|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 51434
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 301
|
بمعدل : 0.06 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
وقفات مع فضل القران الكريم
بتاريخ : 13-06-2010 الساعة : 03:25 PM
وقفات مع فضل القران الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
يقسم علماء العقائد معاجز الانبياء من ناحية الاستمرار الزماني والمحدودية الوقتية الى صنفين:
1- المعجزات الوقتية وهي التي تحصل في زمن من الازمان وفي عصر من العصور كسائر معاجز الانبياء الكرام قبل الاسلام مثل شق البحر لموسى (ع) واحياء الموتى لعيسى(ع) وناقة صالح (ع)
2- المعجزة الخالدة وهي التي تستمر على مر الازمان فلا تكون في زمان دون زمان وتكون مصدر لهداية الناس ودليل على صدق نبوة النبي وها هي معجزة الله الخالدة بين ايدينا وهي القران الذي انزله الله على قلب محمد (ص) حيث انه باقي يعجز البشر جميعا ان يأتوا بمثله إطلاقا
نريد ان نتحدث عن جانب مهم من فضائل متنوعة لهذا الكتاب الكريم من خلال روايات وردت عن أهل القران وهم أئمة أهل البيت (ع) وليس علينا الا ان نسمع كلامهم بقلوب صادقة ونسعى الى تطبيقه لننال سعادة الدارين وسيكون حديثنا ضمن عدة نقاط
اولا: من الامور العظيمة والتي رصد الله تعالى لها أجرا كبيرا هي استماع القران فقد روي ((عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله، المعلمون كلام الله، المقربون عند الله، من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا وعن أقاربه بلوى الآخرة، والذي نفس محمد بيده لسامع آية من كتاب الله وهو معتقد (إلى أن قال) أعظم أجراً من نبير ذهبا يتصدق به، ولقاري آية من كتاب الله معتقدا أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم.))
وتلاحظ معي فضل وثواب الاستماع للقران في قول الإمام(ع) عندما قال: ((يدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا وعن أقاربه بلوى الآخرة))
وقد قال تعالى: ((وَإِذَا قُرِىءَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {الأعراف/204} ))
ثانيا: من الأمور النافعة والتي أكد عليها أهل البيت (ع) ان نسعى لحفظ ما نستطيع من سور وآيات القران الكريم فقد روي عن الفضيل بن يسار، ((عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحافظ للقرآن، العامل به مع السفرة الكرام البررة))
وأيضا هذه الرواية اللطيفة ((عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة، وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة، يقول يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي، فبلغ به أكرم عطائك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة، ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما أفضل من هذا، قال فيعطى الأمن بيمينه، والخلد بيساره، ثم يدخل الجنة فيقال له: إقرأ آية فاصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول: نعم، قال: ومن قرأ كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عز وجل أجر هذا مرتين))
وحتى اذا واجهنا صعوبة في الحفظ فان ذلك يدعو لمزيد من الأجر فقد روي عن صادق أهل البيت(ع):)( إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران))
ثالثا: من أهم الآداب الإسلامية التي أوجبها الله تعالى ان نحترم القران وان لا يصدر منا أي عمل يؤدي الى الاستهانة بهذا الكتاب الكريم فقد روي ان المسائلة يوم القيامة ستكون عن إكرام وتقدير القران وأهل البيت(ع) فقد (( قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي))
رابعا: تزداد موارد الثواب الإلهي في تلاوة القران الكريم وخصوصا القراءة التي تتميز بأمرين أساسين هما:
1 – القراءة الصحيحة من الناحية اللغوية وعدم وجود الأخطاء التي تؤدي للتحريف لا سامح الله ومن هنا نجد ان من المفطرات عند الفقهاء في الصوم هو الكذب على الله ورسوله من حيث انك تقرا وتخطا فتغير في كلام الله تعالى ولذلك ندعو الإخوة المؤمنين الى ان يحاولوا قدر إمكانهم إن تكون القراءة القرآنية صحيحة وليس في تعلم ذلك من الآخرين أي عيب
2 – القراءة التي تكون بتدبر فقد قال تعالى ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا {محمد/24} )) وليس الصحيح أننا نقرا القران ونحن في لهو عن مضامينه الجليلة والنافعة لنا بمختلف المستويات بل ان من أهم أهداف قراءة القران هو التدبر والتفكر والتزود المعرفي من المعاني القرآنية الجليلة
وعلى العموم نجد الروايات تمدح تلاوة القران وتؤكد عليها فقد ورد ((عن أمير المؤمنين عليه السلام، أنه قال في خطبة له: وتعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره، فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه أنفع (أحسن) القصص، فإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم))
ويصف الإمام علي عليه السلام المتقين الذين يقرءون القران وهم بغاية الاعتبار والتدبر فقد روي ((عن أمير المؤمنين عليه السلام (في كلام طويل في وصف المتقين) قال: أما الليل فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونه ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به تهيج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ووجع كلوم جراحهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وأبصارهم، جلودهم، ووجلت قلوبهم فظنوا أن صهيل جهنم وزفيرها وشهيقا في أصول آذانهم، وإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت أنفسهم إليها شوقا، وظنوا أنها نصب أعينهم))
وروي ((عن ابي عبد الله عليه السلام (في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام) قال: وعليك بتلاوة القرآن على كل حال))
خامسا: تتنوع فضائل القران فهو كتاب كله عطاء من كافه النواحي والاتجاهات فقد ورد:
((عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور))
والقران هو الميزان الذي تقاس الأمور من خلاله ومن خلاله أيضا نستطيع ان نميز بين الأفكار والآراء وان نعرف الصالح من الفاسد والنافع من الضار فهو نور الله تعالى وأنت حينما تستخدم النور إنما تستخدمه لأزاحه الظلام بلا والله فبالقران يزاح ظلام الجهل والضلال فقد ورد:
(( عن أبي عبد الله، عن أبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (في حديث): إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، باطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم، وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصلبيح الهدى، منار الحكمة، ودليل على المعرفة، لمن عرف الصفة فليجل جال بصره، وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص))
ومما قاله السيد الشهيد (قدس) في هذا الاتجاه في إحدى خطب الجمعة فقد قال سيدنا الولي ((حبيبي … كم منكم نسبة من حاول ان يفهم الدعاء والقرآن ؟ واحد من مدريسيني السابقين ربما قبل حوالي الثلاثين سنة يقول: انت هل حاولت ان تطالع القرآن مطالعة كما تطالع كتابا ؟ فاذا كأنما قصة اذا تأريخ اذا شعر فانت تقراه بتمعن، ولكن اذا قرآن لا تقرأه بتمعن ! تعس فألك حبيبي، تعس فألك. اذا دعاء لا تقرأه بتمعن تعس فألك وانت من الخاسرين وسيد محمد الصدر اذا فعل ذلك ايضا الخاسرين))
سادسا: القران هو احد الثقلين الذين أمرنا رسول الله(ص) بإتباعهما والثقل الأخر هو أهل البيت(ع) ((فعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لكم فرط وإنكم واردون علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الأكبر كتاب الله عز وجل. سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا، ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم))
وروي ((عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعدي أمرين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض))
إذن فالإسلام الحقيقي إنما يتجسد في إتباع القران والعترة الطاهرة و لايعتبر التمسك بأحدهما وترك الثاني صحيحا أبدا بل لابد من الاعتقاد بالاثنين معا ومن هنا كان الإمام علي (ع) يقول انا القران الناطق لأنه الناطق بمضمون كتاب الله وهو الفاهم لحقيقته وإسراره ((قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)) وكذلك سائر الائمة المعصومين(ع) هم عدل القران وهم ترجمان كتاب الله تعالى
وبودي ان نختم كلامنا بكلام للقران الناطق امير المؤمنين(ع) في فضل كتاب الله العزيز فقد روي في نهج البلاغة:
((كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلَالَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى الْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي الْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي السُّنَّةِ نَسْخُهُ وَ وَاجِبٍ فِي السُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي الْكِتَابِ تَرْكُهُ وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ))
ابو فاطمة العذاري
|
|
|
|
|