|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
((ثقافة التعارف والخِطبَة قبل الزواج ::ضرورة حياتية))
بتاريخ : 21-07-2011 الساعة : 06:37 PM
((ثقافة التعارف والخِطبة قبل الزواج))
:: ضرورةٌ حياتية ::
==============================
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز
{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ }البقرة235.
ومعنى الآية الشريفة هو
ولا إثم عليكم -أيها الرجال- فيما تُلَمِّحون به مِن طلب الزواج بالنساء ,
ولا ذنب عليكم أيضًا فيما أضمرتموه في أنفسكم من نية الزواج بهن .
علم الله أنكم ستذكرون النساء ولن تصبروا على السكوت عنهن, لضعفكم;
لذلك أباح لكم أن تذكروهن تلميحًا أو إضمارًا في النفس, واحذروا أن تواعدوهن على النكاح سرًا بالزنا ,
إلا أن تقولوا قولا يُفْهَم منه أن مثلها يُرْغَبُ فيها الأزواج
.
واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فخافوه, واعلموا أن الله غفور لمن تاب من ذنوبه, حليم على عباده لا يعجل عليهم بالعقوبة.
وبعد هذا التوضيح البسيط للآية الشريفة نقول إنّ من الضروري
عقلا وعرفا ومن المشروع شرعا أن يكون الرجل الراغب بالزواج على دراية وبصيرة بحقه وحق المرأة بالخِطبة في
التعارف والتكاشف فيما بينهما قبل إجراء صيغة العقد الشرعي للزواج وضمن المساحة المسموح بها شرعا كحقه في معرفة نسبها وسلوكها ورؤية شخصها
وإرسال نساء من قبله لمعرفة حال المرأة الراغب بخطبتها شرعا
وهو ما يُسمى في الفقه الإسلامي بحق التفتيش للرجل الخاطب
وأيضا للمرأة الراغبة بالإقتران بالرجل حق معرفة صفاته وأصله وأخلاقه ورؤية شخصه حتى لاتُغبَن في حقها .
وقد ورد في هذا الشأن
عن جابربن عبد الله الإنصاري أنّ النبي صلى الله عليه وآله
قال
((إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع ان ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل ))/ تذكرة الفقهاء /العلامة الحلي/ ج2/ص572.
طبعا والمسموح به هو رؤية الوجه والكفين والهيئة الجسمانية الخارجية للمرأة وسماع صوتها والتحدث معها في المباحات والضرورات الشرعية
وليس للرجل الحق بالإختلاء بها قبل إجراء العقد الشرعي بينهما وليس معها مَحرَم أي شخص من أهل الرجل أو المرأة
فهذا فعل محرّم شرعا وقد أكد على حرمته رسول الله/ص/ منعا للوقوع في الحرام
فقد قال/ص/
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة وليس معها ذو محرم منها ، فان ثالثهما الشيطان ))/ كنز العمال/ المتقي الهندي/ج16/ص63.
فإذنّ معرفة الخطيب لخطيبته في فترة الخطوبة وكذا معرفة الخطيبة لخطيبها يجب أن تكون معرفة تفصيلية لا معرفة عابرة إجمالية قد تُسبب بالتالي إنهيارمشروع الزواج .
ّأو يجب أن يكون إستكشاف الحال فيما بينهما من جهة خارجة عنهما تعطي لكل منهما توصيفا وتقريرا واضحا لهما الأثين معا وهذه الجهة يجب أن تكون موثوقة وعادلة في توثيقها للإثنين معا.
وأنا أكادُ أعتقد وبحسب خبرتي الحياتية أنّ المرأة أو الرجل أشبه ما يكونان بقنطرة ضيقة وطويلة تربط بين حافتين لنهر عميق فما لم يتمكن العابر من كل منهما إتقان العبور بوضع صحيح فإنه قطعا سيسقط في النهر العميق
و لذا عادة ما يكون في فترة الخطوبة للطرفين نوعا ما من التكلّف أو الأخفاء لبعض السلوكيات الغير مرضية من الطرف ألأخر لغرض التعمية والتظليل وكسب الوقت والود لصالحه وبعدما يتم التزاوج تبدو الحقيقة على واقعها
لأنّ حبل الكذب قصير كما يُعبّرون
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق بحق محمد وآله/ع/
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
مرتضى علي الحلي/النجف الأشرف:
|
|
|
|
|