اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
المعارضة للظلم
وهكذا انطلقت السيدة فاطمة الزهراء (ع) في حماية سياسة الحق، انطلقت بمواقفها وكلماتها وخطبها وكل نشاطاتها، جاءتها نساء المهاجرين والأنصار يعدنها في مرضها الذي توفيت فيه، وأخذن يسألنها عن صحتها، عن مرضها وآلامها وضعفها، فبماذا أجابت؟
قالت (ع):"أصبحت عائفة لدنياكن، قالية ـ كارهة ـ لرجالكن"،
لماذا؟
لأنهم لم ينطلقوا في نصرة الحق، لم يقفوا مع علي(ع) ممثّل الحق، احتجّت عليهن وعلى رجالهن بذلك، وسجّلت هذا الموقف الغاضب دفاعاً عن الحق، لا لأن عليّاً(ع) زوجها أو ابن عمها، بل لأنه إمامها وولي أمرها وإمام كل المسلمين ووليّ أمرهم، ولأن علياً مع الحق والحق معه، ولأن علياً ذاب في الله بجهاده دون خوف، وتحرك في سبيله من دون ملل ولا كلل، ولأن علياً هو الذي علّمه رسول الله وفتح له ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب. ولأن علياً لو سُلِّم زمام الأمور لعمل بالحق وأرسى قواعد العدل وحملهم على المحجة البيضاء.
علي(ع) في وعي فاطمة(ع) يمثّل كل هذه الصفات، يمثل الإنسان الكامل الذي احتاج كل الناس إلى علمه ولم يحتج إلى سؤال أحد، كان دائماً في المقدمة والطليعة، وكما قال الخليل بن أحمد الفراهيدي عندما سئل: لم قدّمت علياً؟ فأجاب: "استغناؤه عن الكل واحتياج الكل إليه دليل أنه إمام الكل".