العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية صدرية.حكيمية
صدرية.حكيمية
عضو نشط
رقم العضوية : 175
الإنتساب : Aug 2006
المشاركات : 179
بمعدل : 0.03 يوميا

صدرية.حكيمية غير متصل

 عرض البوم صور صدرية.حكيمية

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : صدرية.حكيمية المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-08-2006 الساعة : 04:41 AM


الحياة العلمية والسياسية في زمن الإمام الباقر ( عليه السلام )
أولاً : الحياة العلمية والثقافية :
لقد أثرت الحياة السياسية وما سادها من قلق واضطرابات على الحياة العلمية تأثيراً سلبياً واضحاً ، ظهرت معالمه بكثير من الجمود والخمول في عصر الإمام الباقر ( عليه السلام ) .
فالتيارات السياسية التي حَرَّفت الناس وتهالكت من خلالها البيوتات الرفيعة على الظفر بالحكم ، والطاقات البشرية والمالية استهلكت جميعها في حروب طاحنة ومذهلة .
والنكبات الفظيعة التي مُنِيت فيها الأمّة ، وجرت عليها أفدح الخسائر المادية والبشرية .
كل ذلك أثَّر على الحركة العلمية ، وجعلها تتردَّى ضموراً وانحلالاً .
أما الحياة الثقافية في عصر الإمام الباقر ( عليه السلام ) فقد مَرَّت بحالة من الجمود ، وكانت ضحلة للغاية .
لأنَّ معظم الناس من حُكَّام ومحكومين ابتعدوا عن الأخلاق النبيلة ، والمثل العليا التي جاء بها الإسلام ، وعادوا إلى جاهليتهم الأولى من عصبية قبلية ، وتفاخر بالآباء والأنساب .
وكان الطابع العام للأدب في ذلك العصر هو التفاخر والتنابز ، ولم يكن يمثل وعياً فكرياً ، بل كُلّه شَرٌّ وضرر للناس جميعاً .
ثانياً : الحياة السياسية :
أصبحت الحياة السياسية بسبب التنازع الداخلي ، والعصبية القبلية المدمرة في ذلك العصر وضيعة وبشعة للغاية .
فالفتن والاضطرابات عَمَّت بين الناس في البلاد ، وبدأت أحداث رهيبة ومفجعة أدَّتْ إلى فقدان الأمن ، وانتشار الخوف .
ثم تطوَّرَت هذه الأحداث ، فقامت ثورات دامية ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء ، وهذا بلا ريب نتيجة السياسة الأموية الخاطئة ، التي كان كل هَمُّها تحقيق أهدافها الخاصة ، ومآربها الشخصية ، بعيداً عن مصالح شعوبها العامة .
ونتج عن ذلك وجود أحزاب سياسية كل منها كان يسعى لتحقيق غاياته ، ونشر مبادئه ، التي تتعارض مع الأحزاب الأخرى .
دورالإمام الباقر ( عليه السلام ) :
أطلَّ الإمام الباقر ( عليه السلام ) على عالم مليء بالاضطرابات ، والفتن ، والأحداث الدامية .
فنظر ( عليه السلام ) إلى الحياة من حوله ، فوجدها قد فقدت جميع مقوِّمَاتها ولم تعد كما أرادها الله في وحدتها ، وتطورها ، في ميادين العلم والعطاء .
فلم يجد ( عليه السلام ) بُداً إلا أن يقوم بواجبه الشرعي لإعادة مَجْد الأمة الإسلامية ، ورَدِّها إلى الخط السليم ، وبناء كيانها الحضاري ، ولا يتم ذلك إلا عن طريق منائر العلم وصروح الفكر .
فانصرف ( عليه السلام ) عن كل تحرك سياسي ، واتَّجه صوب العلم وحده ، متفرغاً له في عزلته في المدينة المنورة ، حصن الإسلام الأمين .
وفي هذا الحصن المنيع كان يَخفُّ إليه العلماء من أعيان الأمة ، وسائر الأقطار ، للاستفسار والشرح والتحصيل .
وكان مِمَّن وفد إليه العالم الكبير جابر بن يزيد الجعفي ، ومحمد بن مسلم الطائفي ، وأبو بصير المرادي ، وأبو حمزة الثمالي ، ووفود علمية تترى جاءت لتأخذ عنه ( عليه السلام ) العلوم والمعارف .
وقد تميَّز الإمام ( عليه السلام ) بمواهب عظيمة ، وطاقات هائلة ، وعبقريات ضخمة من العلم ، شملت جميع أنواع العلوم ، وشَتَّى المعارف من فقه ، وعلم كلام ، وحديث ، وفلسفة ، وحِكَم إنسانية عالية ، وآداب أبديَّة سَامية .
مضافاً إلى علم خاص زود به بأخبار عن أحداث قبل وقوعها ، ثم تحققت على مسرح الحياة .
وفي زمنه ( عليه السلام ) حَمَلت بعض العناصر الحاقدة على الإسلام ، والباغية عليه إلى البلاد الإسلامية ، موجات من الكفر والإلحاد والزندقة .
وقد أعرض الحكّام الأمويون عن ملاحقة دعاتها ، مما أوجب انتشارها بين المسلمين .
وقد تصدَّى لها الإمام الباقر وولده الإمام الصادق ( عليهما السلام ) إلى نقدها وتزييفها .
من ذلك ما عرض للإمام الباقر مع رجل مُلحِد ، حيث كان ( عليه السلام ) جالساً في فناء الكعبة ، فقصده رجل وقال له : هل رأيتَ الله حتى عبدتَه ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( ما كنتُ لأعبدَ شَيئاً لمْ أرَه ) .
قال الرجل : فكيف رأيته ؟
أجاب ( عليه السلام ) : ( لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكنْ رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ، ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات .
يجوز في قضيته ، بان من الأشياء ، وبانت الأشياء ، ليس كمثله شيء ، ذلك الله لا إله إلا هو ) .
فلما سمع الرجل الجواب تفنَّدَتْ أوهامه ، واقتنع من كلام الإمام ( عليه السلام ) لأنه كلام واقعي ، مشرق ، مبني على جوانب التوحيد .
فراح يقول : الله أعلمُ حيثُ يجعل رسالته فيمن يشاء .
وخلاصة القول :
إن العالم الإسلامي استمد من الإمام الباقر ( عليه السلام ) جميع مقومات نهوضه وارتقائه في المنهج الحضاري .
ولم يقتصر المَد الثقافي والحضاري على عصره ، وإنما امتد إلى العصور التالية .
وقد جاء ( عليه السلام ) لِيُكمِل رسالة أهل البيت ( عليهم السلام ) في تطور الحياة العلمية في الإسلام .


من مواضيع : صدرية.حكيمية 0 سيرة اهل البت عليهم السلام
0 اسماء الامام علي عليه السلام عند ...........
0 سجلوا حضورك اليومي بسلام على الامام موسى الكاظم عليه السلام
0 حجاب وعفاف مولاتنا الزهراء ع ...
0 رساله لكل اخت غاليه في منتدانا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أفضل الطرق لتحبيب أبنائنا بأهل البيت (ع) بلد المنكوبة المنتدى الإجتماعي 9 07-04-2007 05:12 PM
ما علاقة سورة الفجر بالامام الحسين عليه السلام !!!!! نور الزهراء منتدى القرآن الكريم 9 27-03-2007 06:27 PM
السلام عليك يا مولاي ياامير المؤمنين لجنة ألإستقبال منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 10 15-10-2006 11:46 PM
الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) في مدرسة النبوة احمد العراقي منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 4 10-10-2006 05:45 PM


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 02:46 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية