|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( النبيُ محمدٌ :صلى الله عليه وآله وسلّم: :حقوقه :ووظيفتنا تجاهه::))
بتاريخ : 18-01-2012 الساعة : 09:02 AM
((النبيُ مُحمدٌ:صلى الله عليه وآله وسلّم : حقوقه : ووظيفتنا تجاهه :: في قراءةٍ بيانية قرآنيّة))
=================================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين
لايخفى على أحدٍ أنّ النبيَ محمداً :ص: مثّل حقيقة وواقعا قمة الكمال الإنساني والنبوي الشريف
لذا جاء إصطفائه ربانيا وفق أهليته:ص: في تجسيد الخُلق الإلهي العظيم
وعلى هذا الأساس القيمي تم توصيفه:ص: قرآنياً بأنه
((وإنّكَ لعلى خُلقٍ عظيم)) القلم/4.
وهذه الأية بحد ذاتها كافية في تثبيت عصمة الرسول الأكرم محمد :ص: المطلقة في وجوده وحياته الشريفة
إذ أنّ الله تعالى يؤكد فيها بكون الرسول محمد:ص: متمكناً ومُستعليا ومُهيمناً على حقيقة الخُلق وبصورة عظيمة وكبيرة تستحق التقدير والتقديس
و(على ) هو حرف جر ينص على الإستعلاء الوجودي والواقعي للشيء على شيء.
وهنا ميزة بلاغية حكيمة في إنتقاء الله تعالى لكلمة (على) دون غيرها كذي مثلا أو أي صفة اخرى
وهي أنّ (على )هي من تعطي حق الوصف واستحقاقه حقيقة وواقعا
أما غيرها لاتبلغ الإستحقاق في الوصف
فهذه (على) حكت عن واقع النبي:ص: وبلسان الله تعالى قرآنيا
أنّ محمداً:ص: قد بلغ من الكمال الإنساني ما يستحق معه النبوة الخاتمة والأفضلية على سائر النبين والمرسلين
وهذه الآية الشريفة على وجازة ألفاظها وعظيم معناها وفصاحتها ::
هي من تفرض علينا حق إتباع النبي محمد:ص:
بوصفه نبياُ معصوما وخاتما للبشرية بدينه الإسلام الخالد
وتًُصحح معها مقبولية ومعقولية الأخذ من سنة رسول الله:ص: في حياتنا
إذ أنّك بإتباع الرسول:ص: تتعاطى وشخصا مقطوع بعصمته وشرافته ولايضل من اتبع طريقه
ومن أبرز حقوق النبي محمد :ص: علينا والتي أسسها القرآن الكريم نصيا وقطعيا وهي كالآتي؟
:1:حق طاعته:ص: منهجيا )
==================
((الطاعةُ المَنهجيّةُ لرسول الله محمد :ص: هي حقٌ من حقوقه الشريفة))
=================================
قال الله تعالى ::
((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ))النساء/59.
وهنا تفرض الأية الشريفة فرضا إرشاديا عقلانيا بلزوم طاعة الرسول محمد:ص: وآله المعصومين:ع:
ولأهمية أمر طاعة الرسول محمد وآله المعصومين:ع: قرنها الله تعالى قرنا وجوديا بطاعته تعالى
لاحظوا التشريك الحكمي بواو العطف .(و)
(أطيعوا الله واطيعواالرسول واولي الأمر منكم)
واولي الأمر هم المعصومون :ع: من الأئمة الأثني عشر يقيناً
إذ لايجوز عقلا أن يأمرنا تعالى بطاعة المذنبين والعاصين ويُقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فهذا أمر قبيح عقلا ومنطقا
فيتعين كون أولي الأمر منكم هم الأئمة المعصومون :ع:
ومعنى طاعة الرسول محمد :ص:
هو ضرورة إتباع شرعته الأسلام العزيز وعقدياته الحقة واتباع سنن النبي:ص: عمليا والأخذ منها قيميا
هذا ما أسس له القرآن الكريم كحق مفروض إلهيا علينا نحن المسلمين
((ما آتاكم الرسولُ فخذوه ومانهاكم عنه فإنتهوا واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب)) الحشر:7.
لاحظوا بيان القرآن في تأسيسه القيمي للزوم الأخذ والأتباع لمنهج الرسول الأكرم محمد:ص:
ففي كلمة(فخذوا) دلالة ونص على شدة الأرتباط بالنبي محمد:ص:
وبقوة فكلمة خذوا تستعمل للتعاطي مع الشيء بحزم وقوة وجِد
فإتباع النبي محمد :ص: منهجيا يستبطن الأخذ مما آتى به من الله والأنتهاء عما نهى عنه بنهي الله تعالى
وفي نفس الوقت ورد تحذير منه تعالى بأنه شديد العقاب في صورة تركنا لمناهج وسنة النبي الخاتم محمد:ص: وآله المعصومين :ع:
((واتقوا الله إنّ الله شديد العقاب))
وفي آية أخرى ورد التحذير وبقوة منه تعالى
((ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا))الأحزاب/36.
وفي آية أخرى جمعت بين الوعد والوعيد بخصوص اتباع أو عصيان منهج الله رسوله
فقال تعالى::
((ومن يُطع الله ورسوله يُدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين)) النساء/14,
وإختصاراً لمفهوم حق طاعة الرسول:ص: منهجيا
نقول إنّ معنى ذلك هو التعبد السليم والعمل المعتدل والعقلاني بسنة الرسول:ص:
أي السنة القيمة الكلية فقهيا وأخلاقيا وإجتماعيا وحتى تدبيريا بشريا
فالعقل لايمنع من التأسي بشخص حكيم ويُلقّى حكمته من لدن عليم حكيم وهو الله تعالى
فيقول القرآن الكريم مُعززا هذه الحقيقة الدينية ::
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ }النمل6
أي:بمعنى:
وإنك -أيها الرسول الأكرم محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
- لتتلقى القرآن من عند الله, الحكيم في خلقه وتدبيره الذي أحاط بكل شيء علمًا.
وقوله تعالى أيضا:
((ولقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله ذكرا كثيرا))الأحزاب/21.
وطرح الله لمفهوم الأسوة الحسنة المعصومة وخاصة المتجسدة بشخص النبي محمد:ص: وآله المعصومين:ع:
يعطينا زخما إيمانيا ودفعا عمليا للتأسي بمنهج الرسول:ص: وآله :ع:
وإلاّ لولم تكُ ثمة حكمة من التأسي برسول الله :ص: وأهل بيته المعصومين:ع:
لما طرح الله تعالى ذلك المفهوم في كتابه العزيز نصيا
ونحن اليوم بحكم فقدنا لنبينا محمد:ص:
وغيبة ولينا وإمامنا الإمام المهدي:ع:
فلا خيار لنا إلاإتباع المنهج الواصل إلينا عبر التأريخ الصحيح والمُوثّق في قيمه وفقهياته وعقدياته الحقة والتي هي تمثل بمجملها منظومة الأسلام العزيز
فسلامٌ على رسول الله محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم :في العالمين:
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
:مرتضى علي الحلي:النجف الأشرف:
|
|
|
|
|