إنّ من يضع نفسه في خدمة الإمام الحسين سلام الله عليه ويشجّع الآخرين لقضاياه وعزائه ومجالسه وشعائره، فإنّ الله تعالى يصنع به ويعامله معاملة استثنائية، وكذلك يعاقب الذين خذلوه، وخذلوا مجالسه وأيامه من بعده، بعقوبة استثنائية في الدنيا والآخرة، وعقوبة الله ستلحق مَن خذَل الحسين وخذل قضيته، وهي عقوبة استثنائية كما أن مثوبة من نصره وخدمه سلام الله عليه استثنائية أيضاً.
كلمة اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي
1 الاستهزاء بشعائر الحسين
وقد نُقل لي أنّه كان أيّام المرجع الديني الكبير السيّد البروجردي قدّس سرّه شخصان قد صدر من كلّ منهما سلبية قد تبدو هيّنة في نظر بعضنا إلاّ أنها عند الله عظيمة. حيث كان أحدهما لديه صهر مواظب وبإيمان على الحضور في مجالس العزاء التي تقام لأبي عبد الله سلام الله عليه وكان هذا الشخص بدل أن يثني على صهره ويكبّر فيه روح الإيمان على مواصلة المشاركة كان يثبّطه ويقلّل من عزيمته قائلاً له: لا داعي لكلّ هذا الاهتمام في المشاركة، ويكفيك القليل من الحضور. أما الشخص الآخر فكان يستهزئ ببعض الشعائر ويستخفّ بالقائمين عليها. ففي ليلة العاشر من المحرّم لإحدى السنين رأى أحدهما في منامه ـ ونقل الحادثة بعد ذلك للسيد البروجردي قدّس سرّه ـ كأنّ يوم القيامة قد قام، وهو وزميله ـ الذي يستخفّ ببعض الشعائر ـ في ساحة المحشر حائرين لا يدريان ما يصنعان ولا يعرفان مصيرهما. وإذا بهما يشاهدان مكاناً فيه جنّة! فسألا عنه، فقيل لهما: هناك يجلس الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ومحبّوه يدخلون عليه، يحدّثهم ويحدّثونه(2). فانبريا قائلين: نحن كذلك من محبّي الإمام الحسين سلام الله عليه وممن يشترك في إحياء مجالس عزائه وإقامة شعائره؛ فلنذهب لزيارته ورؤيته. وعندما همّا بالدخول مع المؤمنين إلى حضرة الإمام الحسين سلام الله عليه، حال الملائكة الموكلون بحراسة مجلسه دونهما، فتعجّبا قائلين: لم لا تسمحون لنا بالدخول؟! فقالت الملائكة لهما: كذلك أُمرنا، ألستما فلاناً وفلانا؟ فقالا: نعم، ولكن هلاّ أخبرتمونا عن السبب؟! وبعد إصرارهما دخل أحد الملائكة ثم خرج، وقال لهما: لقد مُنعتما بما كان منكما في تثبيط أحدكما لصهره، واستهزاء الآخر ببعض شعائر الإمام سلام الله عليه. حينها فزع الشخص من نومه ـ وكان الوقت قبيل الفجر ـ مرهوباً خائفاً، لم يقوَ على معاودة نومه حتى الصباح، ثمّ جمع قواه وذهب إلى بيت صاحبه ـ شريكه في الرؤيا ـ طالباً منه التهيّؤ للذهاب معاً إلى حرم الإمام الحسين سلام الله عليه؛ وبعد أن استقرّ بهما المكان، قصّ لصاحبه المنام بحذافيره، وأخذا يبكيان طالبين من الإمام الصفح عن خطيئتهما، معاهدين على الإقلاع عنها وعن أمثالها.
من معطيات التضحية الحسينية
تاليف اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي
2 جزاء الخدمة
نقل عن السيد البروجردي أنه جاء يوما ً إلى مجلس درسه ليعطي درسا ً في البحث الخارج كالعادة ، ولكن في ذلك اليوم أعطى درسا ً بقي في نفوس الطلاب ولا أعتقد يزيله شيء وموعظة رسمت للطلاب ولمن سمعها طريق الوصول إلى الجنة .
إعتلى السيد المنبر للإلقاء الدرس وفجأة بدأ بسرد أبيات من الشعر عن أبي عبدالله الحسين وبشكل تعزية ، طال ذلك لمدة من الزمن لا الطلاب تعلق على فعل السيد ولا السيد يتكلم بغير ذكر الحسين فقال لطلابه : تتساءلون عن سبب فعلي هذا ؟ قالوا: بالطبع أنت تعلم أننا نحب الامام الحسين إلا أننا جئنا إليك لسماع الدرس وإذا ما أردنا سماع تعزية عن روح أبي عبدالله الحسين لدفعنا لأحد الأخوة الرُزخانية فإن صوتهم أحن ولهم في التعزية باع واسع وهذه شغلتهم .
قال السيد : في الحقيقة ، البارحة ليلا ً كنت نائما ً ورأيت رؤيا هي التي غيرت مجرى حياتي ، حيث ما سمعتموه اليوم ستسمعونه كل يوم قبل الدرس .
رأيت نفسي قد توفيت والقيامة قامت وجاء الحساب إلا أن الحساب هو : الأئمة على أبواب الجنة يُدخلون من كانت أوصافه مطابقة للامام .
بدأت أفتش عن باب أدخل من خلاله ، فهذا باب الامام علي وهذا باب الامام الحسن وهذا باب الامام الحسين ووالخ .
إلا أن الذي لفت نفسي فإن أبا عبدالله الحسين يدخل كل التماس بلا أي قيود أو حدود فإن الناس عند باب الامام تركض جامحة .
ووجدت فجأة صف من الناس طويل له أول ولا آخر له تعجبت وسألت صف لمن هذا الامام ؟
جاء الجواب ، أنه للإمام الصادق فقيه أهل البيت . تقدمت لأرى لما التأخير في الحساب . إندهشت عندما شاهدت الامام الصادق يسأل الشيخ المفيد ويقول : أفتيت في اليوم الفلاني فتوى ، ما دليلك عليها ؟ فيجيب ، فيشكل عليه ، يرد عليك كذا ومردود بكذا والرواية ضعيفة ومسندها ضعيف ووالخ .
فقلت في نفسي : المسألة عند الامام الصادق عويصة والدخول إلى الجنة إن لم يكن مستحيل فهو طويل ولن ينتهي . الحل هو الدخول إلى الجنة من باب الامام الحسين فعندما وصلت إلى باب الامام قال الامام الحسين : سيدنا أنتم العلماء تدخلون من باب الامام الصادق فهو يحاسب العلماء .
قلت : سيدي باب الصادق صعب الدخول منه .
وأنا أريد أن أدخل كما تدخل الناس من بابك .
قال : من يدخل من بابي خدامي في المجالس السقائين للماء في مجالس التعزية قرائين العزاء واللطمية الذين يقيمون مجالسا ً للعزاء والمحيين لشعائري ، ثم استيقظت ، وأنا أقول لكم : لا أريد الدخول من باب الامام الصادق ولا أريد أن يحاسبني ، بل أريد أن أدخل الجنة بعنوان خادم الحسين قاريء عزاء وليس عالم .
وكان ديدن السيد - رض – طيلة حياته قراءة شيء من الأشعار قبل درس الخارج تتعلق بسيد الشهداء أبي عبدالله الحسين .
من كتاب سفر في عالم الموت
3 سيدة نساء العالمين تبشرنا
ما نقله الدربندي(قدس سره)حكاية رجل من اهل الاحساء ...وهي بلدة من بلاد البحرين كان رجلا صالحا من خيار
الشيعه ,ومواضبا على استماع المراثي ,والبكاء في مجالس العزاء ,ولا سيما في عشرة عاشوراء ؟
فنام ليلة التاسع من المحرم بعد ما بكى كثيرا على الحسين (ع)السلام فراى في منامه ما ملخصه.انه دخل بستانا
فيه اشجار ,وطيور على الاشجار لها تغريد وحنين ,واذا ببكاء يفرح القلوب ,قال :فمشيت واذا انا بغدير ماء وعليه امراة
جليلة ,وفي يديها ثوب مضرج بالدماء وفي ذالك الثوب تمزيق كثير وهي تغسل الثوب وتطيل النظر اليه وتبكي بكاء
عاليا وتصرخ صراخا عظيما وتفوح رائحة المسك من ذالك الثوب ورجل جليل القدر عضيم الشان بين يديها وعليه
جراحات كثيرة وهي تقول له (يا ولدي اما ذكرت لهم محل جدك وابيك فلعلهم ما عرفوك )فقال (يا اماه قلت لهم انا
جدي محمد المصطفى وابي علي المرتضى وامي فاطمة الزهراء واخي الحسن المجتبى وجدتي خديجة الكبرى
صلوات الله عليهم اجمعين )فلم يسمعو كلامي ولم يعرفو مقامي وحالوا بيننا وبين الماء واباحو للكلاب وللخنازير
ثم قتلوني عطشانا وداسو ظهري بحوافر خيولهم وسلبوا بناتي واركبوهن على الجمال سبايا بلا غطاء ولا وطاء؟
قال :فدنوت منها وسلمت عليها فردت علي السلام وقلت لها سالتك بالله من تكونين ؟ومن هذا الرجل؟
فقالت(ع)السلام (انا ام هذا المظلوم انا بنت المصطفى انا فاطمة الزهراء وهذا ولدي الحسين الذي قتلته الامة
الشقية من بعدنا)واذا بنساء قد اقبلن من بين الاشجار كانهن الاقمار ومنهن ممزقة القميص ومنهن مكشوفة الراس
فقلت لها يا سيدتي من هؤلاء؟فقالت (ع)السلام (زينب وام كلثوم وسكينه ورقيه ورباب )
فبكيت وقلت :سيدتي ان ابي كان راثيا لكم خصوصا لوالدك الحسين (ع)السلام فما حاله؟
فقالت (ع)السلام (قصره محاذ لقصورنا)فقلت وما جزاء من بكى عليكم وانفق ماله في عزائكم وفي عزاء الحسين
(ع)السلام ويسهر حزنا عليه اويسعى بحاجة من يقيم عزاءه ويسقي فيه ماء ويلعن عدوكم؟
فقالت (الجنة وكل ذالك اعانة لنا فابشروهم بجوارنا فوحق ابي وبعلي وولدي وشهادته لا ادخل الجنة ومنهم طفل
لم يدخلها فبشرهم وبلغهم مني ذالك)
4 رؤيا يذكرها الشيخ حسن الخويلدي عن السيد جاسم الطويرجاوي الكربلائي
يقول الشيخ حسن الخويلدي
في موسم الحج اجتمعت مع الخطيب المعروف السيد جاسم الطبروجاوي الكربلائي اصبح يحدثني عن ذكرياته
قال له السيد لمدة عشرين عاما اقرا في حرم الحسين سلام الله عليه
في فترة من الفترات طلب مني ان اقراء في منطقة بعيدة عن بغداد بقليل عشرة ايام هناك اقراء
مرة علي ليلة الجمعة و انا هناك حتى انزل كربلاء يصعب علي بذالك الوقت بسبب المواصلات و اني مرتبط بالقراءة ولم انزل الى كربلا و بقيت هناك
في الليل و انا نائم رايت في المنام كوكبه من النساء قد دخلنا علي وتقودهن امراة قد عصبت راسها بعصابة سوداء فسالتني يا سيد جاسم لما لم تاتي الى حرم الحسين لتقراء هذه الجمعة
قلت انا كنت مشغول هنا لم استطع لانزل في كربلا فقراة هنا
فقالت المراة نحن جأنا هنا لتقرا لنا
يقول السيد فبديت اقراء و انا اذكر الابيات في المنام
ساله الشيخ حسن الخويلدي و ما تلك الابيات ؟
قال كنت اقرا هذه الابيات
انا الوالدة و القلب لهفان
انا الوالدة و القلب لهفان
و ادور عزا ابني وين ما كان
جسمه تريب ولا له اجفان و تلعب عليه الخيل ميدان
انا الوالدة انا الوالدة المذبوح ابنها و طول الدهر ما خل حزنها
مصيبة و يشب الطفل منها
قراة الابيات و اذا النساء بكاء و عويل كل واحده تلطم بيديها على صدرها الا تلك المراة التي كانت تعصب راسها
رايتها تضرب على وجهها و راسها
قلت امة الله اشفق بنفسكي تضربين على راسك و على وجهك
تكلمة السيدة بصوت حزين وقالت
سيد انا لا اقدر ان اضرب على صدري لان ضلع صدري مكسور