|
باحث عقائدي
|
رقم العضوية : 63498
|
الإنتساب : Dec 2010
|
المشاركات : 132
|
بمعدل : 0.03 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الشمر الضبابي . لماذا أبهم اسمه ؟
بتاريخ : 16-12-2010 الساعة : 05:22 PM
الشمر الضبابي
لعلنا نستفيد من الرواية التالية في تكوين بعضالاجابة على السؤال حول الشمر بن ذي الجوشن .وهل أن جريمته البشعة التي ساهم فيها بقتل خير من تبقى على وجه الأرض من هل الكساء ، وهل ان لذلك دوافع نفسية تتعلق بنسب الرجل . أم أن جريمته تكمن خلف جبنٍ طاغ يعاني منه الشمر كما نستشف ذلك من مشادته مع الفارس أبي الجنوب في واقعة كربلاء .
حجم جريمة قتل الحسين تبينها لنا رواية عبد الله بن عمر بن الخطاب حيث يروي :
سأل رجل في الحج عبد الله بنعمر بن الخطاب عن دم بعوضة قتلها وهو محرم ؟ أهو حرام ؟
فسأله عبد الله من ايالبلدان هو فقال من العراق .
فصاح عبد الله بن عمر بن الخطاب :أنظروا إلى هذايسألني عن دم البعوضة، وقد قتلوا إبن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! وسمعت رسولالله (صلّى الله عليه وآله) يقول: (إنهما رَيحانتّي من الدنيا) يعني الحسن والحسين (عليهما السلام).فإذا كان كذلك فلماذا لم تنصره يا ابن عمر ؟؟
الشمر هو ابن الجوشن بن الاعور بن الضباب بن كلاب
كان يذكربالالقاب بن ذو الجوشن ومن هو ذو الجوشن / اختلف الناس فيه . وابن الاعور من هوالاعور اختلف الناس فيه ايضا . بن الضباب ويُقال له الضبابي
كانت سيرته غامضةوذكره سيء وكان الناس يعرفونه بأقبح الاسماء حيث كان يُعرف بأنه (( ابن البوال علىعقبيه )) كما في رواية زهير بن القين التالية .
عندما خاطب زهير اهل الكوفةووعضهم ناداه الشمر : لقد اضجرتنا بخطابك يا ابن القين . فقال له زهير : ياابن البوال على عقبيهما إياك اخاطب انما أنت بهيمة والله ما اظنكتحكم من كتاب الله آيتينفابشر بالخزي يوم القيامة والعذابالأليم .
فاالشمر لم يكن يحسن من كتاب الله آيتين ؟؟!!
وفي قول علي عليهالسلام دلالة لا تخفى على كل عاقل عندما يقول عليه السلام : لا نقبل قول أعرابيبوال على عقبيه؟
أو قول عمر بن الخطاب : يا كليب لن احاسبك فلا معنى لحسابأعرابي رجل بوال على عقبيه
فكانت هذه الكلمة سُبة لكل من تقال له ملازمة لهيُعيرونه بها للدلالة على ضعة اصل الرجل
والشمر بن ذي الجوشن ليس كما يُشاع عنهمن شجاعة كاذبة بل كان الرجل في جُبن فاضح وخسة ونذالة تدفعهُ للجرأة على الشرفاءفي حالة ضعفهم وليس في حال قوتهم .
فعندما كان شمر بن ذي الجوشن يحرض الجيش علىقتل الحسين فمر بأبي الجنوب وهو شاك في السلاح فقال له : أقدم على الحسين وقاتلهقال : وما يمنعك أن تقدم عليه أنت يا شمر ؟ فقال شمر له : ألي تقول ذا ؟ قال : وأنتلي تقول ذا ؟ فاستبا فقال له أبو الجنوب : وكان شجاعا : والله لهممت أن أخضخضالسنان في عينك قال : فانصرف الشمر عنه وقال : والله لان قدرت علىأن أضرك لأضرنك.
وهذا هو قول الجبناء الذين يتحاشون لقاء الابطال وجهالوجه .
والشمر كلمة اصلها : شامير ، أو سامر ، تُقلب فتصبح شمر وهي من أسماءاليهود ولربما يُشير ذلك إلى اصل الشمر اليهودي لأن الخطاب أيضا موجه له تحت إسم : يا ابن اليهودية . وكان إسم الشمر من أسماء اليهود المعروفة والمؤرخون يعرفون ذلكفلا يفوتهم الاشارة إلى ذلك
وقد ذكر ذلك في بعض الروايات كما في الروايةالتالية :
فانطلق علي عليه السّلام إلى رجل من اليهود يقال له جار بن الشمراليهودي. فقال له علي عليه السّلام: أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزةً منالصوف تغزلها لك بنت محمد
وحتى من كتب في هذا العصر يعرف ذلك ، كما قال أحدالكتاب :
فإن شمر العصر هو "موشي ديان"، وإن الشمر الذي كان قبل 1300 عام ماتوأتخم موتاً، فتعرفوا الى شمر هذا العصر.
ولربما نعرف هدف السائل عن كفر الشمرفإنه في النهاية يُريد ان يقول بأن الشمر كان من شيعة علي كما يُشاع عنه هنا وهناك .
واقول له بأن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة لأن أهل البيت لم يعرفوا امثالهذه النماذج , وحتى لو عرفوها فهذا ليس من العجائب وخصوصا وان الرسول علّم بعضاصحابه اسماء المنافقين في المدينة وكانوا من أصحابه /
فمثلا كان زهير بن القينوهو من افضل اصحاب الحسين عليه السلام كان عثمانيا يبغض الامام الحسين عليه السلام .
كـان زهـيـر رجلاً شريفاً في قومه ، نازلاً فيهم بالكوفة ، شجاعاً، له فيالمغازي مواقف مشهورة ومـواطـن مـشـهـودة . وكـان اولاً عـثـمانيّاً، فحجّ سنة ستينفي اهله . ثمّ عاد فوافق الحسين (ع) في الطريق .
روى ابـو مخنف عن بعض الفزاريينقال : كنّا مع زهير بن القين حين اقبلنا من مكّة نساير الحسين (ع) فـلم يـكـن شـي ءابـغـض إ ليـنـا مـن ان نـسـايـره فـي مـنـزل ، فـإ ذا سـار الحـسـيـن (ع) تـخـلّفزهـيـر، وإ ذا نـزل الحـسـيـن تـقـدّم زهـيـر،، فهداه اللّه ، وانتقل زهير علوياوقاتل بين يدي الحسين حتى قُتل رضي الله عنه .
فليس من العجب ان ينقلب من كانمع علي إلى بغضه .
اما الشمر بن ذي الجوشن فكان بعيداً عن أهل البيت عليهمالسلام ولم تكن له مخالطة معهم والغريب أننا لا نعرف المدرسة التي درس فيها الشمر بحيث زقته هذا الحقد العجيب على آل البيت عليهم السلام .فالتاريخ لم يذكر لنا ان الشمر كان له أي اختلاط بآل البيت عليهم السلام . ان الحسين (عليه السلام) عندما قال له الشمر أبشربالنار يا حسين سأله من أنت فقال أنا شمر وهذا دليل على عدم معرفة الحسين المسبقة بالشمر. بينما نرى الحسين يخاطب من يعرفهم مثل يا حجار ويا شبث ويا أنس وغيرهم .
والشمرأيضا كان يعلم ذلك ولذلك عندما رحل إلى يزيد حاملا الرؤوس كما تنقل الرواية
الشمر بن ذي الجوشن الضبابي ـ لعنه الله ـ كان يعلم ذلك أيضاً لان حينما رجعالى يزيد ( لعنه الله ) وهو حاملاً رأس الحسين عليه السلام طلب الجائزة وقالمفتخراً :
املأ ركابي فضة أو ذهبـاً * قتلتخـير الـناس أماوأباً
أنـي قـتلت الـسيد المهذبا * وخيـرهم جداً وأعلانـسباً
طعنته بـالرمح حـتى انقـلبا * ضربته بالسيف ضرباً عجباً (1)
ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج 2 : 424 .
فمن يعترف بأنه قتل خير الناسأما وأبا وخيرهم جدا وأعلا نسبا ، يقتله طمعا في حطام الدنيا ماذا يُقال له؟ . فإما يكون الشمر فعلا من النكرات الجبناء وقد اتضح ذلك من افعاله واقواله كما مر بك . أو أن مسألة إبهام نسب الشمر ووضع علامات عليه من ناحية اسم الأب والعشيرة وغيرها ، إنما حدث من قبل عشيرته إن كان له عشيرة أو ممن يقربون له، دفعا لذلك العار الذي سوف يصاحبهم أبد الدهر فيما لو كان اسم الشمر واسم أبيه وعشيرته وقومه معلوما . ويمكننا معرفة صحة ذلك إذا علمنا ان المجتمع المحيط بالشمر لا يرحم من يرتكب خطأ حيث سيكون ذلك سبة عليه مدى الدهر ومن هنا رأينا أن المجتمع يعيره بأنه ابن البوال على عقبيه ، أو كما نرى في حالة معاوية ابن ابي سفيان الذي يُعيره الناس بأنه أبن هند آكلة الأكباد . أو فلانا ابن مقطّعت البضور ، لماذا لأن أمه كانت تمارس ختان النساء فلصقت تلك النعوت بهم وأصبح ذلك تاريخا يُعرف به الرجال . فمن كل ذلك لربما نعرف أن الإبهام الحاصل في نسب هذا المجرم خوفا من أن ترمى عشيرته بأنهم ((قتلة أولاد الأنبياء)) .
|
التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الهادي ; 16-12-2010 الساعة 05:24 PM.
|
|
|
|
|