أضواء على الصحيفة الكاملة السجادية للإمام زين العابدين عليه السلام
دعاؤه عليه السلام في وداع شهر رمضان
بقلم: محمود الربيعي
مقدمة
الصحيفة السجادية هي زبور آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم، وهي نور من نور الإمام زين العابدين وجه الله في الأرض ذلك الإمام المعصوم الذي يهتدي بهدي الله ويهدي به وهو الذي ورث العلوم من جده النبي المصطفى سيد الخلق الأجمعين ومن أدعيته المباركة هو دعاء وداع شهر رمضان المبارك وفيه يستعرض الإمام أوجه تفاعل العباد مع خالقهم خلال هذا الشهر الفضيل وهم يمارسون صيامهم وصلواتهم وينقطعون فيه الى خالقهم يرجون رحمته ويطلبون مغفرته وثبول توبتهم.
الله سبحانه كثير العطاء عظيم العفو ويقبل التوبة من عباده
يبتدأ الامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام أول مايبتدأ بذكر الله فيقول اللهم، ثم يذكر بعض صفات الخالق فيبيّن أنه لايحتاج الى أحد ومن عظمته أنه واسع العطاء يهب الخلق دون مِنّة منه على الرغم إرتكابهم للمعاصي والذنوب وهو القادر على المنع، والقادر على العقاب.. فهو سبحانه كثيرالتجاوز والعفو لايستعجل في العقوبة فلعل العباد تلجأ إليه لتطلب التوبة، فهو سبحانه يعطي لعبده الفرصة قبل ان يخرج هذا العبد من الدنيا. ولو تاب العبد توبة نصوحة كفر عنه سيئاته وجازاه بالجنة.
رحمة الله واسعة وليست لها حدود
والله سبحانه وتعالى غني لايتعامل مع خلقه كما يتعامل الخلق فيما بينهم فهو يضاعف الحسنات ولايُفْرِط في العقاب ولايعاقب الا بالقدر الذي يكتسب فيه العبد من السيئات.
كثرة العطاء لاتزيد الله سبحانه وتعالى إلاّ جوداً وكرماً
ويكافئ الله على ا لقول كما يكافئ على الفعل فلو ان عبداً ذكر الله بلسانه وبقلبه كان له من الحسنات مثل ماكان من الفعل فاعتبر القول الحسن بمثابة العمل الحسن، والدعاء عبادة، والشكر عبادة، والنية عبادة، ويبين الإمام أن الصَدَقَة تُنَجّي من غضب الله، وان الانصراف الى حمد الله نوع من الاعتراف بوجوده سبحانه.
شهر رمضان شهر نزول القرآن في ليلة مباركة تضاعف فيها الحسنات
وخُصَّ شهر رمضان من دون الشهور بالتفضيل وذلك لنزول القران فيه وتضاعف الحسنات ففيه الصيام والقيام وفيه جلالة ليلة القدر.
شهر رمضان خير صاحب لنا ويعز علينا مفارقته
ولشهر رمضان من الحرمة والفضل مايعز علينا فراقه، لما فيه من الفضل والصحبة التي ترقق القلوب بوتبعد الإنسان عن الذنوب.
في شهر رمضان تُعْتَق الرِقاب من النار
وفي رمضان تمُحى الذنوب وتُسْتَر العيوب وتُعْتَق الرقاب فهو شهر محبب في صدور المؤمنين وطويل في قلوب المجرمين من أولئكم الكارهين صحبته.
شهر رمضان هو شهر التوبة والمغفرة
وشهر رمضان فرصة للاقرار بالذنوب وإظهار الندم عليها والاعتذار عنها بتناول التوبة وتقييم الاعمال وذلك بالاستغفار من كل تقصير او لمَم اواثم ارْتُكِبَ بسبب الضَعْف.
فَضْلُ محمد وآله صلوات الله وسلامه عليهم على المؤمنين
وإن من أعظم الاعمال الصلاة على محمد وآل محمد والإعتراف بفضلهم وشفاعتهم للمحبيهم، وينبغي على المؤمن أن يطلب من الله اليستر على العباد وأن يعفو عن ذنوبهم وأن يحميهم من الطغاة ويهديهم الى الحق.
عيد مبارك بالطاعة والمغفرة انشاء الله
كما ينبغي على العباد أن يُكْثِروا ذكر الله ويطلبوا منه أن يبارك لهم في يوم عيدهم وفطرهم وأن يعفو عنهم ويغفر لهم ويمحو عنهم ذنوبهم ويطهرهم من خطاياهم.