رصيف الساعة الثالثة ج 2
فشحت فيهما الرؤية وتقمط جزء كبير منهما بالرموش .
وطرح السؤال بين المدعوين ماهذا الضوء ؟!... ولِم َ تحركت الأقدام ؟!
وبخطوات معدودة أجاب الفتى على السؤال وفتح أحد الكتب المرمية على
بلاط الأرضية ؛ فأخرج منه شيئا ًمربع الشكل تتصارع فيه الألوان ويتناثر
السحر وهناك مِزحة من جمال ، ولمحة من ملح الحياة بدت منيرة زاهية.
فطن الجميع إلى ذلك الشيء والذي رُفع ليستقر على فؤاد الشاب الهائم .
لقد عرف المدعوون صورة لإمرأة سمراء فائقة الجمال مرهفة الحس ؛
لها جذب عاشوه ولمسوه للتو.
غادر الشاب بعد دقائق محسوبة إلى دنيا أ ُخرى ، دنيا ممتعة ؛ فضحت كل
ذلك ابتسامة افترشت شفتيه .
وهكذا أحس ميل الساعة البدين بنشوة الفرح تتشرب بجسمه المعدني ؛فغفا
وقد أطبق جفنيه على أمل سعيد...
أظفارلاتنتشب ... ج1
الأمر أني دائما ما أقع في نفس بئرموسى ... وقد أذبح أخي أمام غراب... أو أبحـــث
عن صغير ناقة لأسفك دمه ... أقف لأعربد في إحدى الزوايا وأنا أنفخ أنفاســـي ككور
حداد ... أتمرغ بتراب الشبهة حتى تصهرني الشمس ويعودالمطر والضوء والحــــرارة
لتصنع منى انسان من جديد.
تعاسة الحلو الذي قد يندم عليه صاحبه تراودني وأشرب ... سعادة السجن وقيود الآه
والألم والحسرة والشعور بالذلة وحمى الكرامة تراودني وأزهــــق الأرواح كالـــورد تحت
مذبحة الصقيع والأيدي والريح .
بشع منظري وأنا أترقب مرآتي وهي تمنحني العطر والنظر وتضع لي ريش الطــاووس
وحلي قارون وحلة سليمان وتاج فرعون وصولجان قيصر.
أميل ساعات طوال أمام ناقوس الخطر وأتذرع بلملمة الذكريات والصور ... أوزع الضحكات
كالخنجر يطعن في الحشايا، وأعود لأبكي وأ ُبكي من معي على حالي وحالهم وأطالب
بنبي ...