|
المستبصرون
|
رقم العضوية : 82284
|
الإنتساب : Sep 2015
|
المشاركات : 124
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الاِمام
بتاريخ : 16-10-2015 الساعة : 07:19 PM
باسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آله «لبيك داعي الله اِن كان لم يجبك بدني عند اِستغاثتك و لساني عند اِستنصارك فقد اجابــك قلبــــي و سمعـــي و بصري سبحان ربنا اِن كان و عد ربنا لمفعولا أشهــد أنك طهرٌ طاهرٌ مطهرٌ من طهرٍ طاهرٍ مطهرٍ و طهرتٙ و طهرت بك البلاد و طهرت أرض أنت فيهــا». من زيارة الاِمام الحسين في النصف من شعبان . الحمد لله رب العالميــن، و الصــلاة و السـلام على خير الخـــلائق و المرسلين الصادق الأمين وعلى أهل بيته الطيبيــن الطــاهرين, و أصحابه الأخيار المنتجبين و اللعنة على قتلتهم. تعتبر الإمامة قضية أساسية في بناء المجتمع المســلم الواحد، و أحــد لبناته الصلبة المحصِنة تشد وحدة الأمة الإســــلامية، و قنديل نــــور يضيء عقل الحاضر الديناميكي البـــاعث للاِنطـلاقة الحضـــــارية المنشودة، وإطار معرفي كلي للوثبة النهضوية الإسلاميــة المنقض عند اِشتداد زخم الفكر الخانق للعقل، و كابح لجام التطـــرف، و صمّـــام أمـان لكل اِنحطـاط أخلاقـي، دينـــي, حضـاري، و تفـكك اجتمـــاعي <<أطيـعوا الله و أطيـعوا الرسـول و أولـو الأمـر منـكــم[1]>> المائدة و عنه ـ الإمام ـ يتشكل المحور الأساس و من خـــلاله يرتســـم الاِتـجاه القـويم الكلي المستقبلي للأفراد في الحركــة العقـــائديـة[2]، و فوران الناس الحضاري الراهن, فالحضــارة الإسلاميـة المنشـــوردة: هــــي الحضـــور الزمكــاني اِرتباطا بغيبة الإمام ـ عجل الله فرجه الشريف ـ في الحاضر، و من خلال حضوره[3] ـ عجل الله فرجه الشريف ـ في الفكــــر الإنساني تتمحور الأفكار المهدوية في المجتمع لبنـاء فكــرا مختلـــف المشارب لصقل المجتمع باطنيا عقاديا،ظاهريا نهضويا، لاِنجـاز أشيـــاء الفكـــر لتحقيق الغاية الإسلامية المنشودة: عبادة الله الواحـــد الأحد بدون خـوف ولا كراهية و إحلال السلـــم و السلام وتحقيـــــق العدل و الأمان في البسيطة، و تعمير الأرض بالصالحــــات ليعــــــم الإسلام. فزحـــزحة أفكار الحضـــارة الماديـــة الظاهرية و الباطنية لاِ إنسانيتين المدمرتين و الهالكتين للبشر و الكون من أولويات حضارتنا. فيصقّل – الإمام ـ العقل المتحرر صقلا فينصهر كليا في علاقة حب و مودة حينها يولد التفاعل الاِجتماعي الســوسيو السياســـي الاِقتصـــادي. اِذن ـ الاِمام ـ نقطـــة، يلف حوله المجال التربوي الإنسانـــي في أمور الدين والعقل و النفس و الحس [4]، و الوجود الدنيوي النهضوي الحضاري <<إِنِّـي قَـدْ تَرَكْـــتُ فِيكُـــمْ مَا إِنْ أَخَذْتُـــمْ بِهِ، لَنْ تَضِلّــُوا بَعْـدِي، الثَّقَلَيْــنِ، وَأَحَدُهُمَـا أَكْبَــــرُ مِنَ الْآخَـرِ، كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَـى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتي ، أَلَا وَإِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَـيَّ الْحَوْض[5]>>, ففي الحين إن لـــم يكـــن الإمام في الوجدان الاِنساني ينفجـــر باطن المجتمع، ينتحر العقـل الجمعي و يحترق الظاهر بنـار الفتــن[6]. إن المسار الزمني الاِجتماعـي في حركتـــه نحو الاِستقبـــال، و حين اِبتعد عن أحداث الزمــن وأفكــاره ترك فراغـــا بيـــن حلقاته فشُق التماسك ، ففُك الاِرتباط، حينها عُزلت حلقات بنائه عن بعضها البعض بالاِختراقات الروائية، والأحاديث الموضوعـــة الاِسرائلية و الأموية المستدمرتيــن،و الهدف من هذا كله فك الاِرتباط بين المسلمين و آل بيت محمد صلى الله عليه و آله، فاُعتمدت الروايــــات و الأحاديـــث حيث البلهاء كحدث في المراجع ثم نُقلـت بالتراتـــل بين الأجيال[7] فكان التصديــق و التبنـــي، فأنشقـــت الصفـــوف بالاهواء، و تولدت الفتن، وعند فطناء شيعة آل البيت عليهم السلام اِنكشفت الأفكار في الحين أنها ميتة مميتة فدفنت في مقبرة لا حدث. فهذا الفراغ بين حلقات الماضي لم يحصل في حدث إمــامة آل البيت عليهم السلام و كلمــا تعمقت في أفق الاِستقبال قــوي تماسك حلقاتها، فتأثيرها الايجابي فأدى الى الحب و الألفة[8] فتفاعل الجمع، وفأنصهرت الفوارق الاِجتماعية، فتولدت الفاعلية الحضارية، فتضــاعف ركاب سفينة النجاة عبر حلقات الزمن واِندفــاعهم نحوها ـالاِمامة ـ بالدفــاع عن أمرهــا وتبليغه الى النــاس << يَـٰأَيُّها ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّك[9]>>.
[1] . قال الإمام جعفر الصادق في تفسير الآية:<< بنا يعبد الله وبنا يطاع الله، وبنا يعصى الله، فمن أطاعنا فقد أطاع الله, ومن عصانا فقد عصى الله>>.
[2] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي :و ليس المجتمع ظاهرة مادية فحسب ,و إنما هو ظاهرة معنوية أيضا , لأن المجتمع هو الصيغة المنظورة لعقيدة ما ,وتوجه حياته طائفة من الناس و تطبعها بطابعها . فلعل من المدركات البديهية أن الإنسان ـ هذا الكائن الذي ينشئ الحضارات , ويعمر الكون و يغني الحياة ـ هو كائن ذو عقيدة يسير عليها في حياته الدنيا.
أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف , مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر
[3] .أن لا تكزن غيبة الاِمام عجل الله الكريم فرجه سببا لغيبة الأمة و ضياعها، فاِن الاِمام ـ عجل الله الكريم فرجه ـ و اِن كان غائبا بشخصه الشريف عن أبصارنا، اِلا أنه يرعى مصالح المؤمنين و يهتم بشؤون الدين. مجلة المنتظر العدد 2 السنة الأولى شعبان 1426، ص 9 [4] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي:{...}, و لهذا استصفي لهذه العملية أُُُناس معينون أوجد الله تبارك و تعالى فيهم الحس القائد هذا الحس رباهم هو أوﻵ و بالذات ثم خلق وجودا حسيا ثانويا هذا الوجود الحسي الثانوي كان هو المربي للبشرية .
أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف , مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر,ص67
[6] . عمود,عاشوراء فكر و عمل: العجزعنالقيامبالتغييرحيث لابديلعنالمفسدينالذينيمسكون بزمامالأمورهومقدمةالانهيار. والحضارةتعبير(نظريوتطبيقي)عنمرحلةساميةمنمراحلالتطور الإنساني، فلاحضارةعظيمةبلا واقععظيم،وإنمنالوهمالارتكاز الىتاريخحضارةعظيمــةدونأن يكونلهـــــذهالحضارةتجلياتعلىأرض الواقع،فالتاريخيظلمجردوقائع، وتمجيدتاريخالمصلحينوأفكارهـم وحسبلايجدينفعاًإذالميتبلورالى واقعمعاش. مجلة ,أجوبة المسائل الشرعية , عدد 159 السنة 19 , صفر الأحزان 2432 هـ /2011 م
[7] . الشهيد محمد باقر الصدر,تحقيق عبد الرزاق الصالحي: اِذا افترضا أن نبوة جاءت ومارست دورها في قيادة البشرية و هدايتها ووصلها بربهـــا و تطهيرهـــا مــن شوائبــها, اِلا أن هذه النبــوة بعد أن مات شخص النبي تولــدت ظــروف و اِنحرافــات أكلت كل ذلك الــتراث الروحي و ألمفاهيمي الذي خلفه النبي الذي قاد تلك الحركة , فبقيت النبوة مجرد رؤى تاريخيـــة و شعار غامض غائم بارد, دون أن يكون ـ أي الشعار ـ معبرا عن أي كيان فكري مفاهيمي محدد في أذهان القاعدة الشعبية المرتبطة بتلك النبوة .
في مثل هذه الحالة لا يمكن أن تواصل هذه الدفعة الإلهية المتمثلة في تلك النبوة عملها لأن الدفعة الإلهية لا يمكن أن تواصل عملها بدون مصباح منير و بدون كتاب منير ـ على ما يصطلح عليه القرآن الكريم ـ و هــذا الكتاب المنير, عبارة عن ذلك التراث الفكري و ألمفاهيمي الذي يمثل القاعدة للعمل النبوي , ويمثل الإطـــــار للحياة التي يقدمها النبي و يذع واِليها , فإذا ماتت تلك القاعدة و ذلك الإطار باِضمحلال ذلك التراث و بقيت النبوة مجرد مسألة تاريخية لا يوجد بالفعل في حياة الناس ما يجسد مفهومها و منظارها إلى الحياة, ففي مثل ذلك لا بد من دفعة جديدة لكي يستأنف العمل و يستأنف الشوط في سبيل إعادة البشرية إلى ربها, و إقامة دعائم العدل و الحق و التوحيد على وجه الأرض .
( أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف, مؤسسة أم القرى للتحقيق و النشر ص ص26 .27)
[8] . المحور الثاني: في تكوين الاِجتماع، هناك محبة و ألفة، فاِذا كانت هذه المحبة موغلة في الجذور و مستحكمة اِستحكاما جيدا كان الاِجتماع ثابتا قائما مستقرا، {...}.( الفكر السياسي لمسكويه الرازي، تألف محسن مهاجرني، ترجمة حيدر حب الله، ط 2004 الغدير للطباعة و النشرو التوزيع، ص74 [9] . أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصَّفَّار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المَخْلدِي، قال: أخبرنا محمد بن حَمْدُون بن خالد، قال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم الحلْوانِي، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد سِجَّادة، قال: أخبرنا علي بن عابس، عن الأعمش، وأبي الحَجَّاب عن عطية، عن أبي سعيد الخُدْرِي، قال:نزلت هذه الآية: { يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} يوم "غَدِير خُمّ" في علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
|
|
|
|
|