[علي وكفى]

يوم المباهلة "

تعددت الحوادث التي من خلالها شرع النبي الاكرم (ص) ببيان فضل امير المؤمنين ع ، وتعددت الاساليب ايضاً في ايصاله للمطلوب ، فتارة كان يدعو اهل بيته خاصة وعشرته الاقربين الى مائدة طعام حتى اذا فرغوا القى عليهم الحجة وعهد بهم امير المؤمنين ع ، وتارة يقف على باب علي ع ، ويقول بصوت رفيع ، يااهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلفة الملائكة الصلاة يرحمكم الله "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا" ...
واخرى يلحفهم جميعا : علي وفاطمة والحسن والحسين : في كساء يماني ويدعو الله عزوجل قائلا : اللهم هؤلاء اهل بيتي وخاصتي ....الخ ... وبعدما القى الحجج على المسلمين وقال فيه الاحاديث التي تواترت بل اجتازت التواتر ببون شاسع ، أبان مكانته وفضله وصفاته ، ولم يدع شاردتاً او واردتاً الا احصاها على الامة ... حتى اذا كان يوم الغدير ، ووصل فيه النبي ص بالرسالة الى منتهاها جمع الناس واوقفهم في الهجير ، وصاح برفيع صوته من كنت مولاه فهذا علي مولاه ....الخ ....

ورغم كل هذا وذاك كانت للقران وقفات كثيرة في حق الولي ع ، حتى ناهزت الايات التي نزلت في حقه وبيان فضله الثلاثمائة اية ، منها مانزلت به خاصة ومنها مانزلت باشارة له من بعيد ...

ومن هذه الايات التي نزلت في حقه ع خاصة اية (المباهلة) المباركة ،
وقد ذكرت التفاسير وكتب السير سبب نزول هذه الاية وسبب اختصاصها في علي ع !!
ونحن بهذه العجالة لانروم الى بيان سبب النزول ، ولا الى حادثة المباهلة
لكن نقول قد اجمع اهل القبلة حتى الخوارج منهم على ان النبي ص لم يدع للمباهلة من النساء سوى بضعته فاطمة ع ، ومن الابناء سوى سبطيه ورياحانته من الدنيا ، ومن الانفس الا اخاه علي ع

(اكبر فضيلة الى امير المؤمنين)
قال الشيخ المفيد في كتاب الفصول : قال يوماً المأمون للامام الرضا ع "أخبرني بأكبر فضيلة لامير المؤمنين ع يدل عليها القران ؟... فقال الامام ع : فضيلة في المباهلة

في هذه الاية العظيمة "بان فضل امير المؤمنين ع على الناس جميعا ، وبانت مكانته عند الله عزوجل
فقد جاءت لفظة :[انفسنا وانفسكم] دليل واضح ، اوضح من الشمس في رابعة النهار ، على ان نفس اميرالمؤمنين ع ، هي نفس النبي ص ، بلحاظ [انفسنا] ... فكان نفس النبي بحكم الله عزوجل ، وقد ثبت انه ليس احد من خلق الله أجّل من رسول الله ص ،وافضل ، وبالتالي واجب ان لايكون احد افضل من نفس النبي بحكم الله عزوجل ...

(النفس) :قد يتوهم البعض كما زعم المأمون " انما قد دعا هو نفسه ويقصد به :نفس رسول الله :
ويكون بذلك المراد نفسه التي بين جنبيه في الحقيقة دون غيره !!...ولايكون لامير المؤمنين ع ماذكر من الفضل

ومن هنا نجيب بما اجاب الامام الرضا ع المأمون ايضاحاً لسذاجة رأيه المأفون " ليس كما ذكرت –ياامير المؤمنين- وذلك ان الداعي إنما يكون داعياً لغيره كما أن الامر آمر لغيره ولايصح داعياً لنفسه في الحقيقة كما لايكون آمراً لها في الحقيقة !!
واذا لم يدع رسول الله (ص) في المباهلة رجلاً الا امير المؤمنين ع فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه ، وجعل حكمه ذلك في تنزيله
فقال المأمون مبهوتاً " (اذا ورد الجواب سقط السؤال)

من هنا يتضح ما قد يلتبس على البعض ، ومن ان الادعاء قد يكون لنفس النبي وهذا غير وارد لالغتاً ولاعقلاً ... وبهذه العجلة ( يتضح ان امير المؤمنين هو اخو رسول الله وصنوه وهو بمنزلة هارون من موسى ، بل اعظم من ذلك فهو نفس النبي الاكرم فهما من نور واحد ومن شجرة واحدة ، وسائر الناس من شجر شتى ، وهو وارثه في الدنيا والاخرة ، )

اللهم اجعلنا من شيعة امير المؤمنين ع ، وجعلنا ممن يتمسك بدربه ويخطو تابعاً اثره ، حتى نرد عليه الحوض يوم الورد المورود ...