ويكررها مرارا وهويبكي حتى خر مغشيا عليه فبينما هو مغشى علية وإذا بفارس مقبل من جهةالقبلة وقد ركب فرساأبيضا ووجهه كدائرة القمروالنور يسطع من غرة جبينه وتفوح منه روائح المسك والعنبروقد عطر ذلك الوادي من رائحته الطيبة فوقف عند رأسه وقال له قم يا عبدالله فلماأفاق من غشيته سلم الفارس عليه فرد عبدالله السلام ثم قال الفارس قم يا عبد اللهفقد قضيتحاجتك خذ من هذه الحجارة الصم التي من حولك وبعها وانتفع بثمنها فقالعبدالله سيدي من أنت قال أنا حلال المشاكل وقدأستغثت بي فأجبتك ولاتنساني كل ليلةجمعة فقال عبدالله سيدي أأنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال نعم ثم غابعنعينيه فنهض عبد الله وهو فرحا وبسط ردائه علىالأرض وملاه من تلك الحجارة الصم كماأمره سيدهومولاه وجاء بها إلى منزله ووضعها في زاوية من داره أخبر زوجتهبذلك وبات تلك الليلة فلما مضى من الليل أكثره قام لقضاء حاجه فحانتمنه التفاتهإلى الموضع الذي وضع فيه الرداء وإذابه يرى ضياء ونورا صادرا من ذلك المكان فبهتوفزعولكنه تذكر صحة كلام سيده ومولاه فجاء إلى الرداء وإذا بتلك الحجارة الصمصارتجواهر ويواقيت باذن الله وببركت حلال المشاكلفحمد الله وأقبل إلى زوجته