيب لي ) المصباح للكفعمي 292 ط : الأعلمي لبنان .
وأيضا : (إلهي ارض عني فإن لم ترض عني فاعف عني ، فقد يعفو السيد عن عبده وهو عنه غير راض . إلهي كيف أدعوك وأنا أنا ، أم كيف أيأس منك وأنت أنت ، إلهي إن نفسي قائمة بين يديك وقد أظلها حسن توكلي عليك ، فصنعت بها ما يشبهك وتغمدتني بعفوك ) البحار للعلامة المجلسي 91 / 103 ط : دار إحياء التراث بيروت .
فهذه الألفاظ ونحوها توافق ما عند الآخرين من أذكار ومقامات ونحوها ، ولكن هذا لا يعني أنهم هم من وضعوها ، وتصرفوا في كتبنا ، بل هي غيض من فيض بحر المعصومين عليهم السلام ، يحاول الجميع أن يستقي منها ، ولكن الحق يظل حقا .
دمتم موفقين لكل خير أخي الفاضل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته