العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية زكي الياسري
زكي الياسري
شاعر
رقم العضوية : 39574
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 1,995
بمعدل : 0.34 يوميا

زكي الياسري غير متصل

 عرض البوم صور زكي الياسري

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : زكي الياسري المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-01-2010 الساعة : 04:37 AM





الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/306.
ابن عبد البر في الاستيعاب.
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 12/91.
محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 20.
ابن الأثير الجزري في: النهاية: مادة (زخ).
سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة: 323.
ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 8.
السمهودي في تاريخ المدينة.
السيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار: 105.
الامام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب، في آية المودة.
السيوطي في الدر المنثور، في تفسير: (وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم)(35).
الثعلبي في تفسيره كشف البيان.
الطبراني في الأوسط.
الحاكم في المستدرك: 3/150 وج2/343.
سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع والسادس والخمسون.
الهمداني في مودة القربى / المودة الثانية والثانية عشرة.
ابن حجر في الصواعق المحرقة: 234.
الطبري في تفسيره وتاريخه.
الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، باب 100 (36).
وذكر غير هؤلاء من أعاظم علمائكم بأسانيدهم وطرقهم أن النبي (ص) قال: مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، أو: غرق ، أو: هوى، والعبارات شتى، ولعل النبي (ص) قاله كرارا وبعبارات شتى.
وقد أشار الإمام محمد بن إدريس الشافعي إلى صحة هذا الحديث الشريف في أبيات له نقلها العلامة العجيلي في (ذخيرة المآل):
ولمّا رأيت الناس قد ذهبت بهممذاهبهم في أبحر الغي والجهلركبت على اسم الله في سفن النجاوهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسلوأمسكت حبل الله وهو ولاؤهمكما قد أمرنا بالتمسك بالحبلإذا افترقت في الدين سبعون فرقةونيفا على ما جاء في واضح النقلولم يك ناج منهم غير فرقةفقل لي بها يا ذا الرجاحة والعقلأفي الفرقة الهلاك آل محمـــدأم الفرقة اللاتي نجت منهم قل ليفإن قلت في الناجين فالقول واحدوإن قلت في الهلاك حفت عن العدلإذا كان مولى القوم منهم فإننيرضيت بهم لا زال في ظلهم ظليرضيت عليا لي إماما ونسلهوأنت من الباقين في أوسع الحل
فلا يخفى على من أمعن ونظر في هذه الأبيات لعرف تصريح الشافعي وهو إمام أهل السنة والجماعة، بأن آل محمد (ص) ومن تمسك بهم هم الفرقة الناجية وغيرهم هالكون، وفي وادي الضلالة تائهون!!
فحسب أمر النبي الكريم (ص) وهو كما قال الله الحكيم: (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى)(37).
الشيعة يتمسكون بآل محمد الأطهار وعترته الأبرار، ويتوسلون بهم إلى الله سبحانه، هذا من جانب.
ومن جانب آخر فقد خطر الآن ببالي، بأن الناس إذا كانوا لا يحتاجون إلى وسيلة للتقرب إلى ربهم عز وجل والاستعانة به، وإنه من توسل بأحد إلى الله تعالى فقد أشرك.
فلماذا كان عمر بن الخطاب ـ وهو الفاروق عندكم ـ يتوسل ببعض الناس إلى الله سبحانه في حالات الشدة والاضطرار؟!
الحافظ: حاشا الفاروق عمر رضي الله عنه من هذا العمل، إنه غير ممكن!! وإني لأول مرة أسمع هذه الفرية على الخليفة! فلا بد أن تبينوا لنا مصدر هذا القول حتى نعرف صحته وسقمه.
قلت: كما ورد في كتبكم المعتبرة: أن الفاروق كان في الشدائد يتوسل إلى الله سبحانه بأهل بيت النبي وعترته الطاهرة، وقد تكرر منه هذا العمل في أيام خلافته عدة مرات، ولكني أشير إلى اثنين منها حسب اقتضاء المجلس:
1ـ نقل ابن حجر في كتابه الصواعق بعد الآية: 14، في المقصد الخامس، أواسط الصفحة: 106، قال:
وأخرج البخاري أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا محمد (ص) إذا قحطنا فتسقينا، وإنا كنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فيسقون.
قال ابن حجر: وفي تاريخ دمشق: إن الناس كرروا الاستسقاء عام الرمادة سنة سبع عشرة من الهجرة فلم يسقوا. فقال عمر: لأستسقينّ غدا بمن يسقيني الله به، فلما أصبح غدا للعباس فدق عليه الباب، فقال: من؟ قال: عمر قال: ما حاجتك؟ قال: أخرج حتى نستسقي الله بك. قال: اجلس.
فأرسل إلى بني هاشم أن تطهروا وألبسوا من صالح ثيابكم، فأتوه، فأخرج طيبا فطيبهم، ثم خرج وعلي عليه السلام أمامه بين يديه والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وبنو هاشم خلف ظهره.
فقال: يا عمر! لا تخلط بنا غيرنا. ثم أتى المصلى فوقف، فحمد الله وأثنى عليه. وقال: اللهم إنك خلقتنا ولم تؤامرنا، وعملت ما نحن عاملون قبل أن تخلقنا، فلم يمنعك علمك فينا عن رزقنا، اللهم فكما تفضلت في أوله، تفضل علينا في آخره.
قال جابر: فما برحنا حتى سحت السماء علينا سحا، فما وصلنا إلى منازلنا إلا خوضا.
فقال العباس: أنا المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى ابن المسقى. خمس مرات، أشار إلى أن أباه عبد المطلب استسقى خمس مرات فسُقي(38).
2ـ في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد(39) قال:
وروى عبد الله بن مسعود: إن عمر بن الخطاب خرج يستسقي بالعباس، فقال: اللهم إنا نتقرب إليك بعم نبيك وبقية آبائه وكبر رجاله، فإنك قلت وقولك الحق: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة.....)(40) فحفظتهما لصلاح أبيهما، فاحفظ اللهم نبيك في عمه، فقد دنونا به إليك مستشفعين ومستغفرين.
ثم أقبل على الناس فقال: (استغفروا ربكم إنه كان غفارا)(41) إلى آخره.
انتهى نقل ابن أبي الحديد.
فهذا عمل الخليفة، يتوسل ويتقرب بعم النبي (ص) إلى الله سبحانه ، وما اعترض عليه أحد من الصحابة، ولا يعترض اليوم أحد منكم على عمله، بل تحسبون أعماله حجة فتقتدون به، ولكنكم تعارضون الشيعة لتوسلهم بآل محمد (ص) وعترته، وتنسبون عملهم إلى الكفر والشرك والعياذ بالله!!
فإذا كان التوسل بآل محمد (ص) والاستشفاع بعترته الهادية عند الله عز وجل شرك، فحسب رواياتكم فإن الخليفة الفاروق يكون مشركا كافرا، وإذا تدفعون عنه الشرك والكفر، ولا تقبلون نسبته إليه، بل تصححون عمله وتدعون المسلمين إلى الاقتداء به، فعمل الشيعة وتوسلهم بآل محمد (ص) أيضا ليس بشرك، بل حسن صحيح.
وعلى هذا يجب أن تستغفروا ربكم من هذه الافتراءات والاتهامات التي تنسبونها لشيعة آل محمد (ص) وتكفرونهم وتقولون إنهم مشركون.
ويجب عليكم أن تنبهوا جميع أتباعكم وعوامكم الجاهلين على أنكم مخطئين في اعتقادكم بالنسبة للشيعة، فهم ليسوا بمشركين، بل هم مؤمنون وموحدون حقا.
أيها الحاضرون الكرام والعلماء الأعلام! إذا كان عمر الفاروق مع شأنه ومقامه الذي تعتقدون به له عند الله سبحانه، وأهل المدينة، مع وجود الصحابة الكرام فيهم، دعاؤهم لا يستجاب إلا أن يتوسلوا بآل محمد (ص) ويجعلوهم الواسطة والوسيلة بينهم وبين الله عز وجل حتى يجيب دعوتهم ويسقيهم من رحمته، فكيف بنا؟! وهل يجيب الله سبحانه دعوتنا من غير واسطة وبلا وسيلة؟!
فآل محمد (ص) وعترته في كل زمان هم وسائل التقرب إلى الله تعالى ، وبهم ـ أي بسببهم وبشفاعتهم ودعائهم ـ يرحم الله عباده.
فهم ليسوا مستقلين في قضاء الحوائج وكفاية المهام، وإنما الله سبحانه هو القاضي للحاجات والكافي للمهمات، وآل محمد (ص) عباد صالحون وأئمة مقربون ، لهم جاه عظيم عند ربهم، وهم شفعاء وجهاء عند الله عز وجل، منحهم مقام الشفاعة بفضله وكرمه، فقد قال سبحانه: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)(42).
هذا هو اعتقادنا في النبي وعترته الهادية وآله المنتجبين الطيبين الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ولن تجدوا في كتبنا الاعتقادية والكتب الجامعة للزيارات والأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام أكثر مما ذكرت لكم.
الحافظ: إن ما بينتموه عن اعتقادكم بأهل البيت، رضي الله عنهم ، مخالف لما سمعناه من الآخرين وقرأناه بخصوصكم في كتب علمائنا المحققين.
قلت: دعوا أو اتركوا ما سمعتموه أو قرأتموه عنا، واعتمدوا على ما تشاهدوه منا وتقرأوه في كتبنا. فهل طالعتم وتدبرتم في كتب علمائنا الأعلام الجامعة للزيارات والأدعية المروية عن أئمتنا، أئمة أهل البيت والعترة الهادية عليهم السلام؟!
الحافظ: ما وصلت يدي حتى الآن إلى كتبكم.
قلت: إن العقل يقضي أن تقرأ كتبنا أولا، فإذا وجدت فيها إشكالا مما كنت تسمعه عنا، فحينئذ أشكل علينا، وأنا الآن معي كتابين، أحدهما: كتاب (زاد المعاد) تأليف العلامة المجلسي (قدس سره)، والآخر:(هدية الزائرين) تأليف الفاضل المعاصر، والمحدث المتبحر، الحاج الشيخ عباس القمي دامت بركاته، فأقدم لكم هذين الكتابين الجليلين لتقرأوها وتتدبروا في عباراتها، لتعرفوا حقيقة الأمر.
فأخذوا يتصفحون الكتابين وينظرون في الكلمات والجمل بدقة، وإذا بالسيد عبد الحي قد وصل إلى دعاء التوسل، فكأنه وصل إلى بغيته ومقصده، فأشار إلى الحاضرين بالسكوت فسكتوا، ثم بدأ بقراءة دعاء التوسل كلمة كلمة، والحاضرين منصتون يستمعون، وكان بعضهم يعرف العربية ويدرك معاني الكلمات والجمل، فكانوا يهزون رؤوسهم ويبدون أسفهم لابتعادهم عن مذهب أهل البيت عليهم السلام، فيقول بعضهم لبعض : كيف قلبوا الأمور ونحن غافلون، والتبس علينا الحق ونحن جاهلون؟!
فلما انتهى السيد عبد الحي من قراءة الدعاء، قلت: أيها الأخوة ! بالله عليكم انصفوا!!!
في أي كلمة أو عبارة من هذا الدعاء شممتم رائحة الشرك أو الغلو ، أيها العلماء أجيبوني؟!
فإن لم يكن فيه شيء من الشرك والغلو، فلماذا تقذفون الشيعة المؤمنين بالشرك؟!
لماذا تزرعون بذر العداء والبغضاء بين المسلمين الذين جعل الله سبحانه بينهم المودة والإخاء؟!
لماذا (تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون)(43)؟!
لماذا تضلون أتباعكم الغافلين الجاهلين فتشحنون قلوبهم ضد الشيعة المؤمنين، فينظرون إليهم شزرا على أنهم مشركون؟!
وكم من جهالكم المتعصبين تأثروا بكلام علمائهم ـ أنتم وأمثالكم ـ فأباحوا دماء الشيعة وأموالهم، فقتلوهم ونهبوهم (وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)(44)، ويظنون أن الجنة وجبت لهم بذلك العمل الشنيع!!
ولا شك أن وزر هذه الجنايات والفجائع هي في ذمتكم أيضا، وأنتم العلماء مسؤولون عنها وتحاسبون عليها أكثر من الجاهلين!
هل سمعتم إلى الآن، أن شيعيا التقى بأحد أهل السنة فقتله قربة إلى الله؟!
لا، ولن يقدم شيعي حتى العامي منهم على مثلها أبدا، لأن علماءنا ومبلغينا دائما يعلنون في أتباعهم، إن أهل السنة والجماعة هم إخواننا في الدين فلا يجوز أذاهم. فكيف بقتلهم ونهب أموالهم؟!
نعم نبين لأتباعنا، الاختلافات المذهبية بيننا وبينكم، ولكن نقول لهم أيضا: بأنها رغم خلافنا مع العامة في بعض المسائل، فهم إخواننا في الدين ، فلا يجوز لنا أن نعاديهم ونبغضهم.
أما علماء السنة مع كل الاختلافات النظرية والاجتهادية الموجودة بين أئمة المذاهب الأربعة في الأصول والفروع، يحسبون أتباع الأئمة الأربعة أصحاب دين واحد، وهم أحرار في اختيار أي مذهب شاؤا من المذاهب الأربعة.
ولكن كثيرا من أولئك العلماء ـ ومع الأسف ـ يحسبون شيعة المرتضى وأتباع العترة الهادية عليهم السلام مشركين وكفارا.. بحيث يحل سفك دمائهم ونهب أموالهم، فليس لهم حرية العقيدة واختيار المذهب في البلاد السنية، حتى انهم يضطرون لأن يعيشوا بينكم في خوف وتقية مخافة أن يقتلوا بيد جهالكم الغافلين أو عتاتكم المعاندين!!
فكم من عالم ورع وفقيه متقي قتل شهيدا بفتوى بعض علمائكم، كما أن كثيرا من علمائكم يصرحون بلعن الشيعة في كتبهم.
ولكن لا يوجد شيعي واحد، حتى من العوام الجاهلين، يحل سفك دم سني أو يجوز لعنه لأنه سني.
الحافظ: انك تريد إثارة العواطف والاحساسات بهذا الكلام، فأي عالم من الشيعة قتل بفتوى علمائنا؟!
وأي عالم منّا يلعن الشيعة؟!
قلت: لا أريد أن أبين هذا الموضوع بالتفصيل لأنه يحتاج إلى وقت طويل فيستغرق منا ساعات عديدة ومجالس مديدة، ولكن أنقل لكم قليلا من كثير مما سجله التاريخ، ليتضح لكم الأمر وتعرفوا ما جهلتموه!
فلو تصفحتم كتب بعض علمائكم الكبار الذين اشتهروا بالتعصب ضد الشيعة الأخيار لوجدتم تصريحاتهم بلعن الشيعة المؤمنين بالإصرار والتكرار!
منهم: الإمام الفخر الرازي في تفسيره المشهور، فكأنه كان مترصدا ليجد مجالا حتى يصب جام غضبه ولعنه على شيعة آل محمد (ص)، فنجده عند آية الولاية(45) وآية إكمال الدين(46) وغيرهما يكرر هذه الكلمات.. وأما الروافض لعنهم الله.. هؤلاء الروافض لعنهم الله.. أما قول الروافض لعنهم الله.. إلى آخره.
وأما إفتاء بعض علمائكم بقتل علمائنا الأعلام فكثير، منها:

قتل الشهيد الأول
من جملة الفجائع التي حدثت على مفاخر العلم وأهل التقوى وشيعة آل محمد (ص) بفتوى غريبة من قاضيين كبيرين من قضاة الشام، وهما: برهان الدين المالكي وعباد بن جماعة الشافعي.
وقد أصدرا حكم قتل أفقه علماء الإسلام في عصره وهو: العالم العامل، والتقي الفاضل، والزاهد الورع، أبو عبدالله محمد بن جمال الدين المكي العاملي (رضوان الله تعالى عليه)، ومن سعة اطلاعه في المسائل الفقهية أنه صنف وألف كتاب اللمعة الدمشقية في السجن في أسبوع واحد، وليس عنده أي كتاب فقهي سوى كتاب: (المختصر النافع).
وكتاب (اللمعة) يدرس في الحوزات العلمية حتى اليوم لاحتوائه على أكثر الفروع والمباني الفقهية. وكان الشيخ الشهيد (قدس سره) مرجعا لعلماء المذاهب الأربعة في حل المعضلات العلمية وكشف الأحكام الدينية، وكان يعيش في تقية ، أي يخفي مذهبه من الحكومة ومن عامة الناس، ومع ذلك عرفوا منه التشيع فشهد عليه نفر عند الحاكم، فحوله الحاكم إلى القاضي فزجه القاضي في السجن حقدا.
فبقي سنة كاملا سجينا في قلعة الشام يعاني من التجويع والتعذيب ، وبعدها حكم برهان الدين المالكي وابن جماعة الشافعي بإعدامه، فقتلوه أولا بالسيف ثم صلبوه، و لم يكتفوا بهذا المقدار من إظهار الحقد الدفين، فحركوا الهمج الرعاع العوام كالأنعام، فرجموا جسد ذلك العالم الفقيه بالحجارة، وأعلنوا أنهم فعلوا كل ما فعلوه بذلك الفقيه الفاضل والعالم العامل، لأنه رافضي مشرك!!
وعلى هذا الجرم الذي ليس مثله جرم في الإسلام!!
أمروا بحرق جسده الشريف، وذروا رماده في الفضاء.
وكان ذلك في التاسع أو التاسع عشر من جمادى الأولى عام 786 من الهجرة النبوية الشريفة، في عهد الملك برقوق وحاكمه يومذاك على الشام: بيد مرو.

قتل الشهيد الثاني
ومن جملة الفجائع الشنيعة ضد مذهب الشيعة، والتي حدثت بسبب فتوى بعض علمائكم، قتل العالم الفقيه، والتقي النبيه، العالم الرباني، المعروف بالشهيد الثاني، الشيخ زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد العاملي (قدس الله نفسه الزكية).
وكان هو أشهر العلماء وأعظمهم في بلاد الشام، وكان يعيش في عزلة من الناس، دائبا على التأليف والتصنيف، يقضي أوقاته في تحقيق المسائل واستنباط الأحكام وتدوينها، وقد صنف أكثر من مائتي مؤلف في مختلف العلوم.
فحسده علماء عصره لتوجه الناس إليه وتعظيمهم له، فبعث قاضي صيدا واسمه معروف، كتاب إلى السلطان سليم العثماني جاء فيه قد وجد في بلاد الشام رجل مبدع خارج عن المذاهب الأربعة.
فأمر السلطان بإرسال الشيخ زين الدين إلى اسلامبول ليحاكموه، وكان الشيخ آنذاك في الحج فلم ينتظروا رجوعه، بل أرسلوا له جماعة فقبضوا عليه في المسجد الحرام، وقد قال تعالى: (ومن دخله كان آمنا)(47) فسجنوه أربعين يوما في مكة ثم بعثوه عن طريق البحر إلى إسلامبول عاصمة الخلافة.
ولما وصل إليها ونزل الساحل، ضربوا عنقه وقطعوا رأسه قبل أن يحاكموه، ورموا بجثته في البحر وبعثوا برأسه إلى السلطان!!
فيا أيها الحاضرون! بالله عليكم أنصفوا!!
هل قرأتم أو سمعتم أن أحد علماء الشيعة عامل واحدا من علماء السنة أو عوامها بهذا الشكل، وقد كانوا متمكنين ومقتدرين في ظل ملوك الشيعة وحكوماتها التي حكمت على كثير من بلاد السنة؟!
بالله عليكم! هل إن عدم الانتماء إلى المذاهب الأربعة ذنب يستوجب القتل؟! ليت شعري ما هو دليلهم؟!
هل إن المذاهب الأربعة التي وجدت بعد رسول الله (ص) بعشرات السنين هي التي يجب الانتماء إليها والتمسك بها والعمل على طبقها؟! ولكن المذهب الذي كان على عهد النبي الكريم (ص) وكان مرضيّا عنده، لا يجوز التمسك به؟! وإن المتمسك به يجب قتله!!
وإذا كان كذلك، فبرأي من كان المسلمون يأخذون ويعملون في الفترة الواقعة بعد النبي (ص) وقبل ميلاد الأئمة الأربعة وانتشار آرائهم؟!
أم تقولون إن الأئمة الأربعة كانوا على عهد رسول الله (ص) وأخذوا منه بلا واسطة؟!
الحافظ: لم يدّع أحد بأن الأئمة الأربعة أو أحدهم أدرك النبي (ص) وتشرف بصحبته أو سمع حديثه.
قلت: وهل ينكر أحد صحبة الإمام علي عليه السلام لرسول الله (ص) واستماع حديثه الشريف، حتى أصبح باب علم الرسول (ص)؟!
الحافظ: لا ينكر أحد ذلك، بل كان علي (رضي الله عنه)، من كبار الصحابة، وفي بعض الجهات كان أفضلهم.
قلت: على هذه القاعدة لو اعتقدنا بأن متابعة الإمام علي عليه السلام والأخذ منه في المسائل الفقهية واجب لما قاله النبي (ص) في حقه: إن من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، وهو باب علمي، ومن أراد أن يأخذ من علمي فليأت الباب.
فهل هذا الاعتقاد كفر؟! أم الذي خالف النبي (ص) فقد كفر؟! لقوله سبحانه وتعالى: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)(48)!
وإذا قلنا: إن من لم يعتقد بما قاله النبي (ص) في علي بن أبي طالب والأئمة من ولده الذين جعلهم عدل القرآن الحكيم في حديث الثقلين وألزم متابعتهم والتوسل بهم في حديث السفينة وهما حديثان مقبولان عندكم أيضا كما ذكرنا مصادركم فيهما.
فلو قلنا: بأن من خالف عترة النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين فقد تمرد على الله ورسوله وخرج من الدين، ما قلنا شططا، وما ذهبنا غلطا، بدليل الحديثين الشريفين، السفينة والثقلين، وأدلة عقلية ونقلية أخرى.
ولكن مع كل ذلك ما صدرت منا هكذا فتاوى خطيرة تشجع عوام الشيعة وملوكهم على ارتكاب جنايات فجيعة في حق أهل السنة والجماعة، بالنسبة إلى علمائهم أو جهالهم.
وإنما علماؤنا دائما يعلنون: أن أهل السنة والجماعة إخواننا في الدين، ويجب أن نتحد كلنا ضد غير المسلمين المعادين، غاية ما هنالك إننا نقول: إن الأمر اشتبه والحق التبس عليكم، ولكنكم تبعا لبعض علمائكم تقولون فينا خلاف ما نقوله فيكم، إنكم تقولون في حق الشيعة المؤمنين أتباع أهل بيت النبوة عليهم السلام : إنهم أهل البدع وغلاة ورفضة ويهود وكفرة ومشركون و و و.!!!
وتبيحون بل توجبون قتل من لم ينتمِ إلى أحد المذاهب الأربعة، وليس عندكم أي دليل شرعي وعقلي وعرفي في ذلك!
الحافظ: ما كنت أظن أنكم هكذا تفترون علينا، وتكذبون على علمائنا أمورا بعيدة عن الحقيقة، وإنما هي من أباطيل الشيعة وأكاذيبهم الشنيعة، وهم يقصدون بها إثارة وأحاسيس الناس واكتساب عطفهم وحنانهم.
قلت: كل ما نقلته لكم هو حق وصدق بشهادة التاريخ، وكيف تظن بأني أفتري عليكم وعلى مذهبكم أو علمائكم، في وجودك وحضور كثير من العلماء معك، وكذلك بحضور هذا الجمع الغفير من أتباعكم، أيعقل ذلك؟!
واعلم أني نقلت قضيتين من التاريخ كنموذج من معاملة علمائكم وقضاتكم مع فقهائنا وعلمائنا.
وإذا تصفحتم تاريخ خوارزم وحملاتهم على إيران، وقوم أزبك وحملاتهم على بلاد خراسان، وحملات الأفغان على إيران، وقتلهم عامة الناس بلا رحمة ، ونهب أموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وبيعهم في الأسواق كما يعامل الكفار، لصدقتم كلامي وما كذبتم حديثي!
وفي زمن السلطان حسين الصفوي وصل الأفغان ـ وهم قومك وأبناء وطنك ـ إلى أصفهان، فلم يرحموا حتى المراضع والرضع، فقتلوا ونهبوا وسبوا، وهتكوا حرمات المسلمين في كل أرض وطؤوها من بلاد إيران، كل ذلك بفتاوى علمائهم من أهل السنة والجماعة، حتى أنهم أفتوا ببيع أسارى الشيعة كالعبيد، فباعوا ـ كما يحدثنا التاريخ ـ أكثر من مائة ألف رجل شيعي على أبناء السنة وغيرهم في أسواق تركستان!!
الحافظ: إن تلك المعارك كانت سياسية لا ترتبط بفتاوى علمائنا.

كلام خان خيوه
قلت: يذكر التاريخ أن في أوائل حكومة ناصر الدين شاه قاجار، وفي وزارة أمير كبير ميرزا تقي خان، حينما كانت الدولة منشغلة بإخماد الفتن التي آثارها رجل اسمه: " سالار " في خراسان، وكانت سلطة الدولة الضعيفة في تلك المقاطعة.
اغتنم الفرصة أمير خوارزم وهو: محمد أمين خان أزبك المعروف بخان خيوه، وهجم بجيش جرار على خراسان، وقتل ونهب ودمر وأسر جمعا كثيرا من الناس ، فساقه إلى بلاده سبايا.
وبعدما أخمدت فتنة سالار، بعثت الدولة القاجارية سفيرا إلى خان خيوه ليفاوضه في شأن السبايا واستخلاصهم، وكان السفير هو رضا قلي خان، الملقب بهدايت، وهو من كبار الدولة ورجال البلاط الملكي.
فلما وصل إلى خوارزم والتقى بخان خيوه، دار بينهم كلام طويل سجله التاريخ جملة جملة، وكلمة كلمة، والشاهد هنا هو هذه العبارة: إن المغفور له هدايت قال لخان خيوه:
إن الدول الكافرة تعامل الإيرانيين معاملة حسنة، وهم في أمن وأمان من جيوش روسية والإفرنج، ولكنكم مع الأسف تعاملون الإيرانيين معاملة الكفار والمشركين، وهم معكم على دين واحد، لا فرق في قبلتنا وقرآننا ونبينا، نحن وأنتم نعتقد ونشهد: أن لا إله إلا الله، محمد رسول الله (ص)، فلماذا تهجم بجيوشك على بلادنا، وتدمر ديارنا، وتقتل وتنهب، وتأسر المسلمين وتبيعهم في الأسواق كأسرى الكفار والمشركين؟!
فأجاب خان خيوه: إن علماءنا وقضاتنا في بخارى وخوارزم: يفتون بأن الشيعة كفار وأهل بدع وضلال، وجزاؤهم القتل ونهب الأموال، وهم يوجبون علينا هذه المعاملة مع الإيرانيين، فيبيحون لنا دماءهم ونساءهم وأموالهم!!
وللاطلاع التام فليراجع: تاريخ روضة الصفا الناصري، وكذلك مذكرات سفر خوارزم، تأليف رضا قلي خان هدايت.

هجوم الأزبك
كما إن أحد أمراء الأزبك المسمى عبدالله خان حاصر بجيوشه منطقة خراسان، فكتب علماء خراسان إليه كتابا جاء فيه: نحن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (ص)، فلماذا تغير علينا بجيشك وتقاتلنا وتهتك حريمنا ونحن أتباع القرآن الكريم والعترة الهادية، وإن الوحشية والمعاملة السيئة التي نجدها منكم غير مقبولة في الإسلام، وإن الله سبحانه لا يجيزها لكم بالنسبة للكفار، فكيف مع المسلمين؟!
فلما وصل الكتاب إلى يد عبد الله خان أعطاه لعلماء السنة وقضاتهم الذين كانوا يرافقونه في حملاته على المسلمين الشيعة، وطلب منهم أن يجيبوا ويردوا على الكتاب.
فأجاب علماء السنة ـ ردا على كتاب علماء خراسان ـ بجواب مشحون بالتهم والأكاذيب على الشيعة و قذفوهم بالكفر!! لكن علماء خراسان ردوا عليهم، ونسفوا تهمهم وأكاذيبهم، وأثبتوا أن الشيعة مؤمنون بالله ورسوله وبكل ما جاء به النبي الكريم (ص).
ومن أراد الوقوف على تلك الردود والإجابات فليراجع كتاب " ناسخ التواريخ ".
فشاهد الكلام إن علماء السنة الأزبكيين كتبوا: إن الشيعة رفضة وكفار، فدماؤهم وأموالهم ونساؤهم مباحة للمسلمين!!
وأما في بلادكم أفغانستان، فإن الشيعة يعانون أشد الضغوط والهجمات الوحشية منكم ومن أمثالكم أهل السنة والجماعة.
والتاريخ مليء بالفجائع والجنايات التي ارتكبوها جماعة السنة في حق الشيعة في أفغانستان، ومن جملتها:
في سنة 1267 هجرية في يوم عاشوراء وكان يوافق يوم الجمعة، وكانت الشيعة مجتمعة في الحسينيات في مدينة قندهار، وكانوا يقيمون شعائر العزاء على مصائب سبط الرسول وسيد الشهداء، الحسين بن علي (ع) وأنصاره الذين استشهدوا معه في سبيل الله تعالى.
وإذا بأهل السنة والجماعة يهجمون عليهم بالأسلحة الفتاكة، ولم يكن الشيعة مسلحين ولا مستعدين لقتال، حتى أنهم لم يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم، فقتل قومكم جمعا كثيرا حتى الأطفال بأفجع أنواع القتل، ونهبوا أموالهم وأموال الحسينيات!!
والأعجب من ذلك، أن أحدا من علماء السنة لم يندد بهذا العمل الوحشي الشيطاني، ولم يبد أسفه على تلك الجناية البشعة، فكان سكوت العلماء تأييدا لعمل الجهال المهاجمين، والجناة المتعصبين، وربما كان كل ذلك بتحريك بعض علمائهم ، والله أعلم.
والتاريخ يحدثنا عن هجمات كثيرة من هذا النوع ضد الشيعة في أفغانستان وبلاد الهند والباكستان أيضا، فكم من نفوس مؤمنة أزهقت، ودماء بريئة سفكت، وأموال محترمة نهبت، وحرمات دينية هتكت، بأيدي أهل السنة والجماعة، وقد قتلوا حتى بعض فقهائنا الكبار وعلمائنا الأبرار.

قتل الشهيد الثالث
ولقد زرت في سفري هذا مقابر بعض شهداء هذه الحوادث الأليمة في مدينة " أكبر آباد آكره " وبالأخص قبر الشهيد الثالث، العالم الورع، والفقيه التقي، الذي ينتهي نسبه الشريف إلى النبي (ص) وهو:
القاضي السيد نور الله التستري (قدس الله سره)، وهو أحد ضحايا هذه التعسفات والتعصبات التي توجد في أهل السنة العامة.
فقد استشهد هذا العالم الجليل، والحبر النبيل، سنة 1019 هجرية ، على أثر سعاية علماء العامة في " أكبر آباد آكره " عند الملك المغولي الجاهل المتعصب جهانكير، في الهند.
وكان عمر السيد الشهيد حينما قطعوا رأسه يتجاوز السبعين عاما، وقبره إلى يومنا هذا مزار المؤمنين الشيعة، ورأيت مكتوبا على صخرة قبره هذين البيتين:
ظـالمي إطفاء نور الله كــردقرة العين نبي را سر بريدسال قتلش حضرت ضامن علىكفت: نور الله سيد شد شهيد
أي: ظالم أطفأ نور الله، وحز رأس قرة عين رسول الله (ص) فقال ضامن علي في تاريخ شهادته: إن السيد نور الله أصبح شهيدا.
الحافظ: إنكم تبالغون في هذه القضايا وتضخمونها، ونحن لا نرضى بأعمال جهالنا وعوامنا، ولكن الشيعة بأعمالهم الخاطئة يسببون تلك الفجائع.
قلت: ما هي أعمال الشيعة التي توجب قتلهم ونهب أموالهم وهتك أعراضهم؟!
الحافظ: في كل يوم يقف آلاف الشيعة أمام قبور الأموات ويطلبون منهم الحاجات، ألم يكن هذا العمل عبادة الأموات؟!
لماذا أنتم العلماء لا تمنعونهم؟! حتى أننا نجد كثيرا منهم يخرون إلى الأرض ويسجدون لتلك القبور باسم الزيارة، فهم بهذه الأعمال الخاطئة يسببون تلك الفجائع، لأن عوامنا لا يتحملون هذه البدع باسم الإسلام فيفرطون بالانتقام!!
وبينما كان الحافظ يتكلم وكلنا يصغي إليه، كان الشيخ عبد السلام، الفقيه الحنفي، يتصفح كتاب " هدية الزائرين " ويطالع فيه ليجد إشكالا فيلقيه، ولما وصل الحافظ إلى هذه الجملة، صاح الشيخ عبد السلام مؤيدا للحافظ ومخاطبا إياي:
تفضل واقرأ هذه الصفحة حتى تعرف ما يقول الحافظ.
قلت: اقرأ أنت ونحن نستمع.
فقرأ هذه العبارة: وإذا فرغت من الزيارة فصل ركعتين صلاة الزيارة، ثم قال: أليست نية القربة شرط في صحة الصلاة؟! فالصلاة لغير الله سبحانه لا تجوز حتى للنبي والإمام، فالوقوف أمام القبور والصلاة بجانبها شرك بين، وهو أكبر دليل على الكفر، وهذا كتابكم سند معتبر وحجة عليكم!
قلت: حيث طال بنا الجلوس والوقت لا يتسع للجواب عن شبهاتكم، فلنترك الجواب إلى الليلة المقبلة إنشاء الله تعالى.
لكن أهل المجلس ـ شيعة وسنة ـ كلهم قالوا نحن مستعدون أن نبقى حتى الصباح لنسمع جوابكم.
قلت: أسألك يا شيخ عبد السلام: هل ذهبت لزيارة أحد أئمة أهل البيت (ع) وهل رأيت بعينك أعمال الشيعة الزائرين لقبور أئمتهم (ع) أم لا؟
الشيخ: لا... إني لم أذهب إلى مزارات الأئمة، ولم أشاهد أعمال الشيعة هناك.
قلت إذا كيف تقول: بأن الشيعة يصلون متوجهين لقبور الأئمة؟! وتستدل به على كفر الشيعة! ثبت العرش ثم انقش.
الشيخ: إنما قلت هذا نقلا عن هذا الكتاب الذي بين يدي، فإنه يقول: صل للإمام صلاة زيارة!
قلت: ناولني الكتاب حتى أعرف صحة ما تقول.
فناولني الكتاب مفتوحا، فرأيت تلك الصفحة تنقل كيفية زيارة علي بن أبي طالب (ع). فقلت أيها الجمع الحاضر! إني أقرأ عليكم مقتطفات وجمل من هذه الزيارة حتى نصل إلى تلك العبارة التي يذكرها الشيخ، ثم أنتم أنصفوا واقضوا بيننا وبين الشيخ عبدالسلام والحافظ محمد رشيد.

في آداب زيارة أمير المؤمنين (ع)
إذا وصل الزائر إلى خندق الكوفة يقف ويقول:
الله أكبر، الله أكبر أهل الكبرياء والمجد والعظمة، الله أكبر أهل التكبير والتقديس والتسبيح والآلاء، الله أكبر مما أخاف وأحذر، الله أكبر عمادي وعليه أتوكل، الله أكبر رجائي وإليه أنيب.. إلى آخره.
وإذا وصل إلى الباب الأول من الروضة المقدسة فليقل بعد حمد الله تعالى:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... إلى آخره.
وإذا وصل إلى الباب الثاني فليقل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له... إلى آخره.
وإذا أراد أن يدخل الروضة المقدسة يستأذن الله تعالى ورسوله (ص) والأئمة والملائكة.
وبعد ذلك يستلم القبر الشريف فيسلم على النبي وعلى أمير المؤمنين وعلى آدم ونوح... إلى آخره.
والعبارة التي هي محل الشاهد للشيخ عبد السلام ولنا هي: ثم صل ثلاث صلوات ثنائية، ركعتان هدية لأمير المؤمنين (ع)، وركعتان هدية لآدم أبي البشر ، وركعتان هدية لنوح شيخ الأنبياء، لأنهما مدفونان عند قبر أبي الحسن أمير المؤمنين (ع).

" صلاة الزيارة والدعاء بعدهما "
هل صلاة الهدية شرك؟!


من مواضيع : زكي الياسري 0 كليب واحسيناه / لطمية للاربعين 1434 حصرياً على قناة انا شيعي
0 ذكرى من الحسين / الرادود السيد حيدر الكيشوان
0 ثورة الحب الصادقة .. لطمية فصيحة للاربعين
0 وصي المرتضى / لطمية فصيحة للامام الحسن المجتبى عليه السلام
0 بصوت الرادود الحاج حسن الحواج / قصيدة العليلة فاطمة ع 1434

الصورة الرمزية زكي الياسري
زكي الياسري
شاعر
رقم العضوية : 39574
الإنتساب : Aug 2009
المشاركات : 1,995
بمعدل : 0.34 يوميا

زكي الياسري غير متصل

 عرض البوم صور زكي الياسري

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : زكي الياسري المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-01-2010 الساعة : 04:39 AM





ألم ترد روايات في صلاة الهدية للوالدين وغيرهما من المؤمنين (ع) قربة إلى الله تعالى هل هذا شرك؟!
فقد جرت العادة عند الناس وكذلك المؤمنين، أن كل من يذهب لزيارة أحبابه يأخذ معه هدية، ونجد في أكثر كتب الأخبار والأحاديث فضلا في استحباب وثواب هدية المؤمن لأخيه المؤمن وقبولها منه.
والزائر لما يصل إلى قبر من يحبه ويعلم أن الصلاة أحب شيء إلى مزوره، فيصلي ركعتين قربة إلى الله تعالى ويهدي ثوابها إلى المزور.
والمعترضون لو كانوا يواصلون مطالعتهم و يقرءوا الدعاء بعد صلاة الزيارة لعرفوا خطأهم وتيقنوا أن عمل الشيعة عند الزيارة ليس بشرك، بل هو التوحيد وكمال العبادة لله عز وجل.
واعلموا أن الشيعة إنما يزورون الإمام علي والأئمة من ولده (ع) ، لأنهم عباد الله الصالحون وأوصياء رسوله الصادقون.
وأما عبارة الرواية فهي كما يلي، على خلاف ما قاله الشيخ عبد السلام: " بأن يقف بجانب القبر يصلي " بل العبارة:
" أن يقف مستقبل القبلة مما يلي رأس الإمام (ع) " فيصبح القبر على يسار المصلي، فيقول: اللهم إني صليت هاتين الركعتين هدية مني إلى سيدي ومولاي ، وليك وأخي رسولك، أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وعلى آله، اللهم فصل على محمد وآل محمد وتقبلها مني واجزني على ذلك جزاء المحسنين، اللهم لك صليت ولك ركعت ولك سجدت، وحدك لا شريك لك، لأنه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود إلا لك، لأنك أنت الله لا إله إلا أنت.
بالله عليكم أيها الحاضرون! أنصفوا، أي عمل من هذه الأعمال يستوجب الشرك بالله تعالى؟!
الشيخ عبدالسلام: عجبا ألا تجد هذه العبارة تقول: ثم قبل العتبة وادخل الحرم.
ألم يكن هذا العمل سجودا لصاحب القبر؟!
والسجود لغير الله شرك.

" تقبيل قبور الأئمة (ع) وعتبة روضاتهم المقدسة "
قلت: إن جنابك تغالط في البحث، إذ تفسر تقبيل العتبة بالسجود ، ثم تحمل ذلك الشرك بالله سبحانه!! وإذا كنتم في حضورنا تفسرون كلامنا هكذا، فلابد في غيابنا وخاصة أمام أتباعكم من العوام والجاهلين، تثبتون كفرنا!!
وأما الجواب: فإن الوارد في هذا الكتاب وغيره من كتب الزيارات يقول: إن الزائر تأدبا يقبل العتبة... ليت شعري بأي دليل تفسرون القبلة بالسجود ؟!
وأين ورد نهي عن تقبيل قبور الأنبياء وأوصيائهم وغيرهم من أولياء الله الصالحين، وتقبيل أعتابهم المقدسة؟! في القرآن الكريم؟! أم في الحديث الشريف؟!
ثم بأي دليل تعدون هذا العمل شركا بالله العظيم؟!
والعجيب أن عوامكم يصنعون بقبر أبي حنيفة والشيخ عبد القادر أكثر مما تصنعه الشيعة بقبور أئمة أهل البيت (ع).
وإني أشهد الله العلي العظيم فقد ذهبت يوما إلى قبر أبي حنيفة في بغداد، في محلة الأعظمية، فرأيت جماعة من أهل السنة الهنود، سقطوا على الأرض كالساجدين وقبلوا التراب!!
وحيث إني لم أنظر إليهم بعين الحقد والعداء، ولم يكن عندي دليل على أن عملهم كفر وشرك، لم أنقل هذا الموضوع في أي مجلس، ولم أنتقد عملهم، بل تلقيته أمرا عاديا.
لأني أعلم أنهم ما وقعوا على الأرض بنية السجود لصاحب القبر، وهذا أمر بديهي.
فاعلم يا شيخ! وليعلم الحاضرون! إن أي زائر شيعي عالم أو جاهل حاشا أن يسجد لغير الله تعالى، وإن كلامكم على الشيعة: بأنهم يسجدون لأئمتهم، كذب وافتراء علينا!!
وعلى فرض أن الزائر يجعل جبهته على التراب أمام القبر، ولكن لما لم يقصد السجود لصاحب القبر وإنما يريد بذلك احترامه وإظهار محبته له، لم يكن فيه بأس وإشكال.
الشيخ عبدالسلام: كيف يعقل أن يهوي إنسان إلى الأرض ويجعل جبهته على التراب ومع ذلك لا يكون عمله سجودا؟!
قلت: لأن الأعمال بالنيات، فإذا فعل أحد ذلك ولم ينوي السجود فلا نحسب عمله سجودا(49) كما فعل إخوان يوسف الصديق له، ولم يمنعهم يوسف ولا أبوهم يعقوب من ذلك، والله سبحانه يخبر بعملهم ويحكيه ولا يقبحه، فيقول: (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقّا)(50).
وكم من موضع من الذكر الحكيم يخبر الله عز وجل فيه عن سجود الملائكة لآدم بأمر منه سبحانه.
فحسب كلامكم، فإن إخوة يوسف الصديق والملائكة كلهم مشركون، إلا إبليس لأنه لم يسجد!! والحال لم يكن كذلك، وإنما جعل الله سبحانه اللعن على إبليس وأخرجه من الجنة.
وأما جوابي لجناب الحافظ، وإن كان الوقت لا يتسع له، ولكن أبينه باختصار:

بقاء الروح بعد الموت
إن شبهتكم حول الشيعة بأنهم لماذا يطلبون حوائجهم عند قبور الأموات؟!
إنما هو كلام الماديين والطبيعيين، فإنهم لا يعتقدون بالحياة بعد الموت، والله سبحانه يحكي قولهم في القرآن إذ قالوا: (إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين)(51).
وأما الاعتقاد بالحياة بعد الموت، وأن الجسم يبلي بالموت ولكن الروح باقية، فهو من ضروريات دين الإسلام، وبالأخص حياة الشهداء، فقد صرح بها القرآن الكريم بقوله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله..)(52) إلى آخره...
فهل يمكن للميت الفرح والسرور والارتزاق؟! لا!
ولذلك فإن الآية الكريمة تصرح بأنهم: (أحياء عند ربهم يرزقون) فكما أنهم يفرحون ويرزقون، فهم يسمعون الكلام ويجيبون، ولكن حجاب المادة على مسامعنا مانع من إحساسنا بكلامهم واستماع جوابهم.
وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في زيارة جده سيد الشهداء الحسين عليه السلام قوله: يا أبا عبدالله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي وأنك حي عند ربك ترزق، فأسأل ربك وربي في قضاء حوائجي.
وجاء في الخطبة 86 من نهج البلاغة عن الإمام علي عليه السلام إذ يعرّف فيها أهل البيت عليهم السلام ويصفهم، فيقول:
أيها الناس! خذوها من خاتم النبيين: إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلى منا وليس ببال.
قال ابن أبي الحديد والميثمي والشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية، قالوا في شرح هذه الكلمات ما ملخصه:
" إن أهل بيت النبي (ص) لم يكونوا في الحقيقة أمواتا كسائر الناس " (53) فنقف عند قبور أهل البيت عليهم السلام والعترة الهادية، ولا نحسبهم أمواتا بل هم أحياء عند ربهم، ونحن نتكلم معهم كما تتكلمون أنتم مع من حولكم من الأحياء، فنحن لا نعبد الأموات كما تزعمون وتفترون علينا، بل نعبد الله سبحانه الذي يحفظ أجساد الصالحين من البلى، ويبقي أرواح العالمين بعد ارتحالهم من الدنيا (54).
وأنتم ألا تحسبون عليا عليه السلام، وابنه الحسين والذين استشهدوا بين يديه، وكذلك أصحاب النبي (ص) الذين قتلوا في بدر وحنين وغيرهما من غزواته، شهداء؟!
وهل إنكم لا تعتقدون أن هؤلاء الصفوة ضحوا بأنفسهم في سبيل الله وثاروا على ظلم بني أمية وكفر يزيد، وأنهم أنقذوا الدين الحنيف من براثن آل أبي سفيان، ورووا بدمائهم شجرة التوحيد والنبوة؟؟
فكما إن أصحاب رسول الله (ص) خاضوا المعارك وجاهدوا في سبيل الله وقاتلوا أعداء الدين وكافحوا معارضي النبوة ومخالفي الرسالة لنشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق، كذلك الإمام علي عليه السلام وابنه الحسين وأصحابهما فقد جاهدوا في سبيل الله تعالى لإبقاء دينه وإنقاذ الإسلام حتى قتلوا واستشهدوا في سبيل الله.
وكل من عنده أدنى اطلاع عن تاريخ الإسلام بعد النبي (ص) يعلم بأن آل أبي سفيان وخاصة يزيد بن معاوية وأعوانه كادوا يقضون على الإسلام ويحرفوه عن مواضعه الإلهية بأعمالهم الإلحادية، وإن خطر هؤلاء المنافقين كان أشد على الإسلام والمسلمين من الكفار والمشركين.
والتاريخ يشهد أن لولا نهضة الإمام الحسين سبط رسول الله (ص) وجهاد أصحابه الكرام مستميتين، لتمكن يزيد بن معاوية أن يحقق هدف سلفه المنافقين الفجرة، وهو تشويه الإسلام وتغييره على الكفر والجاهلية الأولى.
فالحسين السبط وأنصاره وأصحابه الكرام عليهم السلام وإن سالت دماؤهم واستشهدوا، إلا أنهم فضحوا يزيد وحزبه وسلفه الفاسقين، وكشفوا عنهم الستار وعرفوهم للمسلمين.

دفاع الشيخ عبد السلام عن معاوية ويزيد
الشيخ: إني أتعجب منك إذ تصرح بكفر يزيد وهو خليفة المسلمين المنصوب من قبل معاوية، وهو خال المؤمنين وخليفتهم، وقد جعله عمر الفاروق والخليفة المظلوم عثمان واليا على بلاد الشام في طيلة أيام خلافتهما.
ولما رأى المسلمون أهليته وكفاءته للحكم بايعوه للخلافة، وهو جعل ابنه يزيد ولي العهد ليكون خليفته من بعده، ورضي به المسلمون فبايعوه بالخلافة!
فأنت حينما تعلن كفر يزيد وسلفه، فقد أهنت جميع المسلمين الذين بايعوه بالخلافة، وأهنت خال المؤمنين، بل أهنت الخليفتين الراشدين اللذين عينا معاوية واليا وممثلا عنهما في بلاد الشام!!
ولا نجد في التاريخ عملا ارتكبه يزيد فيكون سبب كفره وارتداده، فهو كان مؤمنا مصليا وعاملا بالإسلام، إلا أن عامله على العراق، قتل سبط النبي وريحانته وسبي حريمه وعياله وأرسلهم إلى يزيد في الشام!! فلما وصلوا إلى مجلس يزيد حزن واعتذر من أهل البيت واستغفر الله من أعمال الظالمين.
وإن الإمام الغزالي والدميري أثبتا براءة الخليفة يزيد من دم الحسين بن علي وأصحابه، فما تقولون؟!
ولو فرضنا أن وقائع عاشوراء الأليمة وفجائع كربلاء كانت بأمر من يزيد بن معاوية، فإنه تاب بعد ذلك واستغفر الله سبحانه، والله غفور رحيم!!

ردنا على كلام الشيخ
قلت: ما كنت أظن أن التعصب يبلغ بك إلى حد الدفاع عن يزيد العنيد!
وأما قولك: إن الخليفتين نصبا معاوية واليا وهو عين ولده يزيد خليفة على المسلمين فتجب طاعته عليهم! فهو كلام مردود عند العقلاء ولا سيما في هذا العصر عصر الديمقراطية.
ثم إن هذا الكلام لا يبرر موقف معاوية وعمل يزيد، بل هو يؤيد كلامنا ويدل على صحة معتقدنا بأنه يلزم أن يكون الخليفة معصوما ومنصوبا من عند الله سبحانه، حتى لا تبتلى الأمة برجل كيزيد ونظرائه.
وأما قولك: إن الإمام الغزالي أو الدميري وأمثالهما دافعوا عن يزيد وبرأوا ساحته عن فضائح الأعمال الشنيعة والجرائم القبيحة، لا سيما قتل سبط رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام!
فأقول: أولئك أيضا أعمتهم العصبية مثلكم، وقد قيل: إن حب الشيء يعمي ويصم، وإلا فأي إنسان منصف، وأي عاقل عادل يبرئ ذمة يزيد العنيد من دم السبط الشهيد وأصحابه الأماجد؟!
وأي عالم متدين ملتزم بالحق تسوغ نفسه ويسمح له دينه وعلمه أن يدافع عن مثل يزيد العنيد؟!
وأما قولك: إن قتل الحسين ريحانة رسول الله (ص) ما كان بأمره، وأنه اعتذر من أهل البيت وتاب واستغفر عن فعل عامله، فلو كان كذلك فلماذا لم يحاكم ابن زياد ولم يعاقب قتلة الحسين عليه السلام؟!
ولماذا لم يعزل أولئك المجرمين عن مناصبهم وهم شرطته وجلاوزته وأعوان حكومته؟!
ثم من أين تقولون إنه تاب واستغفر؟! وكيف تجزمون وتحتمون بأن الله سبحانه وتعالى قبل توبته وغفر له؟!
صحيح، إن الله عز وجل غفور رحيم، ولكن للتوبة شروط:
أولها: رد حقوق الناس، فهل رد يزيد حقوق أهل البيت والعترة الطاهرة.
ثم إن فضائح يزيد وقبائحه لم تنحصر في قتل السبط الشهيد وسبي نسائه ونهب أمواله وحرق خيامه.. إلى آخره، بل إنكاره ضروريات الدين، ومخالفته القرآن الكريم، وتظاهره بالفسق والمعاصي، كل واحد منها دليل على كفره وإلحاده.
النواب: أرجوك أن تبين لنا دلائلكم على كفر يزيد حتى نعرف الحقيقة ونتبع الحق.

دلائل كفر يزيد العنيد
قلت: من الدلائل الواضحة على كفر يزيد بن معاوية مخالفته لحكم الله سبحانه في حرمة شرب الخمر، فإنه كان يشرب ويتفاخر بذلك في أشعاره فقد قال وثبت في ديوانه المطبوع:
شميسة كرم برجها قعر دنّهــافمشرقها الساقي ومغربهـا فمـيفإن حرمت يوما على دين أحمدفخذها على دين المسيح بن مريم
وقال أيضا كما في ديوانه:
أقول لصحب صمّت الكاس شملهموداعي صبابات الهوى يترنّمخــذوا بنصـيـب مـن نعيم ولذةفكل وإن طال الـمدى يتصرم
فهو في هذين البيتين يدعو إلى لذة الدنيا ونعيمها وينكر الآخرة ، ومن شعره في إنكار الآخرة والمعاد، ما نقله أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه: ( الرد على المتعصب العنيد، المانع عن لعن يزيد لعنه الله) وهو:
عليـة هـاتي ناولي وترنميحديثك إني لا أحب التناجيافإن الذي حدثت عن يوم بعثناأحاديث زور تترك القلب ساهيا
ومن كفريّاته:
يا معشر الندمان قومواواسمعوا صوت الأغانيواشربوا كـأس مـدامواتركوا ذكر الـمـعانيشغلتني نغمة العيـدانعــن صـوت الأذانوتعوضت عن الحـورعـجوزا في الـدنـان
ومن الدلائل الواضحة على كفر يزيد وارتداده، أشعاره الإلحادية وكفرياته التي أنشدها بعد مقتل السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي عليه السلام.
فقد ذكر سبط ابن الجوزي في كتابه ـ التذكرة: ص148 ـ قال: لما جاءوا بأهل البيت إلى الشام سبايا، كان يزيد جالسا في قصره، مشرفا على محلة جيرون ، فأنشد قائلا:
لما بدت تلك الرؤوس وأشرقـتتلك الشموس على ربى جيروننعب الغراب قلت: نح أو لا تنحفلقد قضيت مـن النـبي ديونـي
ومن الدلائل على كفر يزيد العنيد لعنه الله:
فقد ذكر المؤرخون كلهم أن يزيد احتفل بقتل الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام ودعا إلى ذلك المجلس كبار اليهود والنصارى، وجعل رأس السبط الشهيد سيد شباب أهل الجنة أمامه، وانشد أشعار ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدواجزع الخزرج من وقع الأسللأهلوا واستهلوا فرحاثم قالوا يا يزيد لا تشلقد قتلنا القرم من ساداتهموعدلناه ببدر فاعتدللعبت هــاشم بالملك فلاخبر جاء ولا وحي نزللست من خندف إن لم أنتقممن بني أحمد ما كان فعلقد أخذنا من علي ثارناوقتلنا الفارس الليث البطل
والظاهر أن البيت الثاني والأخير ليزيد نفسه.
وقد كتب بعض علمائكم مثل: أبي الفرج ابن الجوزي، والشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي في كتاب الاتحاف بحب الأشراف: ص 18، والخطيب الخوارزمي في الجزء الثاني من كتابه " مقتل الحسين ".
صرحوا: إن يزيد لعنه الله كان يضرب ثنايا أبي عبدالله الحسين بمقصرته ويترنم بهذه الأبيات التي نقلناها.

جواز لعن يزيد
إن أكثر علمائكم قالوا بكفر يزيد، منهم: الإمام أحمد بن حنبل ، وكثير من علمائكم جوزوا لعنه، منهم: ابن الجوزي الذي صنف كتابا في الموضوع وسماه: " الرد المتعصب العنيد المانع عن لعن يزيد لعنه الله " ولنعم ما قال أبو العلاء المعري:
أرى الأيام تفعل كل نكـرفما أنا في العجائب مستزيدأليس قريشكم قتلت حسيناوكان على خلافتكم يزيـد!!
وهناك عدد من علمائكم الذين أعمتهم العصبية الأموية، وضربت على عقولهم حجب الجاهلية، أمثال: الغزالي، فأخذوا جانب يزيد وذكروا أعذارا مضحكة لأعماله الإجرامية!!
ولكن أكثر علمائكم كتبوا عن جنايات يزيد وعدوه كفرا، وساعيا في محو الإسلام وإطفاء نور الله عز وجل، وذكروا له أعمالا منافية للتعاليم الإسلامية والأحكام الإلهية.
فقد نقل الدميري في كتابه " حياة الحيوان " والمسعودي في " مروج الذهب " وغيرهما، ذكروا: إن يزيد كان يملك قرودا كثيرة وكان يحبها فيلبسها الحرير والذهب ويركبه الخيل، وكذلك كانت له كلاب كثيرة يقلدها بقلائد من ذهب، وكان يغسلها بيده ويسقيها الماء بأواني من ذهب ثم يشرب سؤرها، وكان مدمنا على الخمر!!
وقال المسعودي في مروج الذهب ج2: إن سيرة يزيد كانت مثل سيرة فرعون، بل كان فرعون أقل ظلما من يزيد في الرعية، وإن حكومة يزيد صارت عارا كبيرا على الإسلام، لأنه ارتكب أعمالا شنيعة كشرب الخمر في العلن، وقتل السبط رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة، ولعن وصي خاتم النبيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقذف الكعبة بالحجارة وهدمها وحرقها، وإباحته مدينة رسول الله (ص) في وقعة الحَرَّة، وارتكب من الجنيات والمنكرات والفسق والفجور ما لا يعد ويحصى وكل ذلك ينبئ عن أنه غير مغفور له.
النواب: ما هي وقعة الحَرَّة، وما معنى إباحة المدينة المنورة بأمر يزيد؟؟!
قلت: ذكر المؤرخون كلهم من غير استثناء، منهم: سبط ابن الجوزي في التذكرة: 63، قال: إن جماعة من أهل المدينة في سنة 62 هجرية دخلوا الشام وشاهدوا جرائم يزيد وأعماله القبيحة وعرفوا كفره وإلحاده، فرجعوا إلى المدينة المنورة وأخبروها أهلها بكل ما رأوا، وشهدوا على كفر يزيد وارتداده، فتكلم عبد الله بن حنظلة ـ غسيل الملائكة ـ وكان معهم فقال:
أيها الناس! قد قدمنا من الشام من عند يزيد، وهو رجل لا دين له، ينكح الأمهات والبنات والأخوات!! ويشرب الخمر، ويدع الصلاة، ويقتل أولاد النبيين!!
فنقض الناس بيعتهم ولعنوا يزيد وأخرجوا عامله من المدينة وهو: عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
فلما وصل الخبر إلى يزيد في الشام بعث مسلم بن عقبة على رأس جيش كبير إلى الشام، وأمرهم أن يدخلوا المدينة المنورة ويقتلوا فيها من شاؤا ويفعلوا كل ما أرادوا ثلاثة أيام.
ذكر ابن الجوزي والمسعودي وغيرهما: إنهم لما هجموا على مدينة الرسول (ص) قتلوا كل من وجدوه فيها حتى سالت الدماء في الأزقة والطرق، وخاض الناس في الدماء حتى وصلت الدماء قبر النبي الأكرم (ص)، وامتلأت الروضة المقدسة والمسجد بالدم، وسميت تلك الوقعة بالحَرَّة، وكان ضحيتها عشرة آلاف من عامة المسلمين وسبعمائة قتيل من وجوه أهل المدينة وأشراف المهاجرين والأنصار!!
وأما الأعراض التي هتكت والنواميس التي سلبت، فإني أخجل أن أذكرها، فقد ارتكبوا فضائح وقبائح يندي منها جبين الإنسانية، ولكي تعرفوا شيئا قليلا، من تلك الفجائع والشنائع، أنقل لكم جملة واحدة من تذكرة سبط ابن الجوزي: ص 163، فإنه روى عن أبي الحسن المدائني أنه قال: ولدت ألف امرأة بعد وقعت الحَرَّة من غير زوج!!
نعم، هذه نبذة من جرائم يزيد العنيد، وعلى هذه فقس ما سواها.
الشيخ عبد السلام: كل ما ذكرته من أعمال يزيد إنما يدل على فسقه ولا يدل على كفره، والفسق عمل خلاف، يغفره الله سبحانه ويعفو عن عامله إذا تاب واستغفر، وإن يزيد تاب عن هذه الأعمال حتما، واستغفر به قطعا، والله تعالى غفار تواب، وقد غفر له كما يغفر لكل فاسق وعاص إذا تاب واستغفر، فلماذا أنتم تلعنون يزيد؟!
قلت: إن بعض المحامين من أجل المال يدافعون عن موكليهم إلى آخر فرصة حتى عندما يظهر بطلان كلامهم وإجرام موكلهم! ولا أدري ما الذي تناله يا شيخ بهذا الدفاع المرير عن يزيد اللعين الشرير؟! فتكرر كلامك الواهي من غير دليل وتقول : إن يزيد تاب واستغفر، وإن الله سبحانه غفر له!
هل جئت من عند الباري عز وجل فتخبر بأنه غفر ليزيد المجرم العنيد؟!
من أين تقول إنه تاب؟! ليس لك دليل إلا ظنك، و(إن الظن لا يغني من الحق شيئا)(55).
وإن جرائم يزيد المفجعة وأعماله الشنيعة مسطورة في التاريخ ولا يجحدها إلا المعاند المتعصب.
هل في نظركم أن إنكار المبدأ والمعاد والوحي والرسالة لا يوجب الكفر؟!
وهل في نظركم انه لا يجوز لعن الظالمين والكافرين؟!
أم هل في نظركم أن يزيد ما كان كافرا ولا ظالما؟!
ولكي تعرف ويعرف الحاضرون حقيقة الأمر، أسمعكم خبرين من صحاحكم:
1ـ ذكر البخاري ومسلم في الصحيح، والعلامة السمهودي في وفاء الوفا وابن الجوزي في " الرد المتعصب العنيد " وسبط ابن الجوزي في " تذكرة الخواص " والإمام أحمد بن حنبل في مسنده وغيرهم، رووا عن النبي (ص) أنه قال: من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.
2ـ وقال (ص) لعن الله من أخاف مدينتي، أي: أهل مدينتي فهل فاجعة الحرة، وسفك تلك الدماء، وقتل المسلمين الأبرياء والتعدي على أعراضهم، وهتك حرماتهم، واغتصاب بناتهم ونسائهم، ونهب أموالهم، ما أخافت أهل المدينة؟!
فعلى هذا فإن أكثر علمائكم يلعنون يزيد، وقد كتبوا رسائل وكتبا في جواز لعنه، منهم: العلامة عبدالله بن محمد بن عامر الشبراوي، فقد ذكر في كتابه الإتحاف بحب الاشراف ص20، قال: لما ذكر يزيد عند الملا سعد الدين التفتازاني قال: لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه.
وذكروا أن العلامة السمهودي قال في كتابه (جواهر العقدين): انه اتفق على جواز لعن من قتل الحسين (رضي الله عنه) أو أمر بقتله، أو أجازه، أو رضي به من غير تعيين.
وأثبت ابن الجوزي، وكذلك أبو يعلى والصالح بن أحمد بن حنبل، كلهم أثبتوا لعن يزيد بدليل آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية شريفة.
ولا يسمح لي الوقت لأن أذكر أكثر مما ذكرت، وفيه كفاية لمن أراد الهداية والابتعاد عن الغواية.
فالإمام الحسين بن علي عليه السلام حقه كثير وفضله كبير على الإسلام والإنسانية، فقد جاهد وكافح مثل هذا الظالم الفاجر، وفضحه في العالم، وأنقذ الدين من براثن كفر يزيد وحزبه الظالمين الفاسقين المنافقين.
وإني أتأسف لما يصدر منكم، فبدلا من أن تقدروا هذا الجهاد العظيم للحسين السبط، وتقدروا تضحياته القيمة وتفانيه في سبيل الله سبحانه، فتؤبنوه في كل عام وتحيوا يوم عاشوراء بتشكيل المجالس والمحافل، وتقرءوا على المسلمين تاريخه المبارك، وتلقوا على الناس خطبه وكلماته التي يبين فيها أسباب نهضته المقدسة وأهدافه السامية، ويفضح فيها يزيد وبني أمية وحزبهم.
وبدل أن تذهبوا لزيارة مرقده الشريف وتقفوا أمامه وقفة إجلال وإكرام واحترام، فتستلهموا منه الإيمان واليقين، وتتعلموا منه التضحية والتفاني في سبيل الدين.
بدل كل ذلك، تعارضون الملايين من شيعته ومحبيه الذين يؤدون له الاحترام ويقدرون نهضته المباركة وجهاده العظيم، وينظرون إليه نظرة إكبار وإجلال، ويبكون ويحزنون لما أصابه من أعدائه الظالمين، ويزورون مرقده المقدس بلهفة وخشوع.
وإنكم ترمونهم بالكفر والشرك، وتعبرون عن زيارة تلك المراقد المشرفة بعبادة الأموات!!

رمز قبر الجندي المجهول
جرت العادة في أكثر بلاد العالم وخاصة البلاد المتقدمة الأوربية والدول الحضارية، أنهم يشيدون مبنى على شكل قبر رمزي باسم: الجندي المجهول، ويصرفون أموالا باهظة في إنشائه، ويعينون مديرا مسؤولا وبإمرته موظفين لإدارته والمحافظة عليه.
فيأخذون ضيوف الدولة وهم شخصيات البلدان الأخرى كرؤساء الجمهوريات ورؤساء الدول والوزراء والممثلين عنهم، إلى ذلك القبر الوهمي، فيقفون وقفة خشوع واحترام، ويؤدون المراسيم التي تنبئ عن تجليل وتعظيم ذلك المكان الذي ليس هو إلا قبر رمزي قام ببنائه وشيدت أركانه لإحياء اسم الجندي الذي دافع عن وطنه وضحى نفسه في سبيل حرية شعبه وبلاده.
ولم يكن في العالم، ولا يوجد هناك عاقل يعارض هذا العمل وينهى عنه. بل كاد أن يكون من المراسيم الواجبة عند الحكومات والدول المتقدمة.
ولكن نجدكم تعارضون الشيعة وتنكرون عملهم حينما يقفون أمام قبور شهداء الإسلام وخاصة شهداء العترة الهادية وهم جنود لله سبحانه، المعلومون المعروفون في السماوات والأرضين.
وتنتقدون الشيعة لوقوفهم أمام تلك القبور التي لم تكن وهمية وخالية أو خيالية، بل هي مراقد أطهار ومراكز أنوار، تتضمن أشخاص كان لهم الأثر العظيم في بناء حضارة البشر وإنسانية الإنسان، تتضمن أجسادا تشع منها أنوار العلم والفضيلة، وأنوار الإيمان والإحسان، وتذكر زائريها بالمثل العليا وتلهمها الصبر والجهاد وصفات الأمجاد، وكل خصال الخير والأخلاق الحميدة.
فالشيعي يقف أمام تلك القبور المقدسة والمراقد الطاهرة ويخاطب أصحابها الذين تحسبونهم أمواتا، والله يقول: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون)(56).
لذلك يخاطبهم الشيعي فيقول:
" أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، وولي لمن والاكم، وعدو لمن عاداكم " وهو يعلن بهذه العبارات الرائعة أنه سائر على خط الجهاد في سبيل الله تعالى ونيل الشهادة من أجل الدين والعقيدة.. وأنتم تنتقدون الشيعة وتنكرون عليهم زيارة تلك القبور المقدسة!!
وطائفة أخرى ـ وهم الوهابيون ـ يهدمون تلك المراقد المباركة، ويخربون تلك القباب الطاهرة، ويهتكون حرمتها، ويقتلون زوارها، كما حدث في سنة 1216 هجرية في الثامن عشر من شهر ذي الحجة في يوم الغدير، وكان أهالي كربلاء أكثرهم قد ذهبوا إلى زيارة مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف، وبقيت النساء والأطفال والعجزة والمرضى في المدينة، فاغتنم الوهابيون هذه الفرصة وهجموا من الحجاز على كربلاء المقدسة، وهدموا قبر أبي عبد الله الحسين (ع) وقبور الشهداء من صحبه الكرام، ونهبوا خزانة الحرم الشريف التي كانت تحتوي على ثروة عظيمة لا تثمن من هدايا الملوك وغيرهم.
وقد أبدوا وحشية وضراوة لا نظير لها، فما رحموا حتى النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، فقتلوا خلقا كثيرا حتى بلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف، وأسروا جمعا آخر وساقوهم معهم فباعوهم في الأسواق!!
وهكذا صنعوا ما صنعوا وارتكبوا ما ارتكبوا باسم الدين المبين وشريعة سيد المرسلين وهو منهم برئ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

هدم قبور أهل البيت (ع) في البقيع
إن الأمم المتمدنة في العالم تبني قبور شخصياتها من العلماء والقادة والملوك والزعماء وتحافظ عليها وتحترمها، وحتى القبور الوهمية والمراقد الرمزية باسم قبر الجندي المجهول.
ولكن مع الأسف الشديد، إن فرقة من الذين يدعون أنهم مسلمون، ويزعمون أن مخالفيهم في عقائدهم الشاذة التي ما أنزل الله بها من سلطان، مشركون، وهي الفرقة الوهابية، هجموا بكل وحشية، بالأسلحة الفتاكة، الجارحة والنارية، على مراقد أئمة أهل البيت النبوي (ع) ومنتسبيهم في البقيع بالمدينة المنورة وهدموا قبابهم المقدسة، وساووا قبورهم ومراقدهم الطاهرة بالأرض، وسحقوها سحقا، وذلك في اليوم الثامن من شوال سنة 1324 هجرية.
فكأنهم أسفوا على عدم وجودهم مع أسلافهم الذين رشقوا جنازة الحسن المجتبى السبط الأكبر للنبي المصطفى بالسهام والنبال،أو مع أسلافهم الذين سحقوا جسد الحسين الشهيد سبط الرسول وقرة عين الزهراء البتول وأجساد أهله وأنصاره المستشهدين معه بخيولهم.
ولكن إذا لم يدركوا ذلك الزمان ولم ينالوا من أجساد آل النبي الكرام، فقد نالوا من قبورهم وسحقوا مراقدهم المقدسة!
فتلك قبور أبناء رسول الله وعترته الطاهرة في البقيع، وقبور شهداء أحد وسيدهم حمزة سيد الشهداء (ع) في أحد، وقبور غيرهم من الصحابة الكرام، مهدومة مهجورة، ليس هناك سقف يستظل به الزائرون، ولا مصباح وسراج يستضيء بنوره الوافدون، بمرأى من المسلمين، وهم أحق من غيرهم بحفظ تلك المعالم الفاخرة والمراقد الطاهرة، فقد قال النبي (ص): حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا. وكم عندنا وعندكم من الأخبار الصحيحة المروية في فضل زيارة قبور المؤمنين، وأن رسول الله (ص) يذهب إلى البقيع ويستغفر للأموات ولنعم ما قيل:
لمن القبور الدارسات بطيبةعفت لها أهل الشقا آثاراقل للذي أفتى بهدم قبورهمأن سوف تصلى في القيامة ناراأعلمت أي مراقد هدمتها؟!هي للملائك لا تزال مزارا
فلم هذه المعاملة السيئة مع آل النبي (ص) ومع أئمة أهل البيت (ع)؟! وهم الذين جعلهم الله عز وجل في المرتبة العليا والدرجة العظمى، وجعلهم سادة المسلمين وقادة المؤمنين.
الحافظ: إنكم تغالون في حق أئمتكم، ما الفرق بينهم وبين سائر أئمة المسلمين؟! إلا أنهم يمتازون بانتسابهم إلى النبي الأكرم (ص)، وليس لهم أي فضل آخر على غيرهم!
قلت: هذا مقال من يجهل قدرهم ولا يعرف شأنهم ومقامهم! ولو تركتم التعصب والعناد، ودرستم حياتهم وسيرتهم دراسة تحقيق وإمعان، لعرفتم كيف هم أفضل من أئمتكم، ولأقررتم أن أئمتنا هم وحدهم يمثلون جدهم رسول الله (ص) في علمه وحلمه وصفاته وأخلاقه وسيرته وسلوكه.
وبما أن الوقت لا يتسع لخوض هذا البحث أختم حديثي وأدع هذا المبحث الهام إلى مجلس آخر إنشاء الله تعالى.
فوافق الحاضرون كلهم وتركوا المجلس مودعين، فخرجت إلى الباب لتوديعهم أيضا.


من مواضيع : زكي الياسري 0 كليب واحسيناه / لطمية للاربعين 1434 حصرياً على قناة انا شيعي
0 ذكرى من الحسين / الرادود السيد حيدر الكيشوان
0 ثورة الحب الصادقة .. لطمية فصيحة للاربعين
0 وصي المرتضى / لطمية فصيحة للامام الحسن المجتبى عليه السلام
0 بصوت الرادود الحاج حسن الحواج / قصيدة العليلة فاطمة ع 1434
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليالي بيشاور, الرافضه, الرد على الروافض, ابو بكر, اسلام, اهل السنه و الجماعه, muslim shia sunna, عمر, عبدة القبور



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:55 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية