ـ لماذا سُمِّيَ مَذْهَبُنا بالمذْهَبِ الجَعفريِّ.. ؟
ـ نِسبةً إلى الاِمامِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ الصادقِ عليه السلام .
ـ وَلماذا نُسِبَ مَذْهَبُنا إلى الاِمامِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ الصادقِ عليه السلام دونَ غَيرِهِ مِنَ الاَئمةِ عليهم السلام ؟
تَأمّلْتُ وَجْهَ وَلدي حامدٍ وَقَدْ غَمرتْنِي سعادةٌ عظيمةٌ حِينَ شاهَدْتُ عَليهِ كُلَّ هذا الاهتمامِ في مَعرِفَةِ هذِهِ الاَُمورِ المُهمَّةِ.. فأجَبْتُهُ باحترامٍ وَمَودَّةٍ كَيْ أُشَجِّعَهُ على مُواصَلَةِ حَدِيثِهِ مَعي : ـ هذا لاَنَّهُ فِي زَمنِ الاِمامِ الصادِقِ عليه السلام ظَهَرَتْ عِدّةُ مَذاهبٍ.. نُسِبَتْ إلى أسماءِ مُؤسِّسِيها وألقابِهِمْ.. كالمذْهَبِ المالِكيِّ لِمالِكِ بنِ أنسٍ.. والمذهَبِ الحَنبَليِّ لاَحمدَ بنِ حَنبلٍ.. والمذهَبِ الحنفيَّ لاَبي حَنيفةَ.. والمذهبِ الشافعيَّ لِلشافِعيّ.. وَلاَجلِ تَمييزِ مَذهَبُنا عَنْ هذهِ المذاهِبِ عُرِفَ بالمذهَبِ الجَعفريّ.. نِسبةً إلى الاِمام مِنْ آلِ الرسُولِ صلى الله عليه وآله وسلم الّذي شَهِدَ ظُهورَ هذِهِ المذاهبِ وَهُوَ الاِمامُ جَعفرٌ بنُ محمّدٍ الصادقِ عليه السلام .
ـ لكِنْ يا أبي نَحنُ نَعرِفُ أنَّ الاَئِمّةَ مِنْ أهلِ بَيْتِ النّبيِّ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم هُمْ مَعصُومُونَ وَمُنَزَّهُونَ.. وَقَدْ نَصَّتْ عَلى ذلِكَ بَعضُ آياتِ القُرآنِ الكرِيمِ.. وأحادِيثُ الرَّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم ومِنْ خِلالِ ذلِكَ نَعرِفُ أنَّ أهلَ البيتِ عليهم السلام هُمْ أحَقُّ بالاِمَامَةِ مِنْ غَيرِهِمْ.. فَما هُو دَورُ الاِمامِ جعفرٍ الصادقِ عليه السلام إزاءَ هذِهِ المذاهِبِ.. ؟
ـ وَسَطَ هذِهِ المذاهِبِ مارَسَ الاِمامُ الصادِقُ عليه السلام مُهِمّاتِهُ ومسؤُولِيّاتِهِ العِلمِيَّةَ وَالعَقائِديَّةَ كَإمامٍ وأُستاذٍ وعالِمٍ فَذٍّ لا يُنافِسُهُ أيُّ أُسْتاذٍ أو صاحبِ مَعرفَةٍ.. فَقَد كانَ قِمَّةً شامِخَةً وَمَجْداً فَريداً.. فَجَّرَ يَنابيعُ المعرِفَةِ.. وَأفاضَ العُلومَ والمعارِفَ عَلى عُلَماءِ عَصرِهِ.. فَكانَ أساساً وقاعدةً عِلمِيَّةً وعَقائِدِيةً مَتِينَةً ثَبَتَ عَليها بناءُ الاِسلامِ.. وَاتّسعَتْ آفاقُهُ ومَداراتُهُ.. وَكيفَ لا يكونُ كَذلِكَ وعِلْمُهُ عِلْمُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ودَورُهُ امتدادٌ لِرسالَتِهِ.. فَقامَ بمهمَاتِهِ الشَّرعِيةِ كَإمامٍ مسؤولٍ عَنْ نَشْرِ الشَّرِيعَةِ وحِفظِ أُصولِها.. وَقَدْ ساهَمَ كَذلِكَ في زَمَنِ أبِيهِ الاِمامِ مُحمَّدٍ
الباقرِ عليه السلام في تَأسِيسِ جَامِعَةِ أهلِ البَيتِ عليهم السلام في المَسجِدِ النَّبويِّ.. وَقامَ مَعَ وَالِدهِ الباقر عليه السلام بِنَشرِ العِلمِ وَالمعرِفَةِ بَينَ الفُقهاءِ وَالمفَسّرِينَ وَالمحدِّثِينَ وَرُوّادِ العُلومِ الّذينَ كانُوا يَفِدونَ عَلَيهِما لِيَنهَلُوا مِنْ هذا المورِدِ العَذْبِ.. وَقَدْ كانَ مؤسِّسُو المذاهِبِ يَعتَرِفُونَ بِحَقِّ آلِ البيتِ عليهم السلام ويُشيدُونَ بِهِمْ.. فَهذا إمامُ الشافِعِيَّةِ مُحمّدُ بنُ إدريسَ يَنْشِدُ بِحَقِّهِمْ عليهم السلام ، فَيقُولُ : ـ
يا آلَ بـَيتِ رَسولِ اللهِ حُبُّكُمُ * فَرْضٌ مِنَ اللهِ في القرآن أنزَلَهُ
كَفاكُمُ مِنْ عَظيـمِ الشَأنِ أنّكُمُ * مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَليكُمْ لا صلاةَ لَهُ
فَقالَ حامدٌ بِفَرحٍ شَديدٍ : ـ حَقّاً يا أبي.. ؟! إذَنْ لا يُمكِنُ لاَحدٍ أنْ يَتَجاهَلَ مَكانَةَ أهلِ البَيتِ عليهم السلام .. وَمَاذا حَصَلَ أيضاً في زمنِ الاِمامِ جعفرٍ الصادقِ عليه السلام .. ؟
ـ كَذلِكَ شَهِدَ زَمَنُ الاِمامِ الصادقِ عليه السلام سُقوطَ الدَولَةِ الاَُمويةِ على يدِ العبّاسِيِّينَ..
ـ وَكَيفَ تَمكّنَ العبّاسيِّونَ مِنْ إسقاطِ الحُكمِ الاَُموي.. ؟
ـ يَرجعُ ذلِكَ إلى سَبَبينِ.. الاَوّلُ : هو معرفةُ العبّاسيِّينَ بِما فِي قُلُوبِ النّاسِ مِنْ بُغضٍ وَحقدٍ وكَراهِيةٍ لِلاَُمَويَينَ بِسَبَبِ ما عانوهُ مِنْ ظُلمٍ واضطِهادٍ وقَتْلٍ وكَوارِثٍ طِوالَ فَترةِ حُكْمُ الاَُمويّينَ.. الاَمرُ الّذي سَيَدْفَعُهُمْ إلى القِتالِ ضِدَّهُمْ لو نَشَبَتْ الثورةُ..
وَالسَّبَبُ الثاني : هو حِينَما نَشَبَتْ الثورةُ.. أعلنَ العبّاسيّونَ أنَّهُمْ لم يَفعَلُوا هذا إلاّ لِنَيل رِضى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَذلِكَ بِعَودَةِ الخِلافَةِ إلى آلِ بَيتِ الرّسولِ صلى الله عليه وآله وسلم .. وبِما أنَّ أهلَ البيتِ عليهم السلام كَانُوا هُمْ الطلِيعَةَ والقيادةَ والشِعارَ المحبوبَ لَدى جَماهيرِ الاَُمَّةِ.. فَقَدْ بَدأتْ الحَرَكَةُ ضِدَّ الحُكمِ الاَُمَوي باسْمِهِمْ عليهم السلام ، وَقَدْ كانَ الاِمامُ جَعفرٌ الصادقُ عليه السلام مُحِيطاً بِجَميعِ الاَحداثِ.. لِذلِكَ حَذَّرَ شِيعَتَهُ مِنَ الاندِفاعِ خَلفَ هذِهِ الشِعاراتِ الزائِفَةِ الخَدّاعةِ.. وَبيّنَ لهمُ النتائِجَ التي سَتَنْتَهِي إليها الأحداثُ.. وَبَعدَ أنْ انتَهَتْ المعرَكةُ لِصالحِ العبّاسيِّينَ.. وتَمَكَّنُوا مِنْ تأسِيسِ
دَولَتِهِم.. ظَهَرَ واضِحاً للجميعِ صِدقُ الاِمامِ جَعفرٍ بن محمّدٍ الصادقِ عليه السلام بَعدَ أنْ أصبَحَ آلُ البيتِ عليهم السلام وشيعتُهُمْ ضحِيةً لِظُلمِ واضطِهادِ هذِهِ الدولَةِ حَتى أنشَدَ أحَدُ الشُّعراءِ قَائلاً : ـ
يَاليتَ جورُ بَنِي مَروانَ دامَ لنا * ولَيتَ عَدلُ بَني العبّاسِ في النارِ
عِنْدَها اغرَورَقَتْ عَينا حامدٍ بالدُمُوعِ.. وسَيْطَرَ عَلَيه البُكاءُ.. فَضَمَمْتُهُ إلى صَدرِي.. وَرِحتُ أُجَفِّفُ دُموعَهُ قائِلاً : ـ لِمَ تَبكي يا بُنَيَّ.. ؟!
فَخَرجَتْ الكلِماتْ مِنْ فَمِهِ مَصحُوبةً بالعبَراتِ : ـ كَمْ أتَمنّى يا أبي.. أنّي لو كُنْتُ فِي زَمنِ الاَئِمّةِ مِنْ آلِ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فأفدِيهِمْ بِرُوحي..
بسم الله الرحمن الرحيم
مأجور اخونا الكريم
ولو سمحت لي ان اروي هذ القصة الى طلابي الصغار
لتعم الفائدة
وتنال من الاجر مالايعلمه الا الله تعالى
ممكن اخويه؟؟؟؟؟؟