س: يكثر اللغط والقيل والقال أحياناً في عصمة الصديقة زينب ..
فما هي الأدلة على عصمتها (سلام الله عليها)؟
ج: لا شكّ في عصمة الصدّيقة زينب الكبرى (سلام الله عليها) وطهارتها من الدنس والرجس، ويكفي لإثبات ذلك عدم صدور ما ينافي العصمة، حتّى في أحلك الظروف وأشدّ المواقف، إذ لم يخرج منها ما ينبئ عن اعتراض على المصائب الّتي حلّت بها يوم كربلاء، وكانت لها من المواقف ما حيّرت بها القريب والبعيد والعدوّ والصديق.
وبعبارةٍ أوضح: إنّ إثبات عدم عصمتها هو ما يحتاج إلى دليل، لا العكس!
ويمكن أن يقال في المقام عن أدلّة عصمتها:
1 ـ وصيّتها الخاصّة عن الحسين ونيابتها عن الإمام زين العابدين .
فقد روى محمّد بن يعقوب الكلينيّ، عن محمّد بن جعفر الأسديّ قال: حدّثني أحمد بن إبراهيم قال: دخلتُ على حكيمة بنت محمّد بن عليّ الرضا سنة اثنتين وستّين ومائتين، فكلّمتُها مِن وراء حجاب وسألتُها عن دينها، فسمَّت لي مَن تأتمّ بهم، قالت: فلان ابن الحسن، فسمَّته. فقلت لها: جعلني الله فداك، معاينةً أو خبراً؟ فقالت: خبراً عن أبي محمّد ، كتب به إلى أُمّه. قلتُ لها: فأين الولد؟ قالت: مستور. فقلت: إلى مَن تفزع الشيعة؟ قالت: إلى الجدّة أُمّ أبي محمّد . فقلت: أقتدي بمَن وصيّته إلى امرأة؟! فقالت: إقتداءً بالحسين بن عليّ ؛ أوصى إلى أُخته زينب بنت عليّ في الظاهر، وكان ما يخرج من عليّ بن الحسين من علمٍ يُنسَب إلى زينب، ستراً على عليّ بن الحسين (الغيبة للطوسي: 230 ح 196).
2 ـ خُطَبها واحتجاجاتها في مجلس يزيد بن معاوية (لعنه الله)، فقد كانت تفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين ، ولم يصبها ما يصيب المفجوع رغم المصاب الفادح الجلل الذي نزل بها.
3 ـ قول الإمام السجّاد لها بعد خطبة الكوفة: «أنتِ بحمد الله عالمة غير معلَّمة، وفَهِمة غير مفهّمة» (الاحتجاج للطبرسي: 31).
وهذا الشأن لا يكون إلّا للمعصوم الطاهر من كلّ رجس ودنس!