|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
المهدي عليه السلام امتداد للحسين عليه السلام
بتاريخ : 25-01-2010 الساعة : 07:13 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
المهدي عليه السلام امتداد للحسين عليه السلام
في هذه المقدمة نريد أن نكتشف مسألةً وهي أن حركة الإمام المهدي عليه السلام تمثل امتداداً لحركة الحسين عليه السلام وليست شيئاً آخر، أو منهجاً آخر، وإنما هي امتداد لنفس الأهداف، وامتدادٌ لنفس المنهج مع الفرق في الحجم.
ثورةُ الإمام المنتظر عليه السلام ثورة شمولية عالمية وبهذا امتازت عن ثورة الحسين عليه السلام في بعض ما امتازت به.
المهدي عليه السلام يمثل امتداداً للحسين عليه السلام، وحركة الإمام المهدي عليه السلام تمثل امتداداً لحركة الإمام الحسين عليه السلام.
نحن في هذه الليالي، ليالي عاشوراء في الوقت الذي ندرس حركة الحسين عليه السلام نحاول أن نصل في كل ليلة إلى حركة الإمام المهدي عليه السلام ونكشف عناصر التمايز والاشتراك بين الثورتين.
مجتــمع المهــدي كيـف يكون؟
ظهور المهدي عليه السلام كيف يكون؟
النتائج كيف تكون؟
هذا بحث واسع قد يستغرق عشرات الليالي، لكننا نحاول أن نوجز هذا الحديث بنقاط مهمة.
في المقدمة نريد أن نقول في هذه الليلة، إن حركة الإمام المهدي عليه السلام ليست على خلاف القاعدة بل هي الامتداد الطبيعي للحركة الإصلاحية التي قادها الأنبياء، ومارسها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومارسها عليّ عليه السلام، ومارسها الحسين عليه السلام.
حركة الإمام المهدي عليه السلام هي امتداد لتلك الحركة الإصلاحية وفق القاعدة وليست استثناءاً, بل نحن الآن في زمن الغيبة نمثل حالة الاستثناء، زمن الظهور هو الذي يُمثل القاعدة، الآن نحن في حالة مَرضيَّة، وليس في حالة صحية يعني ماذا؟ هذه أفكار أنتم تقرؤونها وتسمعونها ولكن بمصطلحات أخرى. نحن الآن في زمن الغيبة وماذا يعني زمن الغيبة؟
زمن غيبة الإمام المنتظر المعصوم عليه السلام، هل هو زمان طبيعي وفق القاعدة التي رسمها الله تعالى أو هو استثناء للقاعدة؟
الجواب: هو حالة استثناء.
الحالة الصحيحة والصحيَّة هي أن كل أمّة لها إمام، ولكن إذا غاب إمامها فأن هذه حالة غير صحيّة، مثل مدرسة يغيب عنها المدير، ومثل صفٍّ يغيب عنه الأستاذ، هذه حالة صحية أو غير صحية؟ هذا وفق القاعدة أو استثناء؟ صفٌ بلا معلم؟ جامعة بلا مدير؟ نحن الآن في زمان أمّة بلا إمام ظاهر، وأمّة بلا إمام ظاهر يعني حالة استثناء، حالة مَرَضيَّة، ولهذا نحن نطمح أن نصل إلى الحالة الصحية، إلى حالة ظهور الإمام، ولهذا نعتبر زماننا زمان الغيبة هو زمان مَرَض.
ولهذا نقرأ في أدعية شهر رمضان: (اللهمّ إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة وليِّنا)،(12) إذن هذه مشكلة وبالحقيقة هذا مَرَض، هذا ألم، هذه حالة غير صحية، ولو كانت حالة صحية لماذا نشكوها إلى الله تعالى؟ (اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا) نحن الآن في حالة الغيبة، الحالة الطبيعية هي حالة ظهور الإمام المعصوم وممارسته لدوره القيادي في الأمّة أمّا حيث يكون غائباً مثل جيش بلا قائد، أو جامعة بلا عميد، أو مدرسة بلا مدير، أو شعب بلا رئيس، وهذه حالة غير صحيحة، القاعدة الصحيحة أن يكون للأمّة إمام، إذن نحن نتجه الآن نحو الحالة الصحية وهي حالة ظهور الإمام المعصوم عليه السلام ولهذا تجدون الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا تقول:
(كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)،(13) روايات بطريق السنة والشيعة تتحدث عن الحالة العظيمة الصحية جداً عن المسلمين تقول:
سوف يأتيكم يوم ينزل عيسى بن مريم من السماء ولكن أنتم أيها المسلمون في قمة الحالة الصحيّة (وإمامكم منكم) الآن أنتم في غيبة الإمام لكن في زمن ظهور إمامنا المعصوم وحيث ينزل عيسى بن مريم كما تقول الروايات وكما سوف نبحثه ونقرؤه في ليالي أخر، ينزل عيسى ابن مريم من السماء ليصلي خلف إمامنا المهدي عليه السلام في بيت المقدس.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كيف بكم إذا نزل فيكم عيسى بن مريم وإمامكم منكم) هذه حالة صحية يتحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعطينا بشارة.
هذا معناه أن الإمام المهدي يمثل امتداداً للنُّبوات ويمثل الحالة الصحية للكيان البشري وللمجتمع الإنساني وإنه عليه السلام يمثل عميداً لهذه الجامعة، وامتداداً للأساتذة الذين كانوا قبله.
الخطبة الأولى للإمام المنتظر عليه السلام:
هذا الأمر وهذه النظرية هي ما يذكره الإمام المنتظر عليه السلام حين يظهر في مكّة المكرمة في أوّل خطاب سياسي له.
أنا أقرء لكم الآن رواية حتى تعرفوا لماذا هذا التأكيد:
الرواية تقول عن الإمام الباقر عليه السلام: (والقائم يومئذ بمكّة عند الكعبة مستجيرا بها يقول: أنا ولي الله أنا أولى بالله وبمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم فمن حاجَّني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجَّني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجَّني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجَّني في محمّد فأنا أولى الناس بمحمّد، ومن حاجَّني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين إن الله تعالى يقول : (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(14) فأنا بقية آدم، وخيرة نوح، ومصطفى إبراهيم، وصفوة محمّد ألا ومن حاجَّني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجَّني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنَّة رسول الله وسيرته واُنشد الله من سمع كلامي لمّا يبلّغُ الشاهد الغائب.
فيجمع الله له أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا فيجمعهم الله على غير ميعاد قَزَع كقَزَع الخريف، ثم تلا هذه الآية: (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً) فيبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد تواترت عليه الآباء فإن أشكل عليهم من ذلك شئ فان الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه).(15)
لاحظوا استعراضاً لطيفاً وملفتاً للنظر.
الإمام يريد أن يقول إن ثورتي وحركتي هي حركة آدم، هي حركة نوح، هي حركة إبراهيم، هي حركة موسى، هي حركة عيسى، هي حركة رسول الله، هي حركة الأنبياء، هي حركة عليّ، هي حركة الحسين، أنتم بماذا تحّاجونني؟ أنا أولى بكم من ذلك، أنتم بماذا تتقدمون عليَّ؟ أنا بالحقيقة خلاصة تلك التجربة المدرسية، خلاصة هؤلاء الأساتذة في الجامعة البشرية، أنا أمثل خلاصتهم.
هذا المعنى أنتم تقرؤنه في زيارة الإمام الحسين عليه السلام ولكن قد لا ينتبه الإنسان إليه (السلامُ على آدم صفوة الله... السلامُ على نوح نبي الله... السلامُ على إبراهيم خليل الله... السلامُ على موسى كليم الله...) استعراض للأنبياء واحداً بعد واحد، كأنهم مدرسة واحدة، ثم يصل إلى الحسين عليه السلام، (السلامُ عليك يا وارث آدم صفوة الله، يا وارث نوح نبي الله، يا وارث إبراهيم خليل الله، يا وارث موسى كليم الله، يا وارث عيسى روح الله، يا وارث محمّد حبيب الله).
هذا الاستعراض يريد أن يقول شيئاً، يريد أن يقول أن الإمام المنتظر المهدي عليه السلام يمثل آخر أستاذ في هذه الجامعة البشرية التي شارك في تربيتها الأنبياء، نبياً بعد نبي، الإمام المهدي عليه السلام يمثل آخر أستاذ في حلقة هذه البشرية، وهذا معنى عظيم جداً.
أنتم الآن بعد ألفٍ وأربعمائة سنة أو أكثر من ذلك من بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبعد ألفين سنة من نبوة عيسى عليه السلام، وبعد ألفين وخمسمائة سنة من نبوة موسى عليه السلام، لكن أنتم الآن تستشعرون إنكم طلاب في نفس الصف وفي نفس المدرسة التي شارك بها موسى وعيسى وإبراهيم ونوح وآدم أبداً لا يوجد فرق كما لو كانوا موجودين بيننا.
والقرآن هو حصيلة المناهج الدراسية لأولئك الأنبياء عليهم السلام، هو قمة تلك المناهج الدراسية، ولهذا فأن الإمام المنتظر أوّل ما يظهر يقول للناس:
أيها الناس من أراد أن يحاجَّني بآدم أنا أولى بآدم، وبنوح كذلك، وبإبراهيم كذلك، وبموسى كذلك.
السيد صدر الدين القبانجي
|
|
|
|
|