|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 72182
|
الإنتساب : May 2012
|
المشاركات : 1,053
|
بمعدل : 0.23 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الثقافي
رثاء الأحياء .. قصة قصيرة لمن فقد ابيه
بتاريخ : 17-05-2012 الساعة : 03:21 PM
حسين العجرشي
داخل سياج الحرمان .. جلس ابي يحدق في المجهول .. وهو يعيد اشرطة الذكريات الى الوراء .. ولكن ما باله لا يذكر شئ واشرطة الحياة تدور ... وتدور .. ولكن لا صوت ولا صورة . وكأن ابي لم يولد الا اليوم ؟.. انه لا يرى الا اشباح الاشياء .. حياته تدور غريبة مكونة في ظل وظلام .. اهكذا غسيل الدماغ لطفل اجهضته الايام ؟؟.. وهل الحياة الا صورة مصغرة لحقل مزروع بالالغام .. ادرك ابي ان شمس حياته قد قاربت على الغروب .. لحظات وتختفي وراء الافاق .. مخلفة سحابة جميلة في الافق .. قام ابي يرتل تراتيل .. مرثاة ماساوية .. غدا ساموت .. فدا تفارق الانوار شمعتي .. فالحياة يعرف الانسان فيها نفسه .. ويعلم القديم والجديد .. فاما الجنة والخلود . واما النار والدمار .. وبدات العبارات الساخنة تنسكب من بحر عينيه .. لكنها تفرعت لتشق طريقها بصعوبة خلال التجاعيد التي خلفها الزمان .. ان وجه ابي يشبه الى حد بعيد خارطة بلدي .. ترى هل يعيد الزمان الدورة ليدخل من بوابة الماضي ؟.. اينساب الحب بعكس الفكر كما يصنع نهر العاصي .. هل تصبح الشوكة سوسنة او قرنفلة .. كما اصبحت حبة البرتقال في بلدي قنبلة .. هل تضحك الدمعة بحرارة . وهل تبكي البسمة بمرارة .. هل احب فيك يا ابي كل شئ .. واكره فيك لا شئ .. اسئلة ساضع لها لحنا كي اغنيها .. وصورتك يا ابي ساحملها معي الى قبري لكي ابقى دوما اسرح ناظري اليها
|
التعديل الأخير تم بواسطة آمالٌ بددتها السنونْ ; 24-05-2012 الساعة 09:49 PM.
سبب آخر: تصحيح بعض الأخطاء
|
|
|
|
|