|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64346
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
قلب العارف دائم الحضور
بتاريخ : 30-07-2011 الساعة : 06:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
يعاني معظم المصلين من مشكلة شرود الذهن في الصلاة .وفي الحقيقة سمعت الكثير من الحلول المقترحة لهذه المشكلة ,كأن
تكرّس وقتا قصيرا لتلاوة القرآن قبل المباشرة بالصلاة
او ان تجعل لك نافلة قبل الصلاة مما يساعدك على الدخول في جو الصلاة.
او ان تهيا نفسك فتقول اني يجب ان اصلي هذه الصلاة كما لو انها اخر صلاة لي في الدنيا فيستلزم ذلك حضور القلب
او ان تتمعن في معاني الايات ولا تستعجل في القراءة
واقول ان كل ذلك مهم وممكن ان يساعد الشخص بيد اني لا اجد ان هناك قاعدة معينة علينا اتباعها او عمل نقوم به قبل الصلاة مباشرة فيعيننا على التركيز وينقلنا فجاة من الدنيا ومشاغلها الى صلاة خاشعة,وهنا كل انسان يكون طبيب نفسه وهو اجدر ان يعرف دواءه ان اراد الخشوع في الصلاة وحضور القلب اذ ان ذلك لا ينتج فقط من مجرد عمل معين قمنا به قبل الصلاة مباشرة فأدخلنا في جو الصلاة انما هي ثمرة لطريقة حياة الفرد وما يرافقها من مجريات وحوادث في اليوم فينبغي للانسان اولا ان يعلم ان كل لحظة من عمره تؤثر في الصلاة ان بشكل مباشر او غير مباشر فمثلا من اقبل للصلاة وقد انتهى من مشاهدة فيلم ديني وتاثر قلبه بشخصية مؤمنة في هذا الفيلم يختلف اقباله على الصلاة كالذي شاهد فيلما من نوع اخر او برنامج من البرامج التي نحسب انها لا تضر ولكنها تؤثر علينا في الصلاة سلبا وهنا يبرز مضارها . لذلك ان اردنا ان نولي صلاتنا الاهتمام الكامل علينا
اولا ان نعرف ما هي هذه الصلاة ,احكامها ,اركانها,ا شروط قبولها ,سبب فرضها علينا ,ثواب المصلي وعقاب التارك ,اهناك من ينظر الينا غير الله عزّ وجلّ عندما نصلّي ,وما معنى هذه الحركات في الصلاة والى ما هنالك من امور على المسلم ان يعرفها ويستفسر عنها وكثيرة هي المصادر والاحاديث والروايات التي تتحدث عن الصلاة ,
ثانيا ولعل الاهم من معرفة الصلاة هو معرفة لمن نصلي : اعرف ربك الذي خلقك والذي تمثل امامه للصلاة . _ وهنا تساعدنا كثيرا الادعية المنسوبة الى الائمة الاطهار عليهم السلام التي تتحدث عن الله ووحدانيته و عن علاقة المؤمن بربه_ وفي الحقيقة هذه الادعية تساهم بشكل فعّال في توطيد العلاقة مع الله سبحانه والحفاظ على التواصل الدائم بين العبد وربه وخاصة اذا داومنا على هذه الادعية كدعاء كميل او المناجات في الصحيفة السجادية التي تتطرق الى الى حالات مختلفة للعلاقة مع الخالق سبحانه (كمناجاة العارفين ,ومناجاة المحبين والشاكرين والراغبين وغيرها)ومن المفضل ان ينتقي المؤمن الحالة التي يعيشها فيمكنه ذلك من التفاعل مع الدعاء بالاضافة الى دعاء الجوشن الكبير والجوشن الصغير ودعاء ابي حمزة الثمالي ,باختصار علينا ان نطوّر علاقتنا مع الله سبحانه كل بحسب ما يراه ممكنا ومناسبا
ثالثا ان يعي المؤمن ان الله موجود معه اينما كان فلا يقتصر ذكره لله فقط اثناء الصلاة بل ويحاول قدر الامكان ان تطغى الموضوعات الدينية على احاديثه مع غيره ويداوم على ذكر الله في غير اوقات الصلاة مما لا يبعده كثيرا عن جو العبادة وبالتالي يسهل الانتقال من جو الحياة الدنيا الى جو الصلاة وحضور القلب, فليس سهلا لمن يعمل في مكتب مثلا ويستقبل الناس وينجز معاملاتهم ان ينتفض فجأة عند الاذان ويبدأ بالصلاة راجيا حضور القلب فهذا انتقال صعب ولكن يسهله وضع مذياع صغير في مكتبه فيسمع تلاوة قرانية بصوت خفيف او ربما يمكنه ان يضع في مكتبه ما يعينه على الذكر الدائم كأن يضع آية قرآنية على الحائط امامه ويبقي ذكر الله على لسانه وهناك العديد من الاقتراحات الممكنة في هكذا حالات والتي تساهم في ابقائنا في جو العبادة .
رابعا كما ان محاسبة النفس تعيننا على ان نعي حقيقة الانسان المذنب ,المقصّر في العبادة ,العاجز عن الشكر ,امام الخالق الغفور الكريم الرحيم فنحس بالحرج والذل والخشية لدى وقوفنا للصلاة
خامسا يكفي ان نسعى لرضا الله فنعرف ان ما يوسوس لنا في الصلاة ليس سوى الشيطان الذي ينتهز نقاط ضعفنا ليمنعنا من الثواب الكامل للصلاة فنحن اثناء الصلاة في حالة تكلم واستماع فنحن نتكلم مع الله سبحانه ونستمع الى وساويس الشيطان , فان استسلمنا للشيطان كان له ما اراد وانجرفنا معه في الافكار الدنيوية وضيعنا لذة الحديث مع الله سبحانه وان تجاهلناه سنرى بسهولة ضعف تاثيره علينا ,ويمكن عندئذ ان نتلذذ بصلاة خاشعة ونستأنس بالوقوف بين يدي الله ,فيفضل عند الوقوف للصلاة ان يتخذ المصلي على نفسه عهدا انه سيقهر الشيطان في هذا الوقت بتجاهل كل ما يرد الى ذهنه من افكار اثناء الصلاة وهكذا مع الوقت يتكون لديه ما يشبه جهاز المناعة الذي يحارب كل دخيل ويطرده.
واخيرا من المهم جدا في هذه الحالة وفي جميع الاحوال والاوقات ان ندعو الله ونسأله حاجاتنا كما قال في كتابه الكريم: (ادعوني استجب لكم) فنسأل الله تعالى ان يعيننا على العبادة ويعيذنا من وساويس الشيطان ويزدنا خشوعا
ومن تجربة شخصية فانا انصح بالتأني في القراءة في الصلاة قدر الامكان فالوقت الذي نقضيه في الصلاة مهم وباقي هو ليس بفان كمعظم اوقاتت حياتنا ويستحسن ان ننصت الى كل كلمة نتلفظها وكأننا نرافقها من اول حرف حتى اخر حرف منها .وان كان يصعب ذلك فمجرد التخيل انك ترى الكلمات مكتوبة امامك يجعلك تركز في كل كلمة وكلمة.والجدير بالذكر انه كلما اهتممنا بمواقيت الصلاة وجعلناها من اولويات واجباتنا كلما ازداد حبنا للصلاة وتعظيمنا لها وبالتالي سنكون ممن ينتظرون وقت الصلاة وليس ممن يقومون اليها وكأنهم مجبرين ويؤدونها بعجل.
واخيرا نسأل الله قبول اعمالنا جميعا.
|
|
|
|
|