بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله
(((((( عقد القاسم عليه السلام ))))
كثيرا ما يختلط الحق بالباطل ، ما يغري البعض كي يجدف دون هدى ، أو يتهم دون أن ينظر ما جرى ، فتتبعه الناس سراعا ، ليكرروا ما تلقفوه مرارا ، حتى يخال للباحث أن دون إثباته خرط القتاد ، وإليه انكسر القلم والمداد .
أما بعد ..
من هذه المسائل التي اعترك على إثباتها ونفيها الكثير : قران القاسم (عليه السلام) بابنة الحسين (عليه السلام) .
وانتهاجا منهج أهل الحق في استعراض الأمور - نحن أبناء الدليل - نقول :
إن مدرسة عاشوراء وما حوته من عظيم الأحداث تعجز الأقلام عن وصفه ،والروايات عن سرد جله ، بل ما وصلنا كان الشيء النزير .
وعليه ، لم يعتن كثيرا بالتدقيق بأسانيد تلك المرويات ، والمهم أن يكون راويها ممن يثق بأنه قد أخذها من مصادرها ولم يخترعها من عندياته ، وبذلك تدخل كمثيلاتها في كونها واقعة تاريخية لا خرافة .
ومن هذه المرويات قران القاسم (عليه السلام) في عاشوراء
مصدرها :
قال الفاضل المخلص السيد رضا شرف الدين (ح) - نقلا عن مجلة نور الإسلام العددان 149و150 ص 22 - : » أول من وصل إلينا نقله لهذه الحادثة المولى حسين الكاشفي في كتابه المشهور روضة الشهداء - ص 321 - » .
مكانة المؤلف :
قال صاحب رياض العلماء في ترجمته : » الفاضل العالم الفقيه المحدث المفسر ...» نقله عنه السيد محسن (رح) في أعيان الشيعة 6 / 121
وعن الشهيد التستري (رح) في مجالس المؤمنين : «المولى الفاضل الحسين الواعظ الكاشغي السبزواري كان مجمعا للعلوم الديني وسفينة للمعارف النفيسة ...» نفس المصدر 122
بعد أن تبين لك جلالة المؤلف بشهادة هذين العلمين يندفع ما اشتهر بأنها خرافة لا أصل لها ، إذ بحكم الوثاقة نجزم بوجود أصل اتكأ عليه المصنف في روايته لها .
ملخص الرواية :
( السيد القاسم ابن أبي محمد الحسن السبط (عليه السلام) قد حضر عمه الحسين (عليه السلام) وقعة الطف ، فاستأذنه في البراز ...فذكر أن أباه (عليه السلام) قد عقد له عوذة في عضده الأيمن ...فنهض القاسم إلى عمه (عليه السلام) وعرض عليه العوذة ، وقال (عليه السلام) : يا بني هذه وصية لك من أبيك ، وعندي وصية أخرى منه لك فلابد من إنفاذها ، ثم نهض (عليه السلام) ...وأمر أخته زينب بإحضار الصندوق ، وفتحه ، واستخرج منه قباء أخيه الحسن (عليه السلام) ، وعمامته ، فألبسها القاسم ، وعقد له على ابنته وأدخله عليها ، وخرج عنهما ... )
را أيضا : تحفة لب اللباب في ذكر نسب السادة الأنجاب ص 216 و217 ، وتحفة الأزهار 2 / 86 .
وفعل المعصوم سيد الأفعال ولكن نقل عدة توجيهات لمعنى هذا القران - كما عن سماحة السيد رضا مع تعديل - :
منها : ما يمثل الزواج من عهد روحي تباركه السماء .
ومنها : بأن هذه العلقة قد تمتد إلى عالم الآخرة .
ومنها : ما ورد في الحث على التزويج وكراهة العزوبة .
والحمد لله رب العالمين وسلامه على محمد وآله الطاهرين .
كتبه حيدر عتريس