العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الإجتماعي

المنتدى الإجتماعي المنتدى مخصص للأمور الإجتماعية

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية الحوزويه الصغيره
الحوزويه الصغيره
عضو فضي
رقم العضوية : 34252
الإنتساب : Apr 2009
المشاركات : 1,863
بمعدل : 0.33 يوميا

الحوزويه الصغيره غير متصل

 عرض البوم صور الحوزويه الصغيره

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الإجتماعي
افتراضي الشباب مشاكل وحلول - للشيرازي‎
قديم بتاريخ : 06-07-2010 الساعة : 10:26 PM


وفق رؤى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين.

مأساة الشباب في هذا القرن من أكبر المآسي.. حيث لم يعرفها التاريخ المكتوب فيما سبق.. وذلك لأن الشباب قديماً لم يكونوا طبقة مستقلة لا تستشير الكبار ولا تأخذ بنصحهم .. وإنما هم تبع لآبائهم .. فكانوا يوردونهم الحياة تدريجياً بنضُجٍ لا بأس به حتى يسدّوا مسد الآباء.. فلم تكن مشاكلهم إلا بمقدار المشاكل الطبيعية للإنسان حيث قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «دار بالبلاء محفوفة».


فاصلة حديدية بين ثقافتين:

إن الإنسان في هذه الدنيا مهما كانت شرائطه فعادة يكون مبتلى ببعض المشاكل كالفقر والمرض والعدوّ والقلق وما أشبه ذلك.. وهذه المشاكل بمقدارها الطبيعي كان من قبل وستكون وكما هي للآباء في دورهم كذلك للأبناء.. ولكن الكلام في مشاكل اليوم التي تجاوزت حدها الطبيعي بكثير.. فالمناهج العلمية في هذا القرن أوجدت فاصلاً حديدياً ـ على الأكثر ـ بين طبقة الآباء وطبقة الأبناء، وذلك بسبب الجو الذي هيؤوه للأبناء في المدارس والنوادي والجرائد والمجلات والإذاعة والتلفاز والفيديو والسينما ومختلف المنظمات والتجمعات غير المسؤولة.

كما اتهمت الآباء بالرجعية وعدم الفهم وما آشبه مما سبّب عزوف الأبناء عن الآباء وهذا أول الوهن..

بالإضافة الى أبعاد الشباب ـ بمختلف الوسائل ـ عن الله واليوم الآخر.. فلا رقابة ذاتية ولا أبوية ولا غيرها من الأسباب، وبذلك أصبحوا في واقع الحياة قبل ان تنضجهم التجارب، فأصبح الكثير منهم في الكثير من القرارات التي اتخذوها لأنفسهم نادمين لأنها كانت قرارات خاطئة..


الصيد السهل:

هذا وقد استغل جماعة من الصيادين ومن طلّاب المال والشهوات قدرة الشباب وأخذوا بأزمتهم فأوردوهم موارد الاستعمار ومناهل الفساد والإنحلال، وتبعاً لذلك جاءت المشاكل التي منها العنوسة والعزوبة.. فملئوا بهم المباغي والملاهي والمراقص والنوادي الفاسدة.. ولذلك امتلأت بهم السجون ونصبت لهم المشانق.

كما ان كثير من الشباب الواعين وقعوا تحت مختلف أنواع التعذيب في الدول الدكتاتورية ـ وما أكثرها في العالم ـ وملئت بهم القبور..

بالإضافة الى المشاكل الأخرى الي غطت حياة الشباب، من البطالة والفقر والمرض والتسيّب والقلق وغير ذلك.. مّما لم يفرق في ذلك شرقاً عن غرب.. وغرباً عن شرق.. ومسلماً عن غير مسلم.. وبنين عن بنات.. فالكل فيه سواء.

نعم وقع العبء الأكبر على النساء، حيث حرمن ـ على الأكثر ـ من دفء العائلة، وصرن سلعة رخيصة بيد طلاب الهوى والشهوات، أو وسيلة من أرخص الوسائل لترويج البضائع وجلب الزبائن في واجهة الإعلانات أو ما أشبه.

اقول/ ومن هنا فكان لا بد من تحديد المسؤولية ومن يتحملها ومن يعالج المشاكل وكيف يعمل, وأي الوسائل واجبة الاتباع؟ و الأولوية لأي مشكلة حتى يمكن إنقاذ ما يمكن إنقاذه للوصول إلى المجتمع السليم ونجد كل ذلك في كتاب جامع المسائل الشرعية المطابق لفتاوى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله والمرجع الديني الراحل الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره آثرنا إيرادها هنا لتعم الفائدة وليتطلع الشباب بل والفئات بأجمعها إلى مشاكل الشباب و مآسيهم وكيفية الحلول.


من المسؤول عن الشباب؟

من الضروري على العقلاء من العلماء وغيرهم ان يهتموا بمسألة الشباب ومشاكلهم فيأخذوا بالشباب في تنظيمات صحيحة حتى لا ينخرطوا في أحزاب الغرب والشرق أو جماعات الفساد، فإن الشباب بطيبة انفسهم وعدم تجاربهم لمناهج الحياة سهل الإنقياد.. وخصوصاً ان طموح الشباب المتزايد وشهواته العارمة يوجبان له الإندفاع في كل اتجاه يتصوّر انه يؤمِّن هذين الأمرين.

فهناك مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع.. فإن تملك زمام الشباب لا يكون إلا بجذب بناء صحيح للعقيدة والعمل بحيث يوفّر للشاب من الجنسين العمل في قبال البطالة والعلم والدراسة في قبال الجهالة والسكن والمسكن والعلاج الصحي والحماية وغيرها في قبال عدمها فإن الفوضى وكثرة الأعداء جعلت من بلاد الإسلام في الحال الحاضر ما ترتطم في مشاكل لا حدّ لها ولا حصر لأسباب كثيرة منها عدم توفّر هذا الأمر بعدم أخذ العقلاء أزمة الشاب.


توعية الشباب:

من الضروري بث التوعية في صفوف الشباب حتى يعرف كيف يسلك سبل الحياة الآمنة.

ان سبل الحياة متشعبة وصعبة وشائكة ـ خصوصاً في هذا العصر ـ فاللازم ان يؤخذ بأيدي الشباب علماً وعملاً حتى يعرف كيف يمكنه ان يسير في هذا الضنك بسلام، في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعائلية وغيرها.. وكيف يتمكن ان يحل مشاكله.

وإلا فإذا لم يستغل جانب من هذه الأمور لم يستقم سائر الجوانب الأخرى، إذ الصحيح في كل بعد يلازم الصحة في سائر الأبعاد والفاسد في كل بعد يلازم الفساد في سائر الأبعاد..


عقيدة الشباب:

من أهم المسائل المرتبطة بالشباب العقيدة، فإن العقيدة هي التي تحمي الإنسان في مختلف المراحل الحياتية فالعقيدة الصحيحة بشكل كامل هي الضمان لعدم الانجراف في مختلف المفاسد وأما العقيدة المنحرفة بشيء من الانحراف فبقدر صحتها يكون لها لأثر الإيجابي في مقابل مطلق العقيدة.

وحيث ان العقيدة الإسلامية المباركة مطابقة للعقل والفطرة والدليل، فالشباب يقبلونها بسرعة، وإنما المهم تسييره في أول الخط حتى يسير الى آخر باستقامة وثبات ان شاء تعالى.


دراسة الشباب:

ان الإنسان جاهل عند ولادته كما قال سبحانه وتعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً) النحل: 78، وانما حواسه الظاهرة من الأذن والعين والأنف والفم واللمس بالإضافة الى ما وهبه الله من العقل هي التي تسبب له العلوم التي يكتسبها بها، إما اكتساباً طبيعياً كما نشاهده حتى في الأطفال وإما اكتساباً علمياً كما نشاهده في العلماء ومن اليهم، فإن كل حاسة من هذه الحواس سبيل الى سلسلة كبيرة لا تعد ولا تحصى من العلوم البصرية والسمعية والشميّة والذوقية واللّمسية والبلوغ المبكر.

ولذا فاللازم على القادة ان يهيئوا للشباب الدراسة والعلم بما للكلمة من معنى، لا كالمتعارف في هذا الزمان حيث انهم إذا اشتغلوا بدراسة العلوم.. وانهوا الجامعة ابتدؤا الحياة تاركين التقدم العلمي من دون استفادة أُخرى علمية ولا تجارب ونظريات جديدة.


فرص العمل للشباب:

من الضروري ايجاد فرص العمل للشباب، حتى لا يبقى الشاب عاطلاً..

فإن الشاب يتمكن من العمل والعمل .. أكثر من غيره وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بسيرته وأهل بيته عليهم السلام وأصحابه الكرام أروع مثال للعمل الدؤوب حيث كان النبي صلى الله عليه وآله في حال فراغه يعمل في دبغ الجلود بالقرض كما ورد في بعض التواريخ.


تنظيم الشباب:

من الضروري ان يهتم القادة بتنظيم الشباب حسب الموازين العلمية والشرعية وقد أخذ الأعداء بتنظيم شبابنا واستغلوهم في أهدافهم الخطرة..

وليكن التنظيم عملياً شرعياً بكل أبعاده في الخلايا الحزبية أو السياسية أو الثقافية أو الاجتماعية وما أشبه..


زواج الشباب:

إن من الضروري على القادة المهتمين بأمور الشباب أن يزوجوا الشباب بنين وبنات وفي أعمار مبكرة.. حيث أن الشباب في تلك الأعمار في قمة الشهوة وهيجانها.

كما وان اللازم ايضاً تحطيم معوقات الزواج من المهور الكثيرة! والتشريفات الكبيرة التي لا تنالها عادة ايدي أكثر الشباب.

وهكذا مما يزعمون من المعوقات كالدراسة أو الذهاب الى الجندية أو انه بعد لم يكوّن نفسه! أو ما شابه من الأعذار التي تصادم الفطرة ولا تنسجم معها..

ومن الواضح ان الطاقة الجنسية إذا لم تصرف في موردها الصحيح صرفت في الانحراف، والانحراف يوجب الإمراض والمشاكل النفسية المعقدة.

اللازم أن يكون الزواج ـ كما في الزمن السابق ـ تحت إشراف الآباء وباستشارتهم وإلا فكثيراً ما ينتخب الولد من لا تليق به وكذلك الفتاة فإن عدم النضج يوجب كثيراً من الانحرافات السلوكية في البيت العائلي مما ينتهي في كثير من الأحيان الى كارثة الطلاق وقد قرأت في مدينتين إسلاميتين!! أصبح الطلاق ثُلث الزواج.


فراغ الشباب:

يلزم تنظيم أوقات الشباب بحيث تملأ الفراغات فيها بأسباب العلم والتقدم.. وذلك بمختلف المناهج السمعية والبصرية والأمور الثقافية أو الترفيهية قال الشاعر:

إن الفراغ والنزاع والجدة مفسدة للمرء أيّ مفسدة

أما الفراغ: فمن الواضح أن الإنسان بطبيعته يُريد ملء فراغه إذا لم يملأ الفراغ بالمناهج الصحيحة ملأ المناهج غير الصحيحة.

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وآله: «إن الله يبغض الصحيح الفارغ» شرح نهج البلاغة:ج17,ص146.

وعن الإمام الصادق عليه السلام: «إن الله ليبغض العبد الفارغ» وسائل الشيعة: ج18, ص58, ب17, ح21972.

وفيما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: «القلب الفارغ يبحث عن السوء» شرح نهج البلاغة:ج2,ص303.

وأما النزاع: فيفسد الإنسان، إذ من ينازع غيره يجمع كل قواه في دفع ذلك الغير وتحطيمه إن أمكن، وكذلك الطرف الآخر، وهذا مما يوجب صرف الوقت والمال والدين والأخلاق وأحياناً أكثر من ذلك فيما لا يهم.

قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَتَنَازَعُوافَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) الأنفال:46.


حل مشاكل الشباب:

يجب على القيادة الشبابية التي تهتم بأمورهم أن يهتموا بحل مشاكل الشباب من الجنسين بنين وبنات سواء كانت المشاكل منازعات أو غيرها.. مع بعضهم البعض او مع غيرهم وحتى المنازعات العائلية.. وكذا حل مشاكلهم الإقتصادية والمالية أو الإجتماعية أو النفسية أو ما أشبه ذلك..

فإن حياة الدنيا كانت هادئة ففيها شيء كبير من المشاكل قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصف الدنيا: «دار بالبلاء محفوفة وبالغدر معروفة» نهج البلاغة الخطبة 226.

فإن مشاكل الشباب ان لم تحل عند القيادة الشرعية وبشكل صحيح لا بد ان تحل في الخارج إما عند الحكام والقضاة غير الشرعيين وما اشبه أو تبقى بلا حلول وكلاهما غير صحيح.


صحة الشباب:

من الواجب على القيادة الشبابية الاهتمام بصحة الشباب وقايةً وعلاجاً ففي العصر الحديث كثرت الأمراض وازداد المرضى وصعب علاج كثير منها كما أن كثير منها بحاجة إلى مال وفير لا يتحمله الشاب غالباً فيلزم وضع برنامج لعلاج المرضى والأمراض بالنسبة الى الشباب.

ومن الأمور التي تسهل الجانب الإنساني: إدخال الشباب في التأمين الصحيح حيث انه يوفّر شيئاً كبيراً من المال في أمر المعالجة.

كما انه يلزم الارتباط الدائم بالجمعيات الخيرية والمستوصفات الإنسانية وما أشبه ذلك حتى يكون العلاج سريعاً ورخيصاً ومناسباً لكرامة الإنسان ولحرمة الشباب.


استيعاب الشباب:

من الضروري أن تهتم القيادة الشبابية لإدارة مركز في العالم ـ إما مستقلاً أو بالتعاون مع الغير ـ لتلقي الشباب إذا انتقلوا من حال إلى حال أو سافروا من مكان إلى مكان لأجل السياحة أو الدراسة أو نحو ذلك..

فإن التلقي يعين استمرارهم في نهجهم الصحيح بالإضافة إلى صيانتهم وحفظهم عن الانزلاق في مهاوي الفساد ولانحراف والحصانة والاحتياط لهم حتى لا تجذبهم المنظمات المنحرفة سواء كانت منظمات منحرفة عقائدياً أو عملياً كالمافيا ونحوه.

وهذا الأمر وإن كان صعباً إلا انه يعتبر ضماناً للمحافظة على الشباب ومع توفّر الجهود بين القيادة الشبابية وسائر المنظمات الصحيحة والرجال الخيّرين في مختلف البلاد يمكن ذلك.

كما يمكن تسهيله ببعض الأمور، فمثلاً إذا كان الشباب يذهبون الى لندن أو باريس أو نيويورك للدراسة يلزم على القيادة ان تهيء في هذه البلاد بيوتاً طلابية مناسبة لكي تكون تلك البيوت مسكناً لطلابها بأجور زهيدة ووسائل مهيأة بالإضافة إلى توفير ما يحتاجه الشاب المسلم حتى تهيئة مقدمات الزواج الشرعي.


الانتخابات الشبابية الحرة:

من الضروري تنظيم وتعليم وتدريب الشباب على الانتخابات الحرة والمؤسسات الدستورية والتنافس الإيجابي ومختلف الحريات الصحيحة الإسلامية فإن الإنسان إذا لم تتوفر له مناخات الحرية.. لن يبدع ولم يتقدم فلا تظهر ولا تنمو كفاءاته.

ومن الواضح عدم وجود شيء من الحريات اليوم في البلاد الإسلامية.. من كل الجهات وفي كل الميادين.

وحينئذ ولعدم وجود الحريات والانتخابات الحرة بشكل عام فاللازم إيجاد البديل المناسب لنمو الشباب فتؤسس هناك منظمات ومؤسسات اجتماعية وما أشبه ويكون فيها نظام الانتخابات للفرد الأجدر في إدارة الأمور أو شورى الإدارة في أجواء استشارية سواء الأمور المرتبطة بالتنظيم الشبابي أو بالعمل أو بسائر الشؤون.. وقد جربنا نحن هذا الأمر في بعض مؤسساتنا الطلابية فأتى بنتائج رائعة كما انه جعل التنافس الجيد بين الأعضاء والقيادة في أمور مختلفة من الخطابة والكتابة وسائر النشاطات الإدارية والثقافية والإبداعية، فإن الله سبحانه وتعالى جعل الجنة في المسابقة والتنافس في الخيرات..


حماية الشباب:

من الضروري على القيادة الشبابية ان يحولوا دون انزلاق الفتيان والفتيات في مهاوي الرذيلة والفساد.. وذلك ما يسرع اليه الشباب في الوقت الراهن، حيث ان الحائل الوحيد دون الإنزلاق هو الإيمان بالله والخوف من الحساب في اليوم الآخر وإلا فالقانون والبوليس والإستخبارات وما اشبه ذلك لا يحول دون وقوع الأمر وإنما القانون قد يعالج بعض الشيء ولا يحول إلا دون ما يظهر جلياً أما الباطن فأكثر من الظاهر بكثير وكثير.


زرع المعاني الخيرة لدى الشباب:

من الضروري على القيادة الشبابية زرع المعاني الخيرة في نفوس الشباب، فإن الإنسان ينمو جسماً وروحاً كما ينمو النبات قال سبحانه: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً) نوح:17.

وبالنسبة الى مريم العذراء عليها السلام قال سبحانه: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً) آل عمران: 37.

فمثلاً: يجب زرع: الحرية والأمة الواحدة والأخوة في نفوسهم كما يجب زرع اللاعنف وحب التعاون فيها وحب التعاون فيها، وكذلك فكرة عدم الحدود الجغرافية.. وانه يجب عليهم ان يخرقوا المحيط الفاسد الاجتماعي بما يقتضيه الشرع لا أن ينخرطوا في المحيط ويذوبوا فيه.

يلزم ان يربّوا الجنسين بنين وبنات على النظافة العامة، والنظام الإداري الصحيح، والإعتناء بالمظهر الخارجي المناسب والإتقان في العمل واحترام الكبار ورعاية الصغار وحفظ القانون الصحيح وعدم الطمع والجشع وسائر الأخلاقيات.


الشباب ومتابعة الأحداث:

من الضروري في تربية الشباب المتابعة الدائمة لما يجري في الساحة، وذلك بمتابعة الأحداث يوماً بيوم، وتحديد الحدث بكل دقة وارتباطه بما يسعى القيادة أو الجماعة لبلوغه والوصول إليه من الأهداف الإسلامية السليمة..

كما يلزم الحزم البعد عن الارتجال في المواقف التي تتطلب قراراً سريعاً فإنه يمكن ذلك بمقارنة وجوه الرأي وبالاستشارة والتفكر..

كما تشترط القدرة على فهم واحتواء العمل وتوجيه، والقدرة على تقسيم الواجبات بين الأفراد الأكفاء دون حصر السلطة في يد أو في أيادٍ قليلة كما هو شأن الدكتاتوريين..

فاللازم أن يلتزم الجميع بالشورى ونبذ النزعة الفردية وتصوراتها وهذا يأتي بالأفضل دائماً لأن الفرد ـ عادة ـ لا يتمكن من ان يأتي به لنقص فكري أو عملي وقصور إن لم يكن تقصيراً.


الاهتمام بالشباب:

من أهم ما يلزم على الدولة الإسلامية والتيار الإسلامي قبل قيام الدولة الاهتمام بالشباب فإنهم ـ على ما ذكره بعض علماء الاجتماع ـ ثلث المجتمع غالباً ونشاطهم أكثر من الثلث لحيويتهم واندفاعهم المتزايد مما ليس للإنسان تلك الحالة قبل سنّ الشباب ولا بعده، فالمهم من العاشر تقريباً الى فوق الثلاثين بل الى ما يقارب الأربعين وترك هؤلاء يؤدي إلى الكوارث المتعددة:

الأول: ضياع هذه الطاقة الهائلة بنفسها، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «لا تزول قدمَ عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن اربع: عن عمره فيم أفناه وشبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، وعن حبّنا أهل البيت» بحار الانوار:ج7,ص258,ب11,ح1.

الثاني: عن استفادة المجتمع من مواهبهم وطاقاتهم الكامنة فيهم.

الثالث: انحرافهم إلى الهدم إما بالفساد بسبب الأعمال اللااخلاقية ونحوها مما يعقب الأعراض والأمراض واستعمال المواد المخدرة والإنجذاب الى الأحزاب الشرقية والغربية بما فيها من الأديان المزيفة التي صنعها المستعمرون في سبيل المستعمر الشرقي أو الغربي.

ولذا فمن الواجب الإهتمام بشأن الشباب ـ من البنين والبنات ـ اهتماماً متزايداً باعطاء حاجاتهم وتوجيه طاقاتهم الى حيث صلاح انفسهم وصلاح بلادهم وصلاح مجتمعهم وذلك ليس بالشيء اليسير بل بحاجة الى عشرات المناهج البنّاءة وانعقاد المؤتمرات الاستشارية وما إلى ذلك.


مقومات رعاية الشباب:

لرعاية الشباب مقومات يلزم توفيرها:

أولا: تكوين الأحزاب الإسلامية التابعة للفقهاء المراجع فيكون لكل حزب من شباب مقلديه ومريديه ويكون لدى المراجع جماعة من المثقفين الدينيين الزمنيين الثقاة النزيهين ليأخذوا زمام أولئك الشباب الذي ينخرطون في منظمة المرجع ويكون شأن اولئك الثقاة إدارة أمور الشباب وإدارة هذه الجهة الخاصة، وهذا شيء غير سائر شؤون المرجع حيث لكل مرجع جماعات يحفّون به لادارة شؤون المسلمين بعضهم لأجل إدارة الحوزة العلمية وبعضهم لأجل إدارة شؤون الوكلاء، وبعضهم لأجل جواب المسائل الواردة وبعضهم لأجل أمور المؤسسات الدينية كالمساجد والمدارس وما أشبه، وبعضهم لأجل الأمور المالية وهكذا فيكون هذا البعض المقترح، لأجل إدارة أمور الشباب، ويتعاون بعض هذه الجماعات مع بعض، ومن الواضح ان الشباب إذا رأى طعاماً طيباً لا يجنح الى الطعام الآسن الذي تهيئه له شبكات الغرب والشرق من الفساد شأنه شأن كل جائع حيث يتناول الفاسد إذا لم يجد الطيب من الطعام والشراب وهذا الأمر الأول يكون عماداً للأمور التالية التي نذكرها.

ثانياً: تهيئة المكتبات والكتب اللائقة بشأن الشباب حسب مختلف مستوياتهم العمرية والثقافية والإجتماعية وهكذا وكذلك بالنسبة الى سائر أنواع الثقافة من المنابر والإذاعات والتلفزيونات والجرائد والمجلات والأشرطة والفيديوهات وما أشبه ذلك.

ثالثاً: اعطاؤهم الحاجات الثقافية وتوفير مستلزماتها من الروضة الى الجامعة في مختلف شؤونها وخصوصياتها.

رابعاً: إعطاء رأس المال المناسب لمن يريد العمل منهم ولا مال له.. ليقوم بالاكتساب والاتجار والامتهان.

خامساً: إعطاؤهم حاجاتهم الجسدية من الزوج أو الزوجة بالنسبة إلى البنين والبنات ودار السكنى ومحل الكسب وما أشبه ذلك.

سادساً: عقد التنظيمات لهم من قبيل اتحاد الطلبة في المدارس، واتحاد المحامين، والأطباء والحقوقيين والنقابات العمالية وما أشبه ذلك.

سابعاً: توفير أماكن العبادة والنشاط الديني لهم من قبيل المساجد والحسينيات ونحوها.

ثامناً: توفير أماكن العبادة والنشاط الديني لهم من قبيل المساجد والحسينيات ونحوها ثامناً توفير حاجاتهم الصحية من قبيل المستوصفات والمستشفيات والصيدليات وهكذا دور الرضاعة والحضانة ودور الولادة وما أشبه ذلك.

تاسعا: جعل أفراد لحل مشاكلهم العائلية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية وغيرها. عاشراً: تعليمهم الكتاب والحكمة وتزكيتهم من المهد الى اللحد كما في الحديث فان الإشراف على الشباب يستلزم ذلك. والحمد لله رب العالمين.

مما راق لي

تقبلوا تحيتي


من مواضيع : الحوزويه الصغيره 0 التمسكم الدعاء ..
0 في مسألة الخاتمة ..
0 مشكلة عند فرمتة الجهاز
0 هلال الشهر بين الفتوى و الإخبار
0 حرمة التظليل - للـــــنقاش
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 21-07-2010 الساعة 03:40 PM.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 08:03 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية