|
مــوقوف
|
رقم العضوية : 67974
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 2,555
|
بمعدل : 0.53 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
الروح
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 23-04-2012 الساعة : 08:41 PM
كم هي عظيمة سيدتنا الصدّيقة الزهراء ,, روحي فداها ,, فأسمها الكبير راح يحفر وجوده الخالد في ضمير الانسانية ,, ذلك لأنها كانت ولا تزال معياراً الهياً للمرأة الانسانة بكل المقاييس ,, فأحبَ ذكرها وتأثر بها كل عقل باحث عن الحقائق الكامل و كل قلب محب لجمال الله وجلاله ..
قال الاديب المسيحي الكبير سليمان كتاني ( رحمه الله ) واصفاً الزهراء صلوات الله عليها في كتابه الرائع بكل امتياز ( فاطمة الزهراء وتر في غمد ) وتحت عنوان ( غفوة الصدّيقة ) ما نصه :
وأخيراً هويت فاطمة! هوى معك الخصر النحيل، يا نحول السيف، يا نحول الرمح، يا نحول الشعاع في الشمس، يا نحول الشذى، يا نحول الإرهاف في الحسّ، يا نحول العزّة تتوارى خلف الخطوط في الجبين، يا نحول المجد يتخبّأ في غمد حسام مقصوف، يا نحول البطولة ترسف في قيد من تراب، يا نحول البهاء تتلقّط زجاجة دكناء، يا نحول الحقيقة في عتمة البصائر!
لقد عشت الإرهاف، يا أرهف امرأة عرفها التاريخ، إرهاف هو من امتشاق الحسام لمعانه.
يا ابنة المصطفى، يا ابنة ألمع جبين رفع الأرض على منكبيه واستنزل السماء على راحتيه، عشت الكِبر في انتساب الكبر إلى سماواته، فهانت عليك الأرض، يا عجينة الطهر والعبير، ولم تبتسمي لها إلاّ بسمتين: بسمة في وجه أبيك على فراش النزاع يعدك بقرب الملتقى، وبسمة طافت على ثغرك وأنت تجودين بالنفس الأخير.
وعشت الحبّ يا أنقى قلب لمسته عفّة الحياة، فكان لك الزوج العظيم الأنوف، لفّ جيدك بالدراري، وفرش تحت قدميك أزغاب المكارم.
وعشت الطهر يا أطهر أُمّ أنجبت ريحانتين، لفّتهما ببردة جدّيهما بوقار تخطّى العتبات وغطّى المدارج.
ثمّ تركت الأرض عن بسمة هزء به، فإذا هي تشتدّ أوتارها إليك من جيل إلى جيل، كأنّ إطلابها إيّاكِ هو تعطّش السراب إلى الندى.
وانبزغت من تحت الكفن كما تنبزغ السنبلة من حفنة التراب اضطراد نموٍّ وأشواق خصب..
يا هجعة الغيث في قلب الغمام..
يا ابنة النبي..
يا زوجة علي..
يا أُمّ الحسن والحسين..
ويا سيّدة نساء العالمين.
|
|
|
|
|