[الباحث الاكاديمي]

قراءة في الظلم والجور

ان اهل البيت عليهم السلام اخبرونا ان الارض تملئ ظلما وجورا فيخرج المهدي عج فيملئها عدلا وقسطا ..

كيف نشخص ذلك الظلم والجور الذي سيملئ الارض؟. حيث اننا نجد الكثير من تكلم في هذا الموضوع يرى ان الارض ملئت ظلماً وجوراَ منذ قرون.

فعند الاخذ بتأويلات بعض اؤلئك المفكرين سيتم تسويف قضية مليء الارض ظلما وجورا وتفرغ من مضمونها وهؤلاء المفكرون ومن حيث لا يعلمون زعموا بأن اهل البيت عليهم السلام لم يبينوا صورة ذلك الظلم والجور وتركوا ذلك التصور لنا نتصوره كيف نشاء وفي أي مكان وزمان.

بينما في الحقيقة نجد تفصيلا من قبل اهل البيت عليهم السلام للظلم والجور الذي سيملئ الارض في نظام الروايات المنقول عنهم فقد ورد في الروايات :

عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق عليه السلام )يقول: (لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي). (البحار:52/ 133 )

كمال الدين:2/655 ، عن سليمان بن خالد ، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة ، الموت الأحمر السيف ، والموت الأبيض الطاعون ). ومثله العدد القوية/66 ، وعنه إثبات الهداة:3/723 ، والبحار:52/207.

هذه الاحداث في الروايتين تحدث قدام القائم فأنظر الى مدى الظلم والجور الذي يحدث بالاقتتال بين الناس حتى يقتل ثلثا الناس وهي نسبة 66% ولعله يموت أثر الاقتتال بالأمراض وما شابه نسبة 5% فيصبح الناتج 71% من سكان العالم وهو نسبة 5 – 7 . وقتل هكذا اعداد يقتضي دخول الكتل السكانية الكبيرة في هذا الاقتتال وهو ما يعبر عنه بالحرب العالمية ولدقة هذه النسبة نجد ان احصاء سكان العالم اليوم يصل الى 7 مليار نسمة مما يعني ذلك ان الحرب القادمة ستفني 5 مليار نسمة.

والتفاتة اخرى : ان الموت الابيض بالطاعون هو موت من صنع البشر وذلك لنسبة اهل البيت عليهم السلام ذلك الطاعون الى الظلم والجور فأنه لا ريب أثر استخدام اسلحة الدمار الشامل الكيميائية والبيولوجية.

والموت الاحمر : اشد انواع الموت باستخدام اسلحة الدمار الشامل التي تُسيل الدماء وتقطع الاشلاء وهي الاسلحة النووية وامثالها.

هذا هو الظلم والجور الذي لا يطيقه الانسان وعموميته على جميع انحاء الارض ( تملئ الارض ) يعني عالميته.

فبوجود تأويل لأهل البيت عليهم السلام للظلم والجور لا نحتاج الى تأويل المؤولين .

فليس الظلم والجور كما يراه البعض يقتصر على انتشار وسائل الاتصال الحديثة وما بها من مفاسد, بالرغم من وجود المصالح فيها!! وكذلك غزو الثقافة الغربية وما الى ذلك من التأويلات مع العلم ان هذا العصر افضل بكثير من عصر الامبراطوريات الغربية والخلافة العباسية والعثمانية وكذلك هو افضل من عصر الفاشية الغربية واحداث الحرب العالمية الاولى والثانية في زمان قتل فيه اكثر من 100 مليون نسمة وتعرض العالم الى الجوع حتى كادت تنقرض القطط والكلاب. والعالم اليوم اكثر انتظاما مما سبق لذلك ينظر البعض الى انتشار الديمقراطية الليبرالية نظرة المتفائل بتحقق العدل والمساواة وحقوق الانسان.

فكيف يقول القائل ان الارض ملئت ظلما وجورا اليوم؟!!.

حتى تحصل الحرب العالمية الثالثة وعندها بزوال بعض القيادات العالمية وضعف القيادات الاخرى ستتحول انظار العالم نحو القيادة العالمية الجديدة المتمثلة بالإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ليملئ الارض قسطا وعدلا حقيقيا بعد ان تملأها الدول الغربية ظلما وجورا .