|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الإمامُ المهديُ /ع/ هومُنطَبَقُ الصراط المستقيم :: في المفهوم القرآني
بتاريخ : 21-05-2011 الساعة : 08:31 PM
. ((الإمامُ المهدي/ع/ هو مُنطَبَقُ الصراط المستقيم: في المفهوم القرآني))
الإمامُ المهديُ /ع/ هومُنطَبَقُ الصراط المستقيم :: في المفهوم القرآني
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدُ لله ربّ العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين.
إنّ المُتتبع للمفاهيم القرآنية الشريفة في تأسيساتها المتكثِّرة نصيَّاً يَجدُ ها دائما تربط بين ماتؤسس له وتحديد المصاديق والمُنطبقات الخارجية في هذه الحياة كواقع عيني وسلوكي مُجسِّد بصورة فعلية لماهو المطلوب قرآنيا من الفرد المسلم والمؤمن
فمثلا (مفهوم الصراط المستقيم) ذلك المفهوم العملاق في حمولاته القيمية ومفاداته الحكمية.
قد تكرر التعاطي معه قرآنيا في مساحة التأسيس وتحديد المصداق بشكل كبير جدا
بحيث صرّح الحق تعالى بكونه صراط الهداية الفعلي وجوديا وخاصة في سورة الفاتحة الشريفة .
وهذا بحد ذاته يعطينا زخماً ودفعا نحو اليقين الذاتي والموضوعي بكون مفهوم الصراط المستقيم هو مفهوم متواطىء (أي واحد في صدقه وإنطباقه) على أفراد المعصومين/ع/ من النبيين والأئمة الأثني عشر /ع/ بدأً من مصداقه المعصوم الإمام علي /ع/ وختما بالإمام المهدي /ع/ كما رمزت الروايات الصحيحة إلى ذلك الإنطباق بين مفهوم الصراط المستقيم ومصداقه الإمام المهدي /ع/.
والدليل على ذلك قرآنيا هو توصيف سورة الفاتحة في أخر آياتها (الصراط المستقيم) بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم (وهم النبين والصديقين والشهداء والصالحين ) بحسب المحكم القرآني في تفسيره تعالى
وهم قطعا معصومون ومنصوبون من قبل الله تعالى في تحديده لمفهوم الصراط المستقيم .
والمؤيِّد القوي لذلك الفهم هو نبذه تعالى لصراط غيرهم من المغضوب عليهم والضالين وهم قطعا من غير المعصومين
والروايات الصحيحة قد تكفلت هي الأخرى في بيان مصداق وحقيقة الصراط المستقيم وجوديا دفعا للإشتباه والأنحراف في تشخيص المصداق السليم
فروى الشيخ الصدوق في معاني الأخبار:عن المفضل بن عمر قال: سألتُ أبا عبد الله الصادق /ع/ عن الصراط فقال/ع/ هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل وهما صراطان : صراط في الدنيا وصراط في الأخرة فأما الصراط في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه أمرَّ على الصراط الذي هو جسر في جهنم ومن لم يعرفه في الدنيا زلَّت قدمه عن الصراط في الأخرة فتردى في نارجهنم ))/أمالي الشيخ الطوسي/ص44 /45.
فلاحظوا قول الإمام الصادق /ع/ في تفسيره لمعنى الصراط بقوله(( فهو الإمام المفروض الطاعة)) وهذا قانون كلي إطلاقي ينطبق بمفهومه على شخص الإمام المهدي/ع/ اليوم .
لأنّه مامعنى طلبنا يوميا في صلاتنا ((اهدنا الصراط المستقيم) ) وما حكمة ذلك الطلب ؟
أليس هذه الآية الشريفة تنصُ على قطعيَّة وجود مصداق واقعي وحقيقي لمفهوم الصراط المستقيم في هذه الحياة الدنيا إذ إنه إذا لم يكُ هناك صراط مفروغ عن وجوده خارجا فسيلزم العبث واللغو في طلب الهداية أو الكون فيها وجوديا
وحتى على فرض كون تفسير الصراط بنفس الدين وأحكامه وحدوده وتعاليمه فهذا ما لاينسجم وتأسيس القرآن الكريم نصيّا لمصداقية المعصوم كفرد حقيقي وواقعي لتجسيد معنى الصراط المستقيم
لأنّ القرآن الكريم وصَّفَ الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبين والصديقين والصالحين وهذا نصُ ظاهرُ في التصريح بتحديد المصاديق المعصومة الممثلة لمفهوم الصراط المستقيم
ففي رواية إعترف الحسن البصري وهو على غيرمذهبنا في معنى قوله تعالى ((إنّ هذا صراطي مستقيما فإتبعوه ))153/ الأنعام.
قال : هذا طريق علي بن أبي طالب وذريته طريق مستقيم فإتبعوهودين مستقيم وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه//غاية المرام/السيد هاشم البحراني/ ج3/ ص45.
وقطعا الإمام المهدي /ع/ هو الإمام المعصوم الأخيرفي ذرية علي /ع/ فيكون هو مصداق الصراط المستقيم بحق اليوم .
والروايات متظافرة في هذا المعنى في تحديد مصداق الصراط المستقيم
فقد روي أيضا في تفسير الأية أعلاه عن طريق الإمام الصادق /ع/ فقال: ((وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين ))أي الأئمة /إنظر/ مناقب آل أبي طالب/ ابن شهرآشوب /ج3 /ص206:
وقد ورد هذا المعنى أيضا في تفسير الثعلبي (الصراط: محمد/ص وآله ) وعن ابن عباس :في معنى قوله تعالى(( وستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن أهتدى))
قال: ((هو والله محمد/ص/ وأهل بيته/ع/))/إنظر/ الصراط المستقيم / العاملي/ ج1/ص283.
وعن ابي جعفر الباقر/ع/ قال (( آل محمد الصراط الذي دل عليه)) /تفسير العياشي/ج1/ ص383.
فالمُتحصَّل معرفيا من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وطرق أهل البيت المعصومين/ع/ أنّ القرآن الكريم والإمام المعصوم لن يفترقا وجوديا وتشريعيا أبدا حتى يراد الحوض على رسول الله /ص/
وهذا هو معنى قول الرسول/ص/((إنّي تاركُ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ))
وهذا الحديث أشهر من نار على علم في المجاميع الروائية الخاصة والعامة
فهذا حديثُ من لدن نبي معصوم يردفُ بتأسيسه كتاب الله تعالى ((اهدنا الصراط المستقيم)
فإذن الإمام المهدي /ع/ هو بحق واقع وحقيقة الصراط المستقيم في الدين والشخص المعصوم
ومن هنا نلجُ إلى حقيقته الشريفة من القرآن الكريم ومفاهيمه الحيّة بقيمها ودلالاتها الحكيمة
إذأنّ سورة الفاتحة سورة بإسمها ترمز إلى فتح الله تعالى بدينه وأنبياء والمعصومين/ع/ باباً إليه تعالى نلج منه إلى الصراط المستقيم المُختَزل
بوجود الإمام المهدي /ع/ ي وقتنا هذا
وما تكرارانا ل(اهدنا الصراط المستقيم) إلاّ منهاجا عمليا يشدّنا إلى ضرورة الكون والتلاحم إيمانيا مع إمامنا المهدي/ع/ ويُعزز في عقولنا وقلوبنا الرصد والترقب للمتوقع الغائب /ع/ فهي تشي من قريب إلى أننا اليوم أشبه بمن ينتظرون المرشد إلى الصراط المستقيم
والدليل على ذلك نفس مفهوم الهداية وبمعنييها إما إراة الطريق وكشفه لطالبه ولسالكه وهذه هي وظيفة المعصوم ((ولكل قوم هاد)) ((يهدون بأمرنا))
أوالإيصال إلى المطلوب التشريعي والتكاملي فهذا أيضا هو وظيفة المعصوم إذ أنه هو الآخذ بيدنا إلى الله تعالى ورضاه ودينه الحق
((وإنّك لتدعوهم إلى صراط مستقيم)) /73/ المؤمنون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:::مرتضى علي الحلي :::
|
|
|
|
|