أنت النبيُّ القائدُ المتشفّعُ الــــ = متحنّنُ المعطاءُ في الزمن الردي
أنّى التفتُّ وجدتُ نورَكَ حاضراً = مِن عاشقٍ متشوّقٍ متزوّدِ
يا قبلةَ العشاقِ حينَ تشهّدوا = وجدوا الرسالةَ كلّها بمحمّدِ
هذي البدايةُ لا بدايةُ بعدها = لا يرتقي الإنسانُ إنْ لم يصعدِ
يا أصلَ ينبوعِ الوجودِ وسرّهِ = باللّوحِ نورُكَ في القيامة سرمدي
وكأنّ وجهَكَ فيهِ جناتُ العلا = فيهِ نبوةُ كلُّ هادٍ مُرشدِ
رُفِعتْ ديارُ الطاهرين وقُدّستْ = وعلَتْ على بنيان كلِّ مؤيّد
إنّي رأيتُ المدحَ فيكَ وسيلةً = للمؤمنين ونعمةً للمهتدي
إنّ التوسلَ في الرسولِ شريعةٌ = مافي الدُّنا لذوي الأنا مِنْ مُسعدِ
هذي البيوتُ ملاذُ كلُّ مُصفّدٍ = ومتيّمٍ أو سائلٍ مُتردّدِ
ولقد يعزُّ على الغيور ورهطهِ = سلبُ الكرامةِ رغم كلّ مجنّدِ
يا حاملي الإسلام ما هذا الكرى = والغربُ يعرضُ مثلَ هذا المشهدِ
لاتتركوا هذي العلوجُ وحزبها = إنّ السيوفَ على الرقابِ بمرْصَدِ
حتَّى مَ يقتلُنا اليهودُ وإننا = لانستفيقُ وفاسقٌ كالجلمدِ
نامتْ عيونُ الظالمينْ فغادرٌ = لايرعوي أو قاتلٌ لمْ يُلحَدِ
مَنْ مبلغٌ عني فجائع أُمّةٍ = ثكلى على الزمنِ الأغرِ الفرقدِ
ولقد بكيتكَ والديارُ كئيبةٌ = والناسُ بين مفكّرٍ ومعربدِ
ودعوتني وأنا القعيدُ مُقيّداً = فاهتفْ مع الصبحِ الجديدِ وَحَشِّدِ
وأخذتني فوق الغمامِ مُردّداً = في الكون مِن قُطرٍ لقُطرٍ أبعدِ
يا أيها المعصومُ ياسرَّ السّما = فالنورُ أكبرُ أنْ يقاسَ بموقدِ
ونهرتَ بالجاني وقلتَ له انتظرْ = فلقدْ أسأتَ لمرسلٍ ومؤيّدِ
قادَ الورى وأعزّهم أنّ الورى = نحو الرسالةِ رائحٌ أو مغتدي
ما استاءَ رغم مشاهدٍ خداعةٍ = مِن ناصبٍ أو فاسقٍ أو مُلحِدِ
مافي السّما لذوي الهوى مِن جنّةٍ = أو في الدُّنا لذوي العُلا مِن خرّدِ
فاكتبْ على قلبِ الغيورِ محمّداً = هذا البيانُ خططتهُ بمجلّدي