لقد وصف واللَّه تعالى أنبياءه بأوصاف ووصف امير المؤمنين عليه السلام بمثلها،
فقال في نوح: 'إِنَّهُ كَانَ عَبْدَاً شَكُوراً'،
وقال في عليّ عليه السلام: 'وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورا
ً
، وأين مقام الشاكر من المشكور؟!
ووصف إبراهيم بالوفاء، فقال: 'وَإِبْرَاهيمَ الَّذي وَفَّى'
، وقال في عليّ عليه السلام: 'يُوفُونَ بِالنَّذْر
ووصف سليمان بالملك، فقال: 'وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً'
، وقال في عليّ عليه السلام: 'وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً'
ووصف أيّوب بالصبر، فقال: 'إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً،
وقال في حقّ عليّ عليه السلام: 'وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً'
ووصف عيسى بالصلاة، فقال: 'وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ'
وقال في حقّ عليّ عليه السلام: 'وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ'
ووصف محمّداً صلى الله عليه واله وسلم بالعزّة، فقال:
'وَللَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ'،
وساواه برسوله فقال:
'وَلِلْمُؤْمِنينَ'وهو عليّ عليه السلام
.
ووصف الملائكة بالخوف، فقال: 'يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ
، وقال في عليّ عليه السلام: 'إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَّبِّنَا'
ثمّ أمر نبيّه الكريم صلى الله عليه واله وسلم أن يرفعه في مقام التشريف والتعظيم، فقال بعد أن بالغ في المقال:
لو كانت السماوات صحفاً،
والغياض أقلاماً،
والجنّ والإنس كتّابا،
"والبحر مدادا"
لنفد المداد وعجز الثقلان أن يكتبوا معشار عشر العشر
من فضل عليّ عليه السلام
ثمّ كمّل له الفضل الذي لا يحد، فقال:
لو أنّ أحدكم عَبَدَ اللَّه بين الركن والمقام حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله
لم يقبل اللَّه منه عملاً إلّا بولاية عليّ،
هذا المقام الرفيع عند الربّ البصير السميع جلّ جلاله
.
وأمّا قربه من الرسول،
فهو روحه ونفسه، وأخوه وابن عمّه، ومساويه ومواسيه
.
وأمّا علمه الذي تنفد البحار ولا ينفد، فهو الذي قال عليه السلام:
لو كشف الغطاء ما أزددت يقيناً
الشيخ تقي الدين عبداللَّه الحلبي
قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
من كتب فضيلة من فضائل علي لم
تزل الملائكة تغفر له ، ومن ذكر
فضيلة من فضائله غفر الله له ما
تقدم من ذنوبه وما تأخر.
وقال امير المؤمنين عليه السلام
لاتجعلونا اربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فانكم لاتبلغون كنه ما فينا ولا
نهايته
فان الله عز وجل قد اعطانا اكبر واعظم مما يصفه واصفكم او يخطر على
قلب احدكم
فاذا عرفتمونا هكذا فانتم المؤمنون.