|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 71207
|
الإنتساب : Mar 2012
|
المشاركات : 30
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
من كمالات النبى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته فى القرآن الكريم
بتاريخ : 29-08-2012 الساعة : 04:48 AM
من كمالات النبى الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته فى القرآن الكريم
للكاتب والباحث الإسلامي
السيد جمال محمود الهاشمى
1 – من كمالاته صلى الله عليه وآله وسلم فى سورة آل عمران/ 81 :
إن العارف بحقائق النبى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين يعلم علم اليقين أنه فى جميع أطوار حقائقه المحمدية يزيد كمالا فوق كمال ، فالنبى فى حقيقته قبل الخلق كان فى كمال عظيم فريد فعندما أخذ الله الميثاق على النبيين مجتمعين فى عالم الأرواح قال الله عز وجل (( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) هذه الآية الكريمة تبين أن الله عز وجل أخذ العهد على الأنبياء أجمعين بأن يؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينصروه وأشهدهم على ذلك ، ثم شهد الله عز وجل على هذا الميثاق شهادة إلهية ذاتية قدسية ليمنح نـبـيـه الأعظم كمالأ من كمالاته النبوية العظمى التى أعطاها الله لرسوله وحبيبه ومصطفاه ، فشهد الله عز وجل للنبى على هذا الميثاق فزاد النبى بهذه الشهادة الإلهية الذاتية كمالاً ما بعده كمال .
2 – من كمالاته صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته فى سورة الضحى :
تفسير قول الله تعالى : (( وَوَجَدَكَ يَـتِـيـماً فَـآوَى )) :
إن الله جعلك يتيماً لتأوِى إلى الله عز وجل فيكون الله عز وجل هو مربيك وموجهك ومسددك ومعلمك فتربيتك تربية ربانية وتعليمك تعليم إلهي ، فلا يكون لأحد فضلٌ عليك إلا الله عز وجل فهو مأواك دائماً وأبداً .
تفسير قول الله تعالى : (( وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى )) :
* الضلال يأتى بمعنى المحبة وفى كتاب الله تعالى حاكياً قول إخوة يوسف (( قالوا إنك لفى ضلالك القديم )) أى لازلت مفرطاً فى محبة يوسف .
* ووردت كلمة ضل فى اللغة بمعنى غاب :
فيقولون (ضل اللبن فى الماء ) أى غاب فيه وذاب .
* وتقـول العرب على الشجرة المنفردة فى فلاة الأرض لا شجر معها (( شجرة ضالة )) يهتدى المارة بها ويستظلون بظلها ويرتاحون تحتها .
و من هنا يتضح المعنى العظيم للآية وهو : يا محمد لقد وجدك الله محباً حباً عظيماً فريداً لله عز وجل حتى فنيت فى محبة الله عز وجل ، وهذا الحب العظيم الفريد الذى ليس له مثيل أودعه الله فى قلبك الأقدس اصطفاءاً واجتباءاً لتلقى علومه الإلهية ومعارفه الربانية ليهدى بك الخلق إلى الله عز وجل ويستظلوا بظل حبك ومعرفتك لله عز وجل من هجير الكفر ورمضاء الشرك ويهتدوا بك إلى الله الواحد الأحد عز وجل .
تفسير قول الله تعالى : (( وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْـنَـى )) :
ووجدك الله مفتقراً إليه عز وجل فأغناك بمعرفته وعلمه وفضله فلا تحتاج إلى أحد فى الوجود سوى الله عز وجل ، فأنت دائماً فى حالة الافتقار إلى الله عز وجل كونك فى كمال العبودية لله عز وجل ، والله دائماً يمدك بغناه وعطائاته وتجلياته وإمداداته الإلهية الربانية .
3 - من كمالاته صلى الله عليه وآله وسلم وعصمته فى سورة النجم :
بسم الله الرحمن الرحيم
{{ والنجم إذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحى يوحى* علمه شديد القوى }}
فى هذه الآيات البينات الكريمات بيان واضح جلي على عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عصمة تامة فى ذاته وصفاته وأفعاله وأقواله وحركاته وسكناته فهو صلى الله عليه وآله وسلم مُحاط بالعصمة الإلهية إحاطة كاملة ، لا تنفك عنه العصمة أبداً فهى ملازمة له فى كل زمان وفى كل مكان .
انظر إلى قوله تعالى (( ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى )) هذا النفى مطلق غير مخصص وغير مقيد وهو يشمل الماضى والحاضر والمستقبل فهو صلى الله عليه وآله وسلم معصوم عصمة إلهية مطلقة بقدرة إلهية مطلقة .
ولكن لماذا هذه العصمة وعلى أى شىء ترتبت ؟
لقد ترتبت هذه العصمة على مقام إلهى عظيم من مقامات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا المقام هو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الوحى المشار إليه بضمير الغائب هو ، فالقاعدة النحوية تقول أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور يتـفق مع السياق اللغوى ، وأقرب مذكور للضمير (هو) يتفق مع السياق اللغوى للآيات هو (صاحبكم) وصاحبكم المقصود به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أى : إنْ صاحبكم إلا وحى يوحى علمه شديد القوى .
فهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحى يوحى ؟ نعم ألم تقل عائشة بنت أبى بكر فى وصفه صلى الله عليه وآله وسلم : (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرآناً يمشى على الأرض )) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحىٌ وقرآنٌ يمشى على الأرض ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم الذكر الذى قال فيه الله عز وجل {{ فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور }} الطلاق 10 : 11 ، فـ (رسولا ) بدل من ( ذكرا )
والبدل درس نحوي معروف ومعناه : تابع يدل على نفس المتبوع ، أو جزء منه قصد لذاته ، وبلا واسطة ، وهو أنواع : 1- بدل مطابق " بدل كل من كل " . 2 - بدل غير مطابق " بعض من كل " . 3 - بدل اشتمال . 4 - بدل مباين .
والبدل فى هاتين الآيتين هو بدل مطابق وعلى ذلك فالرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذكر ، والذكر هو الوحى وهو القرآن فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الوحي وهو الذكر وهو القرآن الذى يمشى على الأرض .
فأية عصمة وأى كمال وأى جمال وأى جلال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فى القرآن الكريم بنص الكلام الإلهى العظيم .
يقول الشاعر الإسلامـى الكـبير سماحة السيـد / محمود الطاهر الصافى الهاشمى ( رحمه الله تعالى ) :
أَنْـتَ شَـمْــسٌ والرُّسْـلُ مِـنْـكَ إِيَـاءُ1
والـكَـمَــالاتُ مِـنْ عُــلاكَ تُـضَــاءُ
أَوَّلٌ أَنْــتَ فِـى الـعَـــلاءِ ولَـكِـــنْ
كُـلُّ فَـضْـلٍ إِلَـيْـكَ مِـنْـهُ انْـتِـهَــاءُ
ـــــــــــــــ
إياء : ضوء الشمس وشعاعها .
{{ اللهم صل على سيدنا محمد المعصوم بالعصمة الإلهية فى كل أحواله الدينية والدنيوية والحياتية والأخروية وعلى آله ذوى الرتب العلية والمقامات الربانية ،
اللهم صل على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد صاحب الكمالات الربانية والعطاءات الإلهية ، اللهم صل على سيدنا محمد صاحب الكمالات الملكوتية ، والجمالات الربانية ، والجلالات الجبروتية صلاة إلهية ربانية قدسية تليق بعظمة ذاتك على فرد ذاتك المنزهة عن الكيفية والشبهية وعلى آله الطاهرين المعصومين أبواب الحضرة المحمدية الدالين على الذات الإلهية بكسوة الأنوار الأحدية صلاة أزلية أبدية }}
|
|
|
|
|