|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
هل يعلم إمامنا المهدي بوقت خروجه عجل الله تعالى فرجه ؟!!!
بتاريخ : 20-02-2015 الساعة : 04:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
ببساطة شديدة ..
إن قال القائل : لا ، فهو جاهل مقصّر .
وإن قال القائل : نعم ، فهو جاهل قاصر .
سؤال : أليس المعصوم يعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ؟!!!.
قلنا : نعم يعلم هذا ، كما تواتر في الأخبار، بل هو معلوم ضرورة ؟!.
سؤال: إذن لماذا لا نجزم أنّ إمامنا المهدي عليه السلام عالم بوقت خروجه ؟!!
قلنا : هيهنا أخطأ الأنام ، وشطّت الأفهام ، وتاهت الأحلام ؛ فالذي يعلمه المعصوم مما كان وما يكون إلى يوم القيامة هو علم الإثبات ، أما علم المحو فبيد الله سبحانه وتعالى..، لا يعلمه غيره سبحانه ..
وكلّنا يعرف قوله تعالى : (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) .
الحاصل :علم المعصوم على قسمين :
الأول : علم المعصوم قبل طرو المحو عليه (أي قبل طروّ البداء) : وكل المعصومين يعلمون ما كان وما يكون إلى يوم القيامة .
الثاني : العلم بعد عروض المشيئة الإلهيّة (علم المحو= العلم بعد طرو البداء) : وهو عروض مشيئة الله تعالى على ذلك العلم ؛ لقوله تعالى : ( وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ) وهذا هو البداء .
سؤال : هلا أتيتمونا بنص أنّ محمد وآل محمد لا يعلمون كلّ علم المحو ؟!!!.
قلنا : روى الصدوق بإسناده عن الأصبغ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان ، وبما يكون ، وما هو كائن ، إلى يوم القيامة وهي هذه الآية (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) .
قلت : حديث معتبر منجبر، صحيح المتن..؛ فشواهده لا تحصى، منها ..
سؤال : هل من نصّ صحيح آخر في هذا ؟!!!.
ما رواه الصدوق قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما، عن أبي عبد الله عليه السلام في هذه الآية (يمحوا الله ما يشاء ويثبت) ؟!!.
فقال عليه السلام : (وهل يمحو الله إلاّ ما كان ، وهل يثبت إلاّ ما لم يكن) .
قلت : إسناده صحيح بإجماع ، ومضمونه متواتر عند العلماء.
سؤال : هل ارتضي الله تعالى بعض عباده لعلم المحو ؟!!.
قلنا : بلى، لا ريب ؛ فكلّ الأنبياء والأوصياء عليهم السلام قد ارتضاهم الله تعالى لهذا العلم ، لكن لكلٍ منهم عليهم السلام درجته ؛ فالنبي يونس عليهم السلام أقل درجة ، ونبينا محمد ومن بعده أهل بيته عليهم السلام في أعلى الدرجات ، وما جرى على النبي يونس صلوات الله عليه ، وقصّة قومه وحوته ووو مردّه إلى رتبته في هذا العلم ؛ إذ هو -وحاشاه- لم يخطىء في أي شيء .
سؤال : هل يرتضي الله تعالى كلّ علم المحو لأحدٍ من عباده ؟!!!.
قلنا : اتضح لا مانع منه عقلاً فيما دون العرش، لكن الأخبار متواترة المعنى على عكس ذلك ؛ إذ لا يوجد مخلوق قد ارتضاه تعالى لكلّ علم المحو .
سؤال : ما الدليل أنّ المحو ربما يعرض على علم الأئمة عليهم السلام، ومتى يرتضيه سبحانه لهم عليهم السلام وكيف ؟!!.
قلت : الأدلّة متواترة ؛ منها ما رواه الصفار رضوان الله عليه في البصائر قال: حدثنا العباس بن معروف ، عن سعدان بن مسلم ، عن عبدالله بن سنان قال سئلته عليه السلام (يقصد مولانا الصادق عليه السلام) عن النصف من شعبان فقال ماعندى فيه شئ ، ولكن اذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان ، قُسّم فيها الارزاق ، وكُتب فيها الاجال ، وخرج فيها صكاك الحاج ، واطلع الله إلى عباده فغفر الله لهم الاّ شارب الخمر، فاذا كانت ليلة ثلثة وعشرين فيها يفرق كلّ أمر حكيم ثم ينهى ذلك ويُمْضى.
قال عبد الله بن سنان : إلى من؟!!!.
قال عليه السلام: إلى صاحبكم (يقصد نفسه عليه السلام)، ولولا ذلك لم يعلم .
قلت أنا الهاد : إسناده صحيح ، وهو نصّ أنّ الله تعالى ارتضى للأئمة علم المحو ، لكن لا يمضى لهم من قبله سبحانه إلاّ في الليلة الثالثة والعشرين من كلّ شهر رمضان إلى يوم القيامة .
سؤال : هل من رواية أخرى تفصح عن هذا ؟!!!
قلنا كثيرة هي الروايات ، منها ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن الفضيل و زرارة و محمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز و جل (إنا أنزلناه في ليلة مباركة)؟!.
قال عليه السلام : نعم ، ليلة القدر ، وهي في كل سنة في شهر رمضان ، في العشر الأواخر ، فلم ينزل القرآن إلاّ في ليلة القدر ، قال الله عزوجل : (فيها يفرق كل أمر حكيم) يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل، خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق ، فما قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم، ولله عزو جلّ فيه المشيئة .
قلت أنا الهاد : إسناده حسن صحيح دون كلام ، وهو نص فيما نحن فيه .
الزبدة : فهل إمامنا المهدي عليه السلام يعلم بوقت خروجه؟!!!.
قلنا : لا شكّ إنّ إمامنا المهدي صلوات الله عليه ، يعلم ما كان وما يكون ممّا هو دون العرش إلى يوم القيامة ، ومن ذلك علمه بوقت خروجه صلوات الله عليه ، لكن ليس هذا كلّ شيء ، فهل لله تعالى أمضى له روحي فداه هذا العلم ، أم ربما يعرض عليه المحو (علم المحو)؟!!!
لا ندري، لا ندري ، لا ندري ؛ فالأئمّة عليهم السلام لم يرد عنهم شيء في هذا ، والله تعالى يفعل ما يشاء ، وهو اللطيف الخبير .
خلاصة ما تقدم :
بلى عقيدتنا أنّ النبي وأهل بيته المعصومين ، عالمون بما يجري إلى يوم القيامة ، لكن بعض علمهم المقدّس هذا صلوات الله عليهم، ليس محتوماً ؛ لكونه معرّضّ للمشيئة الإلهيّة في محوه واستبداله في ليلة القدر من كلّ سنة ؛ وفي هذا أخبار متواترة ؛ منها ما سردناه أعلاه عن الباقر عليه السلام قال : (فما قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم، ولله عزو جلّ فيه المشيئة) .
فحتى هذا المحتوم الذي لا يتبدل ولا يتغيّر ، مما يطرأ عليه المحو والمشيئة الإلهيّة (=البداء) لكن في تفاصيله لا أصله..
وهل يعدّ هذا نقص في علم المعصوم ؟!!!
قلنا : المتيقن هو أنّ المعصوم وسيط الله تعالى لعباده في تبيان كلّ ما يريد سبحانه منهم ، مع المعجزة التي تدور معه حيثما دار .
أما عدم علم المعصوم بما عدا ذلك ؛ فلا يضرّ عصمته وإمامته إطلاقاً ، وسيأتي مزيد بيان في قضية الخضر وموسى عليهما السلام ، لما لها من مناسبة فيما نحن فيه ..
|
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 21-02-2015 الساعة 07:23 PM.
|
|
|
|
|