نَسْحَبَها رَكْضَا فِيْ الْطُّرُقَاتِ 
 
 
نَحْلُمُ أَنَّ نَمْتَطِيْ صَهَوَاتِ جِيَادِ 
 
 
وَفِيْ الْأَيْمَانِ عَصَا نَحَثُ بِهَا الْجِيَادُ ضَرْبَا عَلَىَ الْسَّيْرِ 
 
 
يَوْمَ كُنَّا صِغَارَا نَدْفَعَ عَجَلَاتِ الْسَّيَّارَاتِ بِالْأَيْدِيَ 
 
 
نُلاحَقَهَا جَرْيَا 
 
 
وَنَحْلُمُ بِطِرَازِ مُبْدِعْ مِنْ طَرْزْ الْسَّيَّارَاتِ 
 
 
يَوْمَ كُنَّا صِغَارُ 
 
 
نُرْسِلُ فِيْ الْرِّيحِ قِطْعَا مِنْ وَرَقِ نُحِيطِهَا بِأَعْوَادِ دَقِيْقَةً 
 
 
نُمْسِكُها بِخُيُوْطِ وَاهِيِهْ وَنَعْلُو بِهَا أَحْلَامَا تَطُوْلُ الْسَّحَابِ 
 
 
يَوْمَ كُنَّا نَحْلُمُ فِيْ فَلَكٍ بَقِيَّاتِ الْأَشْيَاءِ 
 
 
نَخْتَلِفُ .. نَتَصَارَعُ .. نَتَعَادَى .. ونُصّادِقَ بِوَفَاءِ 
 
وَكَبَّرْنَا 
 
 
وَكَبُرَتْ مَعَنَا أَعْوَادِ الْنَّخْلِ فَصَارَتْ خَيْلَا 
 
 
وَكَذَلِكَ صَارَتْ الْعَجَلَاتِ سَيَّارَاتْ 
 
 
وَالْطَّائِرَاتُ الْوَرَقِيَّةٌ صَارَتْ حُمُوْلَاتٍ 
 
 
نَمَا كُلِّ شَيْءٍ حَوْلَنَا 
 
 
فَصَارَ الْجَوَادُ رِيَاضَةٍ 
 
 
وَنَمَتْ الْسَّيَّارَةِ فَغَدَتْ تَرَفَا وَمُنَافَسَةٍ 
 
 
وَنَمَتْ الْطَّائِرَاتِ فَتَقَلَّبْتْ سِيَاحَةَ 
 
 
وَنَمَتْ شُئُوْنِ شَتَّىْ مِنْ حَوْلِنَا 
 
 
أَخَتَلَطَتْ الْأَشْيَاءِ , وَتَوَالَدتُ وَإنْفَتَقتُ مِنْهَا طُرُقِ 
 
 
وَنَبَتَتْ حَوْلَهَا فَلْسَفَاتْ وَفُنُوْنِ 
 
 
تَكَالَبَتْ عَلَيْهَا نُسِبَ وَخَرَائِطَ وَوَسَائِلِ تَدْوِيْنِ 
 
 
وَأَثْمَرَتْ تِلْكَ الْضَّجَّةُ جَمِيْعا 
 
 
أَثْمَرَتْ صُحُفا وَكُتْبا وَجَامِعَاتٍ 
 
 
أَثْمَرَتْ مُعَامِلِ وَمُخْتَبِرَاتُ 
 
 
لَكِنْ بَقِىَ سُؤَالَ وَاحِدٌ !!!! 
 
هَلْ حَقّا نَمَا هَذَا الْطِّفْلِ فِيْنَا أَمْ أَثْقَلَتْهُ حُمُوْلَةٌ الْأَشْيَاءِ ؟؟؟ 
 
هَلْ كَانَ جَرِيْدِ الْنَّخْلِ أَمْتَعَ أَمْ صَوَّتَ الْجَوَادُ ؟ 
 
هَلْ سَابِقَنَا بِالْعَجَلَاتِ الْزَّمَنِ أَمْ دَهَسْتِنا الْآَنَ عَجَلَاتِ الْسَّيَّارَاتِ ؟ 
 
وَطَائِرْتِنا الْوَرَقِيَّةٌ حَمَلَتْ كُلَّ أَحْلَامُنَا وَارْتَفَعَتْ أَمْ ذَيْلْنَاهَا بِالْهُمُوْمِ ؟ 
 
زَمَانِ مَضَىْ بَسِيْطَا كَانَ رَائِعَا .. وَجَاءَ زَمَنِ أَثْقَلْنَا بِالْمُتِرَفَاتِ 
 
فَأَيُّ زَمَنِ كَانَ زَمَانَكَ ؟