نضع بين ايديكم هذه الوقفة المباركة مع كلام سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان(ارواحنا لتراب اقدامه الفداء) في زيارة الناحية المقدسة حيث قال روحي فداه مخاطباً جده الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام في هذا المقطع الصغير:
فقد اكد امامنا بقية الله الاعظم روحي فداه في هذه الكلمات القليلة على جانبين مهمين جداً:-
اولاً : الجانب العاطفي
ثانياً : الجانب الفكري
بالنسبة للجانب العاطفي ففيه تأكيد واضح وصريح لبيان مدى مظلومية الامام الحسين عليه السلام ومدى تأثير هذه المظلومية في قلب مولانا بقية الله الاعظم(روحي له الفداء)فها هو امامنا الحجة يندب جده الامام الحسين عليه السلام صباحاً مساءاً لكل هذه الفترة الطويلة حتى يأذن الله تعالى بظهوره الشريف وهذه رسالة لكل العالم شيعته وسنته وحتى من غير المسلمين تبين مدى عظم مصيبة الامام الحسين عليه السلام عند الامام الحجة روحي فداه فهي مسالة ليست بسيطة او سهلة فعلينا التأسي به روحي فداه باحياء الشعائر الحسينية واعطائها الاثر الاكبر في نفوسنا كما اعطاها الامام الحجة روحي فداه هذه المكانة بقوله(لاندبنّك صباحاً ومساءاً) والعمل على احياءهاكل ما سنحت الفرصة تأسياً بامنا الحجة روحي فداه كما انها رسالة لمن يتهموننا باننا نعظم شعائر الامام الحسين عليه السلام ومصيبته اكثر من باقي الائمة عليهم السلام فنقول لهم هذا امامنا الحجة روحي فداه بقية الله تعالى في ارضه يؤكد على ان تاثير هذه المصيبة الرهيبة اكبر من اي مصيبة اخرى وهذا سبب اهتمامنا الاكبر بمصيبة الامام الحسين عليه السلام عن باقي المصائب لانها لم تكن قتلاً لرجال ال ابي طالب وحسب بل كانت جامعة لكل المصائب التي جرت على اصحاب الكساء صلوات الله وسلامه عليهم لانها اعادت الى الذاكرة التعدي على خدر مولاتنا الزهراء عليها السلام باعتداءهم على خدر مولاتنا الحوراء عليها السلام واعادت الى الاذهان انتهاك حرمة الامام امير المؤمنين عليه السلام بقتلهم لتلك الكواكب الزاهرة من صلب ال ابي طالب دون ان يراعوا لله تعالى ورسوله الاعظم(صلى الله عليه واله) اي حرمة في ذلك لذلك جاء التاكيد على عظم هذه المصيبة,كذلك هذا الجانب يعتبر رد صريح على من يريدون ان يجعلوا من مسألة استشهاد الامام الحسين عليه السلام امراً عادياً لا يستحق كل ذلك الاهتمام.
اما الجانب الثاني وهو الجانب الفكري فهو ان الامام الحجة المنتظر(روحي فداه) يريد ان يبين لنا مدى اهمية ثورة الامام الحسين عليه السلام في تهيئة النفوس وتوطينها وان الذكر المتواصل يجعل الانسان يوم بعد يوم يتعلق بمبادئ هذه الثورة العظيمة لهذا فأن البكاء والندب هو عامل رئيسي في تركيز مباديء ثورة الامام الحسين عليه السلام في النفوس فمثلاً كل يوم نرى الكثير من الحوادث ولكن لا تتركز في اذهاننا الا الحوادث الاليمة فنحتفظ بكل تفاصيلها الصغيرة والكبير لما لها من تاثير مؤلم في النفوس كذلك الذكر الكثير لمصيبة الامام الحسين عليه السلام والتفصيل للحوادث الاليمة التي مرت على ال البيت عليهم السلام في تلك الواقعة تجعل تاثيرها اكبر في النفوس وبالتالي تكون كل تفاصيلها معروفة ومتركزة في الاذهان وهذا يؤدي الى خلق اجواء ثورية باستمرار ترفض الظلم والاضطهاد فكلام الامام الحجة روحي فداه لم يكن عاطفياً فحسب بل فيه تاكيد على جعل مدرسة الثوار والاحرار مستمرة خالدة على مر العصور تهدد كيان كل ظالم مستبد وذلك بالذكر المستمر لثور الامام الحسين عليه السلام ضد الظلم ومبادئها التي ارتكزت عليها وما رافقها من الحوداث المؤلمة وهي بذلك تجمع مشاعر الناس وتآلفهم مع المصيبة وتركز مفاهيمها في اذهانهم فتخلق عندهم الروح الثورية ونتيجة لهذا نرى رد الطغاة بمنع الشعائر الحسينية وهو تاكيد على ان لهذه الشعائر دور في فتح عقول الناس وتحريك مشاعر نبذ الظلم والثورة على الطغاة واحقاق الحق ومثال على ذلك ما قاله المفكر الشيوعي برنادشو عن المسلمين(لا يمكن القضاء على المسملين وعندهم قران يُتلى وكعبة تُحج وحسين يٌذكر)
نسال الله تعالى ان يعجل فرج امامنا صاحب العصر والزمان فرجاً عاجلاً كلمح البصر او هو اقرب من ذلك ويرزقنا شرف رؤيته ونصرته والاستشهاد تحت لوائه بحق محمد وال بيته الاطهار الميامين.