باسمه جل ثناؤه. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نحن الشيعة إنما سُمّينا بهذا الاسم لأننا شايعنا أهل بيت رسول الله (صلوات الله عليهم) واتبعناهم، ولم ننعزل عنهم كما فعل غيرنا من الطوائف، بل حرصنا وحرص أسلافنا على الالتفاف حولهم وتلقي الدين وعلومه منهم، فهم أصحاب العلم الصحيح، كما أنهم أدرى من غيرهم بسيرة جدّهم (صلى الله عليه وآله) ويعلمون حقيقة ما جرى عليه.
وقد أخبرنا أهل البيت (عليهم السلام) بأن جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) قد مضى مسموماً شهيداً، وأن اللتين سمّتاه عائشة وحفصة بأمر أبويهما أبي بكر وعمر، فقد روى المفسّر العياشي (رضوان الله تعالى عليه) - الذي كان من المخالفين ثم تشيّع والتحق بمدرسة أهل البيت عليهم السلام - عن عبد الصمد بن بشير عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“! (تفسير العياشي ج1 ص200).
وروى أيضا عن الحسين بن المنذر قال: ”سألت أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عن قول الله: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، القتل أم الموت؟ قال: يعني أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا“! (المصدر نفسه).
كما روى علي بن إبراهيم القمّي (رضوان الله تعالى عليه) في تفسيره أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لحفصة في مجريات قصّة التحريم: ”كفى! فقد حرّمت ماريّة على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبدا، وأنا أفضي إليك سرّا فإنْ أنتِ أخبرتِ به فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين! فقالت: نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي (غصبا) ثم من بعده أبوك، فقَالَتْ: مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا؟ قَالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ. فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك، وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: إن عائشة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها، فاسأل أنت حفصة. فجاء عمر إلى حفصة فقال لها: ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة؟ فأنكرت ذلك وقالت: ما قلت لها من ذلك شيئا! فقال لها عمر: إنْ كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدّم فيه (نُجهز على النبي سريعا)! فقالت: نعم! قد قال رسول الله ذلك! فاجتمعوا أربعةً على أن يسمّوا رسول الله“! (تفسير القمي ج2 ص376).
وهذا الذي أخبرنا به الأئمة الأطهار (عليهم السلام) من أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قُتل؛ يوافق نصّ القرآن الحكيم، فإن الله تعالى يقول: ”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ“. (آل عمران: 145).
والمعنى الواضح فيها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيُقتل وسيعقب ذلك انقلاب الأصحاب على أعقابهم أي ارتدادهم عن الدّين، فقوله تعالى: ”أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ“ معناه: ”أَفَإِنْ مَاتَ بَلْ قُتِلَ“ لأن (أو) هنا للإضراب حيث إن الله سبحانه لا يشكّ. ونظيره قوله تعالى: ”وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ“، (الصافات: 148) بمعنى أنه أرسله إلى مئة ألف بل يزيدون.
وجمهور المخالفين يوافقوننا على أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يمت حتف أنفه بل قُتل، فقد روى أحمد بن حنبل والطبراني والصنعاني عن عبد الله بن مسعود قال: ”لأن أحلف تسعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُتل قتلاً أحبُّ إليَّ من أن أحلف واحدةً أنه لم يُقتل! وذلك بأن الله جعله نبياً واتخذه شهيداً“. (مسند أحمد ج1 ص408 والمعجم الكبير للطبراني ج10 ص109 ومصنف الصنعاني ج5 ص268 وغيرهم كثير).
غير أن الخلاف بيننا وبينهم هو في تشخيص القتلة، فنحن نقول أنهم أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة؛ فيما هم يقولون أنهم اليهود الذين أمروا زينب بنت الحارث بأن تضع له سما في شاة مسمومة تقدّمها له، فقامت بذلك انتقاما لمقتل أخيها مرحب بن الحارث على يد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في فتح خيبر. إلا أن قولنا هو الأثبت لدواعي عدّة.
منها؛ أن قولنا مروي عن الأئمة الأطهار من آل محمد (صلوات الله عليهم) وهم كما أسلفنا أعرف من غيرهم بحقيقة ما جرى على جدّهم صلى الله عليه وآله وسلم، كما أنهم الصادقون بنص الكتاب، المبرّأون من كل عيب، فحديثهم هو الأصح والأقوم.
ومنها؛ أن محاولة المرأة اليهودية لسمّ النبي (صلى الله عليه وآله) وقعت بُعيْد فتح خيبر، أي في السنة السابعة من الهجرة النبوية الشريفة، وقد استشهد النبي (صلى الله عليه وآله) في السنة الحادية عشرة، فيكون من البعيد جدا أن تكون وفاته بسبب تناوله لهذا السمّ قبل أكثر من ثلاث سنوات إذ إن تأثير السم لا يبقى عادة إلى هذه الفترة.
ومنها؛ أن في بعض الروايات أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يتناول من الشاة المسمومة أصلا فقد أعلمه الله تعالى بأنها مسمومة فأمر أصحابه بأن لا يأكلوا منها، وكانت هذه معجزة من معاجزه صلى الله عليه وآله وسلم. روى الخطيب عن أبي هريرة قال: ”إن امرأة من اليهود أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مسمومة فقال لأصحابه: أمسكوا فإنها مسمومة. فقال: ما حملك على ما صنعتِ؟ فقالت: أردتُ أن أعلم إنْ كنتَ نبيّاً فسيطلعك الله عليَّ وإن كنتَ كاذبا أريح الناس منك“. (تاريخ بغداد ج7 ص384 وغيره كثير). وروى البخاري عن أبي هريرة قال: ”لمّا فُتحت خيبر أُهدِيَت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم، فقال النبي: اجمعوا إليَّ من كان ههنا من يهود، فجمعوا له. فقال لهم: إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقوني إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم. فقال لهم من أبوكم؟ فقالوا: أبونا فلان. فقال لهم: كذبتم! بل أبوكم فلان. قالوا: صدقت وبررت. فقال لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم يا أبا القاسم, وإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا. فقال لهم: من أهل النار؟ فقالوا: نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسئوا فيها! والله لا نخلفكم فيها أبدا. ثم قال لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ فقالوا: نعم. فقال هل جعلتم في هذه سما؟ فقالوا: نعم. فقال ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا إنْ كنت كذابا أن نستريح منك, وإن كنت نبياً لم يضرّك“. (صحيح البخاري ج4 ص66 وسنن الدارمي ج1 ص33 وغيرهما كثير).
ومنها؛ إن عائشة هي التي تروي أن استشهاد النبي (صلى الله عليه وآله) كان بفعل أكله قبل ثلاث سنوات تلك الشاة المسمومة! فقد وضعت حديثا على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذا الشأن، فقالت: ”كان رسول الله يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة.. ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، وهذا أوان انقطاع أبهري من ذلك السم“! (صحيح البخاري ج5 ص137). وهي بوضعها لهذا الحديث المنافي لما سبق من أنه (صلى الله عليه وآله) لم يأكل وكان ذلك إثباتاً لنبوّته أمام اليهود؛ إنما يكون حالها حال من ينطبق عليه قول: ”يكاد المريب أن يقول خذوني“! إذ هي تحاول أن تُبعد التهمة عن نفسها بوضع هذا الحديث، وهي مشهورة بكذبها فقد صرّحت بنفسها أنها تواطأت مع حفصة على الكذب في قصة التحريم، كما كذبت على امرأة تزوجها رسول الله حين زعمت لها أن النبي يعجبه أن تقول المرأة له: أعوذ بالله منك! كما أنها قد كذبت في شأن أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد قُبض بين سحرها ونحرها بينما كان مسندا رأسه إلى علي أمير المؤمنين عليه السلام، وغير ذلك من موارد كذبها العديدة، فروايتها لهذا الحديث وبهذه الكيفية المريبة وهو حديث لم يروه أحد سواها يجعلنا نشك بأن لها مصلحة في إشاعته، ولا تكون هذه المصلحة إلا محاولتها إبعاد التهمة عن نفسها، وهو ما يؤكد ضلوعها في جريمة قتله صلى الله عليه وآله وسلم، سيّما وأنه (صلى الله عليه وآله) قد وصفها برأس الكفر وقرن الشيطان! فقد روى أحمد بن حنبل عن ابن عمر قال: ”خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: رأس الكفر من ههنا! من حيث يطلع قرن الشيطان“! (مسند أحمد ج2 ص23 وغيره كثير، وتأويلات المخالفين له لتنزيه ساحة عائشة أسخف من أن يُردّ عليها ههنا).
ومنها؛ أن هناك حديثا يرويه المخالفون عن عائشة تبرّر فيه إقدامها على وضع مادة غريبة في فم رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين كان مغشياً عليه في مرضه! فقد زعمت أن هذه المادة هي (لدود) أي دواء بمثابة الطعم! وعندما أفاق النبي (صلى الله عليه وآله) واكتشف الأمر وسأل عن الفاعل قامت عائشة بإلصاق التهمة كذبا بالعباس بن عبد المطلب عمّ النبي! إلا أنه (صلى الله عليه وآله) برّأ ساحة عمّه وأمر بأن تتناول هي ومن معها من نفس هذه المادة عقاباً، مفنّدا تبريرات عائشة بأنها كانت تخاف عليه مرض ذات الجنب واصفا (ذات الجنب) بأنها من الشيطان!
وهذا تمام الحديث كما رواه البخاري: ”عن عائشة قالت: لددنا رسول الله في مرضه وجعل يشير إلينا أن لا تلدّوني، فقلنا: كراهية المريض بالدواء! فلمّا أفاق قال: ألم أنهكم أن تلدّوني؟! قلنا: كراهية الدواء! فقال صلى الله عليه وسلم: لا يبقى منكم أحدٌ إلا لُدَّ وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم“! (صحيح البخاري ج8 ص42 وصحيح مسلم ج7 ص42 وغيرهما كثير).
وروى الحاكم عن عائشة قالت: ”إن رسول الله كانت تأخذه الخاصرة فتشتد به وكنا نقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله عرق الكلية، ولا نهتدي أن نقول الخاصرة، أخذت رسول الله يوما فاشتدت به حتى أُغمي عليه وخفنا عليه، وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب فلددناه، ثم سُرِّيَ عن رسول الله وأفاق فعرف أنه قد لُدَّ ووجد أثر ذلك اللد، فقال: أظننتم أن الله سلّطها عليّ؟ ما كان الله ليسلّطها عليّ، والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحدا إلا لُدَّ إلا عمّي“. (مستدرك الحاكم ج4 ص203).
ومنها؛ أن عائشة ناقضت نفسها بنفسها، ففي مرّة تزعم أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد توفي من سمّ اليهودية قبل ثلاث سنوات، وفي مرّة أخرى تزعم أنه توفي بسبب إصابته بمرض ذات الجنب! مع أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد نفى إمكان أن يسلّط الله تعالى هذا المرض عليه باعتباره من الشيطان كما مرّ! روى أبو يعلى عن عائشة قالت: ”مات رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذات الجنب“! (مسند أبي يعلى ج8 ص258).
والحاصل من ملاحظة كل هذا عدم الشك في أن لعائشة دوراً أساسياً في قتل النبي صلى الله عليه وآله، وقد وقع هذا بمعونة صاحبتها حفصة، وبأمر من أبويهما أبي بكر وعمر عليهم جميعا لعائن الله.
وليس مستبعدا أن يأمر أبو بكر وعمر بتنفيذ مثل هذه الجريمة، فإنهما قد حاولا من قبلُ مع عصبتهما من المنافقين أن يقتلا الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بعد الرجوع من تبوك، وقد روى المخالفون ذلك عن أحد كبار محدّثي المخالفين، وهو الوليد بن جميع، حيث قال ابن حزم أنه: ”روى أخبارا فيها أن أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاءه من العقبة في تبوك“! (المحلّى لابن حزم ج11 ص224).
وهذه الأخبار والأحاديث مفقودة مع الأسف، فقد أخفاها المخالفون منعا من افتضاح صحابتهم، وكان ابن حزم مطلعا عليها ولكنه لم ينقلها واكتفى بالطعن في الوليد بن جميع وجرحه، إلا أن ذلك لا يفيده بشيء لأن الرجل ممن روى عنه مسلم في صحيحه والبيهقي في سننه وأحمد بن حنبل في مسنده وابن أبي شيبة في مصنفه وغيرهم، وابن حبّان قد عدّله وترضّى عليه وذكره في الثقات، كما وثّقه الذهبي، فهو إذن من الثقات العدول الذين لا يكذبون في أحاديثهم.
هذا ولنا محاضرة مفصّلة بعنوان: ”من الذي قتل رسول الله صلى الله عليه وآله“؟ يمكنك الرجوع إليها لتقفي على تفاصيل أكثر حول هذه الجريمة البشعة.
ولقد ذكرت كتبك ومصادرالمخالفين حادثة قيام عائشة بمنع الإمام الحسين (عليه السلام) من دفن أخيه الحسن (عليه السلام) بجوار جدّه (صلى الله عليه وآله) محتجّة بأن البيت بيتها مع أنه ليس كذلك! فقد استولت عليه حينما سيطر أبوها على مقاليد الحكم، وكان بيتها في جانب آخر من المسجد النبوي الشريف، وقد أثبتنا ذلك بالدلائل في محاضرة خاصة بعنوان: ”هل دُفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجرة عائشة“؟ فارجعي إليها.
ولا شك في أن قيامها بمنع سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدفن بجوار جدّه مع أنه قد أوصى بذلك إنما ينمّ عن حقد دفين اعتمل في صدرها ضدّه وضدّ أهل البيت الأطهار عليهم السلام، وإليكِ بعضا من المصادر التي ذكرت هذه الحادثة المؤلمة:
روى اليعقوبي: ”ثم أُخرج نعشه يُراد به قبر رسول الله، فركب مروان بن الحكم وسعيد بن العاص فمنعا من ذلك حتى كادت تقع فتنة! وقيل إن عائشة ركبت بغلة شهباء وقالت: بيتي لا آذن فيه لأحد! فأتاها القاسم بن محمد بن أبي بكر فقال لها: يا عمّة! ما غسّلنا رؤوسنا من يوم الجمل الأحمر؛ أتريدين أن يُقال يوم البغلة الشهباء؟! فرجعت“. (تاريخ اليعقوبي ج2 ص225).
وروى أبو الفداء: ”وكان الحسن قد أوصى أن يُدفن عند جده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عائشة: البيت بيتي ولا آذنُ أن يُدفن فيه“! (المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء ج1 ص183).
وروى البلاذري: ”فلما رأت عائشة السلاح والرجال خافت أن يعظم الشرّ بينهم وتسفك الدماء قالت: البيت بيتي ولا آذن أن يُدفن فيه أحد“! (أنساب الأشراف للبلاذري ج3 ص60).
وروى ابن سعد عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير قال: ”سمعت عائشة تقول يومئذ: هذا الأمر لا يكون أبدا! يُدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم (للنبي وأبي بكر وعمر) رابعا! والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته وما دُفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري، وما آثر علي عندنا بحسن“! (ورواه عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج13 ص293).
وروى الذهبي: ”قالت عائشة: لا يكون لهم رابع أبدا! وإنه لبيتي أعاطنيه رسول الله“. (سير أعلام النبلاء للذهبي ج3 ص275).
وفقكم الله وإيانا لاتباع سبيله والفوز برضاه. والسلام. الثالث من ذي القعدة لسنة 1428 من الهجرة النبوية الشريفة.
التعديل الأخير تم بواسطة ذو النفس الزكية ; 08-10-2008 الساعة 07:34 PM.
وقد أخبرنا أهل البيت (عليهم السلام) بأن جدّهم المصطفى (صلى الله عليه وآله) قد مضى مسموماً شهيداً،
ننتظر الرواية الصحيحة سندا اخى الكريم
الكلام سهل
حتى هناك من النواصب من يقول ان على رضى الله عنة سم النبى صلى الله علية وسلم من اجل انة اخر دفن النبى صلى الله علية وسلم ولم يسارع فى دفنة
وكان ينظر لما تسفر عنة السقيفة
عينة على الخلافة
ايها المجنون ولن اعطيك لقب غير ذلك
هل تتصور ان النبى قد قتله عمر وابوبكر وغثمان وسعد بن ابى وقاص
اذا انت مجنون او تتعاطي شي
ياهذا لو كانوا يريدون ذلك لاخبره الله بذلك وحدث جميع الصحابة بذلك
ام ان النبى بشر وغيرمعصوم مثل ائمتكم
عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما قالوا له ان رسول الله قد مات قال من قال هذا قطعت عنقه واخذ يبكى بكاء شديدا
ياهذا يا ايها المجنون يا ايها الغير عاقل يا مغيب الوعى تكلم فى كل شي ولكن الا رسول الله
وادعوا لك الله ان يشفيك من هذا الجنون
ولا تنسي هذا الدعاء لك
اللهم ان كان هذا كاذبا ويقترى على رسول الله وصحابته اللهم اطل عمره واذهب بصرة واجعلة لا ينعم بشربة ماء واجعل حياته عذاب واخرته جهنم
اللهم امين اللهم امين
اخى ادركنا يامهدى
انا لم ادعوا على اى مسلم انا ادعوا على كل من ياتى ويتكلم عن رسول الله بكلام غير مناسب
اخى
اترضى ان يقال فلان قتل رسول الله
والله هذا عيب علينا ان نقول هذا
اخى اكرر ان لا ادعوا على احد ولكن رسول الله بالنسبة لى افديه بروحى ونفسى ودمي وامى وابى
لماذا لا تهتمون بذكرى وفاة نبيكم ؟ سواء بتاريخكم المدّعى او تاريخنا ؟ - 28 صفر 11 هجرية - مجرد الاهتمام بهذه الذكرى ؟؟
لماذا لا تهتمون بقضية مقتل النبي ؟ مع انها ثابتة في مصادركم ؟
لماذا لا تهتمون بقضية من قتل نبيكم ؟
لماذا لا تريدون ان تعرفوا ذلك او تسمعوا عنه ؟
لماذا تزعجكم المواضيع التي تتحدث عن هذا الامر؟
لماذا تسارعون الى نفي الموضوع والجريمة من الاساس وتنفون وقوعها اصلا .. وتستدلون زوراً بآية قرآنية تعلمون انكم تحرفون معناها : والله يعصمك من الناس ؟
انتم اذن تخفون قضية هامة وكبرى .. وعملية الاخفاء لم تبدأ من اليوم .. بل بدأت من اليوم الاول .. وهذا يدلنا على ان الجريمة وقعت .. وان مرتكبوها هم من كباركم .. وائمتكم .
في المقابل يهتمون مثلاً اهتماماً بالغاً بمقتل عمر ويعترفون به !
هل هم مثل النصارى .. او النصارى افضل منهم يعترفون بصلب المسيح ولكن يتجنبون الحديث عن من قتله وصلبه .
ان تجنبكم المشبوه عن الاحتفال بذكرى شهادة النبي او الحديث عن المناسبة من قريب او بعيد هو احد الخيوط التي تدل على وقوع جريمة قتل النبي صلى الله عليه وآله من قبل المستفيد الاول من قتله : ابو بكر وعمر وعائشة وحفصة .. وجبهة الانقلاب في السقيفة .
ولتضييع الحقيقة قام حزب السقيفة بعدة اساليب :
نفي موت النبي اساسا .. كما قام بذلك عمر .. ليشغل الناس بقضية هل مات النبي ام لم يمت ؟ بل ان ينشغلوا بقضية ظروف وفاته .. وابعاد شبهة القتل عن عصابة الاربعة : ابو بكر وعمر وعائشة وحفصة التي ارتكبت الجريمة .
نفي قتله من الاساس .. والتأكيد على موته الطبيعي .. لان الحديث عن جريمة قتل يعني البحث عن القتلة وبالتالي اكتشاف القتلة حزب السقيفة .
القيام بخطوات استباقية و احتياطية .. سيما ان الاعراض التي كانت على النبي كان اعراض تسمم واضح .. فقامت عائشة باختراع قصة ان السم في خيبر وهو الذي تسبب في موت النبي كما زعمت .
ولكي ينفوا ان النبي قُتل اساساً .. نفي وقوع الجريمة افضل من الاقرار بها والدخول في تفاصيلها .. هذا ما يفعله المجرم عندما يقتل .. ينكر وقوع الجريمة من الاساس .. حتى لا يصل التحقيق اليه . والتعرف على قتلته .
الزعم ان النبي معصوم من القتل :
من اساليبهم الزعم بان الله عصم نبيه من القتل بتحريفهم لمعنى آية – التبليغ – الكريمة : ( والله يعصمك من الناس ) .. لينفوا بذلك وقوع جريمة قتل اساساً ضد النبي صلى الله عليه وآله .. ولتحقيق مآرب اخرى ايضا .. كانكار دور أبي طالب وبني هاشم في حماية النبي من مؤامرات قريش ، لأن النبي معصوم من القتل ، فلايحتاج الى حماية !
وهدفهم من جهه أخرى أن يبعدوا معنى العصمة في الآية عن عصمة الله لنبيه من ارتداد قريش وطعنها بنبوته ان هو بلغ ولاية أهل بيته من بعده !
اذن قضية قتل النبي قضية حقيقية وقائمة وتحدث عنها القرآن الكريم .. بل جرت محاولات حقيقية لاغتياله – طبعا غير محاولات الكفار والمشركين - .. محاولات من قبل اشخاص مسلمين في ظاهرهم .. سواء من قبل عصابة السقيفة نفسها او اشخاص لا يبعد تنسيقهم معهم كشيبة بن عثمان الاموي كما سنرى .
رؤية قرآنية :
{ أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُونِ } * { قُلْ تَرَبَّصُواْ فَإِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُتَرَبِّصِينَ }
ما هو التربّص ؟
لغوياً : الغني : تَرَبَّصَ - [ر ب ص]. (ف: خما. لازمتع. م. بحرف). تَرَبَّصْتُ، أَتَرَبَّصُ، تَرَبَّصْ، مص. تَرَبُّصٌ. 1."يَتَرَبَّصُ وُصُولَ القِطَارِ" : يَنْتَظِرُ. 2."لاَ يَزَالُ يَتَرَبَّصُ فُرْصَتَهُ" : يَتَحَيَّنُهَا. 3."يَتَرَبَّصُ بِعَدُوِّه الدَّوَائِرَ" : يَترَصَّدُهُ، يُرِيدُ أَنْ يَنْصِبَ لَهُ كَمِيناً لِيُوقِعَ بِهِ الأذَى. 4."تَرَبَّصَ في مَكَانِهِ" : لَبِثَ فِيهِ، أَقَامَ. 5."تَرَبَّصَ عَنِ العَمَلِ" : تَوَقَّفَ عَنْهُ. 6."تَرَبَّصَ بِسِلْعَتِهِ الغَلاَءَ": اِحْتَكَرَهَا، أَيْ أَبْقَاهَا لِوَقْتِ الغَلاَءَ .
والآية الكريمة التي تلوناها تشير صراحة الى ان هناك من يتربص بالنبي .. يترصده .. يريد ان ينصب له كميناً ليوقع به الاذى .. وقد حدث هذا الامر بالفعل مرات عديدة .. احداها في مثل هذه الايام تماماً .. ولدى عودة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله من موقع الغدير الى المدينة المنورة .. حيث تربصته مجموعة من كبار المنافقين الذين سبقوه الى المدينة عند هضبة هريشه .. وحاولوا قتله صلى الله عليه وآله .. لتدبير الانقلاب الذي خططوا له على الاسلام وقيادته الربانية
نماذج من محاولات الاغتيال التي تعرض لها النبي من قبل ( المسلمين ) :
في قوله سبحانه وتعالى :
يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير الاية :
وقيل:
(346) نزل منزلاً وتفرق الناس في العضاه يستظلون بها، فعلق رسول الله صلى الله عليه وسلم سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي فسلّ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل عليه فقال: من يمنعك مني؟ قال: الله، قالها ثلاثاً، فشام الأعرابي السيف فصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأخبرهم، وأبى أن يعاقبه
عفا عنه لانه من المسلمين كما يبدو .. وكلمة اعرابي غامضة .. تحتمل اكثر من احتمال .. ولكنها تشير الى محاولة اخفاء هويته الحقيقية .
محاولة اخرى في حنين من قبل احد ( المسلمين ) ايضاً :
قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي صلى الله عليه وسلم حنينًا، تذكرت أبي وعمي قتلهما علي وحمزة فقلت: اليوم أدرك ثأري في محمد،
فجئت من خلفه فدنوت منه ودنوت حتى لم يبق إلا أن أسوره بالسيف، رُفع لي شواظ من نار كأنه البرق فخفت أن يحبسني فنكصت القهقرى
فالتفت إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا شيبة! قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على صدري فاستخرج الله الشيطان من قلبي، فرفعت إليه بصري وهو أحب إلي من سمعي وبصري ومن كذا.
ومحاولة اخرى في العقبة : مسند احمد : 22676
حدثنا يزيد أنبأنا الوليد يعني ابن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل قال
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ورجع عمار فقال يا عمار هل عرفت القوم فقال قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم قال أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيطرحوه قال فسأل عمار رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة فقال أربعة عشر فقال إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا والله ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال الوليد وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا فنادى أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد رهطا قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
القتلة اذن اشخاص مهمين ,, والدليل ان النبي تجنب ذكر اسمائهم .. لانهم من الكبار .. وكتم اسمائهم عند حذيفة وعمار .. لان اعلان الاسماء يعني الاعلان عن محاولة انقلاب داخلي .. وما يعنيه ذلك من اعلان لحرب داخلية في ذلك الوقت العصيب والحساس .
لو كانوا اناساً عاديين لامكن اعلان اسمائهم بكل سهولة .. ولكن الصمت على الاسماء .. حتى اليوم طبعاً .. السنة لا يهتمون بمعرفة من اراد قتل نبيهم في العقبة .. !! لماذا ؟
لماذا لا تحاولون او لا تريدون التعرف على هوية من حاول قتل النبي نبيكم في العقبة ؟ اليس الامر مهماً بالنسبة لكم ؟ اليس النبي مهماً عندكم ؟
القاتلة عائشة تنفي التهمة عن نفسها بهذه الرواية :
بعد الانكار لقتل النبي .. قاموا بامور احتياطية فيما لو كُشفت جريمة التسميم .. فوضعت عائشة هذه الرواية لتقول انه مات من أثر السم من اليهودية في خيبر :
نسئلهم هل مات النبي مسموما ام لا ؟
الجميع يؤكد ذلك .. ولكن من قام بسمه ؟
السم .. في خيبر ام صفر ؟ :
اي سم يستمر هذه المدة الطويل ليؤثر في صاحبه ؟ _ خيبر في السنة السابعة للهجرة والنبي استشهد في السنة الحادية عشر .. اكثر من اربع سنوات _ ..مع انه لم تبد علامات التسمم على النبي طوال الفترة من خيبر الى ما قبيل شهادته .
ربما رواية تسميمه في خيبر موضوعة من اساسها .. لتغطية جريمة سمه في صفر .
قوله: (رواه عروة عن عائشة) كأنه يشير إلى ما علقه في الوفاة النبوية آخر المغازي فقال: " قال يونس عن ابن شهاب قال عروة قالت عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر،
اذن :
القاتل يبحث دائماً عن متهَمين مزعومين ليبعد التهمة عن نفسه ..
اعراض التسمم على النبي :
<FONT color=blue>
وقال عبد الله بن مسعود ر لاً أشد عليه الوجع من c
التعديل الأخير تم بواسطة ذو النفس الزكية ; 09-10-2008 الساعة 05:10 PM.