النعمة أعلنت براءتها... ج1
توأم جميل نسخة طبقة الأصل جمال خلاب للطفلين شعرذهبي وعينان زرقاوان وخدود كورد متفتح
ورائحة تشبه بوح الربيع ؛ كانت الأم تجتهد كي تخيط لهما لباسا ًمتساويا ً؛ طعاما ًموحدا ً؛ ألعابها
سريرهما؛ كتبهما ؛ رفقاءهما بل حتى عدد القبلات والتأنيبات .
تلاحق الزمن وكل شيء في تواتر النقل للأحداث يدون على أساس التوافق والتساوي في مستوى
التعامل مع التوأمين ... بسطت الأيام لهما بساطا ًمن الود واللطف والمحبة فتحت لهما السبل و
أغدقت عليهما أسارير الرضا مما أحتفظ به بعضهم ؛ تنفس الناس عند التبصر بهما الصعداء
راحة ًوغبطة بهما وهما يتأبطات ذراع بعضهما البعض ؛ والنسيم يلاعب خصلتي شعرهما الذهبيتين
ويقحم الضوء نفسه بين استدارة خديهما... ويفطن الظرف لالتماع ثغريهما الذي يصطف فيه حشد
رهيف من بياض مرصوص بعناية مبدع باريء...
النعمة اعلنت براءتها ج2
الشباب وبريقه الممغنط بالحيوية والنشاط ؛ اغصان الربيع وثماره اليانعة ؛ أجواء من الزهو والمــــــرح
مع بواكير صفاء وعنفوان الإزهار مبكرا ً... كان الناس يتحركون مع التؤامين حيثما حلا بشــــــغف ووله
بل وتوق ؛ يرصدان كل نأمة تصدر منهما ويحسان بأنفاسهما وهي تلطف النسيم ويستبــــــشران بلفظــهما
للحروف وتدفق الأرقام .
مات أبوهما وخلف مال عظيم فأخذا العزاء فيه بعدها حصدا ثمر العزاء وتساويا في الأكداس ما أضـــــاف
لهما صفة حميمة أخرى ..!!...
لما حمى وطيس السنين ودارت عجلتها ومرت الأيام بهرولة سريعة إلى حد ما تغير سير الأحداث والرفقة
معا ًوتلبدت السماء بالغيوم وحصلت حبكة جديدة تقاسمتها الرياح العالية والأتربة الملتفة صوب الشوارع
والأزقة...
كانت السير تحكى عبر أفواه ترتعش وتسرد خلال وجوه تتلفت ؛سمعنا عجبا ً:" أيمكن أن يتبدل المرء بين
ليلة وضحاها" ...
الخوف والترقب والحيرة وعدم التوقع وتشتت الفكر مع تقريب اليدين إلى الى الصدغين محاولة للهروب
من شيء ما ...