كان هناك حكيم يعلم تلاميذه الحكمة ، وكان من بين هؤلاء التلاميذ شاب نحيل شاحب الوجه ولكن تعلو وجهه دائماً الابتسامة والإشراق ، وكان الحكيم يقرب هذا الشاب منه ويجلسه بجواره .
أخذت الغيرة باقي التلاميذ من هذا الأمر ، فاستجمعوا أمرهم وذهبوا للحكيم وقالو له : أيها الحكيم نحن جميعاً تلاميذك وكلنا نحبك ونحن نعلم أنك أيضاً تحبنا لكننا لا نعرف لماذا أنت تقرب هذا الشاب إليك من دوننا وتختصه بالقرب منك ؟
فما كان من الحكيم إلا أن طلب منهم أن يذهبوا ويأتوه غداً وفي يد كل واحد منهم دجاجة وسكين .
استغرب التلاميذ من هذا الطلب ، ولكنهم أطاعوا الحكيم كما علمهم أن يطيعوه إذا أرادوا أن يتعلموا منه .
حضر التلاميذ في اليوم التالي بما فيهم الشاب النحيل وفي يد كل واحد منهم دجاجة وسكين .
فما كان من الحكيم إلا أن طلب من كل واحد فيهم أن يذهب ويذبح الدجاجة بالسكين في مكان لا يراه فيه أحد ، ثم يأتيه بالدجاجة مذبوحة .
أطاع التلاميذ الحكيم وذهب كل منهم ليذبح دجاجته في مكان لا يراه فيه أحد ، وبعد فترة عاد الجميع وفي يد كل واحد منهم الدجاجة مذبوحة إلا الشاب عاد بالدجاجة حية ولم يذبحها .
وأخذ كل منهم يقص قصته عن المكان الذي ذبح فيه دجاجته ولم يره فيه أحد . وهنا سأل الحكيم الشاب النحيل قائلاً له : وأنت لماذا لم تذبح دجاجتك ؟ فأجابه الشاب النحيل على الفور قائلاً أردت أن أذبح دجاجتي ولكني كلما ذهبت لمكان وجدت الله فيه ، فالله موجود في كل مكان .
هنا وقف الحكيم وقال لتلاميذه : هل عرفتم الآن لماذا أنا أقرب هذا الشاب النحيل مني ؟
لو ان كل منا جعل الله امام عينيه دائما لكان الحال غير الحال