الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم الى قيام يوم الدين
كثير من الناس مازال يتصور أن الأئمة عليهم السلام لا قدرة لهم على فعل المعجزات ولا ولاية تكوينية لهم , وبل وكثير من الناس ينكر أن يكون الإمام قادرا على الخلق والرزق والإحياء والإماتة بإذن الله تعالى لا بإستقلالية , وكثير من الناس يقيس الإمام بعقله القاصر رغم أن النصوص تشير ان العقول تاهت عن معرفة شأن من شؤونات الإمام ع , والإنكار هذا رجع لأسباب عديدة يطول شرحها منها عدم التفات الناس الى قراءة كتبنا وتراثنا ومصادرنا فعامة الناس ينشغلون في الأمور الحياتية فيذهب الى العمل صباحا ويتناول وجبة الغداء ظهرا وينام عصرا ثم يخرج مع أسرته أو اصدقائه ليلا الى مجالس الديوانيات أو الاسواق والمجمعات التجارية ويتناول وجبة العشاء وينام وهكذا يستمر حاله سنوات وسنوات دون قراءة مما يؤدي الى ضعف عقله وفكره وبالتالي ضعف عقيدته , سبب آخر هو انشغا علماء الدين بالأمور الفقهية وانكبابهم على دراسة المنطق والفلسفة واللغة وكتب الفقه بينما لا يدرس الكافي الشريف ولا البحار ولا بصائر الدرجات ولا دلائل الإمامة في الحوزات العلمية , بل ان حتى عامة الناس انشغلوا بالأمور الفقهية وتركوا العقائد رغم أن الآيات القرآنية الواردة في العقيدة تفوق مرات ومرات أعداد الآيات الواردة في الفقه !!! حتى ان الناس صاروا يستأنسون بآراء المراجع والفقهاء وتركوا أقوال الأئمة عليهم السلام !!! بمعنى أن شخصا قد ينكر رواية قرأها في الكافي مثلا لكن عندما تأتيه برأي مرجع من المراجع التي يعشقها ويكون هذا المرجع مستدلا بهذه الرواية تجد أن الشخص المنكر انقلب الى أكبر مؤيد لهذه الرواية ومتعصبا لاثبات صحتها أو دلالتها أو الخ !!! سبب آخر أن شباب الشيعة الذين يحرصون على القراءة ورد الشبهات واستخدام شبكة الانترنت في ذلك انشغلوا برد الشبهات وانكبوا على قراءة البخاري ومسلم وكتب ابن تيمية حت صار الشيعي عارفا بخبايا وبلاوي تلك الكتب أكثر من أهل الخلاف أنفسهم !!! حتى ان الشاب الشيعي قد يحفظ أسماء كتب أهل الخلاف أكثر مما يعرفه من عناوين الكتب الشيعية !!! وسبب آخر هو انشغال بعض المنابر بالرؤى والأحلام والعواطف اكثر من ذكر روايات أهل البيت عليهم السلام , فالخطيب تجده يصعد المنبر لمدة ساعة كاملة لا تجد في خطبته الا رواية واحدة ودون ذكر المصدر حتى ان أطفالنا وشبابنا وبناتنا لا يعرفون من هو مؤلف الكافي الشريف بينما يعرفون البخاري ومسلم !!! , وسبب آخر هو وجود بعض مراجع التنازلات وشيوخ التنازلات الذين يحاولون ابعاد الناس عن مقامات أهل البيت وعن الروايات التي تتطرق لمثالب أعدائهم لمصالح سياسية او اجتماعية يريدها هؤلاء , حتى انك تجد تسليط الضوء من قبل وسائل الاعلام المخالفة على هؤلاء , وأسباب أخرى يطول شرحها قد نتطرق الى ذكرها في مقالات أخرى لنعود الى موضوعنا الرئيسي وهو انكار مقامات اهل البيت عليهم السلام , فالروايات تنهى عن انكار مقامات أهل البيت ورد رواياتهم الشريفة فيذكر قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح ج1 عن جماعة ثقات عن الإمام الكاظم ع أنه قال : أعظم الناس ذنبا واكثرهم إثما على لسان محمد ص : الطاعن على عالم آل محمد ص والمكذب ناطقهم والجاحد معجزاتهم , على ان من أنكر المعجزات لعلي واولاده الأحد عشر مع اثباته للنبي ص فإنه جاهل بالقرآن , وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي رحمه الله ج52 ص463 عن المفضل قال : قال أبو عبدالله ع : ما جاءكم منا مما يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا تجحدوه وردوه الينا , وفي الكافي الشريف ج1 ص401 قال رسول الله ص : ان حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان فما ورد عليكم من حديث آل محمد فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت من قلوبكم وانكرتموه فردوه الى الله والى الرسول والى العالم من آل محمد وانما الهالك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا والله ما كان هذا , والإنكار هو الكفر , وفي البحار ج25 ص365 عن الحجاج الخيبري قال : قلت لأبي عبدالله ع : إنا نكون في الموضع فيروى عنكم الحديث العظيم فيقول بعضنا لبعض القول قولهم فيشق ذلك على بعضنا , فقال : كأنك تريد أن تكون امامايقتدى بك أو به ؟ من رد الينا فقد سلم . فالروايات تنص على كفر من شك في مقاماتهم عليهم السلام وسلم من قبل هذه الروايات وأن الواجب في هذه الحالات رد الامر اليهم عليهم السلام , وتبلغ خطورة انكار هذه لمقامات والروايات الى تكذيب الأئمة والعياذ بالله , ففي البحار ج2 ص221 عن سفيان بن السمط قال : قلت لأبي عبدالله ع : جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بحديث فنستبشعه ,فقال أبو عبدالله ع : يقول لك إني قلت الليل إنه نهار أو النهار انه ليل ؟ قال : لا , قال : فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به فإنك إنما تكذبني . وفي الكافي الشريف ج1 ص391 عن يحيى بن زكريا الأنصاري عن أبي عبدالله ع قال : سمعته يقول : من سره أن يستكمل الإيمان كله فليقل : القول مني في جميع الأشياء قول آل محمد فيما أسرا وما أعلنوا وفيما بلغني عنهم وفيما لم يبلغني . فمهما قلنا فاننا لن نستطيع وصف شأن من شؤوناتهم صلوات الله وسلامه عليهم , ففي صحيفة الابرار للمامقاني ج1 ص214 عن كامل التمار قال : كنت عند أبي عبدالله ذات يوم فقال لي : يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤوب اليه وقولوا فينا ما شئتم , قال : قلت : نجعل لكم ربا تؤبون اليه ونقول فيكم ما شئنا ؟ قال : فاستوى جالسا ثم قال : وا عسى أن تقولوا ؟ والله ما خرج اليكم من علمنا الا ألفا غير معطوفة . ولنقرأ شيئا من مقاماتهم روحي لهم الفداء , ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني قدس سره ج1 ص317 نقلا عن كتاب مصابيح الأنوار باسناده عن رجاله مرفوعا الى المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ع ذات يوم فقال لي : يا مفضل عرفت محمدا وعليا وفاطمة الحسن والحسين عليهم لسلام كنه معرفتهم ؟ قلت : يا سيدي وما كنه معرفتهم ؟ قال : يا مفضل تعلم أنهم في طير عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم حق كنه معرفتهم كان معنا في السنام الأعلى , قال : قلت عرفني ذلك يا سيدي , قال : يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل ودراه وبراه وأنهم كلمة التقوى وخزناء السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار وعرفوا كم في السماء نجم وملك وورد الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها وماتسقط من ورقة إلا علموها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو في علمهم وقد علموا ذلك , فقلت : يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت , قال : نعم يا مفضل نعم يا مكرم نعم يا طيب نعم يا محبور وطبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها . جعلنا الله واياكم من المقرين بمقامات الأئمة الطاهرين هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم
اياك وانكار مقاماتهم عليهم السلام
العرض العادي
