|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 48184
|
الإنتساب : Feb 2010
|
المشاركات : 27
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
امام التوحيد
بتاريخ : 15-10-2010 الساعة : 04:06 PM
من كلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام
في التوحيد
رواه عنه محمد بن زيد الطبري ، قال : كنت قائما عند علي بن موسى الرضاعليهما السلام بخراسان ، وحوله جماعة من بني هاشم وغيرهم ، وهويتكلم في توحيداللّه تعالى، فقال :
اول عبادة الله معرفته ، وأصل معرفته توحيده ، ونظام توحيده نفي التحديدعنه ، لشهادة العقول بأن كل محدود مخلوق ، وشهادة كل مخلوق أن له خالقاً ليسبمخلوق ، الممتنع من الحدث هوالقديم في الأزل ، ليس اللّه عبد من نعت ذاته ، ولا إياهوحد من اكتنهه ، ولا حققه من مثَّله ، ولا به صدق من نهّاه ، ولا [صمد](1) صمده منأشارإليه بشيء من الحواس ، ولا إياه عنى من شبّهه ، ولا له عرف من بَعَّضه ، ولا إياهأراد من توهمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ،(2) وكل قائم في سواه معلول .
بصنع اللّه يستدل عليه وبالعقول تعتقد معرفته سبحانه ، وبالفطرة تثبتحجته ، خلق الخلق بينه وبينهم حجابُ مباينته اياهم ومفارقتهم له، وابتداؤه لهمدليلهم على أن لا ابتداء له ، لعجزكل مبتدأ منهم عن ابتداء مثله ، فاسماؤه تعالى تعبير،و أفعاله سبحانه تفهيم ، قد جهل اللّه سبحانه من حده ، وقد تعداه من اشتمله ، وقدأخطأه من اكتنهه (3) .
من قال كيف) فقد شبهه ، ومن قال : (أين) فقد حصره ، ومن قال : (فيم)فقد وعاه ، ومن قال : (علام) فقد شبهه ، ومن قال : (متى) فقد وقته (4)، ومن قال لم)فقد علله (5)، ومن قال : (فيم ) فقد ضمنه ، ومن قال : (إلام ) فقد نهاه ، ومن قال حَتّام ) فقد غياه ، ومن غياه فقد جَزّأه ، ومن جَزَّأه فقد ألحد فيه .
لايتغير اللّه تعالى بتغاير المخلوق ، ولا يتحدد بتحديد المحدود، واحد لابتأويلعدد، ظاهر لابتأويل مباشرة، متجلِ لاباستهلال رؤية، باطن لابمزايلة، قريب لا بمداناة، لطيف لابتجسيم ، موجود لاعن عدم ، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بفكر، مدبرلابعزيمة، شاءِ لابهمة، مدرك لابحاسة، سميع لابآلة، بصير لابأداة، لا تصحبه الأوقات ،ولا تضمه الأماكن ، ولا تأخذه السِّنات ، ولا تحده الصفات ، ولا تقيده الأدوات .
سبق الأوقات كونُه ، والعدَم وجودُه ، والابتداءَ أزله ، وبمشابهته بين الأشياءعالم أن لاشبه له ، وبمضادّته بين الأضداد علم أن لاضد له ، وبمقارنته بين الأمور عرفأن لاقرين له ، ضاد النور بالظلمة، والظل بالحرور، مؤلف بين متدانياتها(6)، مفرق بينمتبايناتها، بتفريقها دل على مفرقها، وبتأليفها دل على مؤلفهاله معنى الربوبية إذ لامربوب ، وحقيقة الالهية إذ لامألوه ، ومعنى العالم إذلامعلوم ، ليس منذ خلق استحق معنى الخالق ، ولا من حيث احدث استفاد معنىالمحدث ، لا تنائيه (منذ) ولاتدنيه (قد) ولا تحجبه (لعل) ولا توقته (متى) ولا تشتمله(حين ) ولا تقاربه (مع )، كلما في الخلق من اثرغير(8) موجود به ، وكل ما أمكن فيهممتنع من صانعه ، لاتجري عليه الحركة والسكون ، وكيف يجري عليه ما هواجراه ! أويعود فيه ما هو أبداه !؟ إذاً لتفاوتت دلالته ، وامتنع من الأزل معناه ، ولما كانالبارىء،غيرالمبرأ (9) ولو وجد له وراء لوجد له أمام ، ولو التمس له التمام لزمه النقصان ،كيف يستحق الأزل من لايمتنع من الحدث !؟ وكيف ينشىء الأشياء من لايمتنع منالإنشاء !؟ لوتعلقت به المعاني لقامت فيه اية المصنوع ، ولتحول من كونه دالاً إلى كونهمدلولاً عليه ، ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب ، لا إله إلاّ هوالعليالعظيم (10)
..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ..
1 - أثبتناه من أمالي المفيد.
2 - في الأصل : موضوع ، وما أثبتناه من أمالي المفيد.
3 - في الأصل: اكتنفه ، وما أثبتناه من أمالي المفيد.
4 - في الأصل زيادة مكررة : ومن قال فيم فقد وعاه .
5 - في الأصل زيادة مكررة: ومن قال متى فقد وقته.
6 - في الأصل : متعاقباتها، وما أثبتناه من أمالي المفيد.
7 - الذاريات 51: 49 .
8 - في الأصل : عين ، وما أثبتناه من أمالي المفيد.
9 - في الأصل : المبري ، وما أثبتناه من أمالي الطوسي .
10 - رواه المفيد في أماليه : 253 | 3 ، 4 والطوسي في أماليه 1 : 22.
|
التعديل الأخير تم بواسطة بنت البصره ; 15-10-2010 الساعة 04:09 PM.
|
|
|
|
|