طلبوا مني أن أكتب رسالة إلى معشوقي .. فأسرعتُ و أخذتُ أقلامي و فتحت دفاتري أُريدُ أن أبوح بسرٍ إلى ذلك المعشوق سرٌ لا يخفى عليه أبداً .. فأحترتُ من أين أبدأ كلامي و بما أنهيه .. فكتبت له ..
سلامٌ من الله عليك أيها المعشوق ..
أتعلم يا ريحانة رسول الله, كم أنا مشتاقة لك و لزيارتك, أتمنى أن أطير في سماء العشق لأصل إلى ذلك المقام في كربلاء, و أسير ببطءٍ شديد و أصل إلى تلك العتبة المقدسة و أنحني إجلالاً لها و أُقبلها و أُقبل الباب الشريف و أتقدم قليلاً و أتمعن النظر في ذلك الضريح الذي سكن قلبي.
ثم أقف في ناحية ما و أُدي الزيارة و أُقبل الضريح و أصلي في محراب العشق ركعات و ركعات تحت قبةِ لا يُرد من سأل تحتها حاجته و أنهي الزيارة و لعلها لم تنتهي, و أخرج و الشوق يدفعني إلى البقاء و لكن قبةٌ آخرى تلوح من بعيد و أسير مجدداً نحو ذلك الحرم العظيم و أٌقبل الأعتاب و الأبواب و الضريح و أسلم على ذاك القمر المنير .. و أخرج و في قلبي شوقٌ من جديد .. و أطلب من الرب العزيز أن أعود ثانيةً إلى قبر الشهيد و أخوه الكفيل.