السلام عليكم ورحمته وبركاته ، اشتقنا لحضوركم ، واستمتعنا بورودكم
لطيف جدا تعليقكم السابق بخصوص فهم ( كاسر عينه )
اقتبس من اخر مشاركتكم الكريمة التالي :
*إشكال : كيف يقول النص (أنى يخرج ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء ) ؟ كأنها تشير إلى أن خروج اليماني قبل خروج السفياني ! ، في حين أن هناك رواية وعن الصادق عليه السلام : (خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وليس فيها راية بأهدى من راية اليماني يهدي إلى الحق) [ البحار:52].
ـــ*رد الإشكال*: أنه لا يوجد تعارض بين الروايتين بل على العكس أحداهما تؤكد الأخرى فهناك من ذكر خروج السفياني لكن الإمام (ع) صرح بتوقف خروجه على خروج اليماني على سبيل المقارنة و التلازم بحيث لا يتفرد بالخروج لا يكون سيد الساحة وحده ، و لانحتاج إلى احتمال ـ لا إشكال فيه ـ أنه ربما تشير هذه الرواية إلى أنهما يخرجان في يوم واحد لكن اليماني يخرج قبله بساعات ليكون مستعداً للتصدي ، فلا يخرج السفياني حتى يخرج كاسر عينه أو أنهما يخرجان في وقت واحد مع أن ذلك لا يعني وحدة الوقت بالدقة بالضبط ، فتعبير الرواية هو يوم واحد دون تحديد الساعة . حتى إذا لم يتم هذا الإحتمال ، فإن التلازم بالمقارنة يكفي في توقف خروج السفياني على خروج اليماني . و لا تعني الرواية على الإطلاق وجوب خروج اليماني قبل السفياني حتى نقول أنها تعارض رواية خروجهما في يوم واحد .
* للأمانة : رواية كاسر عينه في سندها محمد بن سنان ، وهو ضعيف عند المشهور ، لكننا أوضحنا سابقاً أسباب عدم بحثنا في السند هنا .
واقــــــول : لعلي وحسب فهمي وتحليلي الخاص ، فأن هذا الذي تشير اليه الروايات من خروج الرايات الثلاثة في سنة وشهر ويوم واحد ، تعود الى ذالك الخروج التسابقي نحو العراق / الكوفة . على اثر الصيحة الجبرائيلية المعلنة عن ظهور الامام الحجة في ال 23 شهر رمضان المبارك .
وهذه قرينتها من الرواية التالي :
في الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا فيقتلون بها مائة ألف رجل من الجبارين ، ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألف رجل فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً .
اقول : انظر قول الامام ع ، بعد ان يقضي السفياني على الاصهب ( ثم لا يكون همه الا العراق )
فاذا علمنا ان خروج السفيانية الحتمي في رجب حتما عام الظهور / الصيحة . وانه 6 اشهر يقاتل حتى يتملك الكور ، و 9 اشهر يملك بعدها ( المجموع 15 شهرا حمل ناقة )
فان بعد شهرين تقريبا من خروجه في رجب سيكون مرجح جدا قد قضى على الابقع ومن معه ومن ثم على الاصهب ودخل دمشق ، ولهنا لعله في رمضان ، ( ولذالك لعله يكون الشيعة اول شهرين تقريبا في مامن من شره كما ورد في الروايات )
فاذا كان ليلة ال 23 منه ووقعت الصيحة تنبه خط الشيطان ، السفياني ومن خلفه من اليهود والذين كفروا ( اشد الناس عداوة للذين آمنوا ) لهذا النبأ والنداء العظيم ، فبالطبع سيكون من اهم اولوياتهم التصدي لخط الامام الحجة ع .
وحيث انهم يعلمون من اين ينطلق ( مكة ) ومن ثم ايضا يعلمون من اين يقبل الى الشام ومن ثم فتحها وفتح القدس ( من العراق / الكوفة )
فهذا يتطلب حسب الحسابات العسكرية في اولوياتها وتحركاتها ، ان يكون خط الامام واتباعه هم الهدف الاساسي ، ومنطلقهم هو الهدف الجغرافي الاستراتيجي للسيطرة عليه
وهذا يفسر بعثه جيشا كبيرا للعراق ومنه الى الكوفة ( واستهدافه للشيعة بعد شهر الى شهرين من خروجه ) ، وآخر للمدينة ومن ثم الى مكة المكرمة لملاحقة الامام ع هناك .
ولذالك وبنائا على ما سبق فان خروج السفياني في رجب ، يختلف عن خروج الرايات الثلاثة متسابقة نحو الكوفة .
وخروج كاسر عين السفياني في صنعاء قبل خروج السفياني كما في الرواية السابقة والتي اذا افترضنا ان المعني بها هو اليماني الموعود ، فان هذا الخروج قد يعني ليس خروجه المشار اليه بالخروج التسابقي الثلاثي نحو الكوفة ، بل خروجه السابق والاولي في صنعاء .
كما هو الحال في السفياني لما يخرج اول خروجه في رجب .
فاذا كان ذالك حقا ، فان خروج كاسر عينه سيكون قبل خروج السفياني في رجب
المحصلة :
1- يخرج كاسر عينه ( للسفياني ) من صنعاء قبل ان يخرج السفياني في رجب ( ولكن لم تضع لنا الرواية ما يفيد مقدار المدة ولو يستشعر انها ليس ببعيد كثيرا لانهم جميعا من شخصيات الظهور اذا فرضنا كاسر عينه هو اليماني )
2- يخرج السفياني الملعون اول خروجه الحتمي في شهر رجب عام الظهور
3- يخرج الثلاثة ( السفياني واليماني والخرساني ) في يوم واحد متسابقين للكوفة على اثر الصيحة الجبرائيلية في ال 23 شهر رمضان المبارك
وهنا سيكون اليماني على صحة الفرض هو كاسر عين السفياني يخرج قبله بصنعاء ومن ثم يكسر عينه وجيشه في الكوفة لاحقا مع جيش الخرساني ،وينهزم جيش السفياني متراجعا للشام .
والله اعلم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 12-02-2015 الساعة 01:18 AM.