لنذكر ان الشاعر اليساري عبد الوهاب البياتي مدح صدام يوم كان الشيوعيون على تقارب مع البعث، فقال عنه: "
هو الذي رأى كل شيء". اي انه الملك -
الاله السومري جلجامش،
بتفسير هاشم شقيق. ولكن مع "التطهير" البعثي ومده الايديولوجي، فقد الشيوعيون بوصلتهم، واطلق البياتي الاحكام القبيحة على الشعراء الذين اخطأوا فأصبحوا من "المخصيين" ومن "شعراء النظام". فالشاعر الحقيقي في تقديره، آنذاك، هو من يدق "
على ابواب العصر الآتي بالكلمات"
(قصيدة العراء)
اما الشاعر الملفق فهو "
ديك مخصي بثياب النظام،
ينطح صخر قوافي الشعر الموطوء، ويخفي عورته بالاوزان".
او يقول: "اتبرأ من شعر يزني باسم الشعر، ويعلن افلاس الانسان
" ليصل الى القول: "
يموت الديكتاتور ويبقى الشاعر".
لا يبدو ان كمّ قصائد الهجاء لصدام يستطيع ان يمحو قصيدة في مدحه. انها ورطة. لم يكن البياتي وحده موهوما بالديكتاتور. رفيق دربه الشيوعي الآخر، بابلو نيرودا، كان شهيرا في مديح جوزف ستالين، لكن الكثير من اشعاره وقعت في المستنقع الايديولوجي، ولا يختلف عنها بعض اشعار البياتي، الذي سخر كغيره من الشعراء العرب من الزعماء والسلاطين. بعد هزيمة حزيران ،1967
كتب قصيدة بعنوان "
بكائية الى شمس حزيران والمرتزقة"
وكتب "اننا سنجعل من جماجمهم منافض للسجائر". جماجم الامبرياليين في قصيدة البياتي القديمة لا تختلف في مضمونها عن ثقافة البعث التي كانت تنظر الى العالم بعقدة الاضطهاد، واعتباره مليئا بأعداء العروبة وعملاء الامبريالية والصهيونية.