بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع عن النفائس في العتبة العباسية المقدسة
للتاريخ عنفوان ينفض غبار السنين ويستوعب غنى المواقف نبضاً من المشاعر وفيضاً فكرياً يستوعب الرؤية النافذة لقداسة هذه الرموز التي انعم الله علينا بها والتي تحملُ ميزة هذا الولاء المبارك فتظهر لنا هذه النفائس التحف النادرة التي أهديت إلى الروضة العباسية الطاهرة وكأنها طيوف تحتضن أفئدة التواريخ والتي تعذر علينا معرفتها بسبب تعرض اغلبها إلى السرقة والتلف من قبل لصوص النظام البائد الذي استباحوا الحرمات من اجل نزوات دنيوية مادية تكشف عن مدى جهل النظام وعنجهيته .. فنقف أمام هذه المهج التي أهديت إلى مقام قمر العشيرة العباس ابن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهما السلام نستشف منها عذب المورد الذي أهديت إليه من قبل الملوك والرؤساء والسلاطين وأبناء السلاطين وكبار رجال الدولة ورجال المال والتجار وأصحاب الأعمال سعياً منهم إلى تجسيد هذا الولاء بالشكر والعرفان لان الهدايا تمثل هذه القيم السامية وتقربا إلى الله عز وجل بمحبة أهل البيت عليهم السلام يتجلى هذا الصدق بالمعاني التاريخية الجليلة والنهج الفكري القويم لمثل هذا الولاء عن تراثيات من الذهب والفضة والنحاس والبرنس والقناديل المرصعة والشمعدانات وشُبا ت الشموع والمباخر والمناقل وقلائد ومزهريات و(بردة) تحتوي على النفائس وسراحييات كأنها تعبر عن هذا الرواء العباسي المقدس ومجموعة من الكفوف الذهبية و الفضية تمثل جرح التاريخ وكفوف الخير والتضحية والفداء كفوف أبي الفضل العباس عليه السلام وأباريق ماء ورد كانت تنثر عطرها على رؤوس الزائرين كرامة ومحبة لهذا الطهر المبارك وأسلحة من السيوف المطعمة بالأحجار الكريمة ومطلية بالذهب والفضة تحمل نقوش وزخارف والقسم الأخر محلى بالطلاسم ومجمل ببعض الآيات البينات من القرآن الكريم وبعض الجمل الحكمية والأقوال المأثورة والطبر والرماح ورؤوس الأعلام والفؤوس والدروع المنقوشة والتروس ومسبحة من الذهب وأخرى من الفضة ومجموعة من المصاحف الكريمة التي خطت بعضها بماء الذهب ومثل هذه الهدايا تمثل التنويع الإبداعي لمقدميها لاختلاف تواريخ إهداءها لأنها تحمل أفقا من الاحتواء الطبقي لكافة البنى الاجتماعية والتي تشكل ثروة هائلة من الموروث التاريخي المجيد و مثل هذه الهدايا تخلو من مثيل لها في عالم اليوم ولذلك هي لاتثمن بثمن مادي مهما تطاولت الأثمان لما تحمل من صفاء اليقظة ونسيم الوجد وعنفوان التواريخ الظامئة لمثل هذه العناوين المجيدة مطعمة بالأحجار الكريمة في غاية من الدقة كالزمرد والياقوت بأنواعه والماس واللؤلؤ والفيروز والبايزهر ، والذهب شجن يوقظ المأساة في عين الأزمنة أمثل هذا الوقار يستباح من قبل أذناب النظام البائد وزمر الخسة والنذالة الصدامية وقلوب من المحبة تنبض لتبارك نسغ المرؤة في الدوح المبارك مجموعة من السجاد الفاخر وبمختلف الأنواع التي أبرزها الكاشان ننظر إلى تلك الأفئدة فنجدها تحمل نبضاً يتراوح عمره بين 75الى 300 سنة هي أعمار هذه الهدايا فكم من الرؤى المعنوية تحمل مثل هذه المواقف النيرة من العطاء الإنساني والإخلاص علها تفي بهذا الوفاء المقدس لمقام سيد الوفاء العباس بن علي عليهما السلام ولنجد بين طيات هذا الاعتزاز أن معظم هذه الهدايا قد صنعت يدوياً لتكشف عن موهبة الإتقان الفني العالي وعن النوايا الصادقة المخلصة للتقرب الإيماني الذي يسع قلوب الشيعة أن شاء الله بمحتواه الكبير..
ندرج أدناه للقارئ الكريم بعض الموجودات المدونة في السجلات القديمة التي عثر عليها في الروضة العباسية المطهرة بعد سقوط النظام الدكتاتوري المقبور وهروب زبانيته وتسلم المرجعية الدينية الرشيدة وتشكيلها مجلس أدارة العتبات المقدسة لإدارة ورعاية شؤون العتبات المقدسة، ولعدم تمكننا من مطابقة الموجود الفعلي مع قوائم الجرودات السابقة لامتناع دائرة الأوقاف من إرسال ممثل عنها لحضور عملية فتح المخازن وأجراء المطابقة وعملية الدور والتسليم، فقسم من هذه المواد موجود فعلاً في المخازن والسجلات والقسم الأخر موجود في السجلات فقط
1. بروش من البلاتين مرصع بالذهب والألماس على شكل غصن، ومجموعة من الأوراد المرصعة بالألماس.
2. رأس علم من الذهب عيار 24.
3. حزام من القديفة مرصع بالذهب على شكل ورود، رأس الحزام على شكل قبة من الذهب مرصعه بالمينا .
4. قنديل من الذهب يعلق بواسطة زناجيل، كان يوضع داخل الضريح فوق القبر الشريف من جهة الرأس .
5. رمانات خشبية مغلفة بالذهب الخالص كانت توضع فوق الضريح الشريف.
6. مجموعة من السيوف المتنوعة، قسم منها مطلي بالذهب وقسم بالفضة ومجموعة اغلفتها من الحديد عددها 12، اغلبها تحمل نقوش وكتابات وطلاسم، لكن تاريخ صنعها تعذر الحصول عليه. ..
7. علم على شكل مثلث أرضيته قديفة خضراء مطرز بأوراد وغصون ، الغصون من الفضة وقسم منها مطلي بالذهب أما الأوراق فهي من اللؤلؤ البحريني الأبيض اللون مكتوب عليها باللغة الهندية في جانبيه من رأس المثلث.
8. رأس علم من الذهب يعلوه كف ذو خمسة أصابع على شكل حصيره من الذهب عدد 2 وهي من الذهب الخالص.
9. كتيبة من الذهب طولها 78 سم وعرضها 9 سم مكتوب عليها اسم السيد محسن الحكيم....
10. كف من الذهب على شكل رأس علم قاعدته من الحديد وعليها فنجان من الذهب محلى بمصوغة تحمل الماس وياقوت طوله مع القاعدة 33 سم ..
11. خمسة كؤوس من الذهب مقلوبة ومتصلة مع بعضها بزنجيل ذهبي ، واحد كبير واثنان صغيران واثنان متوسطا الحجم وزن جميعها 48 غرام .
12. زيارة لأبي الفضل العباس داخل أطار خشبي مغلف بأربع قطع من الذهب ومعلق بزنجيل من الحديد .
13. بردة مطرزة منقوش عليها صورة أسد لونها اسود..
14. مزهرية من الفضة كبيرة الحجم صنع يدوي .
15. مرآة داخل أطار خشبي مغطى بالذهب مع زنجيل من الذهب ...
16. الهلال والنجمة الموجودان فوق القبة القديمة.
17. ثريا معدنية ذات 15 رأس فيها متدليات كرستال ..
18. ثريا معدنية لونها ذهبي ذات رؤوس فيها متدليات من الكرستال عدد 197 قطعة ..
19. كف من الذهب موضوع داخل أطار خشبي موضوع فوق الضريح الشريف من جهة الرأس الشريف صنع في الهند..
20. مصوغات ذهبية قرط صغير عدد 2 وقرط كبير عدد 2 وسوار رفيع مع خاتم عدد2 وكشكول على هيئة وجه إنسان.
21. علم من القديفة الخضراء مطرز بالفضة ذو وجهين على شكل مثلث فيه أوراد داخل الورد لؤلؤ بحراني وعليه كتابات هندية مع أربع معلقات ..
22. قلادة ذهب مكونة من 19 ليرة قسطنطينية الليرة الوسطية مضاف لها تاج في وسطه شذرة زرقاء ...
23. ساعة بولورايز صينية الصنع ذات أطار خشبي .
24. مصوغة ذهبية على شكل ورقة شجرة منخورة فيها أحجار كريمة اخضر وابيض وزنها 38 غرام .
25. رأس علم من الذهب على شكل قارورة منقوش في وسطه قلب مكتوب عليه وقف حضرت عباس ع طوله 29 سم ووزنه 185 غم ..
26. عقد لؤلؤ بحراني وزنه 30 غرام ....
27. خيط بريسم فيه معلقات على شكل أوراق شجر من الذهب عددها 40 ووزنها مع الخيط 50 غرام ....
28. زيارة الله اكبر كبيرا من الفضة داخل أطار خشبي ...
29. كف فضي بخمسة أصابع في أطراف كل أصبع كف ذهبي صغير وكذلك في راحة اليد قلب الذهب مكتوب عليه يا أبا الفضل العباس ....
30. معلقة من الكلبدون عدد 2 الأولى كبيرة فيها خيط من الكلبدون المبروم في طرفها العلوي حياكة من اللؤلؤ فيها أحجار كرد لون احمر وازرق أما الثانية الصغيرة في طرفها العلوي زنجيل ذو مربعات فيه 11 مربع مرصعة بأحجار كريمة ملونة لونها احمر و ابيض واصفر ..
31. شمعدان برونزي ذو ستة رؤوس محلى برأس إنسان وقاعدة ذو أربعة أرجل ....
32. سوار من الذهب على شكل حصيرة وزنه 50 غرام .. .
33. ساعة جيب ذهبية محلات بمصوغة على شكل وردة وسعفه فيها احجار حمراء وبيضاء ..
34. سبيكة ذهبية عيار 24 وزنها 145 غرام ...
35. عدة حربية كاملة (قلنسوة + درع+ سيف+ بدلة مصنوعة من الحديد+ قوس + رمح).
36. سجادة كاشان صغيرة الحجم حياكة يدوية منقوش عليها صورة الرسول الأكرم(ص)...
37. سجادة كاشان صغيرة الحجم حياكة يدوية منقوش عليها صورة الامام علي (ع)
بالإضافة إلى:
1. مجموعة من المصاحف وأجزاء المصاحف وبعض المخطوطات التي عثر على تاريخها والقسم الآخر لم يستدل على تاريخها لتلف صفحاتها الأولى ويبلغ عددها 175.
2. مجموعة من الكفوف المتنوعة الأحجام والأشكال، فمنها الذهب ومنها الفضة.
3. مجموعة كبيرة من السجاد المتنوع بلغ 865 سجادة ، منها اليدوي ومنه المصنع ميكانيكيا ، وبأحجام مختلفة.. وهناك قسم كبير منها لايقدر بثمن لقدمه وجودة صنعه.
4. مجموعة من الساعات الجدارية والعمودية واليدوية منها الأنواع النادرة والأصلية ومنها الأنواع العادية ويبلغ عددها 285 ساعة.
5. مجموعة من السيوف العربية القديمة والتي تحتوي على نقوش وزخارف، وقسم منها مطلي بالذهب والآخر بالفضة ومطعمة بالأحجار الكريمة وعددها 18.
6. مجموعة من المرايا ذات الأشكال المختلفة والتي تحتوي على نقوش وزخارف أسلامية.
7. مجموعة من القطع الذهبية المتنوعة كالقلائد والسبح والمعاضد والمسكوكات والقروط والقناديل.
8. عدد من الشمعدانات المتنوعة فمنها الذهبية والفضية والقسم المتبقي معني حيث يبلغ عددها 50.
9. صورة رأس الحسين(عليه السلام)مأخوذة عن صورة الرأس الموجودة في المتحف الايطالي.
وفي النهاية اود ان انقل بعض ما كان يجري من تصرف غير مسؤول من قبل البعض ممن تولوا السلطة بحق اموال العتبات المقدسة وقد ذكر الباحث الدكتور قيس جواد العزاوي والدكتور نصيف الجبوري في كتاب دراسات حول كربلاء ودورها الحضاري ص 147 عن المؤرخ الفرنسي بيرار حول التحف والنفائس التي كانت تقدم إلى المراقد والعتبات المقدسة وكيفية التصرف بها من قبل الإمبراطورية العثمانية بقوله: علاوة على الهدايا العينية التي كانت موجودة في العتبات الشيعية كانت هناك ثروات كثيرة أخرى مثل النذور التي تقدم بأعداد كبيرة وهي كالأتي:
المعاضد وقلائد العنق وأقراط الأذان(الاشناف)، وتقذف هذه القطع الصغيرة في السرداب حيث موضع قبر الإمام (عليه السلام)، وفي عام 1873 فتحت خزائن الأئمة (عليهم السلام) كما فتحت السراديب بأمر من السلطان عبد العزيز واخرج منها 77 طن من المجوهرات والنفائس التي حولت إلى نقود، أما القطع التي تحمل قيمة كبيرة فقد نقلت إلى اسطنبول، ونلاحظ منها على سبيل المثال مصباحاً من الزمرد وسجادة كبيرة مرصعة بالجواهر الصغيرة وثريات من الذهب الخالص المرصع بالمجوهرات وعدداً كبيراً من الأسلحة من كل الأشكال والأنواع مدججة بالماس وهي عطايا السلاطين الترك والهنود أو من شاهات فارس.
بالإضافة إلى ذلك فقد كانت هذه المعابد الشيعية (مراقد أهل البيت عليهم السلام) في الماضي تمتلك أراضي واسعة يتصرف فيها علماء وفقهاء الطائفة كما يشاؤون، وضع الخليفة هذه الأملاك تحت الإدارة الإمبراطورية(الأوقاف) ومن السهولة فهم ما الذي تعنيه الإدارة في تركيا، ولكي لاتتكرر مثل هذه العملية طالبت انكلترا وفارس (اغلب الواهبين هم من الهنود والفرس) بأن يكون لقنصلياتهم حق المراقبة على توزيع ودخول الهبات الجديدة، ولقد أظهرت انكلترا هي أيضا استعدادها لحماية الشيعة وقد رجع الفرس للقناصل البريطانيين (مثلما حدث عام 1906) عندما حدثت الإزعاجات والسرقات التركية وتجاوزت حدودها: ومن المعروف أن القنصليات البريطانية قامت بتوزيع مبلغ قدر بـ60 ألف فرنك فرنسي على فقراء المدن المقدسة الأربعة كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء.