[مسلم جميل جبر]

كلمة آية الله العظمى الشيخ محمد ابراهيم الانصاري بحق السيد الشهيد الصدر(قده) في حفل تأبيني في بابل بمناسبة ذكراه التاسعة نص حديث سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد إبراهيم الأنصاري(دام ظله الوارف) في مجلس تأبين آية الله العظمى الشهيد السيد محمد الصدر(قدس الله روحه) بمناسبة ذكرى رحيله التاسعة، والذي أقيم في محافظة بابل يوم السبت 6/ذي القعدة 1428 ﻫ المصادف17/11/2007م. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الخلق وسيد المرسلين محمد واله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين. قال الإمام الباقر(عليه السلام):"عالم ينتفع الناس بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد"، وباقر علوم النبيين يقول لنا إن العالم الذي ينتفع الناس بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد. لو لم يكن لسماحة آية الله العظمى المرحوم السيد محمد الصدر إلا موسوعته(موسوعة الإمام المهدي) التي ينتفع كل الناس- الشيعة- والعلماء منها، كانت له فضلاً، فكيف وانه كان عالماً، فقيهاً، أصولياً، كان سنين ملازما معنا في درس السيد الأستاذ الخوئي(قدس سره) وكان ملازما وصديق معنا في درس سيدنا المحقق المفكر الإسلامي العظيم السيد محمد باقر الصدر، وكان أيضاً زميلانا وصديقنا في درس المفكر والمفجر للثورة الإسلامية في إيران السيد الخميني(قدس سره)، فكان من عظمته يكتب في الدرس كل ما يقولون، ولقد قلت في جامع الشيخ الطوسي، الأخوان يجب أن يستفيدوا من تقريراته، لأن أفكار الشهيد الصدر الأول حاكمة الآن في الحوزات والجامعات، في سوريا نقل لي دكتور مصري-كان سني وصار شيعي لذا أخرجوه من مصر إلى سوريا-، قال:قال الدكتور رمضان عبد الله شلح عندما كان في القاهرة - رئيس الجهاد الإسلامي في فلسطين ساكن في سوريا- أعطيكم فلوس لتذهبوا ونفتشوا ونشتروا كتاب اقتصادنا للسيد الشهيد الصدر لكي نباحثه- الطلبة السنة- في الجامعة، وفي زمن الشهيد الصدر الأول، أُرسل إليه مكتوب من شخص في أوربا، يقول له إن كتاب فلسفتنا كلما فتشنا عنه في السوق ما وجدناه، لذا أرسلوه لنا، لأن الكتاب نفذ، أما الآن فقد طبعوه في قم مؤسسة الشهيد الصدر. فأفكار الشهيد الصدر في الجامعات والحوزات العلمية في إيران والنجف وسوريا ولبنان تدرس، فيجب طبع التقريرات التي كتبها السيد المحقق محمد الصدر، لأنه كتب كل ما قال وعبر الشهيد الصدر، وكذلك تقريرات المكاسب للإمام الخميني، والعجيب انه كان يبدل في الدرس الفارسية التي يدرس بها الامام الخميني إلى العربية ويكتب. السيد المحقق الشهيد الصدر(الأول) قبل ان يكتب كتابه العظيم في المذهب الذاتي، كان يدرسنا إياه والسيد محمد يكتب، أنا مرة سافرت إلى إيران وعندما عدت أخذت من السيد محمد الدفتر بمقدار الذي ما كتبت. السيد محمد الصدر إضافة إلى كونه كان عالما في الفقه والأصول والفلسفة، كان مؤسس صلاة الجمعة في العراق، وهي من الامور التي ما كان احد في زمن صدام يجرأ أن يفعلها، نحن جئنا في زمن صدام خمس مرات إلى العراق من سوريا وإيران، احد ما كان يجرأ التكلم في زمن صدام، الشخص الوحيد الذي هجم من صلاة الجمعة على صدام باسمه السيد محمد الصدر، والشخص الوحيد الذي بقي في العراق وكتب لا يجوز الانتماء إلى حزب البعث السيد محمد باقر الصدر، هذه من مفاخرهم وتبقى إلى الآبد. أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر، خلاصة الطواغيت كان صدام، لا احد يتجرأ أن يتكلم ضده، كلنا يعرف ذلك، وهذه من عظمة السيد محمد الصدر، مع انه كان محاصر من زمرة صدام ورأى بأسهم، مع ذلك هجم عليهم. السيدين الشهيدين من مفاخر العالم الإسلامي، ومن مفاخر الحوزة العلمية في النجف، ومن مفاخر الشيعة، كنا قبل سنين في قم ورأينا تاريخ الغيبة الكبر والصغرى وما بعد الظهور، واشتريناها واستفدنا منها بالجد عظيمة، بالرغم من انه كنا مُدة مدرّسين لمادتي التاريخ والعقائد، لكن كتابة السيد الشهيد محمد الصدر لها خصوصية، فعلى الشباب أن يطالع موسوعته، وان لا يتبعوا كل احد يدعي انه الإمام الحجة(والعياذ بالله) وانه النائب الخاص، لأنه من ضروريات مذهبنا في زمن الغيبة الكبرى لا يوجد نائب خاص للإمام الحجة، الفقهاء نواب عامون، كما أن رسول الله خاتم الأنبياء وهو من ضروريات الإسلام بعد رسول لا يوجد نبي، والقائل بالنبوة (المُدعي لها) ملحد مخالف لضروريات الدين، القائل بالنيابة الخاصة مخالف لضرورة من ضروريات المذهب، يجب أن يطالع الشباب الكتب الدينية لكي لا ينخدعون، السيد البروجردي كان مرجع عظيم في قم، جاءه شخص وقال أنا نائب خاص للإمام الحجة، تأمرون أن يدبروا لي بيت مناسب، السيد التفت إليه وقال: عذرا لا يوجد لدينا مكان للحمير والأغنام، فقام(الشخص) وهرب، إذا كان الإنسان عالم وفاهم لهذه المسائل لا يخدع، الشباب يجب أن يهتموا بمطالعة الكتب الدينية، في الحوزة والبيت، الأستاذ مطهري عنده كتاب في كل موضوع، العدل الإلهي من الكتب القيمة، وأيضا كتب أخرى. من عظمة السيد محمد الصدر موسوعة الإمام المهدي وما وراء الفقه وكتبه الأخرى، فإذا طبعت كما قلت تقريرات السيد محمد الصدر لدرس السيد محمد باقر الصدر ودرس كتاب المكاسب للسيد الخميني بقلم السيد المحقق الشهيد محمد الصدر، فهذا شيء خاص يصير، طبعا السيد الحميني كتب بقلمه مطالب درسه، خمس مجلدات في النجف واثنين في قم، لكن السيد محمد كتب كل تعبيرات السيد الخميني فهذا مفيد للحوزات العلمية والشباب أيضا. السيد الخميني الآن في كل العالم يحترموه، إذا طلع طفل يتكلم على السيد الخميني فهذا لا يفهم شيء، إما ملحد أو عميل أو لا يفهم شيء، اخو السيد جواد الشهرستاني نقل لي في سوريا، قال كنا في الحج، إيرانيون كانوا يتظاهرون ويلبسون الأكفان، جاء ضابط كبير، قال قولوا لهم سوف نعاقبهم بالحبس، فقالوا نحن لبسنا الكفن للشهادة وأنت تهددنا بالحبس، فقال الضابط السني السعودي الكبير في وسط مكة: الخميني بيض وجه الإسلام، وهذا سني. فعلى الشباب أن يقرا في أيام العطلة، وفي أيام الشغل يذهب للشغل ويقرأ ليلا في المراكز العلمية، الحلة كانت حوزة علمية أيام المحقق الحلي والعلامة الحلي وأمثالهم، فإذن يذهب الشاب للمسجد ويأخذ درس من عالم يصلي في المسجد، يجب أن نستفيد من هذه الفرصة، زمن صدام كان هذا مُشكل للشباب، حتى رأينا عالم في حرم الإمام علي كان صديق لنا، فأردنا أن نسلم لكنه خاف، وهكذا في كربلاء وسامراء، يحب أن تستفيدوا الآن من هذه الفرصة في نشر الإسلام ونشر المذهب وفي نشر وتعلم الثقافة الإسلامية. "عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد"، هذا كلام المعصوم والحجة الإمام الباقر(عليه السلام) الذي قال فيه جابر بن يزيد الجعفي في مسجد رسول الله في زمن الأمويين بصوت عال: حدثني وصي الأوصياء وحافظ علوم الأنبياء محمد بن علي الباقر(عليه السلام)، العالم الذي الناس ينتفعون منه ومن كتابه أفضل من سبعين ألف عابد، الشريف الراضي ينقل إن الإمام الباقر وضع يده الشريفة على صدره وقال:"إن اصف بن برخيا- الذي جاء بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام بطرفة عين- عنده علم من الكتاب- يمتلك حرف واحد من الاسم الأعظم، ولدي علم الكتاب كله". فإذا كان عالم مؤمن ومجاهد(فضل الله المجاهدين على القاعدين)، الله يرحم السيد محمد الصدر الذي كان في درس السيد محمد باقر الصدر نراه هادئ أكثر من كل جماعة السيد الشهيد، أصلاً ما كنا نتصور أن ينزل إلى الساحة، لكن بعد ما صارت الفرصة مهيئة ورأى انه يجب أن يأتي إلى الساحة، جاء إلى الساحة مثلما رايتم. مرة جاءوا بشريط صلاة الجمعة إلى سوريا، مسؤول مكتب السيد الخامنائي قال لي في إيران لا توجد هكذا صلاة، هذه من بركاته، فيجب أن نقوي صلاة الجمعة أكثر وأكثر، وننشر أثاره أيضاً حتى يكون باقيا بآثاره وبعلمه، مرة أتينا من سوريا وكنا نصلي في مسجد الكوفة، فوجدنا أربعة شباب، قالوا هنا الصلاة تمام، فقلت مشهور الفقهاء التخيير بين القصر والتمام، قالوا على رأي السيد محمد الصدر تمام، فقلت من أين انتم، قالوا من الحلة، وكان معي شخص من سوريا، فقلت انظر إنهم الحلة أيضا ويقولون نقلد السيد محمد الصدر، الشباب كانوا يأتون إلى حرم السيدة زينب في سوريا ويلتمسون مني أن أعطيهم رخصة بتقليد السيد محمد الصدر ابتداء، الآن في النجف وكربلاء أيضاً يأتون، معناه إنهم يحبونه، بعضهم يصرحون في جنوب العراق من الناصرية، إن الذي علمهم التشيع هو السيد محمد الصدر، هم يصرحون بذلك، هذه عظمة، فيجب أن تحفظوا أثاره ومكاتبه وتنشروا أفكاره، وطبعا لكم مفيد ديناً ودنيا، ولتبقى ذكرى السيد الشهيد محمد صادق الصدر. وأنا لو لم يكن مجلسا للسيد محمد الصدر ما حضرت، أنا دعوني عندما كنت في سوريا ولبنان السفارات الإيرانية- طبعا لا توجد حكومة مدافعة عن التشيع والأئمة المعصومين في العالم غير حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران- دعوني للتحدث ما ذهبت، في عاشوراء أكثر من مرة دعوني ما قبلت، قلت لهم عندي شغل، مشغول بالدرس والبحث، الآن جئت إلى هذا المجلس لعظمة السيد الشهيد محمد الصدر، ولو أمر ثاني ما أتيت، أنا ما عندي قدرة ولا فرصة فانا مشغول بالدرس والبحث وأنا شائب بعد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.