قالت دراسة دولية إن الأشخاص الذين يقلعون عن التدخين يكونون أقل عرضة للإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية مقارنة بالمدخنين، حتى لو زاد وزنهم بضعة كيلوغرامات نتيجة الإقلاع عنه.
المعروف أن النيكوتين يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب لدى المدخنين، وتسريع وظائف الجسم الأخرى، ويتسبب ذلك في إحراق سعرات حرارية أكثر قليلا من غير المدخنين؛ وعندما يقلع المدخنون عن التدخين تتباطأ لديهم عمليات التمثيل الغذائي (الأيض).
لكن الباحثين -الذين شاركوا في الدراسة التي نشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية- ذكروا أن تأثير زيادة الوزن التي غالبا ما تصاحب الإقلاع عن التدخين لم يكن واضحا، وقالت كارول كلير من جامعة لوزان في سويسرا ومستشفى ماساشوستس العام في بوسطن 'إن الذين يقلعون عن التدخين يميلون إلى تعويض انسحاب النيكوتين بتناول الوجبات الخفيفة، ومن ثم يزداد الوزن'.
وأضافت أن 'زيادة الوزن مصدر قلق حقيقي للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين وربما لا يكون من الناحية الجمالية فقط'، مشيرة إلى أن 'زيادة الوزن والبدانة من عوامل الخطر لمرض القلب التاجي ومصدر قلق لا سيما بين الأشخاص المعرضين بالفعل لخطر أمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين قد تلغي -أو على الأقل تقلل- فوائد الإقلاع عن التدخين'.
وحللت كلير وزملاؤها بيانات من دراسة طويلة الأجل شملت 3251 شخصا خضعوا لمسح صحي مرة كل أربع سنوات في الفترة بين 1984 و2011، وفي البداية كان أقل قليلا من ثلث المشاركين في الدراسة من المدخنين.
وبعد أكثر من 25 عاما تعرض 631 شخصا من جميع المشاركين لنوبات قلبية أو سكتات دماغية أو فشل في وظائف القلب، أو نوع آخر من أمراض شرايين القلب.
أما الأشخاص الذين قالوا إنهم أقلعوا عن التدخين منذ آخر فحص، والأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين منذ فترة أطول، فكانوا أقل عرضة بمقدار النصف للإصابة بمشكلات في القلب مقارنة بالذين استمروا في التدخين.
وزاد وزن الذين أقلعوا عن التدخين بنسبة تراوحت ما بين 2.7 إلى 3.6 كيلوغرامات بعد الإقلاع عن التدخين، وهو ما يتوافق مع أبحاث سابقة، لكن فريق الباحثين كتب أن زيادة الوزن المرتبطة بالإقلاع عن التدخين لم يكن لها تأثير واضح على صحة القلب.